المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌64 - باب تعظيم شأن الغلول - المطالب العالية محققا - جـ ٩

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌10 - باب حكم المرتد ّ

- ‌11 - بَابُ تَحْرِيمِ دَمِ الْمُسْلِمِ وَلَا سِيَّمَا إِذَا صَلَّى

- ‌13 - بَابُ إِلَى كَمْ تُقْبَلُ تَوْبَةُ الْمُرْتَدِّ

- ‌14 - باب اللِّوَاطِ

- ‌19 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي السِّتْرِ

- ‌20 - باب الحدّ يجب على المريض

- ‌21 - بَابُ السِّحَاقِ

- ‌22 - بَابُ الْحُكْمِ فِيمَنِ اعْتَرَفَ بِحَدٍّ مُبْهَمٍ

- ‌23 - باب من أتى ما دون الحد ّ

- ‌24 - باب الرجم

- ‌25 - بَابُ الْمُتْعَةِ

- ‌26 - بَابُ حَدِّ السَّرِقَةِ

- ‌27 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْجُلُوسِ عَلَى فِرَاشِ المُغيَّبَه

- ‌28 - بَابُ تَعْزِيرِ مَنِ افْتَرَى عَلَى الإِمام

- ‌30 - بَابُ قَدْرِ التَّعْزِيرِ

- ‌31 - بَابُ نَفْيِ أَهْلِ الرِّيَبِ وَالْمَعَاصِي مِنَ الْبُيُوتِ

- ‌32 - بَابُ الْحَبْسِ

- ‌33 - بَابُ الْقَذْفِ

- ‌19 - كتاب القصاص

- ‌2 - بَابُ مَنْ لَمْ يُقْتَصَّ مِنْهُ فِي الدُّنْيَا اقْتُصَّ مِنْهُ فِي الْآخِرَةِ

- ‌3 - بَابُ الْقَوَدَ فِي غَيْرِ النَّفْسِ

- ‌4 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ المُثْلَة

- ‌5 - باب الدِّيَات

- ‌6 - باب الدية في قتل الخطأ والعفو فيها

- ‌7 - باب مقدار الدية وتقويمها

- ‌8 - بَابُ قَاطِعِ الطَّرِيقِ

- ‌20 - كتاب الجهاد

- ‌1 - باب الشهداء

- ‌2 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ إِطْلَاقِ اسْمِ الشَّهِيدِ عَلَى مُجَرَّدِ [الْقَتْلِ]

- ‌3 - بَابُ النِّيَّةِ فِي الْجِهَادِ

- ‌4 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ قِتَالِ الْمُسْلِمِ

- ‌6 - بَابُ فَضْلِ الْجِهَادِ

- ‌7 - بَابُ فَضْلِ الرِّبَاطِ وَفَضْلِهِ عَلَى الْعِبَادَةِ

- ‌9 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي إِعَانَةِ الْمُجَاهِدِينَ

- ‌10 - بَابُ فَضْلِ مَنْ شَيَّعَ مُجَاهِدًا

- ‌11 - باب الرايات والألوية

- ‌12 - بَابُ أدبِ السَّفَرِ وَالرُّفْقَةِ

- ‌13 - بَابُ فَضْلِ الْمَرْكَبِ الْوَطِيءِ

- ‌14 - بَابُ تَوْدِيعِ الْمَنْزِلِ بِرَكْعَتَيْنِ وَمَا يُقَالُ عِنْدَ التَّوَدُّعِ

- ‌15 - بَابُ نَهْيِ الْمَرْأَةِ عَنِ السَّفَرِ وَحْدَهَا

- ‌16 - بَابُ الرِّفْقِ بِالدَّوَابِّ

- ‌17 - بَابُ الْخَيْلِ وَفَضْلِهَا، وَالنَّدْبِ إِلَى الإِحسان إِلَيْهَا وَفَضَلُ الْحَمْلِ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ

- ‌18 - باب سهم الفارس

- ‌19 - بَابُ السبْقِ والرَمْيِ وَمَا جَاءَ فِي فضلِ الرميِ

- ‌20 - بَابُ شِدَّةِ الْعَدْوِ وَالْمَشْيِ

- ‌21 - بَابُ الْأَمْرِ بِتَحْسِينِ السِّلاح وَإِعْدَادِهِ لِلْجِهَادِ

- ‌22 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ إِنْزَاءِ الْحِمَارِ عَلَى الْفَرَسِ الْعَرَبِيَّةِ

- ‌23 - بَابُ الدُّعَاءِ عِنْدَ اللِّقَاءِ وَالْأَمْرِ بِالصَّمْتِ

- ‌24 - بَابُ الشِّعَارِ

- ‌25 - بَابُ الدَّعْوَةِ قَبْلَ الْقِتَالِ

- ‌26 - بَابُ الْكِتَابَةِ إِلَى أَهْلِ الشِّرْكِ قَبْلَ غَزْوِهِمْ

- ‌27 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الِاسْتِعَانَةِ بِالْمُشْرِكِينَ

- ‌28 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنَ الْفِرَارِ مِنَ الزَّحْفِ

- ‌29 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الجُعَل عَلَى الْجِهَادِ

- ‌30 - بَابُ الْهِجْرَةِ مِنْ دَارِ الْعَدُوِّ إِلَى دَارِ الإِسلام

- ‌31 - باب لا هجرة بعد الفتح

- ‌32 - بَابُ لَا يُجَاهِدُ الْعَبْدُ إِلَّا بِإِذْنِ سيِّده

- ‌33 - بَابٌ لَا جِهَادَ عَلَى النِّسَاءِ

- ‌38 - بَابُ حَفِظِ أَهْلِ الذِّمَّةِ وَبَيَانِ مَا يَقْتَضِي بِهِ عَهْدُهُمْ

- ‌39 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ وَالشِّيُوخِ وَالْوُصَفَاءِ وَالْعُرَفَاءِ

- ‌40 - بَابُ النَّصِيحَةِ للإِمام

- ‌41 - بَابُ أَمَانِ الْمُسْلِمِ حَتَّى الْمَرْأَةِ وَالصَّغِيرِ

- ‌42 - بَابُ الْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ

- ‌43 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْمُثْلَةِ

- ‌44 - بَابُ الْحَرَسِ

- ‌45 - بَابُ حُكْمِ الْأَرْضِ الَّتِي يَفْتَتِحُهَا أَهْلُ الشِّرْكِ

- ‌47 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّصَرُّفِ فِي الْغَنِيمَةِ قَبْلَ الْقِسْمَةِ

- ‌48 - بَابُ الْعَطَاءِ وَالْحُكْمُ فِيمَا فَضَلَ مِنْهُ

- ‌49 - بَابُ الإِقطاع

- ‌50 - بَابُ مَنْ أَسْلَمَ عَلَى شَيْءٍ فَهُوَ لَهُ

- ‌51 - بَابُ الْجِزْيَةِ وَالْهُدْنَةِ

- ‌52 - بَابُ قَسْمِ الْفَيْءِ وَالْغَنِيمَةِ

- ‌53 - بَابُ سَهْمِ ذَوِي الْقُرْبَى

- ‌54 - بَابُ جَرَيَانِ السِّهَامِ فِيمَا بِيِعَ بِذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ

- ‌55 - بَابُ الْبَيَانِ بِأَنَّ النَّفَلَ كَانَ مَشَاعًا لِمَنْ أَخَذَهُ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ الْقِسْمَةُ

- ‌56 - بَابُ قَسْمِ الْفَيْءِ لِمَنْ هَاجَرَ وَلِمَنْ وَقَعَ ذَلِكَ بِبَلَدِهِ

- ‌57 - بَابُ رَدِّ الْغَنِيمَةِ قَبْلَ الْقِسْمَةِ

- ‌58 - بَابُ السَّلَبِ لِلْقَاتِلِ

- ‌59 - بَابُ النَّفل

- ‌60 - بَابُ التَّأْلِفِ عَلَى الإِسلام

- ‌61 - بَابُ إِيثَارِ الإِمام بَعْضَ الرَّعِيَّةِ بِرِضَا الْبَاقِينَ

- ‌62 - بَابُ كَرَاهِيَةِ اسْتِئْثَارِ الإِمام بِشَيْءٍ مِنَ الْغَنِيمَةِ قَبْلَ الْقِسْمَةِ

- ‌63 - باب الإحسان إلى يتامى المجاهدين

- ‌64 - بَابُ تَعْظِيمِ شَأْنِ الْغُلُولِ

- ‌65 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ بَيْعِ السِّهَامِ قَبْلَ أَنْ [تُقْسَمَ]

- ‌66 - بَابُ فِدْيِ الْأُسَارَى

- ‌21 - كِتَابُ الْخِلَافَةِ والإِمارة

- ‌1 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الإِمارة لِمَنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهَا

- ‌2 - بَابُ الْخِلَافَةِ فِي قُرَيْشٍ

- ‌3 - بَابُ كَيْفِيَّةِ الْبَيْعَةِ فِي الإِسلام

- ‌6 - بَابُ الْقِيَامِ عَلَى رَأْسِ الْأَمِيرِ بِالسَّيْفِ

- ‌7 - بَابُ كَرَاهِيَةِ أَنْ يَحْكُمَ الْحَاكِمُ وَهُوَ غَضْبَانُ

- ‌8 - بَابُ قِصَاصِ الْأَمِيرِ مِنْ عَامِلِهِ لِرَعِيَّتِهِ

- ‌9 - بَابُ ذِكْرِ تَفْسِيرِ قَوْلِ عُمَرَ رضي الله عنه "رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُقِيدُ مِنْ نَفْسِهِ

- ‌10 - بَابُ تَأْدِيبِ الْأَمِيرِ عاملَه إِذَا احْتَجَبَ عَنِ الرَّعِيَّةِ أَوْ تَرَفَّعَ عَلَيْهِمْ

- ‌11 - بَابُ مُشَاطَرَةِ الْعَامِلِ إِذَا اتَّجَرَ فِي مَالِ الرَّعِيَّةِ

- ‌13 - بَابُ أَجْرِ الْحَاكِمِ إِذَا اجْتَهَدَ فِي الْحَقِّ ّ

- ‌14 - بَابُ مَا يَجِبُ عَلَى الْأَمِيرِ مِنْ حُسْنِ السيرة وعدم الاستتار

الفصل: ‌64 - باب تعظيم شأن الغلول

‌64 - بَابُ تَعْظِيمِ شَأْنِ الْغُلُولِ

2078 -

قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي محمَّد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْيَحْصُبِيِّ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ رضي الله عنه، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إنْ لَمْ تَغُلَّ (1) أُمَّتِي، لَمْ يَقرَبْهُمْ (2) عَدُوٌّ أَبَدًا"، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ لِحَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ: هَلْ ثَبَتَ لَكُمُ الْعَدُوُّ حَلْبَةَ شَاةٍ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، وَثَلَاثِ [شِيَاهٍ](3)[عُزُز](4)، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ رضي الله عنه: غَلَلْتُمْ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ.

قَالَ إِسْحَاقُ: [العُزُز](4) ضِيقُ الْإِحْلِيلِ.

(1) في (ك): "يفتك"، وهو تحريف.

(2)

تحرّفت في (ك) إلى "لم يقم لهم".

(3)

في الأصل "شيات"، والتصويب من (ك) و (عم).

(4)

في الأصل: "الغزر"، وهو تصحيف، والمثبت هو الصواب كما في كتب اللغة. والعُزُز: جمع عَزوز كصبور، وهي الشاة القليلة اللبن الضيقة الإحليل.

ينظر: القاموس المحيط (ص 664)، والنهاية (3/ 229).

ص: 545

2078 -

تخريجه:

لم أقف عليه فيما وصلنا من مسند إسحاق.

ومن طريقه أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (5/ 83: 2734). =

ص: 545

= وأخرجه أبو يعلى في مسنده الكبير كما في إتحاف الخيرة للبوصيري (4/ 91/ ب) عن الوليد بن شجاع، عن بقية به مختصرًا.

ولم أقف عليه في مسند أبي يعلى المطبوع ولا في المقصد العليّ.

ص: 546

الحكم عليه:

قال الهيثمي في المجمع (5/ 338): "رواه الطبراني في الأوسط ، ورجاله ثقات، وقد صرّح بقية بالتحديث".

وقال المنذري في الترغيب (2/ 307): "رواه الطبراني في الأوسط بإسناد جيد ليس فيه ما يقال إلَّا تدليس بقية بن الوليد، فقد صرّح بقية بالتحديث".

قلت: بقية ثقة في الشاميين ومحمد بن عبد الرحمن منهم، لكن قال ابن حبّان في الثقات (5/ 377):"محمَّد بن عبد الرحمن لا يحتجّ بحديثه ما كان من رواية إسماعيل بن عياش وبقية بن الوليد ويحيى بن سعيد العطّار وذويهم".

وفيه علّة أخرى، وهي جهالة حال عبد الرحمن بن عِرْق والد محمَّد.

ص: 546

2079 -

[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: ثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي (1) الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ شَيْءٌ مِنْ غَنَائِمِ الْمُسْلِمِينَ قَلِيلٌ وَلَا كَثِيرٌ خَيْطٌ وَلَا مَخِيطٌ [لآخذ](2) ولا مُعطي (3) إِلَّا بِحَقٍّ.

[2]

حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، ثنا مُعْتَمِرُ (4) بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ لَيْثًا يَذْكُرُ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا (5) يَحِلُّ لِي مِنْ هَذِهِ الْغَنَائِمِ؟ قَالَ: لَا يَحِلُّ منه خيط ولا مخيط لآخذ (6) ولا معطي.

(1)"أبي" ملحقة بهامش الأصل، وتحرّفت في الإتحاف إلى "أبو إسحاق".

(2)

في الأصل و (عم): "لأحد"، وما أثبته من (ك) والمطبوع أنسب للسياق.

(3)

في (عم): "يعطي".

(4)

في (ك): "معمر"، وهو تحريف.

(5)

"ما" ساقطة من (ك).

(6)

في (عم): "لأحد".

ص: 547

2079 -

تخريجه:

لم أقف عليه في مسند أبي يعلى المطبوع، ولا في المقصد العليّ ولا في المجمع ، وكلاهما للهيثمي.

مسند خليفة مفقود.

وأورده البوصيري في إتحاف الخيرة (4/ 91/ ب) من مسند أبي يعلى.

وأخرجه ابن زنجويه في الأموال (2/ 722: 1235) عن أبي أيوب عن إسماعيل ابن عياش به بلفظه مع تقديم وتأخير. =

ص: 547

= الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف، فيه:

1 -

ليث بن أبي سليم: ضعيف ومدار الحديث عليه.

2 -

أبو الخطاب مجهول.

3 -

إسماعيل بن عياش ضعيف في غير الشاميين، لكنه توبع بمعتمربن سليمان في الطريق الثاني. وتبقى العلّتان الأولى والثانية قائمتين.

وقال البوصيري في إتحاف الخيرة (4/ 91/ ب): "مدار هذا الإسناد وما قبله على ليث بن أبي سليم، وقد ضعّفه الجمهور".

ولمتنه شاهد تقدم عند الحديث رقم (2076).

ص: 548

2080 -

قَالَ أَبُو يَعْلَى: [حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ](1)، حَدَّثَنَا [يُونُسُ بْنُ محمَّد](2)، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (3) الْأَشْعَرِيُّ، ثنا حَفْصُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ رضي الله عنهم، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنِّي مُمسك بحُجزكم عَنِ النَّارِ، هَلُمَّ (4) عَنِ النَّارِ، وَتَغْلِبُونَنِي، تَقَاحَمُونَ فِيهَا تَقَاحُمَ الفَراش وَالْجَنَادِبِ، فَأُوشِكُ أَنْ أُرْسِلَ بِحُجَزِكُمْ وَأَنَاقِرَكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، فَترِدون عَلَيَّ مَعًا وَأَشْتَاتًا، فَأَعْرِفُكُمْ بِسِيمَاكُمْ وَأَسْمَائِكُمْ كَمَا يَعْرِفُ الرَّجُلُ الْغَرِيبَةَ مِنَ الْإِبِلِ فِي إِبِلِهِ، وَيُذْهَبُ بِكُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ، وَأُنَاشِدُ فِيكُمْ رَبَّ الْعَالَمِينَ، فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّ! قَوْمِي، أَيْ ربِّ! أُمَّتِي، فَيَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، إِنَّهُمْ كَانُوا يَمْشُونَ بَعْدَكَ الْقَهْقَرَى عَلَى أَعْقَابِهِمْ، فَلَا (5) أَعْرِفَنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَدَكُمْ يَحْمِلُ شَاةً لَهُ ثُغَاءٌ فَيُنَادِي: يَا محمَّد يَا محمَّد، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ بَلَّغْتُكَ، فَلَا أَعْرِفَنَّ أَحَدَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُ فَرَسًا لَهَا حَمْحَمَةٌ فَيُنَادِي: يَا محمَّد يَا محمَّد، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ بَلَّغْتُكَ، وَلَا أَعْرِفَنَّ [أَحَدَكُمْ] (6) يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُ سِقَاءً مِنْ أَدَم فَيُنَادِي: يَا محمَّد يَا محمَّد، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ بلّغتك.

(1) ما بين المعقوفين ساقط من جميع النسخ، والصواب إثباته كما في المقصد العلى ومسند الفاروق.

(2)

في الأصل وبقية النسخ "محمَّد بن يونس"، وهو قلب من الناسخ، والمثبت من المقصد العلى ومسند الفاروق هو الصواب كما في كتب التخريج.

(3)

في (ك): "عبيد الله"، وهو تحريف، وأسقط "يعقوب".

(4)

محلّها بياض بـ (عم).

(5)

في الأصل غير واضحة.

(6)

في الأصل "أحبكم"، وهو تحريف، والتصويب من بقية النسخ.

ص: 549

2080 -

تخريجه:

هو عند أبي يعلى في مسنده الكبير كما في المجمع (3/ 85).

وذكره الهيثمي في المقصدي العلي (41/ ب) بلفظه.

وأخرجه يعقوب بن شيبة في مسند عمر (ص 85) عن زهير بن حرب به.

وأحال بمتنه على حديث أبي غسّان -هو مالك بن إسماعيل- الذي قبله، وسيأتي إن شاء الله.

ورواه ابن أبي شيبة، ومن طريقه ابن أبي عاصم في السنة (2/ 346: 744)، والبزّار في البحر الزخّار (1/ 314 - 315: 204) عن الفضل بن سهل، ويعقوب بن شيبة في مسند عمر (ص 84)، ثلاثتهم عن مالك بن إسماعيل -هو النهدي- عن يعقوب بن عبد الله به بلفظه مع اختلاف يسير.

قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عمر إلَّا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وحفص بن حميد لا نعلم روى عنه إلَّا يعقوب القمّي".

قلت: قد روى عنه أشعث بن إسحاق أيضًا كما في الجرح والتعديل (3/ 171).

قال يعقوب بن شيبة في مسنده (ص 83 - 84): "هو حديث حسن الإسناد غير أنّ في إسناده رجلًا مجهولًا، رواه يعقوب القمّي عن حَفْصُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس، عن عمر رضي الله عنه، وحفص بن حميد هذا لا نعلم أحدًا روى عنه إلَّا يعقوب القمّي، ولا نحفظ هذا الحديث عن عمر رضي الله عنه، إلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.

وقد رواه أهل المدينة عن أبي هريرة أو بعضه، قد أخرجنا ما حضرنا بأسانيد حسان متفرقة عن أبي هريرة وابن عباس وأم سلمة وأسماء بنت أَبِي بَكْرٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وقد روى عبد الله بن أنيس، عن عمر رضي الله عنه، من آخر هذا الحديث شيئًا فأتي به في موضعه -إن شاء الله-". =

ص: 550

= وقال ابن كثير في مسند الفاروق (2/ 600): "وقد روى هذا الحديث علي بن المديني عن يونس بن محمَّد المؤدب، عن يعقوب القمّي واختصره، ثم قال: ولم نجده عن عمر إلَّا من هذا الطريق، وهو حسن الإسناد، إلَّا أن حفص بن حميد مجهول لا أعلم أحدًا روى عنه إلَّا يعقوب، وإنما روى هذا أهل الحجاز عن أبي هريرة".

وكلام ابن المديني هذا موجود في علله (ص 94 تحقيق الأعظميّ).

ثم قال ابن كثير: "وقد روى عن حفص بن حميد هذا أشعث بن إسحاق أيضًا، وقال فيه ابن معين: صالح، ووثّقه ابن حبّان".

وللحديث طرق أخرى ذكرها يعقوب بن شيبة:

فقد أخرجه في مسند عمر (ص 84) عن أبي غسّان مالك بن إسماعيل عن يعقوب بن عبد الله القمّي به بنحوه مطوّلًا.

وتقدم معنا هذا الطريق آنفًا.

ثم أورده عن أبي هريرة من طرق عند أهل الحجاز وهو المحفوظ، ثم ساقه من طريق ابن عباس من وجه آخر، ومن طريق أم سلمة وأسماء بنت أبي بكر.

والحديث في الصحيحين وغيرهما من مسند أبي هريرة مختصرًا وهو المحفوظ، ورُوي عن غيره أيضًا.

أخرجه البخاري في كتاب الزكاة، باب إثم مانع الزكاة (3/ 267: 1402)، ومسلم مطولًا فيه (2/ 680: 987).

ص: 551

الحكم عليه:

إسناد أبي يعلى حسن لأجل يعقوب القُمّي: صدوق، وحفص بن حميد: لا بأس به.

ونصّ يعقوب بن شيبة في مسند عمر (83 - 84) على أنه حديث حسن الإسناد، غير أنه ليس بمحفوظ بهذا الوجه، إنما هو من حديث أبي هريرة. =

ص: 551

= وقال ابن المديني في علله (ص 94): "ولم نجده عن عمر إلَّا من هذا الطريق، وهو حسن الإسناد، إلَّا أن حفص بن حميد مجهول لا أعلم أحدًا روى عنه إلَّا يعقوب، وإنما روى هذا أهل الحجاز عن أبي هريرة".

وتبين لي من خلال ترجمة حفص أنه حسن الحديث وليس بمجهول.

وقال البوصيري في الإتحاف (4/ 90/ ب -91/ أ): "هذا إسناد فيه مقال".

ص: 552