الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
10 - بَابُ تَأْدِيبِ الْأَمِيرِ عاملَه إِذَا احْتَجَبَ عَنِ الرَّعِيَّةِ أَوْ تَرَفَّعَ عَلَيْهِمْ
2121 -
[1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا إسماعيل بن إبراهيم، ثنا أبو حيان التميمى عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: بلغ عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إن سَعْدًا اتَّخَذَ بَابًا ثُمَّ قَالَ: انْقَطَعَ الصَّوِيتُ (1) فبعث إلى محمَّد بن مسلمة رضي الله عنه، فأتاه فقال: انطلِق إلى سعد فأحْرِقْ بابه، ثم خذ بيده وأخْرِجه إلى الناس وقيل: ها هنا فاقعدْ للناس، قال: فَبَعَثَ محمَّد (2) غلامَه (3) مَكَانَهُ إِلَى مَنْزِلِهِ (4) فَأَمَرَهُ أن يأتيه براحلتين وزادٍ عِنْدِ أَهْلِهِ، وَانْطَلَقَ يَمْشِي قِبَلَ الْكُوفَةِ حَتَّى قَدِمَ جَبَّانَةَ الْكُوفَةِ، فَرَأَى نَبَطِيًّا يَدْخُلُ الْكُوفَةَ بِقَصَبٍ عَلَى حِمَارٍ يَبِيعُهُ، فَابْتَاعَهُ مِنْهُ وَشَرَطَ عَلَيْهِ أَنْ يُلْقِيَهُ عِنْدَ بَابِ الْأَمِيرِ، فَجَاءَ حتى ألقى قصبه عند باب الأمير، فأورى زنده، فأتى سعد فقيل: إن ها هنا رَجُلًا (5) أَسْوَدَ طَوِيلًا عَظِيمًا بَيْنَ إِزَارٍ وَرِدَاءٍ عليه عمامة خزّ
(1) فى الإصابة: "الصوت".
(2)
في (عم): "له".
(3)
في (عم): "غلامًا".
(4)
تحرفت في (ك): إلى "من الشركة".
(5)
في الأصل و (عم): "رجل"، والمثبت من (ك).
قانية عَلَى غَيْرِ (6) قَلَنْسِيَةٍ (7)، فَقَالَ: ذَاكَ مُحَمَّدُ بْنُ مسلمة، دعوه يبلغ حاجته لا يعرض لَهُ إِنْسَانٌ بِشَيْءٍ، فَأَحْرَقَ الْبَابَ حَتَّى صَارَ فحمًا، ثم خرج إليه سعد فسأله، وحلف بِاللَّهِ مَا تَكَلَّمَ بِالْكَلِمَةِ الَّتِي بَلَغَتْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَلَقَدْ بَلَّغَهُ كَاذِبٌ، قَالَ: فَعَرَضَ عَلَيْهِ المنزل ليدخل فأبى، وانصرف مكانه راجعًا، قال: فَاتَّبَعَهُ سَعْدٌ بِزَادِهِ، فَرَدَّهُ (8) مَعَ رَسُولِهِ وَقَالَ: ارْجِعْ بِطَعَامِكَ إِلَى صَاحِبِكَ، فَإِنَّ لَهُ عِيَالًا وَإِنَّ مَعَنَا فَضْلَةً مِنْ زَادِنَا. قَالَ: فَسَارَ فأرملا أيّامًا، فكان أول ما أدركنا مِنَ الْإِنْسِ امْرَأَةً فِي غَنَمٍ (9)، فَقَامَ محمَّد بْنُ مَسْلَمَةَ يُصَلِّي، وَانْطَلَقَ الْغُلَامُ حَتَّى بَايَعَ صاحبة (10) الغنم بشاة صَغِيرَةً مِنْ غَنَمِهَا بِعِصَابَةٍ كَانَتْ عَلَيْهٍ، قَالَ: فَصَرَعَهَا يُرِيدُ أَنْ يَذْبَحَهَا (وَمُحَمَّدٌ قَائِمٌ يُصَلِّي)(11)، فأشار إليه أن لا يذبحها (12)، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: مَا هَذِهِ الشَّاةُ؟ فَإِنْ كَانَ فِي الْغَنَمِ صَاحِبُهَا فبايِعْه أَوْ سَلِّمْ بَيْعَ الْأَمَةِ (13) فَأَقْبِلْ بِهَا، وَإِنْ كَانَتْ إِنَّمَا هي راعية فرُدّها، فَإِنَّ الْجُوعَ خَيْرٌ مِنْ مَأْكَلِ السُّوءِ، قَالَ: ثُمَّ سَارَ حَتَّى قَدِمَ عَلَى عُمَرَ بن الخطاب رضي الله عنه، فأخبره بالذي كان وبما أتبعه سعد فردّه مع رسوله، فقال عمر رضي الله عنه: وما منعك أن تقبل منه؟.
(6) في (ك): "عير".
(7)
كذا في جميع النسخ، ولعلّها "قلنسوة".
(8)
في الأصل "فزوّده"، والمثبت من (عم) و (ك)، وهو الصواب.
(9)
في (ك) والمطبوع من المطالب: "تميم".
(10)
في (ك): "صاحب".
(11)
ما بين القوسين ملحق بحاشية الأصل.
(12)
في (ك): "أن يدعها".
(13)
فى (ك): "الأم".
قلت (14): رجاله ثقات، لكن فيه انقطاعًا.
[2]
وقال مسدّد: حدّثنا يحيى عن أبي حبّان قَالَ: سَمِعْتُ عَبَاية بْنَ رِفاعة (15) يَقُولُ: بَلَغَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، أَنَّ سَعْدًا رضي الله عنه، اتَّخَذَ بَابًا ثُمَّ قَالَ: انْقَطَعَ الصُّوْتُ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُمَرُ رضي الله عنه، فَحَرَّقَهُ، ثُمَّ أَخَذَ محمَّد بْنُ مَسْلَمَةَ رضي الله عنه، بِيَدِهِ فأخرجه وقال: ها هنا اجْلِس لِلنَّاسِ، فَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ سَعْدٌ رضي الله عنه، وَحَلَفَ لَهُ مَا تَكَلَّمْتُ الْكَلِمَةَ الَّتِي بلغتْ أميرَ المؤمنين.
(14) القائل هو الحافظ ابن حجر رحمه الله.
(15)
في (عم): "ابن رافع"، وكلاهما صواب، وهو عَبَاية بن رفاعة بن رافع بن خديج، فقد ينسب إلى جده.
2121 -
تخريجه:
لم أقف عليه في القسم الموجود من مسند إسحاق.
وأخرجه ابن المبارك في الزهد (1/ 181: 516) عن زياد بن أيوب، عن إسماعيل بن علية به بنحوه.
وأخرجه أيضًا (1/ 181: 517) عن يحيى بن سعيد القطّان به بنحوه.
وأخرجه أيضًا (1/ 179: 513) عن ابن عيينة، عن عمر بن سعيد، عن أبيه، عن عباية به بطوله.
وأخرجه أيضًا (1/ 181: 515) عن سفيان الثوريّ، عن أبيه، عن عباية به مختصرًا.
ولم أقف عليه عند غير ابن المبارك، وذكره في الكنز (5/ 768 - 769) وعزاه لإسحاق ومسدد وابن المبارك.
وأخرج القصة ابن عساكر في تاريخ دمشق (المخطوط 7/ 169 - 170) من طريق ابن سعد مختصرًا، وفي إسناده الواقدي وهو متروك. =
= الحكم عليه:
رجال إسناد إسحاق كلّهم ثقات، غير أنه منقطع كما ذكر المصنّف في الأصل، لأن عباية بن رفاعة لم يسمع من عمر رضي الله عنه، ولا أدركه، فروايته مرسلة كما نصّ على ذلك أبو زرعة (جامع التحصيل ص 207).
وله طريق آخر عند ابن عساكر في تاريخه كما تقدّم في التخريج، لكن فيه الْوَاقِدِيُّ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
2122 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الوكيعى، ثنا يحيى ابن آدَمَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ قال: إن غرَفَة بن الحارث رضي الله عنه، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ
…
فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: وَقَالَ غَرَفَة لعمرو بن العاص رضي الله عنه: إِنَّكَ إِذَا جَلَسْتَ مَعَنَا اتكأتَ (1) بَيْنَ أَظْهُرِنَا، فَلَا تَفْعَلْ، فَإِنَّكَ إِنْ عدتَ، كتبتُ إِلَى عمر رضي الله عنه، فعاد عمرو رضي الله عنه، فَكَتَبَ غَرَفَة فَجَاءَ قَاصِدُ عُمَرَ إِلَى عَمْرٍو رضي الله عنه، [فقال] (2): بَلَغَنِي أَنَّكَ إِذَا جَلَسْتَ مَعَ أَصْحَابِكَ اتَّكَأْتَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ كَمَا يَفْعَلُ الْأَعَاجِمُ، فَلَا تَفْعَلْ، اجْلِسْ مَعَهُمْ مَا جلستَ، فَإِذَا دَخَلْتَ بَيْتَكَ فافعل ما بدا لك. قال عمرو لغرفة رضي الله عنه: قد أثبتَ على عند عمر، فقال غَرْفَةُ: مَا عهدتَني كَذَّابًا، قَالَ: فَكَانَ عَمْرٌو رضي الله عنه، بعد ذلك يريد أن يتكىءَ فَيَذْكُرُ فَيَجْلِسُ وَيَقُولُ: اللَّهُ بَيْنِي وَبَيْنَ غَرْفَةَ، قال:(وخرجوا ذات يومٍ فكان يومَ ضَبَابٍ فَتَقَدَّمَ فَرَسُ غَرَفَة فرسَ عَمْرٍو)(3)، فَقَالَ عمرو: وما يومي من غرفة بواحد، فَقِيلَ لِغَرْفَةَ: إِنَّ الْأَمِيرَ قَالَ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: إِنِّي لَمْ أُبْصِرْهُ مِنَ الضَّبَابِ، قِيلَ: فاعتذِرْ له، قال: لا تعوّدوهم هَذَا، فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى أَتَاهُ فَقَالَ: إني لم أبصرك من الضباب، فقال: اللهم غفرًا (4) ، لو شئتَ أمسكتَ فرسك، فقال: وَاللَّهِ لوددتُ لَوْ رَمَى بِكَ فِي أَقْصَى حَجَرٍ فِي الْمَرْجِ، أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ بِالضَّبَابِ، وَإِنِّي لَمْ أُبْصِرْكَ وَتَقُولُ اللَّهُمَّ غُفْرًا، فَقَالَ عَمْرٌو: يَا أَبَا الْحَارِثِ، قَدْ رَأَيْتُكَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ كَذَا وَكَذَا عَلَى فَرَسٍ ذَلُولٍ [أَفَلَا نَحْمِلُكَ](5) عَلَى فَرَسٍ، قَالَ: مَا عهدتُك يَا عَمْرُو تَحْمِلُ على الخيل، فمن أين هذا؟.
(1) في (ك): "أبطأت".
(2)
ما بين المعقوفتين أضفته من عندي، ليستقيم الكلام.
(3)
ما بين القوسين ساقط من (ك).
(4)
زاد في (ك) في هذا الموضع "سعدًا"، ولا معنى لها.
(5)
في الأصل كلمة غير واضحة، وفي (عم) كتبت هكذا "أبدا لك"، وفي (ك):"حملك"، والمثبت من المطالب العالية المطبوع.
2122 -
تخريجه:
لم أقف عليه في مسند أبي يعلى المطبوع، ولا في المقصد العلى للهيثمي.
وذكره الهيثمي في المجمع (6/ 263)، وعزاه للطبراني في الأوسط.
وتقدّم طرف من هذا الحديث بهذا السند برقم (2032)، بَابُ هَدْرِ دَمِ مَنْ سَبَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وتكلّمتُ عليه هناك.
الحكم عليه:
إسناد أبي يعلى حسن رجاله كلّهم ثقات غير كعب بن علقمة وهو صدوق.
وقال البوصيري في إتحاف الخيرة كما في حاشية المطالب العالية المطبوع (2/ 218): "رواه أبو يعلى بسند صحيح".
وقال الهيثميّ في مجمع الزوائد (6/ 263): "رواه الطبراني في الأوسط ، وفيه عبد الله ابن صالح كاتب الليث وقد وُثّق، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات".
قلت: ليس فيه عبد الله بن صالح، وقد خرّجته من طريق الطبراني عند الحديث المتقدم برقم (2032)، ونبّهتُ على هذا الوهم هناك.