الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
48 - بَابُ الْعَطَاءِ وَالْحُكْمُ فِيمَا فَضَلَ مِنْهُ
2051 -
[1] قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، ثنا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يَقُولُ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه إِذَا صَلَّى صَلَاةً جَلَسَ لِلنَّاسِ لِمَنْ (1) كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ (2)، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ حَاجَةٌ (3) قَامَ فَدَخَلَ، قَالَ: فَصَلَّى صَلَوَاتٍ لَا يَجْلِسُ لِلنَّاسِ فِيهِنَّ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: فَحَضَرْتُ الْبَابَ فَقُلْتُ: يَا يَرْفَأُ أَبِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ شَكَاةٌ؟ قَالَ: مَا بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ شَكْوَى، فَجَلَسْتُ، فَجَاءَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه فَجَلَسَ، فَخَرَجَ يَرْفَأُ، فَقَالَ: قُمْ يَا ابْنَ عَفَّانَ، قُمْ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، فَدَخَلَا عَلَى عُمَرَ رضي الله عنه فَإِذَا بَيْنَ يَدَيْهِ صُبَرٌ (4) مِنْ مالٍ، عَلَى كُلِّ (5) صُبْرةٍ (6) مِنْهَا كَتِفٌ (7)، فَقَالَ عمر
(1) في (ك): "فمن".
(2)
زاد في هذا الموضع في (ك): "كلمة".
(3)
سقط من (عم): "حاجة".
(4)
تحرفت في (ك) إلى: "صفر".
(5)
"كل" ساقطة من (عم).
(6)
في (ك): "صفرة".
(7)
في (ك): "ليف".
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنِّي نَظَرْتُ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ فَوَجَدْتُكُمَا مِنْ أَكْثَرِ أَهْلِهَا عَشِيرَةً (8)، فَخُذَا هَذَا الْمَالَ فَأَقَْسِمَاهُ، فَمَا كَانَ مِنْ فَضْلٍ، فَرُدَّا (9)، قَالَ: فَأَمَّا عُثْمَانُ رضي الله عنه، فَحَثَا (10)، وَأَمَّا أَنَا فَجَثَوْتُ عَلَى رُكْبَتَيَّ فَقُلْتُ (11): وَإِنْ كَانَ نُقْصَانًا رَدَدْتَ (12) عَلَيْنَا، فَقَالَ: شَنْشَنَةٌ مِنْ أَخْشَنَ، يَعْنِي حَجَرًا مِنْ جَبَلٍ، أَمَا كَانَ هَذَا عِنْدَ اللَّهِ إِذْ محمَّد صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ يَأْكُلُونَ الْقَدَّ (13)، فَقُلْتُ: بَلَى وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ هَذَا عِنْدَ اللَّهِ عزو جل وَمُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم حيٌّ، وَلَوْ عَلَيْهِ فُتِحَ لَصَنَعَ فِيهِ غَيْرَ الَّذِي تَصْنَعُ، فَغَضِبَ (14) عُمَرُ رضي الله عنه، وَقَالَ: أَخْبِرْنِي صَنَعَ مَاذَا، قُلْتُ: إِذًا لَأَكَلَ وَأَطْعَمْنَا، قَالَ: فَنَشَجَ (15) عُمَرُ رضي الله عنه حَتَّى اخْتَلَفَتْ أَضْلَاعُهُ ثُمَّ قَالَ: وَدِدْتُ أَنِّي خَرَجْتُ مِنْهَا (16) كَفَافًا لَا لِي وَلَا عَلَيَّ.
[2]
وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بِهَذَا.
(90)
وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي فَضْلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ (17) رضي الله عنه أَشَيْاءُ مِنْ هَذَا (18).
(8) في (ك) تحرفت إلى: "شجرة".
(9)
في ك): "فردوا".
(10)
في (عم) كتبها مهملة، ونبّه عليها في الحاشية، وفي (ك):"جثا".
(11)
في (عم) و (ك): "وقلت".
(12)
في (عم): "رديت".
(13)
في (ك): "الندر"، وهو تحريف.
(14)
"فغضب" ملحقة بهامش (ك).
(15)
في (ك): "فشنج".
(16)
"منها" سقطت من (عم).
(17)
في (عم) سقط "ابن الخطّاب".
(18)
في كتاب المناقب، باب فضائل عمر من المطالب العالية المطبوع (4/ 40 - 46)، وسيأتي برقم (3890).
2051 -
تخريجه:
الحديث عند الحميدي في مسنده (1/ 17 - 18 رقم 30 بلفظه).
وأورده من هذا الطريق أبو عبيد في الغريب (2/ 21) مختصرًا.
وأورده بتمامه الزمخشري في الفائق (3/ 429).
وأخرجه يعقوب بن شيبة في مسنده (ص 98 - 99) عن علي بن عبد الله -هو ابن المديني- عن سفيان به بلفظه مع اختلاف يسير.
وأخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 288) عن سعيد بن منصور، والبزار في البحر الزخار (1/ 326 - 327 رقم 209) من طريق أحمد بن أبان، كلاهما عن سفيان -هو ابن عيينة- به بنحوه مطولًا، ولفظ ابن سعد أتم.
قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم أحدًا رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ غير عمر، ولا نعلم له طريقًا عن عمر إلا من هذا الطريق".
قلت: هذا الحديث على شرط الحافظ، ولم يورده من زوائد البزار لا في المطالب العالية ولا في زوائده للبزّار.
أخرجه الطيالسي في مسنده (ص 6) من طريق حميد بن عبد الله الحميري عن ابن عباس بلفظ آخر، وفي آخره: "وددت أني نجوت منها كفافًا لا علي ولا لي
…
".
وهو في منحة المعبود (2/ 174).
الحكم عليه:
إسناد حديث الباب صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح، عدا كليب بن شهاب والد عاصم، وهو ثقة كما سلف في ترجمته.