الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على العبد جهادٌ ولا حجٌّ.
* * *
2549 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نصرٍ، حَدَّثَنَا أبو أُسَامَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، حَدَّثَنَا أبو صَالحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "نِعْمَ مَا لأَحَدِهِمْ يُحْسِنُ عِبَادَةَ رَبِّهِ، وَيَنْصَحُ لِسَيِّده".
الرابع:
(نعم ما) قال الجَوْهَري: إنْ دخلتْ (نِعْمَ) على (ما)؛ قلت: نِعِمَّا يعظكم به، تجمع بين ساكنين، وإن شئتَ حرَّكت بالكسر، وإنْ شئتَ فتحتَ النون مع كسر العين، انتهى.
والمخصوص بالمدح محذوفٌ، ولفظ (يحسن) مبيِّنٌ له.
* * *
17 - بابُ كرَاهِيَة التَّطَاوُلِ عَلَى الرَّقِيقِ، وَقَوْلِهِ: عَبْدِي أَوْ أَمَتِي
وَقَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ} ، وَقَالَ:{عَبْدًا مَمْلُوكًا} ، {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا} ، وَقَالَ:{مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ} ، وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ". و {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} : سَيِّدِكَ، "وَمَنْ سَيِّدكم؟ ".
(باب كراهيَة التَّطاوُل)
هو التَّجاوُز عن الحدِّ.
(قوله)؛ أي: قَول السيِّد.
(وقال النبي صلى الله عليه وسلم) هو طرَفٌ من حديثٍ سيأتي في (المَغازي) في قِصَّة سَعْد بن مُعاذ.
(قوموا إلى سيِّدكم)؛ أي: سَعْد بن مُعاذ، قال له ذلك حين كان
حكَمأ في واقعة بني قُرَيظة، ورجَع متوجِّهًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال:
مَنْ سيِّدُكم؟.
* * *
2551 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُردَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الْمَمْلُوكُ الَّذِي يُحْسِنُ عِبَادَةَ رَبِّهِ، ويُؤَدِّي إِلَى سَيِّدِهِ الَّذِي لَهُ عَلَيْهِ مِنَ الْحَقِّ وَالنَّصِيحَةِ وَالطَّاعَةِ، لَهُ أَجْرَانِ".
الحديث الأول:
(من الحق)؛ أي: حقِّ الخِدْمة.
(والنصيحة) تخليصُه من الفَساد.
(والطاعة) لأوامره.
* * *
2552 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَر، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ: أنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أنَّهُ قَالَ: "لَا يَقُلْ أَحَدكمْ: أَطْعِمْ رَبَّكَ، وَضِّئْ رَبَّكَ، اسْقِ رَبَّكَ. وَلْتقُلْ: سَيِّدِي، مَوْلَايَ. وَلَا يَقُلْ أَحَدكمْ: عَبْدِي، أَمَتِي. وَلْيقُلْ: فتايَ، وَفتاتِي، وَغلَامِي".
الثاني:
(سيدي ومولاي) المناسب: لربِّك سيِّدك ومَولاك، لكنَّ الأوَّل خطابٌ للسَّادات، والثاني للمَماليك، أي: لا يَقول السيِّد للمَملوك: أَطْعِمْ ربَّك؛ إذ فيه نوعُ تكبُّر، كما لا يقول العبد لفظًا لا تعظيمَ فيه، بل يقول: أطعمتُ سيِّدي ومَولاي، ونحوه.
(الفتى) الشَّابُّ.
(الفتاة) الشَّابَّة، أمَّا قوله تعالى:{إِنَّهُ رَبِّي} [يوسف: 23]، {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} [يوسف: 42]، فشرْعُ مَن قبْلَنا، فكما لا ربَّ حقيقةً إلا الله، لا سيِّدَ ومَولى حقيقةً إلا الله، لكن جاز السيِّد دون الرَّبِّ، لأنَّ حقيقة الرُّبوبية مختصةٌ بالله تعالى دون السِّيادة، لأنها ظاهرةٌ، فإنَّ بعض الناس ساداتٌ على آخَرين، وجاء المولى لمعانٍ بعضها لا يصحُّ إلا على المَخلوق.
قال (خ): لا يُقال: أطعِمْ ربَّك، لأنَّ العبد مربوبٌ مأمورٌ بإخلاص التوحيد، وتركِ الإشراك، فكُره له المضاهاة بالاسم، أمّا غيره من حيوانٍ وجمادٍ فلا بأس بإطلاق الاسم عليه مع الإضافة، نحو: ربُّ الدار والدابَّة، فلا يُمنع العبد من قول: سيدي ومولاي، لأنه مرجع السيادة،
إذ بيده تدبيره، وحاصل المعاني ترجع لولاية الأمر، لكن لا يقال على الإطلاق، ولا المولى دون إضافةٍ، وكذا المالك لا يقول: عبدي؛ لِمَا فيه من إيهام المضاهاة.
قال (ط): جاز قول: عبدي وأمتي؛ لقوله تعالى: {وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ} [النور: 32]، ونُهِيَ عنه على سبيل الغِلْظَة لا على التحريم، وكُره لاشتراك اللفظ في عبد الله، وأمة الله، ولفظة (الرَّبِّ) وإنْ كانت مشتركةً فتقع على غير الخالق نحو: رب الدار، فتختص بالله غالبًا، فلا تُستعمل في المَخلوق، والتَّطاوُل على العبد مكروهٌ؛ لأنَّ الكلَّ عبيد الله، فلما لم يكلِّفنا فوقَ طاقتنا لطفًا بعباده، فنَمْتَثِل طريقته في عبيده.
* * *
2553 -
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ ناَفِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَعْتَقَ نصَيبًا لَهُ مِنَ الْعَبْدِ، فَكَانَ لَهُ مِنَ الْمَالِ مَا يَبْلُغُ قِيمَتَهُ، يُقَوَّمُ عَلَيْهِ قِيمَةَ عَدْلٍ، وَأُعْتِقَ مِنْ مَالِهِ، وَإِلَّا فَقَدْ عَتَقَ مِنْهُ".
الثالث:
(أعتق)؛ أي: العبدَ بتمامه.
(وإلا فقد أعتق منه)؛ أي: نصيبُه، ومرَّ قريبًا.
ووجه مناسبة الترجمة: أنه إذا نصح لسيِّده، وطلب عليه الزِّيادة عُدَّ من التطاول، وكذا إطلاق العبد عليه تطاولٌ.
* * *
2554 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "كلُّكُمْ رَاعٍ فَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيتهِ، فَاْلأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهْوَ مَسْؤُولٌ عَنْهُمْ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيتهِ، وَهْوَ مَسْؤُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأة رَاعِيةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهْيَ مَسْؤُولةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ، وَهْوَ مَسْؤُول عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُول عَنْ رَعِيتهِ".
الرابع:
(رعيته)؛ أي: ما يجب عليه رِعايته، ومرَّ في (الجمعة)، و (الاستقراض).
* * *
2555 -
و 2556 - حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ، سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه وَزيدَ بْنَ خَالِدٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا زَنَتِ الأَمَةُ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِذَا زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِذَا زنَتْ فَاجْلِدُوهَا؛ فِي الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ: بِيعُوهَا وَلَوْ بِضَفِيرٍ".
الخامس:
(الضَفِير): الحبل المفتول، مرَّ في وسط (البيع).
* * *