الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
10 - باب حكم المرتد ّ
1843 -
قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا حَجَّاجٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جدّه قال: كتب عمرو بن العاص رضي الله عنه، إلى عمر رضي الله عنه يَسْأَلُهُ عَنْ رَجُلٍ أَسْلَمَ، ثُمَّ كَفَرَ، ثُمَّ أسلم، ثم كفر (1) بعد (2) ذَلِكَ مِرَارًا، أَيُقْبَلُ مِنْهُ الإِسلام؟ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عمر رضي الله عنه:"اقْبَل مِنْهُمْ (3) مَا قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُمْ، اعرِضْ عَلَيْهِ الإِسلام، فَإِنْ قَبِلَ، وَإِلَّا، اضْرِب عُنُقَهُ".
(1) سقط من (عم) قوله: "ثم أسلم ثم كفر" الثانية.
(2)
في (ك) والإِتحاف: "فعل" بدل "بعد".
(3)
في (عم): "منه"، وفي كنز العمال: "اقبل منه الإسلام
…
".
1843 -
تخريجه:
أخرجه ابن عبد الحكم في فتوح مصر (ص 168) عن محمد بن خازم به بلفظه تامًا مع اختلاف يسير.
وابن أبي شيبة (2/ 269: 1279) عن عبد الرحيم بن سليمان عن الحجّاج به بلفظه.
ولم أجد من خرّجه غير هؤلاء، وقد عزاه صاحب الكنز (1/ 312) لمسدّد وابن عبد الحكم فقط. =
= وحجاح هو ابن أرطاة وكلام الأئمة فيه يدور بين التضعيف والتحسين، فحيث صرّح بالسّماع أمِنّا تدليسه، ما لم ينفرد بشيء أو يخالف الثقات؛ لأنه يزيد في الأحاديث، وأما إذا عنعن، فحديثه مردود خاصة إذا عنعن عن عمرو بن شعيب.
والراجح الاحتجاج بما رواه عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، وصحيفته من أعلى درجات الحسن، ما لم يخالف غيره من الثقات.
الحكم عليه:
الحديث ضعيف، لتدليس الحجّاج، وخاصة في روايته عن عمرو بن شعيب، لقول أبي نُعيم:"لم يسمع منه إلَّا أربعة أحاديث".
ومدار الحديث على الحجّاج، ولا متابع له عليه فيما بحثت فيه.
1844 -
وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: ثنا سُفْيَانُ، ثنا عِمْران بْنُ ظَبْيان عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ، قَالَ: قال لي أبو هريرة رضي الله عنه (1): أتعرف الرَجَّال (2)؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "ضِرْسُهُ فِي النَّارِ أَعْظَمُ مِنْ أُحد". وَكَانَ أَسْلَمَ ثُمَّ ارْتَدَّ، وَلَحِقَ بِمُسَيْلِمَةَ، وَقَالَ: كَبْشَانِ انْتَطَحَا، فَأَحَبُّهُمَا إليّ أن يغلب كبشي.
(1) زاد في (عم) في هذا الموضع: "قال"، وهي زيادة لا حاجة إليها.
(2)
في (عم): "الرحال" مهملة، وكذا ضبطه عبد الغني الأزدي، والصواب بتشديد الجيم، كما نصّ عليه الأكثرون. يُنظر:"المؤتلف والمختلف للدارقطني 2/ 1062، المؤتلف لعبد الغني 61، الإكمال 4/ 32، تبصير المنتبه 2/ 593".
1844 -
تخريجه:
هو في مسند الحميدي (2/ 495 - 496: 1177) بلفظه تامًا.
وأخرجه الطبري في تاريخه (2/ 279) من طريق محمد بن إسحاق عن شيخ من بني حنيفة، والطبري أيضًا (2/ 278) من طريق عكرمة وعبد الله بن سعيد كلاهما -أعني شيخًا من بني حنيفة وأبا سعيد- عن أبي هريرة قال:"قد كان أبو بكر بعث إلى الرجّال، فأتاه وأوصاه بوصية، ثم أرسله إلى أهل اليمامة وهو يرى أنه على الصدق حين أجابه، قالا: قال أبو هريرة: فذكر الحديث بنحوه بأطول منه".
وفيه: سيف بن عمر التيمي، قال عنه الحافظ في التقريب (262):"ضعيف في الحديث، عمدة في التاريخ".
وله شاهد من حديث أبي هريرة نفسه أخرجه مسلم في كتاب الجنة، باب النار يدخلها الجبارون (4/ 2189: 2851) من طريق الحسن بن صالح، عن هارون عن أبي حازم عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"ضرس الكافر أو ناب الكافر، مثل أُحُد، وغلظ جلده مسيرة ثلاث". =
= وأحمد (2/ 328، 334، 537) من طريقين عن أبي هريرة يرفعه: "ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد
…
" الحديث، وفيه زيادة.
والترمذي في صفة جهنم (6/ 604: 2577) من طريق أبي صالح عن أبي هريرة بنحوه، وقال:"حسن صحيح غريب".
وله شاهد آخر أيضًا من حديث رافع بن خديج.
أخرجه الطبراني (4/ 283، 284: 4434) من طريق الواقدي، عن عبد الله بن نوح عن محمد بن سهل بن أبي حثمة عن رافع بن خديج قال:"كان بالرجّال بن عنفوة من الخشوع واللزوم لقراءة القرآن والخير فيما يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء عجب، فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يومًا والرجّال معنا جالس، فقال: "أحد هؤلاء النّفر في النار"، قال رافع: فنظرت في القوم، فإذا بأبي هريرة وأبي أروى والطفيل بن عمرو الدوسيين ورجّال بن عنفوة، فجعلت انظر وأتعجّب وأقول من هذا الشقي؟ ولما تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رجعت بنو حنيفة، فسألت: ما فعل الرجّال بن عنفوة؟ فقالوا: فُتن، هو الذي شهد لمسيلمة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أشركه في أمره من بعده، فقلت: مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فهو الحق. وسمع الرجّال يقول: كبشان انتطحا، فأحبهما إلينا كبشنا".
وفيه الواقدي متروك على سعة علمه (التقريب 498).
ومن حديث زيد بن أرقم، أخرجه أحمد (4/ 367) من طريق يزيد بن حبان التيمي عن زيد بن أرقم، وفيه: "
…
إن الرجل من أهل النار ليعظّم للنّار حتى يكون الضرس من أضراسه كأحد".
الحكم عليه:
حديث الباب إسناده ضعيف، لضعف عمران بن ظبيان وإبهام الراوي عن أبي هريرة، وكذا حكم عليه البوصيري في إتحاف الخيرة (3/ 140/ أ).
لكن أصل الحديث ثابت من رواية مسلم، والله أعلم.
1845 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ [سُرَيْج](1)، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، ثنا مُجَالِدٌ عَنْ عَامِرٍ -هُوَ (2) الشعْبي- قَالَ: لَمَّا قُبض رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَارْتَدَّ من ارتدّ، قام (3) عديّ بن حاتم بألف رجل من طيء، فبعث أبو بكر رضي الله عنه خالد بن الوليد رضي الله عنه، إِلَى الْيَمَامَةَ، قَالَ (4): وَكَانَ بَنُو عَامِرٍ قَدْ [قَتَلُوا](5) عُمَّالَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَحْرَقُوهُمْ بِالنَّارِ، فَكَتَبَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى خالد رضي الله عنهما، أن اقتل بني عامر وحرّقهم بالنار، ففعل (6)، حتى صاحت (7) النساء، ثم مضى حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْمَاءِ فَخَرَجُوا إِلَيْهِ، فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، فَقَالُوا: نَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ كَفَّ عَنْهُمْ.
(1) في جميع النسخ: "شريح"، والصواب "سُريج" بمهملة وجيم، كما في المؤتلف والمختلف للدراقطني 3/ 1271، الإكمال 4/ 274 - 7/ 379، الأنساب 13/ 167، واللباب 3/ 322.
وتحرّفت في الإتحاف للبوصيري إلى: أبي الحارث سريج بن يونس، وكذا في المقصد العلي، ومسند أبي يعلى المطبوع، وهو خطأ تبين لي بالرجوع إلى شيوخ ابن سريج وابن يونس.
(2)
في (ك): "عن"، وهو تحريف.
(3)
في (ك): "قدم"، وكلاهما له وجه.
(4)
يعني: عامر الشعبي.
(5)
في الأصل: "قبلوا"، وهو تصحيف، والتصويب من (عم) و (ك).
(6)
في (ك): "فقتل" وربما كان تحريفًا، والتصويب من (عم) و (ك).
(7)
في (ك):"صاحب الساق"، وهو تحريف.
1845 -
تخريجه:
لم أقف عليه في مسند أبي يعلى المطبوع، ولعله في المسند الكبير.
وأخرجه أبو عبيد في كتاب الأموال (42: 86) عن ابن أبي زائدة، وابن أبي شيبة في مصنفه (12/ 552: 15575) عن أبي أسامة، كلاهما عن مجالد به بأطول منه. =
= والحارث بن سريج ممن لا تقوم به حجة في الحديث، غير أن اتهامه بالكذب ليس له مستند يعتمد عليه.
ومجالد من جلّة أهل الحديث، تكلم فيه الأئمة من قبل حفظه. وهو ممن يعتبر بحديثه.
الحكم عليه:
الحديث إسناده ضعيف، لضعف مجالد ومدار الحديث عليه، والحديث مع هذا مرسل، كما نصّ على ذلك البوصيري في إتحاف الخيرة (3/ 140/ أ).