الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
27 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْجُلُوسِ عَلَى فِرَاشِ المُغيَّبَه
(1)
1874 -
قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ [حدثنا أبي](2)، ثنا شريك عن الأعمش، عن خيثمة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو (3) رضي الله عنهما، رَفَعَهُ: مَثَلُ الَّذِي يَجْلِسُ عَلَى فِرَاشِ مُغيبَة كمثل الذي تنهشه الأسُودُ يوم القيامة.
(1) بضم الميم وتشديد التحتانية المكسورة، بعدها موحدة مفتوحة، وهي التي غاب عنها زوجها، وضبطها في الفتح بتحتانية ساكنة. ينظر:(القاموس 156 مادة غيب، الفتح 9/ 331).
(2)
ما بين المعقوفين ساقط من جميع النسخ، وأثبته من كتاب الأمثال لأبي الشيخ. وانظر التعليق الآتي في أوّل التخريج.
(3)
في (ك): "عن الأعمش عن عبد الرحمن بن عمرو"، وهو خطأ، والصواب ما أثبته من الأصل و (عم)، كما هو في كتب التخريج والتراجم. وفي (عم):"عمر" بدل "عمرو"، وهو تحريف.
1874 -
تخريجه:
لم أقف عليه في مسند أبي يعلى المطبوع، ولا في الأجزاء المحققة بقسم السنة لنيل درجة الدكتوراه، ولعلّه في المسند الكبير.
لكن أخرجه من طريق أبي يعلى أبو الشيخ الأصبهاني في كتاب الأمثال (ص 374) غير أنه زاد فيه بين سفيان بن وكيع وبين شريك رجلًا، فقال: أخبرنا أبو يعلى، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شريك .. ثم ساق بقية السند به بلفظه. =
= ولعلّ هناك سقطا في مسند أبي يعلى، فإني لم أجد سفيان فيمن سمع من شريك -كما في تهذيب الكمال وكتب التراجم- وإنما سمع من أبيه عن شريك.
وقد راجعت المقصد العلي لأتأكد من السند، فلم أجد فيه هذا الحديث.
وأورده المنذري في الترغيب (3/ 279) والهيثمي في المجمع (6/ 261) وعزياه للطبراني فقط، وقالا:"رجاله ثقات".
لم أقف عليه في المعجم الكبير المطبوع، ولعله في الجزء المفقود.
ورواه أيضًا أبو الشيخ الأصبهاني في كتاب الأمثال (ص 374) عن يحيى بن عبد الله السكُوني، عن أبي كريب، عن عبد الرحمن بن شريك، عن أبيه شريك به بلفظه.
* تابع شريك عليه ابن عيينة.
أخرجه عبد الرزاق (7/ 139: 12547) عن ابن عيينة، عن الأعمش به بنحوه.
وفي النهي عن الدخول على المغيّبة عمومًا أحاديث صحيحة منها ما أخرجه مسلم في صحيحه باب تحريم الخلوة بالأجنبية (4/ 1711: 2173) وابن حبان (7/ 442: 5558) وأحمد (2/ 171) من طرق عن عمرو بن الحارث، عن بكر بن سوادة، عن عبد الرحمن بن جبير، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قال:
…
فذكر قصّة، ثم قال: ثم قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على المنبر، فقال:"لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مُغيّبة إلَّا ومعه رجل أو إثنان".
وله شاهد من حديث أبي قتادة الأنصاري بنحوه مرفوعًا.
أخرجه أحمد (5/ 300) والطبراني (3/ 241: 3278) وفي الأوسط ، كما في مجمع البحرين المطبوع (4/ 268: 2449) كلاهما من طريق ابن لهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ يرفعه:"من قعد على فراش مُغيّبة قُيّض له ثعبان يوم القيامة" واللفظ للطبراني. =
= قال الهيثمي في المجمع (6/ 261): "رواه الطبراني في الكبير والأوسط ، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف".
الحكم عليه:
الحديث إسناده ضعيف، فيه عدّة علل:
1 -
ضعف سفيان بن وكيع.
2 -
ضعف شريك في الأعمش خاصة.
3 -
ظاهر سنده فيه انقطاع ، لأن سفيان لم يذكر فيمن سمع من شريك مباشرة، ويحتمل أن يكون هناك سقط -كما بيّنته في التخريج-، فإنه جاء عند أبي الشيخ بذكر الساقط، وهو وكيع بن الجراح.
لكن سنده يرتقي إلى الحسن لغيره بمتابعة عبد الرزاق، ويزيده قوّة الشاهد الذي عند الطبراني وأحمد.
1875 -
قال الْحَارِثُ (1): حَدَّثَنَا أَشْهَلُ (2) بْنُ حَاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ محمَّد قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ (3) مِنْ تلك [الفروع](4) على عمر فنشر (5) كِنَانته، فسقطت صحيفة، فإذا فيها:
ألا أبلغ (6) أبا حفص رسولا
…
فدا لَكَ (7) مِنْ أَخِي ثِقَةٍ إِزَارِي
قَلَائِصُنَا هَدَاكَ اللَّهُ إِنَّا
…
شُغِلْنَا عَنْكَ فِي زَمَنِ الْحِصَارِ
قَلَائِصُ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ (8)
…
وَأَسْلَمَ أَوْ جُهَيْنَةَ (9) أَوْ غِفَارِ
يُعقِّلُهن جَعْدة مِنْ سُليم
…
مُعِدًّ (10) يبتغي عشر العشار (11)
فَمَا قُلُصٌ وُجدن مُعقّلات (12)
…
قَفا سَلْعٍ بِمُجْتَمِعِ النجّار (13)
فقال عمر رضي الله عنه: ادعو (14) جعدة بن سليم، فدعاه، فكلّمه، فأمر بِهِ فَضَرَبَهُ مِائَةً [مَعْقُولًا](15)، وَنَهَاهُ أَنْ يَدْخُلَ على مُغيّبَة.
(1) كتب في الأصل "أبو يعلى"، ثم ضرب عليها.
(2)
في (ك): "أشهر"، وهو تحريف.
(3)
جاء في طبقات ابن سعد (3/ 285) أن اسم الرجل بُرَيد.
(4)
في الأصل "الشروح"، وفي (عم):"القروح"، وفي (ك):"الفروخ"، وكلها تحريف، والمثبت من تاريخ المدينة لابن شبّة "فروع" هو الصواب ، لأني لم أجد في كتب اللغة معنى لهذه الكلمة يناسب سياق الحديث، والفروع جمع، واحدتها فَرْعٌ، ويقال: الفِراع، واحدتها فَرعَة، وهي أعَالِيَ الجبال، وما أشرف من الأرض. ينظر:(غريب الحديث لابن قتيبة: 1/ 55، غريب الحديث للحربي 1/ 183).
(5)
في (عم) و (ك): "فنثر"، وكلاهما بمعنى.
(6)
في (عم): "بلّغ".
(7)
في (عم): "فذلك"، وهو تحريف.
(8)
كذا في جميع النسخ، وتاريخ ابن شبّة والطبقات ، وفي المؤتلف والمختلف للآمدي (ص 63) والطبقات (3/ 285):"من بني كعب بن عمرو".
(9)
في (ك): "أو جهنة"، وهو تحريف.
(10)
في تاريخ ابن شبة (2/ 330) والطبقات (3/ 285): "مُعيدًا"، وفي الكنز (5/ 465):"غويٌّ"، وجاء البيت في المؤتلف والمختلف للآمدي (ص 63) والإصابة (1/ 162) هكذا:
يعقلهن أبيض شَيْظَمِىُّ
…
وبئس معقل الذُودِ الخيار
(11)
في (عم): "عثر العثار"، وهو أقرب للمعنى.
(12)
في (عم): (معطلات)، وفي (ك):"فلا قلص وجدت مقبلات".
(13)
في (ك): "فيما سلع بمجتمع النخار"، وهو تحريف. وهذا الشعر ينسب إلى بُقيلة -بقاف مصغّر- الأُكيِّر الأشجعي، وهو شاعر من بني بكر بن أشجع، يكنى أبا المنهال، ذكره الآمدي في المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء، وساق هذه الأبيات في ترجمته. وقال: هو الذي يقال أمدّ النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، ويقال أيضًا: هو صاحب الخيل يوم أحد. وكان شاعرًا سيدًا كريمًا.
ينظر: (المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء للآمدي 63، الإصابة 1/ 162).
(14)
في (عم) و (ك): "ادعو لي".
(15)
ما بين المعقوفين غير واضح في الأصل، والمثبت من الطبقات لابن سعد وتاريخ ابن شبّة وغيرهما.
1875 -
تخريجه:
أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 285، 286) عن إسماعيل بن إبراهيم الأسديّ، عن ابن عون به بنحوه، وسمّى ابن سعد الرجل الذي قدم على عمر، فقال: إن بريدًا قدم على عمر.
وأخرجه ابن شبّة في تاريخ المدينة (2/ 330) عن أبي عاصم، عن ابن عون به بنحوه.
وأورد القصّة الآمدي في المؤتلف والمختلف من أسماء الشعراء: (ص 62، 63)، والحافظ في الإصابة (1/ 261) وعزاها لابن عساكر في تاريخه، والهندي في كنز العمّال (5/ 464، 465)، وعزاها للحارث وابن سعد. =
= ولم أقف عليه في تاريخ دمشق المخطوط بعد مراجعتي له في ترجمة عمر بن الخطّاب وغيره.
وأخرج عبد الرزاق في مصنّفه (7/ 137: 12539) عن الثوري، عن سعد بن إبراهيم، عن عمه حميد بن عبد الرحمن، قال: قال عمر: لا يدخل على امرأة مُغيَّبة إلا ذو محرم، وفيه زيادة. وأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 408) عن حفص، عن ليث ومسعر، عن سعيد به بنحوه، وأخرجه عبد الرزاق أيضًا بنحوه (7/ 137: 12541)، عن ابن عيينة، عن أبي حصين، عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: قال عمر: لا يدخل رجل على مغيبة، وفيه زيادة.
وقوله: "ونهاه أن يدخل على مُغيّبة" ورد في حديث مرفوعًا من غير وجه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وجابر بن عبد الله وغيرهما:
1 -
فأما حديث عبد الله بن عمرو فأخرجه مسلم، في السلام، باب تحريم الخلوة بالأجنبية (4/ 1711: 2173)، وابن حبان في صحيحه (7/ 442: 5558)، وأحمد (2/ 171)، ولفظه عند مسلم وأحمد:"لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مغيبة إلَّا ومعه رجل أو إثنان".
2 -
وأما حديث جابر: فرواه الترمذي، في الرضاع (3/ 475: 1172) وأحمد (3/ 309) والدارمي (2/ 228) بلفظ: "لا تلجوا على المغيّبات، فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم
…
" الحديث.
قال الترمذي: "هذا حديث غريب".
وقال الحافظ في الفتح (9/ 331): "رجاله مُوثّقون، لكن مجالد مختلف فيه".
الحكم عليه:
رجال إسناد الحديث، إلَّا أنه منقطع، محمَّد بن سيرين لم يدرك زمن عمر.
وأما متنه، فقد ثبت مرفوعًا عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما بيّنته في تخريجه.