الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شَرْطٍ لَيْسَ فِي كِتَابِ اللهِ فَهْوَ بَاطلٌ، وإنْ كَانَ مِائَةَ شَرْطٍ، قَضَاءُ اللهِ أَحَقُّ، وَشَرْطُ اللهِ أَوْثَقُ، وإنَّمَا الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ".
(باب: الشرط في الولاء)
سبق مرات، هذا رابعُ عشرِها.
* * *
14 - بابٌ إِذَا اشْتَرَطَ فِي الْمُزَارَعَةِ "إِذَا شِئْتُ أَخْرَجْتُكَ
"
(باب: إذا اشترط في المزارعة إذا شئت أخرجتك)
2730 -
حَدَّثَنَا أبو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أبو غَسَّانَ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ ناَفِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا فَدَعَ أَهْلُ خَيْبَرَ عَبْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ قَامَ عُمَرُ خَطِيبًا، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ عَامَلَ يَهُودَ خَيْبَرَ عَلَى أَمْوَالِهِمْ، وَقَالَ:"نُقِرُّكُمْ مَا أقرَّكُمُ الله"، وَإِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ خَرَجَ إِلَى مَالِهِ هُنَاك، فَعُدِيَ عَلَيْهِ مِنَ اللَّيْلِ، فَفُدِعَتْ يَدَاهُ وَرِجْلَاهُ، وَلَيْسَ لنا هُنَاكَ عَدُوٌّ غَيْرُهُمْ، هُمْ عَدُوُّناَ وَتُهَمَتُنَا، وَقَدْ رَأَيْتُ إِجْلَاءَهُمْ، فَلَمَّا أَجْمَعَ عُمَرُ عَلى ذَلِكَ أتاهُ أَحَدُ بَنِي أَبِي الْحَقَيْقِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! أتخْرِجُنَا وَقَدْ أقرَّناَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم وَعَامَلنَا عَلَى الأَمْوَالِ، وَشَرَطَ ذَلِكَ لنا؟! فَقَالَ عُمَرُ: أَظَننتَ أنِّي نسَيتُ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "كيْفَ بِكَ
إِذَا أُخْرِجْتَ مِنْ خَيْبَرَ تَعْدُو بِكَ قَلُوصُكَ لَيْلَةً بَعْدَ لَيْلَةٍ"؟! فَقَالَ: كَانَتْ هَذه هُزَيْلَةً مِنْ أَبِي الْقَاسِم، قَالَ: كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ اللهِ. فَأجْلَاهُمْ عُمَرُ وَأَعْطَاهُمْ قِيمَةَ مَا كَانَ لَهُمْ مِنَ الثَّمَرِ مَالًا وإبِلًا وَعُرُوضًا، مِنْ أَقْتَابٍ وَحِبَالٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ.
(أبو أحمد) قال الكلاباذي: هو مَرَّار -بفتح الميم وشدة الراء الأولى- ابن حَمُويه -بفتح المهملة وضم الميم- الهمذاني، وقيل: محمد بن يوسف البيكندي، وقيل: محمد بن عبد الوهاب الفراء، وقال الغساني: هو ابن يحيى الكناني.
(فعدى عليه)؛ أي: ظلم، والعدوان: الظلم.
(ففدعت) قال (ش): بفاء ودال وعين مهملتين مفتوحات، أي: زالت يده من مفصلها فاعوجت، وفدع مثل عوج، أي: أصابه ذلك، وقيل: يقال: أفدع: إذا التوت رجله، وأكوع: إذا اعوجت يده من رأس الزند، والفدع بالتحريك: زيغ بين القدم وعظم الساق، وكذا في الرواية، وهو أن تزول المفاصل عن أماكنها، وفي بعض تعاليق البخاري: فدع: يعني كسر، والمعروف في قصة ابن عُمر ما قاله أهل اللغة، وهذا الآخر هو ما صدَّر به (ك) إذ قال: فدغ بالفاء والمهملة المشددة ثم المعجمة المفتوحات من الفدغ، وهو كسر الشيء المجوف، ثم نَقَل عن (خ) أنه إنّهم أهل خيبر بأنهم سحروا عبد الله ففدعت يداه ورجلاه، أصل الفدع في الرجل زيغ بين القدم وعظم
الساق، ورجل أفدع: إذا التوت قدماه من ذلك الموضع.
قال: ولعل (خ) صححه بالعين المهملة، إذ هو المناسب لمعناه اللغوي، وفسر عدى عليه بالسحر، وفي حديث ابن عُمر: أن أباه بعثه إليهم ليقاسمهم التمر فدفعوه ففدعت قدمُه.
(تَهمتَنا) بفتح الهاء، وقيل بسكونها، وأصله: وهمتنا، فقلبت الواو تاء نحو: التُكْلان.
(أجمع)؛ أي: عزم.
(الحُقَيْق) بضم المهملة وفتح القاف الأولى وسكون الياء.
(إذا أخرجت) بالبناء للمفعول.
(قلوصك) هي الناقة الشابة، وقيل: أول ما تركب من إناث الإبل، وربما قيل ذلك للناقة الطويلة القوائم.
(هزيلة) تصغير المرة من الهزل ضدِّ الجد.
(مالًا) تمييز للقيمة.
(وإبلًا) عطف على مال يقتضي أنه أُريد به النقد خاصة، والزرع خاصة لحديث أبي هريرة:(يشغلهم العمل في أموالهم)، أو من عطف الخاص على العام.
(وعروضنا) جمع عرض، وهو ما ليس بذهب ولا فضة.
(أقتاب) جمع قتب بالتحريك، وهو الرَّحل الصغير على قدر السنام، وبالكسر جمع أدوات السانية من أعلاقها وحبالها.
* * *