المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌12 - باب أدب السفر والرفقة - المطالب العالية محققا - جـ ٩

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌10 - باب حكم المرتد ّ

- ‌11 - بَابُ تَحْرِيمِ دَمِ الْمُسْلِمِ وَلَا سِيَّمَا إِذَا صَلَّى

- ‌13 - بَابُ إِلَى كَمْ تُقْبَلُ تَوْبَةُ الْمُرْتَدِّ

- ‌14 - باب اللِّوَاطِ

- ‌19 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي السِّتْرِ

- ‌20 - باب الحدّ يجب على المريض

- ‌21 - بَابُ السِّحَاقِ

- ‌22 - بَابُ الْحُكْمِ فِيمَنِ اعْتَرَفَ بِحَدٍّ مُبْهَمٍ

- ‌23 - باب من أتى ما دون الحد ّ

- ‌24 - باب الرجم

- ‌25 - بَابُ الْمُتْعَةِ

- ‌26 - بَابُ حَدِّ السَّرِقَةِ

- ‌27 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْجُلُوسِ عَلَى فِرَاشِ المُغيَّبَه

- ‌28 - بَابُ تَعْزِيرِ مَنِ افْتَرَى عَلَى الإِمام

- ‌30 - بَابُ قَدْرِ التَّعْزِيرِ

- ‌31 - بَابُ نَفْيِ أَهْلِ الرِّيَبِ وَالْمَعَاصِي مِنَ الْبُيُوتِ

- ‌32 - بَابُ الْحَبْسِ

- ‌33 - بَابُ الْقَذْفِ

- ‌19 - كتاب القصاص

- ‌2 - بَابُ مَنْ لَمْ يُقْتَصَّ مِنْهُ فِي الدُّنْيَا اقْتُصَّ مِنْهُ فِي الْآخِرَةِ

- ‌3 - بَابُ الْقَوَدَ فِي غَيْرِ النَّفْسِ

- ‌4 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ المُثْلَة

- ‌5 - باب الدِّيَات

- ‌6 - باب الدية في قتل الخطأ والعفو فيها

- ‌7 - باب مقدار الدية وتقويمها

- ‌8 - بَابُ قَاطِعِ الطَّرِيقِ

- ‌20 - كتاب الجهاد

- ‌1 - باب الشهداء

- ‌2 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ إِطْلَاقِ اسْمِ الشَّهِيدِ عَلَى مُجَرَّدِ [الْقَتْلِ]

- ‌3 - بَابُ النِّيَّةِ فِي الْجِهَادِ

- ‌4 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ قِتَالِ الْمُسْلِمِ

- ‌6 - بَابُ فَضْلِ الْجِهَادِ

- ‌7 - بَابُ فَضْلِ الرِّبَاطِ وَفَضْلِهِ عَلَى الْعِبَادَةِ

- ‌9 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي إِعَانَةِ الْمُجَاهِدِينَ

- ‌10 - بَابُ فَضْلِ مَنْ شَيَّعَ مُجَاهِدًا

- ‌11 - باب الرايات والألوية

- ‌12 - بَابُ أدبِ السَّفَرِ وَالرُّفْقَةِ

- ‌13 - بَابُ فَضْلِ الْمَرْكَبِ الْوَطِيءِ

- ‌14 - بَابُ تَوْدِيعِ الْمَنْزِلِ بِرَكْعَتَيْنِ وَمَا يُقَالُ عِنْدَ التَّوَدُّعِ

- ‌15 - بَابُ نَهْيِ الْمَرْأَةِ عَنِ السَّفَرِ وَحْدَهَا

- ‌16 - بَابُ الرِّفْقِ بِالدَّوَابِّ

- ‌17 - بَابُ الْخَيْلِ وَفَضْلِهَا، وَالنَّدْبِ إِلَى الإِحسان إِلَيْهَا وَفَضَلُ الْحَمْلِ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ

- ‌18 - باب سهم الفارس

- ‌19 - بَابُ السبْقِ والرَمْيِ وَمَا جَاءَ فِي فضلِ الرميِ

- ‌20 - بَابُ شِدَّةِ الْعَدْوِ وَالْمَشْيِ

- ‌21 - بَابُ الْأَمْرِ بِتَحْسِينِ السِّلاح وَإِعْدَادِهِ لِلْجِهَادِ

- ‌22 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ إِنْزَاءِ الْحِمَارِ عَلَى الْفَرَسِ الْعَرَبِيَّةِ

- ‌23 - بَابُ الدُّعَاءِ عِنْدَ اللِّقَاءِ وَالْأَمْرِ بِالصَّمْتِ

- ‌24 - بَابُ الشِّعَارِ

- ‌25 - بَابُ الدَّعْوَةِ قَبْلَ الْقِتَالِ

- ‌26 - بَابُ الْكِتَابَةِ إِلَى أَهْلِ الشِّرْكِ قَبْلَ غَزْوِهِمْ

- ‌27 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الِاسْتِعَانَةِ بِالْمُشْرِكِينَ

- ‌28 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنَ الْفِرَارِ مِنَ الزَّحْفِ

- ‌29 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الجُعَل عَلَى الْجِهَادِ

- ‌30 - بَابُ الْهِجْرَةِ مِنْ دَارِ الْعَدُوِّ إِلَى دَارِ الإِسلام

- ‌31 - باب لا هجرة بعد الفتح

- ‌32 - بَابُ لَا يُجَاهِدُ الْعَبْدُ إِلَّا بِإِذْنِ سيِّده

- ‌33 - بَابٌ لَا جِهَادَ عَلَى النِّسَاءِ

- ‌38 - بَابُ حَفِظِ أَهْلِ الذِّمَّةِ وَبَيَانِ مَا يَقْتَضِي بِهِ عَهْدُهُمْ

- ‌39 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ وَالشِّيُوخِ وَالْوُصَفَاءِ وَالْعُرَفَاءِ

- ‌40 - بَابُ النَّصِيحَةِ للإِمام

- ‌41 - بَابُ أَمَانِ الْمُسْلِمِ حَتَّى الْمَرْأَةِ وَالصَّغِيرِ

- ‌42 - بَابُ الْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ

- ‌43 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْمُثْلَةِ

- ‌44 - بَابُ الْحَرَسِ

- ‌45 - بَابُ حُكْمِ الْأَرْضِ الَّتِي يَفْتَتِحُهَا أَهْلُ الشِّرْكِ

- ‌47 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّصَرُّفِ فِي الْغَنِيمَةِ قَبْلَ الْقِسْمَةِ

- ‌48 - بَابُ الْعَطَاءِ وَالْحُكْمُ فِيمَا فَضَلَ مِنْهُ

- ‌49 - بَابُ الإِقطاع

- ‌50 - بَابُ مَنْ أَسْلَمَ عَلَى شَيْءٍ فَهُوَ لَهُ

- ‌51 - بَابُ الْجِزْيَةِ وَالْهُدْنَةِ

- ‌52 - بَابُ قَسْمِ الْفَيْءِ وَالْغَنِيمَةِ

- ‌53 - بَابُ سَهْمِ ذَوِي الْقُرْبَى

- ‌54 - بَابُ جَرَيَانِ السِّهَامِ فِيمَا بِيِعَ بِذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ

- ‌55 - بَابُ الْبَيَانِ بِأَنَّ النَّفَلَ كَانَ مَشَاعًا لِمَنْ أَخَذَهُ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ الْقِسْمَةُ

- ‌56 - بَابُ قَسْمِ الْفَيْءِ لِمَنْ هَاجَرَ وَلِمَنْ وَقَعَ ذَلِكَ بِبَلَدِهِ

- ‌57 - بَابُ رَدِّ الْغَنِيمَةِ قَبْلَ الْقِسْمَةِ

- ‌58 - بَابُ السَّلَبِ لِلْقَاتِلِ

- ‌59 - بَابُ النَّفل

- ‌60 - بَابُ التَّأْلِفِ عَلَى الإِسلام

- ‌61 - بَابُ إِيثَارِ الإِمام بَعْضَ الرَّعِيَّةِ بِرِضَا الْبَاقِينَ

- ‌62 - بَابُ كَرَاهِيَةِ اسْتِئْثَارِ الإِمام بِشَيْءٍ مِنَ الْغَنِيمَةِ قَبْلَ الْقِسْمَةِ

- ‌63 - باب الإحسان إلى يتامى المجاهدين

- ‌64 - بَابُ تَعْظِيمِ شَأْنِ الْغُلُولِ

- ‌65 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ بَيْعِ السِّهَامِ قَبْلَ أَنْ [تُقْسَمَ]

- ‌66 - بَابُ فِدْيِ الْأُسَارَى

- ‌21 - كِتَابُ الْخِلَافَةِ والإِمارة

- ‌1 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الإِمارة لِمَنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهَا

- ‌2 - بَابُ الْخِلَافَةِ فِي قُرَيْشٍ

- ‌3 - بَابُ كَيْفِيَّةِ الْبَيْعَةِ فِي الإِسلام

- ‌6 - بَابُ الْقِيَامِ عَلَى رَأْسِ الْأَمِيرِ بِالسَّيْفِ

- ‌7 - بَابُ كَرَاهِيَةِ أَنْ يَحْكُمَ الْحَاكِمُ وَهُوَ غَضْبَانُ

- ‌8 - بَابُ قِصَاصِ الْأَمِيرِ مِنْ عَامِلِهِ لِرَعِيَّتِهِ

- ‌9 - بَابُ ذِكْرِ تَفْسِيرِ قَوْلِ عُمَرَ رضي الله عنه "رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُقِيدُ مِنْ نَفْسِهِ

- ‌10 - بَابُ تَأْدِيبِ الْأَمِيرِ عاملَه إِذَا احْتَجَبَ عَنِ الرَّعِيَّةِ أَوْ تَرَفَّعَ عَلَيْهِمْ

- ‌11 - بَابُ مُشَاطَرَةِ الْعَامِلِ إِذَا اتَّجَرَ فِي مَالِ الرَّعِيَّةِ

- ‌13 - بَابُ أَجْرِ الْحَاكِمِ إِذَا اجْتَهَدَ فِي الْحَقِّ ّ

- ‌14 - بَابُ مَا يَجِبُ عَلَى الْأَمِيرِ مِنْ حُسْنِ السيرة وعدم الاستتار

الفصل: ‌12 - باب أدب السفر والرفقة

‌12 - بَابُ أدبِ السَّفَرِ وَالرُّفْقَةِ

(1)

1964 -

قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه، قَالَ: إِنَّ النبي صلى الله عليه وسلم وَدَّعَ رَجُلًا، فَقَالَ: زَوَّدَكَ اللَّهُ التَّقْوَى وَغَفَرَ لَكَ ذَنْبَكَ وَيَسَّرَ لك الخير من حيث ما كنت.

(1) انتقل بصر ناسخ (ك) فزاد في هذا الموضع: "وفيه توديع المنزل بركعتين وما يقال عند التوديع"، وهذه الزيادة إنما هي باب آخر مستقل يأتي بعد هذا الباب والذي يليه مباشرة، ولم يذكر المصنّف فيه حديثًا واحدًا.

ص: 317

1964 -

تخريجه:

لم أقف عليه من هذا الطريق، وأورده البوصيري في الإتحاف (4/ 63/ ب) من مسند مسدد، ولم يعزه لغيره.

وله شاهد من حديث أنس:

أخرجه الترمذي في الدعوات، من غير ترجمة (5/ 466: 3444)، والحاكم في المستدرك (2/ 97) وسكت عنه، كلاهما من طريق ثابت عن أنس قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أريد سفرًا فزوّدني، قال:"زوّدك الله التقوى".

قال: زدني، قال:"وغفر لك ذنبك". قال: زدني بأبى أنت وأمي، قال:"ويسر لك الخير حيثما كنت"، واللفظ للترمذي. =

ص: 317

= قال الترمذي: "حسن غريب".

ورجاله ثقات غير عبد الله بن أبي زياد شيخ الترمذي، وهو القطواني صدوق (التقريب ص 300). وسيّار هو ابن حاتم صدوق له أوهام (التقريب ص 261).

وثابت هو البناني، وهو ومن بعده ثقات.

وأخرجه الدارمي في سننه (2/ 198: 2674)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (ص 237: 503)، والطبراني في الدعاء (2/ 1179: 817)، والمحاملي في الدعاء (ص 95 - 96: 10)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 784: 868)، جميعهم من طريق موسى بن ميسرة العبدي عن أنس بنحوه، وعند بعضهم زيادة.

وموسى بن ميسرة العبدي: بصري، مستور كما في تقريب التهذيب (ص 544)، لكنه توبع بثابت عند الترمذي، وإسناد الترمذي رجاله ثقات كما تقدم.

فالشاهد بمجموع الطريقين حسن.

ص: 318

الحكم عليه:

حديث الباب إسناده ضعيف، لجهالة الأنصاري وأبيه.

وبهذه العلّة ضعّفه البوصيري في الإتحاف (4/ 63/ ب).

ولمتنه شاهد حسن عن أنس، تقدم تخريجه آنفًا.

ص: 318

1965 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ (1)، ثنا ابْنُ (عُلاثة)(2) عَنْ وَاصِلٍ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه، قَالَ: إِنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يَسْتَحِبُّ إِذَا أَرَادَ سَفَرًا أَنْ يَخْرُجَ يَوْمَ الْخَمِيسِ.

* عَمْرُو بْنُ الحصين (3) متروك.

(1) في (ك): "الخضر"، وهو تحريف.

(2)

في الأصل جاءت هكذا "علابه" بدون نقط، وفي (عم):"أبي علاثة"، وفوق "أبي" علامة كتبت هكذا "يـ"، وفي (ك):"علابة" بموحدة، وهو تصحيف، والتصويب من كتب الرجال والتخريج.

(3)

في (ك): "الخضر"، وهو تحريف.

ص: 319

1965 -

تخريجه:

لم أقف عليه في المسند المطبوع، ولعلّه في المسند الكبير.

وأخرجه الطبراني في الأوسط (3/ 401: 2862) عن إبراهيم، عن عمرو بن حصين به مختصرًا.

قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن واصل إلَّا ابن علاثة، تفرد به عمرو بن الحصين".

وأخرجه سعيد بن منصور في سننه معضلًا (2/ 147: 2381) عن مهدي بن ميمون، عن واصل أبي عيينة قَالَ:"بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر أحبّ أن يسافر يوم الخميس من أوّل النهار"

وله شاهد من حديث كعب بن مالك:

أخرجه البخاري في الجهاد، باب من أراد غزوة فورّى بغيرها (6/ 132: 2949 - 2950)، وأبو داود فيه، باب في أي يوم يستحب السفر (3/ 79: 2605)، والدارمي (2/ 134: 2441)، وأحمد (2/ 455) من طريق الزهري عن =

ص: 319

= عبد الرحمن بن كعب بن مالك أن كعب بن مالك رضي الله عنه، كان يقول:"لقلما كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يخرج إذا خرج في سفر، إلَّا يوم الخميس".

ص: 320

الحكم عليه:

إسناد حديث أبي يعلى ضعيف جدًا، فيه عمرو بن الحصين العقيلي متروك.

وبهذه العلّة ضعّفه البوصيري في الإتحاف (4/ 63/أ)، والهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 211).

ص: 320

1966 -

[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه، يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا نَزَلَ مَنْزِلًا لَمْ يَرْتَحِلْ مِنْهُ حَتَّى يُوَدِّعَهُ بِرَكْعَتَيْنِ.

[2]

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، ثنا أَبِي بِهِ، إلَّا أنّه قال: إذا سافر.

ص: 321

1966 -

تخريجه:

لم أقف عليه فيما وصلنا من مسند ابن أبي شيبة.

وعنه أخرجه أبو يعلى في مسنده (7/ 288: 4315) بلفظه. والطريق الثاني الذي أورده هو عند أبي يعلى أيضًا (7/ 289: 4316) عن سفيان بن وكيع، عن أبيه به، إلَّا أنه قال:"إذا سافر".

ورواه زاهر الشحّامي في السباعيات كما في الضعيفة للألبانيّ (3/ 155: 1047)، وابن خزيمة في صحيحه (2/ 248: 1260) عن محمَّد بن أبي صفوان الثقفي، ومن طريقه الحاكم (1/ 315 - 316)(2/ 101)، كلاهما عن عبد السلام بن هاشم، عن عثمان بن سعد به بنحوه.

قال الحاكم: "حديث صحيح، وعثمان بن سعد الكاتب ممن يجمع حديثه في البصريين".

وتعقبه الذهبي في الموضع الأوّل (1/ 315)، فقال:"ذكر أبو حفص الفلاس عبد السلام هذا، فقال: لا أقطع على أحد بالكذب إلَّا عليه".

وتعقّبه في الموضع الثاني (2/ 101) بقوله: قلت: لا، فإن عبد السلام كذّبه الفلّاس، وعثمان ليّن.

قلت: تابع عبد السلام عليه عن عثمان بن سعد أبو عاصم النبيل.

أخرجه الدارمي في سننه (2/ 200: 2684)، والحاكم (1/ 446)، كلاهما من طريق أبي قلابة عبد الملك بن محمَّد، والبزّار كما في كشف الأستار (1/ 357: =

ص: 321

= 747) عن عمرو بن علي، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 101/ أ) عن الحسن بن سهل.

أربعتهم عن أبي عاصم النبيل، عن عثمان بن سعد به بنحوه.

قال الدارمي: "عثمان بن سعد ضعيف".

وقال الحاكم: "صحيح على شرط البخاري، ولم يخرّجاه". وتعقبه الذهبي بقوله: "كذا قال، وعثمان ضعيف ما احتج به البخاري".

وقال البزّار: "أحاديث عثمان بن سعد يخالف الذي يُروى عن أنس".

وأخرجه البيهقي في الكبرى (5/ 253) من طريق أبي قلابة عن يحيى بن كثير، عن عثمان بن سعد به بنحوه.

قال الألباني في الضعيفة (3/ 156):"رواه البيهقي، إلَّا أنه جعل يحيى بن كثير بدل أبي عاصم، وكلاهما ثقة. وابن كثير هو العنبري البصري، ولعل هذا الاختلاف من أبي قلابة، فإنه كان تغير حفظه".

وتابعه على هذا الوجه عثمان بن طالوت.

أخرجه ابن عدي في كامله (5/ 169) عن محمد بن علي بن القاسم، عن

عثمان بن طالوت، عن يحيى بن كثير، عن عثمان بن سعد به بلفظه.

ووجدت للحديث طريقًا آخر عن عثمان بن سعد.

أخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 205) عن محمد بن موسى البلخي، عن مكي بن إبراهيم، عن عثمان بن سعد به بنحوه.

وقال: "وقد رُوي هذا بإسناد أصلح من هذا".

ومدار الحديث على عثمان بن سعد، وهو ضعيف. والمحفوظ عن أنس أنه قال:"كان إذا نزل منزلًا لم يرتحل حتى يصلي الظهر".

أخرجه أبو داود في السنن (2/ 1: 1205)، والنسائي في السنن (1/ 248)، وأحمد (3/ 120 - 129) وابن خزيمة في صحيحه (2/ 88: 975)، وابن =

ص: 322

= أبي شيبة في المصنّف (1/ 350)، وأبو يعلى في المسند (7/ 294: 4325)، والطبراني في الأوسط (2/ 280: 1493)، والضياء في المختارة (6/ 111: 2102 - 2103)، وأبو يعلى في المسند (7/ 294: 4324)، ومن طريقه الضياء في المختارة (6/ 112: 2105)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 185).

جميعهم من طريق شعبة عن حمزة الضبّي، عن أنس به، وألفاظهم متقاربة.

ص: 323

الحكم عليه:

حديث الباب إسناده ضعيف، بل هو منكر، لمخالفته رواية الثقات. وعثمان بن سعد ضعيف خالفه غيره في هذا الحديث، فرووه عن أنس، وقالوا:(حتى يصلي الظهر)، وفي بعض الروايات (حتى يصلي الظهر ركعتين)، فأسقط عثمان بن سعد قوله (الظهر) وأبقى على قوله (ركعتين)، وتقدم تفصيل ذلك في التخريج.

وقال الحافظ كما في فيض القدير (5/ 164): "حديث صحيح السند معلول المتن، أخرجه أبو داود والنسائي وابن خزيمة بلفظ الظهر ركعتين، فظهر أن في رواية الأول وهما أو سقطا، والمدير:(حتى يصلي الظهر ركعتين)، وقد جاء صريحًا في الصحيحين.

وهذا كلام دقيق نفيس يدلّ على طول باع الحافظ ابن حجر في نقد الأسانيد والمتون.

ص: 323

1967 -

وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ: سَمِعْتُ (1) أَيُّوبَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَرْفُقُ بَيْنَ الْقَوْمِ، وَأَنَّهُ كَانَ فِي رُفْقَةٍ مِنْ تِلْكِ الرِّفَاقِ رَجُلٌ يَهْتِفُ بِهِ أَصْحَابُهُ [فَقَالُوا] (2): يَا رَسُولَ اللَّهِ! كَانَ إِذَا نَزَلْنَا صَلَّى، وَإِذَا سِرْنَا قَرَأَ. قَالَ صلى الله عليه وسلم:"فَمَنْ كَانَ يَكْفِيهِ عَلَفُ بَعِيرِهِ؟ "، قَالُوا: نَحْنُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:"كُلُّكُمْ خَيْرٌ مِنْهُ"، أَوْ كَمَا قَالَ.

* هَذَا مُرْسَلٌ جَيِّدٌ (3).

(1)"سمعت" غير واضحة في الأصل.

(2)

في الأصل "فقال"، والتصويب من (عم) و (ك).

(3)

"هذا مرسل جيد" سقطت من (ك).

ص: 324

1967 -

تخريجه:

الحديث أخرجه أبو داود في مراسيله، باب فضل الجهاد (ص 234: 306) عن موسى ابن إسماعيل، عن وهيب، وسعيد بن منصور في سننه (2/ 328: 2919)، عن سفيان، كلاهما عن أيوب به بنحوه.

وأخرجه ابن قتيبة في عيون الأخبار (1/ 326) عن محمد بن عبيد، عن معاوية بن عمرو، عن أبي إِسْحَاقَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عن مسلم بن يسار أن رفقة من الأشعريين كانوا في سفر

فذكره بنحوه.

قلت: جعله خالد الحذّاء من مرسل مسلم بن يسار، وما أظن هذا إلَّا وهمًا، لعدة أمور، أذكر منها:

1 -

ذكروا في ترجمة مسلم بن يسار أن أكثر روايته عن أبي الأشعث الصفاني وأبي قلابة.

وهذا الحديث من رواية أبي قلابة عنه، وأبو قلابة مدلس.

2 -

أن الأثبات رووه عن أيّوب، عن أبي قلابة، ولم يذكروا مسلم بن يسار، وروايهم أصح. =

ص: 324

= وللحديث شاهد من حديث أنس قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في السفر فمنا الصائم، ومنّا المفطر، قال: فنزلنا منزلًا في يوم حار، أكثرنا ظِلًّا صاحب الكِساء ومنّا من يتقي الشمس بيده، قال: فسقط الصوّام، فقام المفطرون، فضربوا الأبنية وسقوا الرّكاب، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"ذهب المفطرون بالأجر".

أخرجه البخاري في الجهاد، باب فضل الخدمة في الغزو (6/ 98 - 99: 2890)، ومسلم في الصيام، باب أجر المفطر في السفر إذا تولى العمل (2/ 788: 1119) واللفظ له، وغيرهما.

ص: 325

الحكم عليه:

إسناده صحح، ويزداد قوة بمتابعة سفيان عند سعيد بن منصور، ووهيب عند أبي داود، وهو مرسل، لكنه يتقوى بالشاهد الذي عند البخاري ومسلم من حديث أنس، وقد تقدم تخريجه.

وقال البوصيري في الاتحاف (4/ 64/ ب): "هذا إسناد مرسل".

ص: 325

1968 -

وقال [مسدد](1): حدثنا حماد بن زيد عن خَالِدٍ [الْحَذِّاءِ](2) أَنَّهُ سَمِعَ [مُجَاهِدًا](3) يُحَدِّثُ عَنِ ابن عمر رضي الله عنهما، أنه كان إِذَا أَرَادَ أَنْ يَصْحَبَهُ رَجُلٌ فِي سَفَرِهِ اشْتَرَطَ أَنْ لَا يَصْحَبَنَا عَلَى بَعِيرٍ غَيْرِ حَلَالٍ، وَلَا يُنَازِعَنَا الْأَذَانَ، وَلَا يَصُومَنَّ إلَّا بِإِذْنِنَا. قَالَ نَافِعٌ: وَكَانَ رَجُلٌ يَصْحَبُهُ فِي السفر فيأمرنا (4) أن نوقظه (5) ونهيء له سحوره (6).

(1) في الأصل: "وقال الحارث"، وهو خطأ من الناسخ، والمثبت من (عم) و (ك) والمطالب العالية المطبوع.

(2)

في جميع النسخ:"الفرّاء"، وهو تحريف بيّن، ولم أجد راويًا بهذا الإسم من شيوخ حمّاد بن زيد في كتب الرجال، وإنما هو خالد الحذّاء، ورجعت أيضًا إلى كتب الألقاب والأنساب لمراجعة كلمة:"الفرّاء"، فلم يذكروا فيها راويًا باسم:"خالد الفرّاء"، فتأكد لي -والله أعلم- خطأ ما في الأصل وبقية النسخ.

(3)

جاء في الأصل بالرفع، وهو خطأ بيّن، وجاء في (عم) و (ك) على الصواب.

(4)

في (ك): "ويأمرنا".

(5)

زاد في (ك) في هذا الموضع: "أن" المخفّفة.

(6)

تأخّر هذا الحديث في (ك) إلى آخر الباب.

ص: 326

1968 -

تخريجه:

لم أقف على الحديث من هذا الطريق.

ص: 326

الحكم عليه:

إسناد مسدد صحيح على شرط الشيخين.

ص: 326

1969 -

وَقَالَ [الْحَارِثُ](1): حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ عن أبي عبد الله [الشَّقَري](2)، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ خَدَم اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ تعالى خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كيومِ وَلَدَتْهُ أُمهُ، وَمَنْ سَقَى رَجُلًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عز وجل وَرَد حَوْض النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ: وكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَافَرُوا اشْتَرَطَ عَلَى أَفْضَلِهِمُ الْخِدْمَةَ، وَمَنْ أَخْطَأَه ذَلِكَ (3)، اشْتَرَطَ الْأَذَانَ، قَالَ: وَوَفَدَ قَوْمٌ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَزْوَةٍ فَرَأَى فيهم (4) قَوْمًا قَدْ أَجْهَدَتْهُمُ الْعِبَادَةُ، فَقَالَ: مَنْ كَانَ يخدُمُهم؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَحْنُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: أَنْتُمْ أفضلُ مِنهم (5).

(1) في جميع النسخ: "أبو يعلى"، وهو خطأ، والصواب:"الحارث"، كما في الإتحاف والمطالب العالية وبغية الباحث.

(2)

في جميع النسخ: "القرشي"، والتصويب من كتب الرجال.

(3)

انتقل بصر ناسخ (عم) إلى: "اشترط الثانية"، فأسقط قوله:"على أفضلهم الخدمة، ومن أخطأه ذلك"، وفي (ك):"أخطأ"، وهو تحريف.

(4)

في (ك): "منهم".

(5)

في (عم): "منه".

ص: 327

1969 -

تخريجه:

الحديث أورده الهيثمي في بغية الباحث من زوائد الحارث (3/ 784) مع اختلاف يسير.

وابن النحّاس في مشارع الأشواق (1/ 314: 426)، وقال: ذكره الخطيب السبتي في (شفاء الصدور)، وليس فيه قوله (ووفد قوم

) إلى آخر الحديث.

ولم أقف عليه من طريق سلمان الفارسي رضي الله عنه، مع مراجعتي لكتب =

ص: 327

= الموضوعات والأحاديث المشتهرة، لكن الذي في كتب الموضوعات من حديث أنس وعائشة في فضل من سقى رجلًا بنحو حديث الباب.

وأما المرفوع منه وهو قوله (أنتم أفضل منه)، فقد تقدم أن ذكرنا له شاهدًا من الصحيحين عند الحديث رقم (1967).

ص: 328

الحكم عليه:

إسناد الحارث ضعيف جدًا، فيه داود بن المحبّر متهم بالوضع، وعبّاد بن كثير متروك، وفيه انقطاع بيّن ، لأن الشَّقري لم يلق سلمان الفارسي قطعًا، فالأول توفي بعد المائة، والثاني وهو سلمان رضي الله عنه، مات سنة (34 هـ)، فبينهما مفاوز.

ص: 328

1970 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ الزبيدِي، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ محمَّد الْأَوْصَابِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ قال: سَمِعْتُ أَكْثَمَ بْنَ الْجَوْنِ الْخُزَاعِيَّ الْكَعْبِيَّ يَقُولُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا أَكْثَمُ بْنَ الْجَوْنِ اغْزُ مَعَ [غَيْرِ](1) قَوْمِكَ يَحْسُنْ خُلُقُكَ وَتَكْرُمْ (2) عَلَى رُفَقَائِكَ.

1971 -

وَبِهِ قَالَ: قَالَ صلى الله عليه وسلم: خَيْرُ الرفقاء أربعة. الحديث (3).

(1) ما بين المعقوفين ساقط من جميع النسخ، وأثبته من الإتحاف ومصادر التخريج الأخرى.

(2)

في (ك): "تلزم"، وهو تحريف.

(3)

تمامه كما في السنن الكبرى للبيهقي (9/ 157): "

وخير الطلائع أربعون، وخير السرايا أربع مائة، وغير الجيوش أربعة آلاف، ولن يُؤتى إثنا عشر ألف من قلة، يا أكثم بن الجون لا ترافق المائتين".

= = =

1970 و 1971 - تخريجه:

لم أقف عليه في المسند المطبوع، ولعله في الكبير.

وأورد الطريقين معًا البوصيري في الإتحاف (4/ 65/ أ) من مسند أبي يعلى.

ولم أجده من هذا الطريق إلَّا عند أبي نعيم في معرفة الصحابة مع اختلاف في تسمية بعض رواته، فضلًا عن جهالة عدد منهم، كما هو الحال بالنسبة لسند أبي يعلى.

فأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 416: 1039) من طريق الحسن بن سفيان وشعيب، كلاهما عن سعيد بن أبي سعيد الزُّبيديّ به بلفظه، لكن فيه حيّ بن عبد الله الوهابي بدل: سعيد بن محمَّد الأوصابي، وكلاهما لم أقف على ترجمته.

وقال أبو نعيم: "وقال حامد في حديثه: حيّ بن مخمر.

وأخرجه البيهقي في الكبرى (9/ 157) من طريق رجل من أهل الشام عن حيّ بن مخمر الوصابي، عن أبي عبد الله الدمشقي به بطوله. =

ص: 329

= وأخرجه أبو نعيم أيضًا في المعرفة (2/ 416 - 417: 1040) من طريق سعيد بن عبد الجبار -وهو سعيد بن أبي سعيد الزُّبيديّ- عن سعيد بن سنان قال: "حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يقال له أكثم بن الجون قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يا أكثم بن الجون، لا يصحبك إلَّا أمين، ولا يأكل طعامك إلَّا أمين، وخير السرايا أربعة:

" فذكر باقيه بلفظه.

وكلا الطريقين فيه مجاهيل، وسعيد بن سنان متروك كما في التقريب (237).

وله شاهد بلفظه من حديث أنس:

رواه ابن ماجه في الجهاد، باب السرايا (2/ 944: 2827)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 417: 1041)، وابن عساكر في تاريخ دمشق المخطوط (5/ 200)، وابن أبي حاتم في العلل (2/ 296)، والعسكري في الأمثال، والبغوي وابن منده كما في الإصابة (1/ 96)، جمبعهم من طريق أبي سلمة العاملي عن الزهري، عن أنس به.

قال أبو حاتم: "أبو سلمة العاملي متروك الحديث، كان يكذب، والحديث باطل".

وأخرجه ابن عساكر أيضًا في تاريخه (5/ 200 مخطوط) من طريق داود بن عبد الملك عن أبي بشر، عن الزهري به.

قال ابن عساكر: "أبو بشر هو عندي الوليد بن محمَّد الموقري البلقاوي -والله أعلم-".

ولقوله: "خير الرفقاء أربعة

(الحديث)، شاهد:

أخرجه أبو داود في الجهاد، باب ما يستحب من الجيوش (3/ 82: 2611)، والترمذي في السير، باب ما جاء في السرايا (4/ 105: 1555)، وأحمد (1/ 94)، وابن خزيمة (4/ 140: 2538)، وابن حبان (7/ 107 - 108: 4697)، والحاكم (1/ 443)، (2/ 101)، وأبو يعلى في مسنده (4/ 459: 2587)، والطحاوي في =

ص: 330

= مشكل الآثار (1/ 238)، والبيهقي في الكبرى (9/ 156) من طريق جرير ابن حازم عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الله، عن ابن عباس يرفعه:

"خير الصحابة أربعة، وخير السرايا أربعمائة، وخير الجيوش أربعة آلاف، ولن يغلب إثنا عشر ألفًا من قلة".

قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه؛ لخلاف بين الناقلين"، وكذا قال الذهبي.

وقال الترمذي: "حسن غريب لا يسنده كبير أحد غير جرير بن حازم، وإنما روي هذا الحديث عن الزهري، عن النبي مرسلًا".

وقال البيهقي: "تفرد به جرير بن حازم موصولًا".

وتعقبه ابن التركماني في الجوهر النقي المطبوع بهامش السنن الكبرى ، فقال:"هذا ممنوع ، لأن جريرًا ثقة، وقد زاد الإسناد فيقبل قوله، كيف وقد تابعه عليه غيره".

وقال المناوي في فيض القدير (3/ 474): "ولم يصححه الترمذي ، لأنه يروى مسندًا ومرسلًا ومعضلًا. قال ابن القطان: لكن هذا ليس بعلة، فالأقرب صحته".

ص: 331

الحكم عليه:

إسناد أبي يعلى واهٍ مسلسل بالضعفاء والمجاهيل، ولا تنفعه المتابعات التي عند أبي نعيم وابن عساكر والبيهقي ، لأنها لا يخلو طريق منها من مجهول أو متروك، كما تقدم في التخريج.

وشاهده الذي من طريق أنس فيه أبو سلمة العاملي، وهو متروك.

وأما قوله: "خير الرفقاء أربعة

الحديث) " دون قوله: "لا ترافق المائتين"، فأوردت له شاهدًا من حديث ابن عباس، وسنده جيد أو صحيح. =

ص: 331

= وحديث ابن عباس هذا روي مرسلًا ومسندًا، فصوب بعض الأئمة المرسل، وصحّح بعضهم المسند كابن القطان وابن التركمان، واعتبروه زيادة من ثقة يجب أن تقبل.

وصححه أيضًا الألباني في صحيحته (2/ 719)، وأورد له طرقًا أخرى، وقد تقدم تخريجه آنفًا.

ص: 332

1972 -

وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا [مُعَاوِيَةُ](1)، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ (2)، أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ أَوْ (3) لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما: إِذَا بَعَثْتَ (4) سَرِيَّةً فَلَا تُفسدهم (5) وأهْبِطهُم (6)، فَإِنَّ اللَّهَ تعالى ينصُرُ القوم بأضعفهم.

(1) في الأصل: "يعقوب"، وهو خطأ، والتصويب من (عم) و (ك) وكتب الرجال.

(2)

في (عم): "عنبسة"، وهو تصحيف.

(3)

في (عم): "و"بدل: "أو".

(4)

في (ك): "بعث"، وهو تحريف.

(5)

في (ك): "فلا تقعدهم"، ولا معنى له.

(6)

في الإتحاف: "فلا تنتقاهم وأقطعهم" من الانتقاء والاقتطاع، وهو أنسب للسياق. ومعنى الحديث لأول وهلة غير واضح، لكن بالمقارنة بالإتحاف كما هو في فروق النسخ، يكون المعنى: لا تنتقي من الجيش أفضلهم، ولكن خذ منهم القوي والضعيف معًا ، لأن السرية إذا كانت من الشجعان فقط، قد يغلب عليهم الزهو والإعجاب، فيفوتهم النصر. يظر:(فيض القدير 1/ 311).

ص: 333

1972 -

تخريجه:

الحديث أورده الهيثمي في بغية الباحث من زوائد الحارث (2/ 683: 664) والبوصيري في إتحاف الخيرة (4/ 65/ ب).

وأورده في كنز العمال (4/ 357) وعزاه للحارث، لكن قال:"عن ابن عباس".

وله شاهد من حديث أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ابغوني في الضعفاء ، فإنما ترزقون بضعفائكم".

أخرجه أبو داود في الجهاد، باب الانتصار برُذُل الخيل والضعفة (3/ 73: 2594)، والترمذي فيه، باب في الاستفتاح بصعاليك المسلمين (4/ 179: 1702)، وأحمد (5/ 198)، وابن حبان (7/ 131: 474)، والحاكم في المستدرك (2/ 145)، جميعهم من طريق جبير بن نفير عن أبي الدرداء به. =

ص: 333

= قال الترمذي: "حسن صحيح".

وقال الحاكم: "صحيح، ووافقه الذهبي".

وله شاهد آخر من حديث مصعب بن سعد رضي الله عنه، قال: رأى سعدٌ أنه له فضلًا على من دونه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"هل تُنصرون إلَّا بضعفائكم".

أخرجه البخاري في الجهاد، باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب (6/ 104: 2896).

ص: 334

الحكم عليه:

الحديث في إسناده من لم أقف على إسمه، ثم إنه مرسل أو معضل، وبقية رجاله رجال الشيخين.

وقال المناوي في التيسير (1/ 83) بعد أن أورده من حديث ابن عباس، كما سبق أن أشرنا في تخريجه، قال:"إسناده ضعيف، لكن له شواهد".

قلت: ويشهد له قوله تعالى: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249)} [الآية، 249 من سورة البقرة]. ويشهد له أيضًا حديث أبي الدرداء، وهو حديث صحيح، وكذا حديث مصعب بن سعد عند البخاري.

ص: 334

1973 -

وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا [مُعَاوِيَةُ](1) بْنُ عَمْرٍو، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ -هُوَ الْفَزَارِيُّ- عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ أَسِيد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ جُهَينَةَ، عَنْ رَجُلٍ (2) قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرَأَى مَنْزِلًا فِيهِ ضِيقٌ، فَضَيَّقَ النَّاسُ وَقَطَعُوا الطَّرِيقَ، فَنَادَى مُنَادِيِهِ (3): مَنْ حبس (4) مَنْزِلًا أَوْ قَطَعَ طَرِيقًا، فلا جهاد له.

(1) في الأصل: "يعقوب"، وهو خطأ بيّن، صوابه ما في (عم) و (ك).

(2)

هو معاذ بن أنس الجهني، كما جاء مسمّي من طريق آخر كما هو في التخريج.

(3)

في (ك): "منادي".

(4)

في (عم) و (ك) والإتحاف: "من ضيّق".

ص: 335

1973 -

تخريجه:

أورده الهيثمي في بغية الباحث من زوائد الحارث (3/ 787) مع اختلاف يسير، وقال محققه د. حسين الباكري:"الحديث ليس من الزوائد".

وهو كما قال، فإن الرجل من جهينة هو سهل بن معاذ بن أنس الجهني. نصّ على ذلك الدارقطني في العلل (6/ 91: 1002)، فالحديث ليس من الزوائد جزمًا، وقد جاء اسم الرجل مصرّحًا به عند أبي داود وغيره.

أخرجه أبو داود في الجهاد، باب ما يؤمر من انضمام العسكر (3/ 95: 2630) من طريق بقية عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ أُسَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن فروة بن مجاهد اللخمي، عن سهل ابن معاذ الجهني عن أبيه معاذ بن أنس، فذكر القصة، والحديث بلفظه.

وتابع بقية عليه عن الأوزاعي: إسماعيلُ بن عياش.

أخرجه أبو داود أيضًا (3/ 95: 2629)، وأحمد في المسند (3/ 440 - 441)، وسعيد بن منصور في سننه (2/ 212: 2468)، وأبو يعلى في مسنده (3/ 59: 1483) وفي المفاريد له (ص 43)، والطبراني في الكبير (20/ 194:434)، والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 152)، جميعهم من طريق إسماعيل بن عياش عن أسيد بن عبد الرحمن به بلفظه. =

ص: 335

= وسُئل الدارقطني في العلل (6/ 91: 1002) عن هذا الحديث، فقال: "يرويه أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي واختلف عنه، فرواه الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ أُسَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ فروة بن مجاهد، عن سهل بن معاذ بن أنس، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

قال ذلك بقية بن الوليد وعبادة بن جويرية عن الأوزاعي.

وتابعه إسماعيل بن عياش عن أسيد بن عبد الرحمن.

ورواه أبو إسحاق الفزاري عن الأوزاعي، عن أَسِيد، عن رجل من جهينة، عن رجل آخر لم يسم عن النبي صلى الله عليه وسلم.

لم يحفظ الفزاري إسناده، وحفظه بقية". اهـ.

ص: 336

الحكم عليه:

إسناد الحارث غير محفوظ، لإسقاط فروة بن مجاهد -شيخ أَسِيد- من سنده، والمحفوظ من رواية الثقات إثباته.

وفيه أيضًا راويان مبهمان، لكن جاء تسميتهما من طرق أخرى كما تقدم.

وقد نصّ الدارقطني في العلل (6/ 91) على أن طريق بقية هو المحفوظ، وأن الفزاري لم يحفظ الإسناد.

وصحّحه الألباني في تعليقه على مشكاة المصابيح (2/ 1147)، وفي تصحيحه نظر لما تقدم.

ص: 336