الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(ذراع) هو السَّاعد.
(أو كُرَاع): ما دون الرُّكبة من السَّاق المُستدِقِّ، يُؤنث ويُذكَّر، جمعه: أكْرُع، وجمع أكْرُع: أَكارع.
وأغرَب الغزاليُّ في أنَّ الكُرَاع هنا كُرَاع الغَمَم: المَوضِع البعيد من المدينة، واحتجَّ به لإجابة الدَّعوة من المكان البَعيد؛ لكن حكَى في "مرآة الزَّمان" الوجهَين.
* * *
3 - بابُ مَنِ استوْهَبَ مِنْ أَصْحابِهِ شَيْئًا
وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "اضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ سَهْمًا".
(باب مَن استَوهَب)
(وقال أبو سعيد) هو طرَفٌ من حديث الرُّقية المتقدِّم في (الإجارة).
(سهما)؛ أي: من الغنَم الحاصلِ من رُقية اللَّدِيغ بالفاتحة المتقدِّم.
* * *
2569 -
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو غسَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أَرْسَلَ إِلَى امْرَأَة مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، وَكانَ لَهَا غُلَامٌ نَجَّارٌ، قَالَ لَهَا:"مُرِي عَبْدَكِ فَلْيَعْمَلْ لنا أَعْوَادَ الْمِنْبَرِ"، فَأمَرَتْ عَبْدَهَا، فَذَهَبَ فَقَطَعَ مِنَ الطَّرْفَاءِ، فَصَنَعَ لَهُ
مِنْبَرًا، فَلَمَّا قَضَاهُ أَرْسَلَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَدْ قَضَاهُ، قَالَ صلى الله عليه وسلم:"أَرْسِلِي بِهِ إلَيَّ". فَجَاءُوا بِهِ، فَاحْتَمَلَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَوَضَعَهُ حَيْثُ تَرَوْنَ.
الحديث الأول:
(امرأة) اسمها: مِيْناء، بكسر الميم.
(من المهاجرين) قال الدِّمْيَاطي: صوابه: مِن الأنْصار.
(غُلام) باقُوم، بالموحَّدة، والقاف.
(فليعمل)؛ أي: ليَفعلْ لنا فِعْلًا.
(في أعواد)؛ أي: من نَجْرٍ، وتَسويةٍ، وخَرْطٍ يكون منه مِنْبَر.
(قضاهُ)؛ أي: صنَعه وأحكمَه.
قال (خ): ويقَع عمَّا يُعالج من الأشياء، ويعتمل بثلاثة ألفاظٍ: فِعْل، وصُنْع، وجَعْل، وأجمَعُ معناها: الفِعل، وأوسعُها استعمالًا: الجَعْل، وأخصُّها: الصُّنْع، تقول: فُلانٌ فَعَلَ خيرًا أو شرًّا، والجَعْل يَسترسِل على الأعيان والصِّفات، والصُّنْع يُستعمل غالبًا فيما يدخلهُ التَّدبير.
* * *
2570 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَر، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قتادَةَ السَّلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: كنْتُ يَوْمًا جَالِسًا مَعَ رِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي مَنْزِلٍ فِي
طَرِيقِ مَكَّةَ وَرَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم ناَزِلٌ أَمَامَنَا وَالْقَوْمُ مُحْرِمُونَ، وَأَناَ غيْرُ مُحْرِمٍ، فَأَبْصَرُوا حِمَارًا وَحْشِيًّا، وَأَناَ مَشْغُولٌ أَخْصِفُ نَعْلِي، فَلَمْ يُؤْذِنُوني بِهِ، وَأَحَبُّوا لَوْ أنِّي أَبْصَرْتُهُ، وَالْتَفَتُّ فَأَبْصَرْتُهُ، فَقُمْتُ إِلَى الْفَرَسِ فَأسرَجْتُهُ، ثُمَّ ركِبْتُ وَنسَيتُ السَّوْطَ وَالرُّمْحَ، فَقُلْتُ لَهُمْ: ناَوِلُوني السَّوْطَ وَالرُّمْحَ. فَقَالُوا: لَا وَاللهِ، لَا نُعِينُكَ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ. فَغَضِبْتُ فَنَزَلْتُ فَأَخَذْتُهُمَا، ثُمَّ ركبْتُ، فَشَدَدْتُ عَلَى الْحِمَارِ فَعَقَرْتُهُ، ثُمَّ جِئْتُ بِهِ وَقَدْ مَاتَ، فَوَقَعُوا فِيهِ يأكلُونه، ثُمَّ إِنَّهمْ شَكُّوا فِي أكلِهِمْ إِيَّاهُ، وَهُمْ حُرُمٌ، فَرُحْنَا، وَخَبَأْتُ الْعَضُدَ مَعِي، فَأدْركْنَا رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم فَسَألْنَاهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ:"مَعَكُمْ مِنْهُ شَيْءٌ"؟ فَقُلْتُ: نعمْ، فَنَاوَلْتُهُ الْعَضُدَ فَأكلَهَا، حَتَّى نفَدَهَا وَهْوَ مُحْرِمٌ. فَحَدَّثَنِي بِهِ زَيدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي قتادَةَ.
الثاني:
(أبو حازم) سَلَمَة.
(أبو قتادة) الحارث.
(السَّلَمي) بفتح السين، واللام.
(أخْصف): أَخْرِزُ: {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ} [الأعراف: 22]، أي: يُلزِقان البعض بالبعض.
(إلى الفرس) اسمه جَرَادة، رواه البخاري في (الجهاد).
(فشددت) بتخفيف الدال، أي: حملْتُ عليه.