الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(وذبابه) طَرَفُه، وقيل: حَدُّه.
(ثدييه) قال ابن فارِسِ: الثديُ للمرأة، وأمَّا للرجل فيقال: ثُنْدُؤة، مهموزٌ إذا ضُمَّ أولُه، ومفتوحٌ إذا لم يُضَم.
(تحامل)؛ أي: مَالَ، والتَّحامُل تَكلُّفُ الشيءِ بمشقة.
(آنفًا) بمد الهمزة، أي: الساعةَ، وحكمُه صلى الله عليه وسلم بأنه من أهل النار ليس لِقَتْل نفسِه، فإن ذلك كبيرة، وهي لا تُوجب كُفرًا ولا تخليدًا في النار، وإنما عَلِمَ صلى الله عليه وسلم أنه كافرٌ بوحي، أو عَلِم أنه اسْتَحَلَّ قتلَ نفسه، فيكون مرتدًا، أو أنَّ المرادَ بكونه من أهل النار: أنه من العُصاة الذين يدخلون النار، ثم يخرجون منها، ففيه أن العِبْرةَ بالخاتمة وبالنية، وأنَّ الله يؤيدُ هذا الدِّيْنَ بالرجل الفاجر؛ نعم، قولُه:(فيما يبدو للناس) فيه ما يرفع الإشكالَ، وقد ذكر الخَطِيْبُ في "كتاب الفَصْل": أبو سَعِيد مرفوع، وما بعده من كلام ابن مَسْعُود، ثم رواه كذلك متصلًا.
* * *
78 - بابُ التَّحْرِيضِ عَلَى الرَّمْيِ
وَقَوْلِ اللهِ تَعالَى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} .
(باب التحريضِ على الرميِ)
(من قوة)، القوةُ: الرميُ.
* * *
2899 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ الأكوَعِ رضي الله عنه، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَسْلَمَ يَنْتَضِلُونَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ، فَإِنَّ أَبَاكمْ كانَ رَامِيًا، ارْمُوا وَأَناَ مَعَ بَنِي فُلَانٍ"، قَالَ: فَأمْسَكَ أَحَدُ الْفَرِيقَيْنِ بِأيْدِيهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"مَا لَكُمْ لَا تَرْمُونَ"؟ قَالُوا: كَيْفَ نَرْمِي وَأَنْتَ مَعَهُمْ؟ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "ارْمُوا، فَأناَ مَعَكُمْ كلِّكُمْ".
الحديث الأول:
(أسلم) قبيلةٌ.
(ينتصلون)؛ أي: يترامون بالنِّصَال، وهي السهام.
(بني إسماعيل) منادى، أي: يا بَني.
(أباكم)؛ أي: إِسْمَاعِيل بن إبْرَاهِيْمَ صلى الله عليهما وسلَّم، وهو أبو العَرَبِ.
قال (خ): فيه دليلٌ أنَّ أهلَ اليَمَن من وَلَدِه، انتهى.
قال عَمْرو بنُ بَحْرٍ: فلا يصح ذلك، ولا يُمكن أن يريدَ يا بني
إِسْمَاعِيل: بُنُوَّةَ القُوَّة؛ لأنهم رَموا مثلَ رَمْيِهِ، أو نحوِ ذلك.
(كُلكم) بالجرِّ تأكيدٌ للضمير المجرور، وإنما كان مع الكلِّ وأحدُهما غالبٌ، والآخَرُ مغلوبٌ؛ لأنَّ المرادَ مَعِيَّةُ القصد إلى الخير وإصلاحِ النية، والتدريب فيه لأجل القَتل.
* * *
2900 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْم، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أسُيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ حِينَ صَفَفْنَا لِقُرَيْشٍ وَصَفُّوا لنا: "إِذَا أكثبوكم فَعَلَيْكُمْ بِالنَّبْلِ".
الحديث الثاني:
(صففنا) قال (خ): في بعض النُّسخ: (أَسْفَفْنا)، ومعناه: القُرب منهم، من أَسَفَّ الطائرُ -بالسين المهملةِ- (1) في طيرانه: إذا انحطَّ إلى أن يُقارِب وجهَ الأرض، ثم يطير صاعدًا.
(أكثبوكم) بمثلثة، ثم موحَّدَةٍ، يقال: كَثَبَ وأَكْثَب: إذا قَارَبَ، والكثيبُ القُرب، والهمزة فيه للتعدية؛ فلذلك عَدَّاها إلى ضميرهم، وقيل معناه: تحامَلوا عليكم وتَكاثروا، وذلك أن النُّبل إذا رمى الجمع لم يُخْط، ففيه رَدْعٌ لهم.
* * *
(1)"بالسين المهملة" ليس في الأصل.