الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يَحْيَى ابْنُ حَمْزَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنَا عَبَايَةُ بْنُ رَافِعِ ابْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: أَخْبَرَني أَبُو عَبْسٍ، هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَبْرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَا اغْبَرَّتْ قَدَمَا عَبْدٍ فِي سَبِيلِ اللهِ فتمَسَّهُ النَّارُ".
(إسحاق) قال الكلاباذي: هو ابن منصور.
(فتمسَّه) بالنصب، أي: أن الإغبرار المرتب على المشي منتف بانتفاء المشي فقط وقد تقدمت مباحثه في (الجنائز) في: (لا يموت لمسلم ثلاثة فيلج النار)، قيل: ومطابقة الآية للترجمة مضمون: {وَلَا يَطَئُونَ} [التوبة: 120]، لأن ذلك يتضمن المشي المؤثر في تغبير الأقدام لا سيما في ذلك الزمان.
* * *
17 - بابُ مَسْحِ الْغُبَارِ عَنِ النَّاس فِي السَّبِيلِ
(باب: مسح الغبار عن الناس في سبيل الله)
2812 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ لَهُ وَلعَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ: ائْتِيَا أَبَا سَعِيدٍ فَاسْمَعَا مِنْ حَدِيثِهِ، فَأَتَيْنَاهُ، وَهُوَ وَأَخُوهُ فِي حَائِطٍ لَهُمَا
يَسْقِيَانِهِ، فَلَمَّا رَآناَ جَاءَ فَاحْتَبَى وَجَلَسَ، فَقَالَ: كُنَّا ننقُلُ لَبِنَ الْمَسْجدِ لَبِنَةً لَبِنَةً، وَكَانَ عَمَّارٌ يَنْقُلُ لَبِنتَيْنِ لَبِنتَيْنِ، فَمَرَّ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَمَسَحَ عَنْ رَأْسِهِ الْغُبَارَ، وَقَالَ:"وَيْحَ عَمَّارٍ! تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ؛ عَمَّارٌ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللهِ، وَيَدْعُونه إِلَى النَّارِ".
(وأخوه) قال الدمياطي: هو وهم لأن أبا سعيد لم يكن له أخ بالنسب سوى قتادة ابن النعمان الظفري، فإنه كان أخاه لأُمه، ومات قتادة في عهد عُمر، وكان عمر أبي سعيد حين بنى المسجد نحو عشرين سنة أو دونها.
قال (ك): لعله أخوه من الرضاعة ولا أقل من أخي الإسلام.
قلت: الرضاعة تحتاج لنقل، وأخوة الإسلام لا تنحصر في هذا؛ فالإشكال باقٍ.
(لَبِنة) بفتح اللام وكسر الباء، وبكسر أو فتح، فيكون على القاعدة في (فعل).
(فاحتبى) الاحتباء: أن يجمع ظهره وساقية بعمامة أو نحوها، وقد يحتبي بيديه.
(عن رأسه) في بعضها: (على رأسه)، فيكون متعلقًا بالغبار، أي: الغبار الذي على رأسه.
(ويح) كلمة رحمة منصوب بإضمار فعل.