الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَآثَارُهَا حَسَنَاتٍ لَهُ، وَلَوْ أَنَّهَا مَرَّتْ بِنَهَرٍ فَشَرِبَتْ مِنْهُ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَسْقِيَهَا كَانَ ذَلِكَ حَسَنَاتٍ لَهُ، وَرَجُلٌ رَبَطَهَا فَخْرًا وَرِئَاءً وَنِوَاءً لأَهْلِ الإسْلَامِ فَهْيَ وِزْرٌ عَلَى ذَلِكَ". وَسُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْحُمُرِ، فَقَالَ: "مَا أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهَا إِلَّا هَذِهِ الآيَةُ الْجَامِعَةُ الْفَاذَّةُ: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} ".
(طِيلها) بكسر الطَّاء، وفتحِ الياء، والمشهور:(طَولها) بالواو، وهو الحبل الذي تُشَدُّ به الدابة عند الرعي.
(فاستنت) الاستنانُ: العَدْو.
(شرفًا)؛ أي: شوطًا.
(وَنِواء) بكسر النون، والمناواة المعاداة، واعلم أنَّ الثالثَ من الأقسام محذوفٌ اختصارًا وهو رجلٌ رَبَطَها تَغَنيًّا وتعفُّفًا، ثم لم يَنْسَ حقَّ الله في رقابها ولا ظهورها، وفي ذلك خير، وسبق الحديث في (باب شُرْبِ الناس).
* * *
49 - بابُ مَنْ ضَرَبَ دَابَّةَ غَيْرِهِ فِي الْغَزْوِ
(بابُ مَن ضَرَبَ دابَّةَ غيرِه)
2861 -
حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيُّ، قَالَ: أتَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيَّ، فَقُلْتُ لَهُ: حَدِّثْنِي
بِمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: سَافَرْتُ مَعَهُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِه -قَالَ أَبُو عَقِيلٍ: لَا أَدْرِي غَزْوَةً أَوْ عُمْرَةً- فَلَمَّا أَنْ أَقْبَلْنَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَتَعَجَّلَ إِلَى أَهْلِهِ فَلْيُعَجِّلْ"، قَالَ جَابِرٌ: فَأقْبَلْنَا وَأَناَ عَلَى جَمَلٍ لِي أَرْمَكَ لَيْسَ فِيهِ شِيَةٌ، وَالنَّاسُ خَلْفِي، فَبَيْنَا أَناَ كَذَلِكَ إِذْ قَامَ عَلَيَّ، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"يَا جَابِرُ! اسْتَمْسِكْ"، فَضَرَبَهُ بِسَوْطِهِ ضَرْبَةً، فَوَثَبَ الْبَعِيرُ مَكَانهُ. فَقَالَ:"أتبِيعُ الْجَمَلَ"؟ قُلْتُ: نعمْ، فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجدَ فِي طَوَائِفِ أَصْحَابِهِ، فَدَخَلْتُ إِلَيْهِ، وَعَقَلْتُ الْجَمَلَ فِي ناَحِيَةِ الْبَلَاطِ، فَقُلْتُ لَهُ: هَذَا جَمَلُكَ، فَخَرَجَ، فَجَعَلَ يُطِيفُ بِالْجَمَلِ وَيَقُولُ:"الْجَمَلُ جَمَلُنَا"، فَبَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَوَاقٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ:"أَعْطُوهَا جَابِرًا"، ثُمَّ قَالَ:"اسْتَوْفَيْتَ الثَّمَنَ"؟ قُلْتُ: نعمْ، قَالَ:"الثَّمَنُ وَالْجَمَلُ لَكَ".
(فلما أن)، (أن) زائدةٌ.
(تعجل) في بعضها: (فَلْيعجِّل)، وفي بعضها:(فيستعجل).
(أرمك) بوزن أَفْعَل وصفٌ، يقال: جَمَلٌ أَرْمَك، أي: اشتدت كُمْتَتُه حتى يدخلَها سواد.
(شية)؛ أي: لونٌ يخُالف معظمَ لون الحيوان، قال تعالى:{لَا شِيَةَ فِيهَا} [البقرة: 71].
(قام عليَّ) يقال: قامتِ الدَّابَّةُ: إذا وقفت من الكلال.
(البلاط) بفتح الموحَّدة: الحجارة المفروشة، وقيل: موضع،