المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌1 - باب الشهداء - المطالب العالية محققا - جـ ٩

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌10 - باب حكم المرتد ّ

- ‌11 - بَابُ تَحْرِيمِ دَمِ الْمُسْلِمِ وَلَا سِيَّمَا إِذَا صَلَّى

- ‌13 - بَابُ إِلَى كَمْ تُقْبَلُ تَوْبَةُ الْمُرْتَدِّ

- ‌14 - باب اللِّوَاطِ

- ‌19 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي السِّتْرِ

- ‌20 - باب الحدّ يجب على المريض

- ‌21 - بَابُ السِّحَاقِ

- ‌22 - بَابُ الْحُكْمِ فِيمَنِ اعْتَرَفَ بِحَدٍّ مُبْهَمٍ

- ‌23 - باب من أتى ما دون الحد ّ

- ‌24 - باب الرجم

- ‌25 - بَابُ الْمُتْعَةِ

- ‌26 - بَابُ حَدِّ السَّرِقَةِ

- ‌27 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْجُلُوسِ عَلَى فِرَاشِ المُغيَّبَه

- ‌28 - بَابُ تَعْزِيرِ مَنِ افْتَرَى عَلَى الإِمام

- ‌30 - بَابُ قَدْرِ التَّعْزِيرِ

- ‌31 - بَابُ نَفْيِ أَهْلِ الرِّيَبِ وَالْمَعَاصِي مِنَ الْبُيُوتِ

- ‌32 - بَابُ الْحَبْسِ

- ‌33 - بَابُ الْقَذْفِ

- ‌19 - كتاب القصاص

- ‌2 - بَابُ مَنْ لَمْ يُقْتَصَّ مِنْهُ فِي الدُّنْيَا اقْتُصَّ مِنْهُ فِي الْآخِرَةِ

- ‌3 - بَابُ الْقَوَدَ فِي غَيْرِ النَّفْسِ

- ‌4 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ المُثْلَة

- ‌5 - باب الدِّيَات

- ‌6 - باب الدية في قتل الخطأ والعفو فيها

- ‌7 - باب مقدار الدية وتقويمها

- ‌8 - بَابُ قَاطِعِ الطَّرِيقِ

- ‌20 - كتاب الجهاد

- ‌1 - باب الشهداء

- ‌2 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ إِطْلَاقِ اسْمِ الشَّهِيدِ عَلَى مُجَرَّدِ [الْقَتْلِ]

- ‌3 - بَابُ النِّيَّةِ فِي الْجِهَادِ

- ‌4 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ قِتَالِ الْمُسْلِمِ

- ‌6 - بَابُ فَضْلِ الْجِهَادِ

- ‌7 - بَابُ فَضْلِ الرِّبَاطِ وَفَضْلِهِ عَلَى الْعِبَادَةِ

- ‌9 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي إِعَانَةِ الْمُجَاهِدِينَ

- ‌10 - بَابُ فَضْلِ مَنْ شَيَّعَ مُجَاهِدًا

- ‌11 - باب الرايات والألوية

- ‌12 - بَابُ أدبِ السَّفَرِ وَالرُّفْقَةِ

- ‌13 - بَابُ فَضْلِ الْمَرْكَبِ الْوَطِيءِ

- ‌14 - بَابُ تَوْدِيعِ الْمَنْزِلِ بِرَكْعَتَيْنِ وَمَا يُقَالُ عِنْدَ التَّوَدُّعِ

- ‌15 - بَابُ نَهْيِ الْمَرْأَةِ عَنِ السَّفَرِ وَحْدَهَا

- ‌16 - بَابُ الرِّفْقِ بِالدَّوَابِّ

- ‌17 - بَابُ الْخَيْلِ وَفَضْلِهَا، وَالنَّدْبِ إِلَى الإِحسان إِلَيْهَا وَفَضَلُ الْحَمْلِ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ

- ‌18 - باب سهم الفارس

- ‌19 - بَابُ السبْقِ والرَمْيِ وَمَا جَاءَ فِي فضلِ الرميِ

- ‌20 - بَابُ شِدَّةِ الْعَدْوِ وَالْمَشْيِ

- ‌21 - بَابُ الْأَمْرِ بِتَحْسِينِ السِّلاح وَإِعْدَادِهِ لِلْجِهَادِ

- ‌22 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ إِنْزَاءِ الْحِمَارِ عَلَى الْفَرَسِ الْعَرَبِيَّةِ

- ‌23 - بَابُ الدُّعَاءِ عِنْدَ اللِّقَاءِ وَالْأَمْرِ بِالصَّمْتِ

- ‌24 - بَابُ الشِّعَارِ

- ‌25 - بَابُ الدَّعْوَةِ قَبْلَ الْقِتَالِ

- ‌26 - بَابُ الْكِتَابَةِ إِلَى أَهْلِ الشِّرْكِ قَبْلَ غَزْوِهِمْ

- ‌27 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الِاسْتِعَانَةِ بِالْمُشْرِكِينَ

- ‌28 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنَ الْفِرَارِ مِنَ الزَّحْفِ

- ‌29 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الجُعَل عَلَى الْجِهَادِ

- ‌30 - بَابُ الْهِجْرَةِ مِنْ دَارِ الْعَدُوِّ إِلَى دَارِ الإِسلام

- ‌31 - باب لا هجرة بعد الفتح

- ‌32 - بَابُ لَا يُجَاهِدُ الْعَبْدُ إِلَّا بِإِذْنِ سيِّده

- ‌33 - بَابٌ لَا جِهَادَ عَلَى النِّسَاءِ

- ‌38 - بَابُ حَفِظِ أَهْلِ الذِّمَّةِ وَبَيَانِ مَا يَقْتَضِي بِهِ عَهْدُهُمْ

- ‌39 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ وَالشِّيُوخِ وَالْوُصَفَاءِ وَالْعُرَفَاءِ

- ‌40 - بَابُ النَّصِيحَةِ للإِمام

- ‌41 - بَابُ أَمَانِ الْمُسْلِمِ حَتَّى الْمَرْأَةِ وَالصَّغِيرِ

- ‌42 - بَابُ الْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ

- ‌43 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْمُثْلَةِ

- ‌44 - بَابُ الْحَرَسِ

- ‌45 - بَابُ حُكْمِ الْأَرْضِ الَّتِي يَفْتَتِحُهَا أَهْلُ الشِّرْكِ

- ‌47 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّصَرُّفِ فِي الْغَنِيمَةِ قَبْلَ الْقِسْمَةِ

- ‌48 - بَابُ الْعَطَاءِ وَالْحُكْمُ فِيمَا فَضَلَ مِنْهُ

- ‌49 - بَابُ الإِقطاع

- ‌50 - بَابُ مَنْ أَسْلَمَ عَلَى شَيْءٍ فَهُوَ لَهُ

- ‌51 - بَابُ الْجِزْيَةِ وَالْهُدْنَةِ

- ‌52 - بَابُ قَسْمِ الْفَيْءِ وَالْغَنِيمَةِ

- ‌53 - بَابُ سَهْمِ ذَوِي الْقُرْبَى

- ‌54 - بَابُ جَرَيَانِ السِّهَامِ فِيمَا بِيِعَ بِذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ

- ‌55 - بَابُ الْبَيَانِ بِأَنَّ النَّفَلَ كَانَ مَشَاعًا لِمَنْ أَخَذَهُ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ الْقِسْمَةُ

- ‌56 - بَابُ قَسْمِ الْفَيْءِ لِمَنْ هَاجَرَ وَلِمَنْ وَقَعَ ذَلِكَ بِبَلَدِهِ

- ‌57 - بَابُ رَدِّ الْغَنِيمَةِ قَبْلَ الْقِسْمَةِ

- ‌58 - بَابُ السَّلَبِ لِلْقَاتِلِ

- ‌59 - بَابُ النَّفل

- ‌60 - بَابُ التَّأْلِفِ عَلَى الإِسلام

- ‌61 - بَابُ إِيثَارِ الإِمام بَعْضَ الرَّعِيَّةِ بِرِضَا الْبَاقِينَ

- ‌62 - بَابُ كَرَاهِيَةِ اسْتِئْثَارِ الإِمام بِشَيْءٍ مِنَ الْغَنِيمَةِ قَبْلَ الْقِسْمَةِ

- ‌63 - باب الإحسان إلى يتامى المجاهدين

- ‌64 - بَابُ تَعْظِيمِ شَأْنِ الْغُلُولِ

- ‌65 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ بَيْعِ السِّهَامِ قَبْلَ أَنْ [تُقْسَمَ]

- ‌66 - بَابُ فِدْيِ الْأُسَارَى

- ‌21 - كِتَابُ الْخِلَافَةِ والإِمارة

- ‌1 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الإِمارة لِمَنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهَا

- ‌2 - بَابُ الْخِلَافَةِ فِي قُرَيْشٍ

- ‌3 - بَابُ كَيْفِيَّةِ الْبَيْعَةِ فِي الإِسلام

- ‌6 - بَابُ الْقِيَامِ عَلَى رَأْسِ الْأَمِيرِ بِالسَّيْفِ

- ‌7 - بَابُ كَرَاهِيَةِ أَنْ يَحْكُمَ الْحَاكِمُ وَهُوَ غَضْبَانُ

- ‌8 - بَابُ قِصَاصِ الْأَمِيرِ مِنْ عَامِلِهِ لِرَعِيَّتِهِ

- ‌9 - بَابُ ذِكْرِ تَفْسِيرِ قَوْلِ عُمَرَ رضي الله عنه "رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُقِيدُ مِنْ نَفْسِهِ

- ‌10 - بَابُ تَأْدِيبِ الْأَمِيرِ عاملَه إِذَا احْتَجَبَ عَنِ الرَّعِيَّةِ أَوْ تَرَفَّعَ عَلَيْهِمْ

- ‌11 - بَابُ مُشَاطَرَةِ الْعَامِلِ إِذَا اتَّجَرَ فِي مَالِ الرَّعِيَّةِ

- ‌13 - بَابُ أَجْرِ الْحَاكِمِ إِذَا اجْتَهَدَ فِي الْحَقِّ ّ

- ‌14 - بَابُ مَا يَجِبُ عَلَى الْأَمِيرِ مِنْ حُسْنِ السيرة وعدم الاستتار

الفصل: ‌1 - باب الشهداء

‌1 - باب الشهداء

(1)

1911 -

قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ (2)، حَدَّثَنِي [بَدْرُ](3) بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو بكر بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص عن سعد رضي الله عنه، قال: كنا عند بعض أصحاب محمَّد صلى الله عليه وسلم يَوْمًا (4) فِي مَرْضَةٍ مَرِضَهَا وَهُوَ مُغْمًى عَلَيْهِ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"مَا الذي (5) كنتم فيه آنفًا؟ "، قال: تَذَاكَرْنَا الشُّهَدَاءَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ، مَا نَرَاهُ إلَّا مَنْ خَرَجَ بِمَالِهِ حَتَّى يُقتل. قَالَ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ، يُسْتَشْهَدُونَ بِالْقَتْلِ والطاعون والغرق والبطن، وموت المرأة جُمعًا، و (6) موتها في نفاسها"(7).

(1)"باب الشهداء" ساقطة من (عم).

(2)

زاد في الأصل "حدّثني الفضل بن دكين"، وهو تكرار.

(3)

في الأصل "يزيد"، وهو خطأ، والصواب ما في (عم) والإتحاف، وسيأتي على الصواب في الحديث رقم (77).

(4)

في (عم): "نعوده" بدل "يومًا".

(5)

"ما الذي" ملحقة في حاشية الأصل.

(6)

في الإتحاف بدون الواو، وهو الأظهر كما في بذل الماعون (ص 220).

(7)

تكرر هذا الحديث بسنده، وسيأتي برقم (1920) من مسند ابن أبي شيبة.

ص: 192

1911 -

تخريجه:

أخرجه الدورقي في مسند سعد بن أبي وقّاص (ص 132: 72)، والبزار في مسنده (ل: 172/ أ)، وهو في كشف الأستار (2/ 286: 1719)، وحمزة السهمي في تاريخ جرجان (ص 375)، كلّهم من طريق عبيد الله بن موسى.

وابن أبي شيبة في مسنده (ق: 62/ ب)، ومن طريقه عبد بن حميد في مسنده (1/ 184: 154) من طريق عبد الله بن نمير، كلاهما عن بدر بن عثمان به بنحوه.

قال البزار: "لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ سَعْدٍ إلَّا بِهَذَا الإِسناد".

وأخرجه سعيد بن منصور في سننه (2/ 277: 2616) عن عمرو بن دينار، عن أبي بكر بن حفص به.

وأخرجه عَبْدُ الرَّزَّاقِ (5/ 271: 9576) عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بن دينار، عن أبي بكر بن حفص مرسلًا.

وروى أحمد (4/ 201)، والدارمي (2/ 127)، والطيالسي كما في منحة المعبود (1/ 236)، والحارث بن أبي أسامة كما في بغية الباحث للهيثمي (3/ 796: 619) من طريق شعبة، والدارمي من طريق منصور، كلاهما عن أبي بكر بن حفص قال: سمعت أبا مصبح أو ابن مصبح -شكّ أبو بكر- عن ابن السمط، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عاد عبد الله بن رواحة، قال: فما تحوّز له عن فراشه، فقال:"أتدرون من شهداء أمّتي؟ "، قالوا: قتل المؤمن شهادة، قال:"إن شهداء أمَّتي إذًا لقليل، قتل المؤمن شهادة، والطاعون شهادة، والمرأة يقتلها جمعاء". واللفظ لأحمد.

وله شاهد من حديث أبي هريرة يرفعه: "الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغرق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله".

أخرجه البخاري في الجهاد، باب الشهادة سبع سوى القتل (6/ 42: 2829)، ومسلم في الإمارة، باب فضل الرباط (3/ 1521: 1914)، والترمذي (3/ 377: =

ص: 193

= 1063)، وأحمد (2/ 325)، كلّهم من طريق أبي صالح السمّان عن أبي هريرة، واللفظ للبخاري.

وله شاهد آخر من حديث جابر بن عتيك.

أخرجه مالك في الموطأ (1/ 233 - 234)، وأبو داود في الجنائز، باب فضل من مات في الطاعون (3/ 482: 3111)، والنسائي في الجنائز، باب النهي عن البكاء على الميت (4/ 13: 1846)، وابن ماجه في الجهاد، باب ما يرجى من الشهادة (2/ 937: 2803)، وابن حبان (7/ 3189) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جابر بن عتيك، عن أبيه، عن جدّه جابر بن عتيك

فذكر قصّة، وَفِيهِ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله: المطعون شهيد، والغرق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، والحرق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجُمعٍ شهيد". واللفظ لمالك.

ص: 194

الحكم عليه:

الحديث إسناده صحيح، ورجاله رجال الصحيحين.

ص: 194

1912 -

[1] أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثنا أَبَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: خَاصَمَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ الله رضي الله عنهما، في مال له، فجاءه (1) طلحة رضي الله عنه يومًا وسعد رضي الله عنه قاعد مخترطًا سيفه [واضعه](2) على فخذيه، فقال له طلحة رضي الله عنه: لِمَنْ أَعْدَدْتَ هَذَا يَا سَعْدُ؟، قَالَ: لَكَ، قال: أو كنت فاعلًا؟ قال: (3) والذي بعث محمدًا بالحق لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: مَنْ قَاتَلَ عَلَى مَالِهِ أَوْ مَالٍ لَهُ فَقُتِلَ، كَانَ شَهِيدًا.

[2]

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، ثنا أَبَانُ بْنُ عَبْدِ الله به.

(1) في (عم): "فجاء".

(2)

في الأصل: "واضعًا"، والمثبت بين المعقوفين من (عم) و (ك) هو الصواب.

(3)

في (عم) و (ك) زاد في هذا الموضع "إنّي".

ص: 195

1912 -

تخريجه:

لم أقف عليه في الموجود من مسند إسحاق بن راهويه.

وأورده البوصيري في الإتحاف، كتاب الجهاد، باب ما جاء في الشهداء (4/ 81/ أ) من مسند إسحاق وأحمد بن منيع، ولفظ الأخير "من قتل دون ماله، فهو شهيد".

ولم أجد من خرّجه غير إسحاق بن راهوية وأحمد بن منيع، وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو بن العاص وابن عمر وغيرهما.

أما حديث عبد الله بن عمرو: فأخرجه أبو داود في السنة، باب في قتال اللصوص (5/ 127: 4771)، والترمذي في الديات، باب فيمن قتل دون ماله فهو شهيد (4/ 21: 1420)، وقال:"حسن صحيح"، والنّسائي في تحريم الدم، باب من =

ص: 195

= قتل دون ماله (7/ 115: 4089) وأحمد (2/ 193 - 194) وعبد الرزاق (10/ 113:18562) والخلّال في السنة (ص 168 - 169: 160) والبيهقي (8/ 187)، كلهم من طريق إبراهيم بن محمَّد بن طلحة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"من أريد ماله بغير حق فقاتل فَقُتِل، فهو شهيد".

وأما حديث ابن عمر: فأخرجه ابن ماجه في الحدود، باب من قتل دون ماله فهو شهيد (2/ 861: 2581) وأحمد بن منيع في مسنده كما في إتحاف الخيرة المهرة (4/ 81/ أ) وابن أبي شيبة (9/ 456، 8098)، كلهم من طريق يزيد بن سنان الْجَزَرِيُّ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ يرفعه "من أُتي عند ماله فقُوتل فقاتل فقُتِل، فهو شهيد".

واللفظ لابن ماجه.

قال البوصيري في الإتحاف: "هذا إسناد ضعيف، لضعف يزيد بن سنان، ونحو هذا قال في مصباح الزجاجة".

وفي الباب عن ابن عبّاس وأبي هريرة وسعيد بن زيد وعلي، يأتي بعضها -إن شاء الله- عند الكلام على تخريج الحديث رقم (1915).

ص: 196

الحكم عليه:

حديث الباب إسناده حسن ، لأن أبان بن عبد الله البجلي صدوق، وبقية رجاله ثقات.

ص: 196

1913 -

[1] وَقَالَ إِسْحَاقُ: (1) أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ -يَعْنِي الوَاشِحيّ- (2) حدثني يحيى بن عبد الحميد [بن رافع](3) بن خديج عن جدّته رضي الله عنها، قالت: أصيب (4) رافع بن خَدِيج رضي الله عنه، يَوْمَ أُحُدٍ فِي ثُنْدُوَتِهِ (5) بِسَهْمٍ (6)، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَنْزِعُ السهم، فقال: إن شئت نزعت السهم والقطنة (7)[و] إن شئت نزعت السهم وتركت القطنة وَشَهِدْتُ (8) لَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّكَ شَهِيدٌ (9)؟ فَقُلْتُ: انزع السّهم واترك القطنة وَاشْهَدْ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنِّي شَهِيدٌ، فَقَالَ: نعم فنزع السهم وترك القطنة. فَعَاشَ حَيَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فلما كان زمن (10) زمن معاوية رضي الله عنه، أَوْ بَعْدَهُ، مَاتَ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَأَرَادُوا أَنْ يخرجوه، قَالَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما: إِنْ مثل رافع بن خديج لا يخرج

(1) سقطت "إسحاق" من (عم)، وبعد قوله "وقال" كلمة "أبو" ثم بياض كتب إزاءه في الحاشية "كذا".

(2)

في (عم) محلها بياض، وفي (ك):"أبو أشجى"، وهو تحريف.

(3)

في الأصل: "عن أبي رافع"، وفي (عم) بياض شمل "عبد الحميد بن رافع"، وفي (ك) والإتحاف:"عن ابن رافع"، وما بين المعقوفين هو الصواب، كما في كتب في التخريج والرجال.

(4)

في (عم): "أصبت"، وهو تصحيف.

(5)

في (عم): "تندوله"، وفي (ك):"ثندلايه"، وكلاهما تحريف.

(6)

"بسهم" غير واضحة في (عم)، وأسقط منها الباء في (ك).

(7)

هكذا في جميع النسخ، ولعلّها تصحيف، وفي الإتحاف "قطبة"، والقطبة هي نصل السهم.

ينظر: (كتاب السلاح لأبي عبيد ص 26، النهاية 4/ 79)

(8)

في (ك): "شهد"، وهو تحريف.

(9)

"أنّك شهيد" ساقطة من (عم)، وزاد:"قال" قبل قوله: "فقلت".

(10)

"فلما كان" حرّفها في (عم) إلى: "ومات".

ص: 197

بِهِ حَتَّى يُؤَذَنَ مَنْ حَوْلَنَا مِنَ الْقُرَى، فجلس من الغد، فلما كان الْغَدِ (11) أُخرج (12)، فَبَكَتْ مَوْلَاةٌ لَهُ عَلَى شَفِيرِ القبر، فقال ابن عمر رضي الله عنهما: إِنَّ الشَّيْخَ لَا طَاقَةَ لَهُ بِعَذَابِ اللَّهِ عز وجل مِنْ هَذِهِ السَّفِيهَةِ، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا (13).

[2]

وَقَالَ الطيالسي (14): حدثنا عمرو بن مرزوق، فذكر بعضه (15).

(11)"الغدّ"، ملحقة في حاشية الأصل.

(12)

في (ك): "خرج".

(13)

قوله "السفيهة أو كلمة نحوها، محلّها بياض في (عم)، وكتب الناسخ إزاءه في الحاشية "كذا"، وفي (ك): "حلمه"، وهو تحريف.

(14)

مسند الطيالسي (ص 129: 162).

(15)

في (ك): "فذكر القصّة".

ص: 198

1913 -

تخريجه:

الحديث أخرجه أحمد في المسند (6/ 378) بنحوه عن الحسن بن موسى وعفّان، والطيالسي في مسنده (ص 129: 162) بنحوه (وفيه: حدثني جدّي وصوابه: حدثتني جدّتي كما في إتحاف الخيرة) والطبراني في الكبير (4/ 239: 4242) بلفظه تمامًا من طريق أبي الوليد ومحمد بن كثير والحجّاج بن منهال ستتهم عن عمرو بن مرزوق به.

والبَارودي في الصحابة، ومن طريقه ابن مندة كما في الإصابة (13/ 248) من طريق عمرو بن مرزوق به، لكنه قال:"أصيب بسهم في سرّته".

وأخرجه الطبراني أيضًا (4/ 239: 4241) وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 214) من طريق محمد بن طلحة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن حسين، عن أبيه، عن جدّه رافع بن خديج أنّه خرج يوم أحد، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم ردّه فاستصغره، =

ص: 198

= فقال له عمّي: يا رسول الله إنّه رام، فأخرجه، فأصابه سهم في صدره أو نحوه، فأتى عمّه النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنَّ ابن أخي أصيب بسهم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إن تدعه فيه فيموت مات شهيدًا"، قال عبد الله بن حسين:"وحدثتني امرأته أنها كانت تراه يغتسل فيتحرك في صدره".

ذكره الهيثمي في المجمع (6/ 108)، وقال:"فيه من لم أعرفه".

وأخرج الحاكم في المستدرك (3/ 561 - 562) عن أبي عبد الله الأصبهاني، عن الحسن بن جهم، عن الحسين بن الفرج، عن محمَّد بن عمر قال: "

فذكره نحو حديث الباب". قلت: وهو مع إرساله فيه الواقدي متروك.

وله شاهد من حديث أسيد بن ظهير: أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 209: 569) من طريق بشير بن ثابت وأخته سعدى بنت ثابت، كلاهما عن أبيهما ثابت بن أسيد، عن جدّهما أسيد بن ظهير رضي الله عنه، قال: استصغر رسول الله صلى الله عليه وسلم رافع بن خديج يوم أحد، فقال له عمه ظهير رحمه الله: يا رسول الله إنْه رجل رام، فأجازه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأصابه سهم في لبته، فجاء به عمه إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إن ابن أخي أصابه سهم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إن أحببت أن تخرجه أخرجناه، وإن أحببت أن تدعه، فإنه إن مات وهو فيه، مات شهيدًا".

ومن طريقه أخرجه الخطيب في تاريخه (5/ 433، 434).

والضياء أيضًا في المختارة (4/ 286 - 287: 1477).

وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 262) من طريق حسين بن ثابت بن أسيد وسعدى بنت ثابت بن أسيد عن أبيها ثابت به بنحوه.

قال في المجمع (6/ 108): "رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفه".

ص: 199

الحكم عليه:

حديث الباب رجال إسناده ثقات، غير عمرو بن مرزوق، وهو صدوق، فالحديث بهذا السند حسن، ويرتقي متنه إلى الصحيح بمجموع شواهده، والله أعلم.

ص: 199

1914 -

[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: [حَدَّثَنَا يَزِيدُ](1) حَدَّثَنَا جويبر (2) عن الضحّاك، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: الْقَتِيلُ دُونَ أَهْلِهِ شَهِيدٌ، وَالْقَتِيلُ دُونَ جَارِهِ شَهِيدٌ، وكل قتيل في جنب (3) الله تعالى شَهِيدٌ.

[2]

وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنِ عطاء، ثنا جويبر (4) فذكره بِلَفْظِ: مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ مَظْلُومًا فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ (5) نَفْسِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ جَارِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ في جنب (6) الله تعالى فهو شهيد.

* فيه انقطاع.

(1) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل و (ك) وإتحاف الخيرة للبوصيري، ولم يتنبّه لذلك محقق الإتحاف، وأثبته من (عم).

(2)

في (ك): "جرير"، وهو تحريف.

(3)

في (ك): "حبّ"، وهو تحريف.

(4)

في (ك): "جرير"، وهو تحريف.

(5)

"دون" ملحقة في حاشية الأصل.

(6)

في (ك): "في حبّ".

ص: 200

1914 -

تخريجه:

هو عند الهيثمي في بغية الباحث من زوائد الحارث (3/ 798: 620) بلفظه.

وأورده البوصيري في إتحاف الخيرة، كتاب الجهاد، باب ما جاء في الشهداء وفضلهم (4/ 81/ ب) من مسند أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ.

ولم أقف عليه من هذا الطريق، لكن أخرج أحمد بن حنبل في مسنده (1/ 305) عن موسى بن داود، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن ابن عبّاس يرفعه "من قُتل دون مظلمته، فهو شهيد". =

ص: 200

= قال في المجمع (6/ 244): "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح".

وقال أحمد شاكر في تعليقه على المسند (4/ 277): "إسناده صحيح".

وللحديث شاهد يأتي عند الحديث رقم (1915)، وقد سبق له شاهد عند الحديث رقم (1912).

ص: 201

الحكم عليه:

مدار إسناد الحديث على جويبر، وهو ضعيف جدًا، وعليه فإسناده واهٍ، وهو مع هذا منقطع ، لأن الضحّاك لم يسمع من ابن عباس على الصحيح، كما هو مبيّن في ترجمته.

ولذا قال الحافظ -كما في الأصل-: "فيه انقطاع".

وقال البوصيري في الاتحاف (4/ 18/ ب): "مدار حديث ابن عباس هذا على جويبر بن سعيد البلخي، وهو ضعيف

ثم ذكر من ضعّفه من الأئمة.

وجويبر ضعيف جدًا، كما اختاره الحافظ ابن حجر، وعليه فسنده ضعيف جدًا، وللحديث طريق آخر عن ابن عباس عند أحمد بلفظ "من قُتل دون مظلمة، فهو شهيد"، وقد سبق تخريجه.

قال أحمد شاكر في تعلقه على المسند (4/ 277): "إسناده صحيح".

ولعموم متنه شواهد صحيحة أشرت إليها آنفًا.

ص: 201

1915 -

وقال أبو يعلى: [حدثنا عمرو](1) حدّثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الكِلابيّ، ثنا هَارُونُ بْنُ [حيّان](2) عَنْ محمَّد بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: من قتل دون ماله، فهو شهيد" (3).

(1) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل و (عم)، وأثبتُّه من (ك) والإتحاف ومسند أبي يعلى.

(2)

ما بين المعقوفين من (عم) و (ك)، وفي الأصل كتبت هكذا "حانى"، وهو تحريف.

(3)

هذا الحديث قدّمه في نسخة (ك) قبيل كتاب الجهاد، باب قاطع الطريق، وكذا في المطبوع.

ص: 202

1915 -

تخريجه:

وهو عند أبي يعلى في مسنده (4/ 50: 2061) بلفظه.

وأخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 360) عن إسحاق بن إبراهيم الصيّاد، عن عليّ ابن جميل الرقي، عن هارون بن حيان به بلفظه.

وأبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان (1/ 235) عن بكر بن محمَّد، عن علي بن حبيب الرقي، عن علي بن جميل به بلفظه.

قال العقيلي: "هذا يروى من غير هذا الوجه بإسناد جيد".

وله شاهد من حديث سعيد بن زيد يرفعه "من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، من قتل دون أهله، فهو شهيد".

أخرجه أبو داود في كتاب السنة، باب قتال اللصوص (5/ 128: 4772)، والترمذي في الديات، باب من قتل دون ماله فهو شهيد (4/ 20: 1418)، والنسائي في تحريم الدم، باب من قتل دون ماله (7/ 115 - 116: 4090، 4091)، وأحمد (1/ 190)، والطيالسي (ص 32: 233)، وأبو يعلى (2/ 248: 949)، والبيهقي (8/ 187، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 223: 341)، والخطيب في تاريخه (10/ 81) من طرق عن سعيد بن زيد به، واللفظ لأبي داود =

ص: 202

= وله شاهد آخر تقدم عند الحديث رقم (1912 و 1914).

ص: 203

الحكم عليه:

الحديث إسناده ضعيف، لضعف عمرو بن عثمان الكِلابي وهارون بن حيّان ولمتنه شواهد صحيحة تقدم بعضها.

ص: 203

1916 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى (1)، ثنا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ مَالِكٍ، عن عبيد الله بن أبي (2) جعفر، عن جعفر بن عبد الله بن الحكم قال: سمعت عقبة بن عامر رضي الله عنه يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ صُرِع عن دابّته في سبيل الله تعالى فمات، فهو شهيد (3).

(1) زاد في (ك): "السريّ".

(2)

سقطت "أبي" من (ك).

(3)

سقط من (ك) بعد هذا الحديث خمسة أحاديث.

ص: 204

1916 -

تخريجه:

الحديث عند أبي يعلى في مسنده (3/ 290: 1752) بلفظه.

هكذا رواه أحمد بن عيسى التستري عن ابن وهب، عن ابن مالك به، وخالفه غيره:

1 -

فرواه أصبغ بن الفرج عن ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عبيد الله بن أبي جعفر به بلفظه.

أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (17/ 323: 892) قال: حدّثنا يحيى بن عثمان ابن صالح، وابن أبي عاصم في كتاب الجهاد (2/ 578: 237)، قال: حدثنا أحمد بن الفرات، كلاهما عن أصبغ بن الفرج به بلفظه.

2 -

تابعه عليه عبد العزيز بن عمران بن مقلاص الخزاعي.

أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (17/ 323: 892)، قال: حدثنا عمر بن عبد العزيز بن مقلاص، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا ابن وهب به.

وقول أصبغ وعبد العزيز المصريين أصحّ ، لأنهما أوثق وأحفظ من أحمد بن عيسى التستري، وإن كان الأخير لا ينحط حديثه عن درجة الحسن، كما هو مبين في ترجمته. =

ص: 204

= وهذا الاختلاف لا يضرّ ، لأن الحديث على كلا الوجهين ثابت.

ورواه الروياني في مسنده ، كما في الصحيحة للألباني (5/ 456) عن أحمد بن عبد الرحمن قال: حدثنا عمي عن عمرو بن الحارث، عن أبي علي ثمامة بن شفي، عن عقبة به بلفظه.

قال الألباني -حفظه الله-:"إسناده حسن".

وله شاهد قويّ من حديث أبي مالك الأشعرىِ يرفعه "من فُصل في سبيل الله فمات أو قتل، فهو شهيد، أو وقصه فرسه أو بعيره، أو لدغته حيّة، أو ولدغته هامة، أو مات على فراشه بأي حتف شاء الله، فإنه شهيد، وأن له الجنّة".

أخرجه أبو داود في الجهاد، فيمن مات غازيًا (3/ 19: 2499)، والحاكم في المستدرك (2/ 78)، والبيهقي في الكبرى (9/ 166) بنحوه من طريق عبد الرحمن ابن ثابت بن ثوبان يرده إلى مكحول إلى عبد الرحمن بن غنم الأشعري عن أبي مالك الأشعري به.

قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم".

وتعقبه الذهبي بقوله: فيه عبد الرحمن بن ثوبان، ولم يحتج به مسلم، وليس بذاك، وبقية ثقة، وعبد الرحمن بن غنم لم يدركه مكحول فيما أظن.

قلت: قوله: ابن غنم لم يدركه مكحول فيه نظر، لأن المزي ذكر في تهذيب الكمال أن عبد الرحمن بن غنم من شيوخ مكحول، وأرّخ وفاة مكحول سنة (113 هـ) (تهذيب الكمال: 3/ 1369).

وذكر أيضًا في ترجمة عبد الرحمن أن من تلامذته مكحول، وأرّخ وفاة عبد الرحمن سنة (78 هـ)(تهذيب الكمال 2/ 810).

فعلى هذا بين وفاة كل منهما 35 سنة، والذي يظهر من صنيع المزيّ أن مكحولًا أدرك عبد الرحمن ابن غنم، والله أعلم. =

ص: 205

= الحكم عليه:

الحديث إسناده حسن لأجل أحمد بن عيسى وعمر بن مالك، غير أن أحمد بن عيسى خولف في إسناد الحديث، خالفه أصبغ بن الفرج وعبد العزيز بن عمران، وهما ثقتان أحفظ وأوثق من أحمد بن عيسى، وقولهما أصحّ، غير أن هذا لا يقدح في الحديث ، لأنه على كلا الوجهين ثابت، ويشهد لمتنه حديث أبي مالك الأشعري، وإسناده قويّ، وقد سبق بيانه في التخريج.

ص: 206

1917 -

وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ جَرِيرٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فَنَاءُ أُمَّتِي بِالطَّعْنِ وَالطَّاعُونِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا الطَّعْنُ قَدْ عَرَفْنَاهُ، فَمَا الطَّاعُونُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: وَخْزُ (1) أَعْدَائِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَكُلٌّ فِيهِ شُهَدَاءُ.

قُلْتُ: الْمَشْهُورُ بِهَذَا الإِسناد عَنْ زياد، عن رجل، عن أبي موسى رضي الله عنه.

(1) في (عم): "رجز"، وهو تحريف.

ص: 207

1917 -

تخريجه:

لم أقف عليه من هذا الطريق، والمشهور -كما نصّ المصنّف- عَنْ زِيَادٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى لا عن جرير، وهكذا وجدته في كتب التخريج التي رجعت إليها.

قال الحافظ ابن حجر في بذل الماعون (ص 109) بعد أن ساق رواية ابن أبي شيبة التي معنا، قال:"كذا نقلته من مسند ابن أبي شيبة، وما أظنه إلَّا وهمًا".

وله عن أبي موسى الأشعري طرق:

أخرجه أحمد (4/ 395) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان -هو الثوري- عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

فذكره بنحوه.

وعبد الرزاق في مصنفه كما في بذل الماعون (ص 109)، عن الثوري به بلفظه، ولم أقف عليه في المصنف المطبوع.

ومن طريقه الطبراني في الكبير كما في بذل الماعون (ص 109).

ومدار هذه الطرق على راوٍ مبهم.

وأخرجه أحمد (4/ 417) والطيالسي (ص 72: 534) بلفظ "طعن أعدائكم"، كلاهما عن شعبة، والطبراني كما في بذل الماعون (ص 110) من طريق الحكم بن =

ص: 207

= عتيبة وإسرائيل بن يونس، ثلاثتهم عن زياد بن علاقة به بدون تسمية المبهم.

لكن اتفقت رواية شعبة عند أحمد، ورواية الحكم بن عتيبة عند الطبراني على وصف المبهم بأنه من قوم زياد بن علاقة.

وفي رواية إسرائيل عن زياد بن علاقة، عن رجل من الحيّ.

وقد وقع مُسمّى من طرق أخرى عن الثوري وغيره، كما جاء في بذل الماعون (ص 110).

أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 195 /ب) وفي الصغير (1/ 219: 351) وأبو الحسن الخلعي في فوائده كما في بذل الماعون (ص 110) من طريق إسماعيل بن زكريا، عن مسعر وسفيان الثوري، كلاهما عن زياد بن علاقة، عن يزيد بن الحارث، عن أبي موسى الأشعري به.

قال الطبراني: "لم يروه عن مسعر إلَّا إسماعيل، تفرد به إسماعيل.

وتعقبه الحافظ في بذل الماعون (ص 111) بقوله: "وهما ثقتان، ولعل إسماعيل بن زكريا حمل رواية الثوري على رواية مسعر، ويزيد بن الحارث هو التغلبي، وقد أثبت البخاري في تاريخه (8/ 326) سماعه من أبي موسى، وذكره ابن حبَّان في ثقات التابعين (5/ 537)، فالحديث حسن".

وقد تابع مسعرًا والثوري على تسميته (يزيد بن الحارث) سعّاد بن سليمان.

أخرجه البزّار كما في بذل الماعون (ص 111) والطبراني في الأوسط (1/ 76 ب) كلاهما من طريق أبي عتاب سهل بن حمّاد الدلاّل، عن سعّاد بن سليمان، عن زياد بن علاقة به بلفظه.

وتابعهما أبو مريم عبد الغفّار بن القاسم الأنصاري، عن زياد، عن يزيد بن الحارث، عن أبي موسى به.

أخرجه الطبراني في الكبير كما في بذل الماعون (ص 112).

وخالفهم في تسميته أبو بكر النهشلي. =

ص: 208

= أخرجه أحمد (4/ 417) عن يحيى بن أبي بكير وأبو يعلى في مسنده (12/ 194: 7226) عن جبارة، كلاهما عن أبي بكر النهشلي قال: "حدثنا زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ قال: خرجنا في بضعة عشرة نقيبًا من بني ثعلبة، فإذا نحن بأبي موسى وإذا هو يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

فذكر الحديث مختصرًا.

وأبو بكر النهشلي ثقة أخرج له مسلم.

قال الحافظ في بذل الماعون (ص 112): "ولا معارضة بينه وبين رواية من سماه (يزيد بن الحارث) لما تقدم في رواية شعبة أن زياد بن علاقة سمعه من سيّد الحي بعد أن سمعه من الأوّل، فيحتمل أن يكون الأول هو (يزيد بن الحارث) وسيد الحي هو (أسامة بن شريك)، وهو صحابي معروف أخرج له أصحاب السنن الأربعة".

وقد تابع أبا بكر النهشلي عليه.

العبّاس بن محمَّد الدوري: أخرجه البيهقي في دلائل النبوّة (6/ 384)، لكن وقع فيه يحيى بن كثير بدل يحيى بن أبي بكير، ولعلّه تحريف.

وأبو بلال الأشعري: أخرجه الطبراني كما في بذل الماعون (ص 113).

ويحيى بن عبد الحميد الحُمّاني: آخرجه الطبراني وابن أبي الدنيا في الطواعين كما في بذل الماعون (ص 113).

وخالف الجميع الحجّاج بن أرطاة، فقال:"عن زياد، عن كردوس الثعلبي، عن أبي موسى".

أخرجه البزّار وابن خزيمة في "صحيحه" كتاب التوكل، والطبراني في الكبير كما في بذل الماعون (ص 114) وفي المعجم الأوسط (2/ 238 /ب)، كلهم من طريق معتمر بن سليمان التيمي عن حجّاج به.

قال الحافظ بعد أن ذكر هذه الرواية: "وفي الجملة: هذه الطريق الضعيفة لا تقدح في صحّة الطريق القوية، فإن أمثل طرقه التي سمّي فيها المبهم رواية أبي بكر =

ص: 209

= النهشلي، وأسامة بن شريك صحابي مشهور

".

وللحديث طريق آخر قويّ عن أبي موسى:

أخرجها أحمد (4/ 413) وابن خزيمة في كتاب التوكل من صحيحه والطبراني كما في بذل الماعون (ص 116) والحاكم (1/ 50)، كلهم من طرق عن أبي بلج، عن أبي بكر ابن موسى قال:"ذكرنا الطاعون عند أبي موسى، فقال: سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال صلى الله عليه وسلم: "هو وخز أعدائكم من الجنّ وهو لكم شهادة"، واللفظ لابن خزيمة.

قال الحافظ: ورجال هذه الطريق رجال الشيخين، إلا (أبا بلج)

ثم ذكر كلام الأئمة فيه وخلص إلى توثيقه، ثم قال (بذل الماعون ص 118):"فالمتن بهذه الطرق صحيح بلا ريب، والله أعلم".

وله طريق أخرى أيضًا عن أبي موسى: أخرجها الطبراني من طريق معلى بن أسد عن عبد العزيز بن المختار، عن عبد الله بن المختار، عن كريب بن الحارث بن أبي موسى الأشعري، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم

فذكره بنحوه.

قال الحافظ في بذل الماعون (ص 119) بعد أن أورد هذا الطريق: "ورجاله رجال الصحيح، إلَّا كريبًا وأباه".

وللحديث شاهد من حديث ابن عمر وأبي بردة بن قيس وعائشة وأبي بكر الصدّيق.

1 -

أما حديث ابن عمر، فأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (1/ 126/ أ) وفي المعجم الصغير (1/ 95: 128) من طريق عبد الله بن عصمة عن بشر بن حكيم، عن إبراهيم بن أبي حُرّة، عن سالم، عن ابن عمر مرفوعًا بمثل حديث الباب.

قال الطبراني: "لم يروه عن إبراهيم بن أبي حرّة إلَّا بشر، ولا عن بشر إلَّا عبد الله ابن عصمة".

وقال الحافظ في بذل الماعون (ص 120): "وعبد الله بن عصمة مختلف فيه، =

ص: 210

= قال ابن عدي: له مناكير، وذكره ابن حبَّان في الثقات، وأصل هذا الباب حديث أبي موسى، والله أعلم".

وعبد الله بن عصمة له ترجمة في (الميزان 2/ 460، واللسان 3/ 315).

2 -

وأما حديث أبي بردة بن قيس -وهو أخ أبي موسى الأشعري-.

فأخرجه أحمد (3/ 437) و (4/ 238) وأبو إسحاق الحربي في غريب الحديث كما في بذل الماعون (ص 121) وابن أبي عاصم في كتاب الجهاد (2/ 501: 189) وفي الآحاد والمثاني له (4/ 450: 2503) والدولابي في الكنى (1/ 18) وابن حبّان في ثقاته (7/ 357) والطبراني في الكبير (22/ 314: 792 ورقم 793) والحاكم (2/ 93) وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 98 /ب) والبيهقي في دلائل النبوة (6/ 384)، من طرق متعددة عن عبد الواحد بن زياد العبدي، عن عاصم الأحول، عن كريب بن الحارث، عن أبي بردة بن قيس -أخي أبي مُوسَى- أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"اللهم اجعل فناء أمتي في سبيل الله بالطعن والطاعون".

قال الحاكم: "صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي".

وقال المنذري في الترغيب والترهيب (2/ 336): "رواه أحمد بإسناد حسن".

قلت: رجاله ثقات سوى كريب بن الحارث، فقد ذكره البخاري في التاريخ الكبير (7/ 231) وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (7/ 168)، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا.

وذكره ابن حبّان في الثقات (7/ 357).

3 -

وأما حديث عائشة، فسيأتي -إن شاء الله- برقم (1918 و 1922).

4 -

وأما حديث أبي بكر، فسيأتي -إن شاء الله- برقم (1921).

ويشهد لكون الطاعون شهادة ما أخرجه البخاري في الطب، باب ما يذكر في الطاعون (10/ 190: 5732) ومسلم في الإمارة، باب بيان الشهداء (3/ 1522: =

ص: 211

= 1916) من طريق عاصم عن حفصة بنت سيرين، عن أنس يرفعه "الطاعون شهادة لكل مسلم".

ص: 212

الحكم عليه:

في إسناده راوٍ مبهم، وبقية رجاله رجال الصحيح.

وقال في بذل الطاعون (ص 109) عن طريق حديث الباب الذي عند ابن أبي شيبة: "وما أظنه إلَّا وهمًا".

ثم قال: "وهذا الإِسناد إلى زياد بن علاقة على شرط الصحيح، لولا الراوي المبهم لكان المتن محكومًا بصحته".

وقد جاء مُسمّى -كما جاء مبيّنًا في التخريج- وأمثل طرقه رواية أبي بكر النهشلي عند أحمد وأبي يعلى، وتقدم تخريج روايته والكلام عنها.

وللحديث طريق أخرى عن أبي موسى عند ابن خزيمة كما في بذل الماعون لابن حجر (ص 116) والحاكم (1/ 50) وأحمد (4/ 413)، قال عنها في بذل الماعون (ص 116):"طريق قوية ليس فيها اضطراب".

وصححه الحاكم.

وللحديث شواهد بعضها بإسناد جيّد عن جماعة من الصحابة تقدم تخريجها.

فالحديث ثابت صحيح من طريق أبي موسى الأشعري.

ص: 212

1918 -

وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ بُلَيْدَانَ مِنْ آل أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ (1) رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ محمَّد يُحَدِّثُ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قالت (2): الطعين (3) والمجبوب (4) والنفساء والبطن شهادة.

فقال له (5) أبي: أعائشة رضي الله عنها، حَدَّثَتْكَ هَذَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: هَكَذَا حَدَّثَتْنِي، وَهَكَذَا حَفِظْتُ.

(1)"الصدّيق" محلّها بياض في (عم).

(2)

في الأصل: "قال" ، وما أثبته من (عم).

(3)

في الأصل: "الطعن"، وما أثبته من (عم).

(4)

في (عم): "المحبوب"، وهو تصحيف، وفي مسند الطيالسي:"المجنون".

(5)

في (عم): "للقاسم" بدل "له"، وأسقط "أبي".

ص: 213

1918 -

تخريجه:

هو عند الطيالسي في مسنده (ص 202: 1428) بلفظه.

ولم أقف عليه من طريق القاسم هذه، وله عن عائشة طرق، لكن بلفظ آخر سيأتي برقم (1922).

ص: 213

الحكم عليه:

رجال إسناده ثقات غير مُوسَى بْنُ بُلَيْدَانَ مِنْ آلِ أَبِي بَكْرٍ الصدّيق، ولم أجد له ترجمة.

ولمتنه شواهد ستأتي الإِشارة إليها عند تخريج الحديث رقم (1921) وتقدم بعضها في الحديث السابق.

ص: 213

1920 -

وقال أبو بكرة حدّثنا عبد الله بن نمير عَنْ بَدْرِ بْنِ عُثْمَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بن حفص عن عمران بن سعد، عن أبيه سعد رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: يُسْتَشْهَدُونَ (1) بِالْقَتْلِ وَالطَّعْنِ (2) وَالْغَرِقِ وَالْبَطْنِ وَمَوْتِ الْمَرْأَةِ جَمْعًا (3) وَمَوْتُهَا فِي نفاسها.

(1) في (عم): "تشتهدون".

(2)

في (عم): "الطاعون".

(3)

"الواو" ساقطة من (عم).

ص: 214

1920 -

تخريجه:

هو عند ابن أبي شيبة في مسنده (62/ ب) -منه قطعة مصورة بجامعة الإِمام برقم (2750) - بلفظه.

وقد تقدم تخريجه عند الكلام عن الحديث رقم (1911).

ص: 214

الحكم عليه:

إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيحين، ولمتنه شواهد صحيحة، تقدم ذكرها عند الحديث رقم (1911).

ص: 214

1921 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا [سُرَيْجٌ](1)، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْغَارِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ طَعْنًا وَطَاعُونًا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ قد سَأَلْتَ مَنَايَا أُمَّتِكَ، فَهَذَا الطَّعْنُ قَدْ عَرَفْنَاهُ فما الطاعون؟ قال:[درن](2) كَالدُّمَّلِ، إِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ فَسَتَرَاهُ.

* إِسْنَادُهُ واهٍ من أجل جعفر.

(1) في الأصل: "شريح" - بمعجمة- والمثبت من مسندي أبي بعلى وأبي بكر المروزي هو الصواب.

(2)

في الأصل: "دون"، وهو تحريف، وما أثبته من (عم)، وفي مسند أبي يعلى "ذرب"، وكذا في "بذل الماعون في فضل الطاعون" لابن حجر، ولعلّه الصواب. وذَرِبَ الجرح إذا لم يقبل الدواء.

ص: 215

1921 -

تخريجه:

هو عند أبي يعلى في مسنده (1/ 63: 62) بلفظه.

وأخرجه أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد المروزي في مسند أبي بكر الصدّيق (ص 125 - 126: 82) عن عبد الأعلى عن سريج به بلفظه.

ولم أقف عليه من هذه الطريق عند غيرهما، وقد مرّ له شاهد عن أبي بردة بن قيس، مرّ تخريجه عند الحديث رقم (1917).

ص: 215

الحكم عليه:

إسناده ضعيف جدًا، لكون جعفر الزبيري متروك باتفاق.

وقال المصنّف كما في الأصل: "إسناده واه لأجل جعفر".

وقال في بذل الماعون (ص 263): "سنده ضعيف". =

ص: 215

= قلت: بل ضعيف جدًا لأن جعفرًا متروك، والحافظ نفسه قال عنه في التقريب (ص140):"متروك".

ولمتنه شاهد جيد من حديث أبي بردة بن قيس، تقدم تخريجه عند الحديث رقم (1917).

ص: 216

1922 -

حدثنا عبد الأعلى -هو ابن حمّاد- ثنا [مُعْتَمِرُ](1) بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ لَيْثًا -هُوَ ابْنُ أَبِي سُلَيْمٍ- يُحَدِّثُ عَنْ صَاحِبٍ له، عن عطاء، قالت عائشة (2) رضي الله عنها: ذكر الطاعون، فذكرت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"وَخْزٌ يُصِيبُ أُمَّتِي مِنْ أَعْدَائِهِمْ مِنَ الْجِنِّ غُدَّةٌ كَغُدَّةِ الْبَطْنِ، مَنْ أَقَامَ عَلَيْهَا، كَانَ مُرَابِطًا، وَمَنْ أُصِيبَ بِهِ، [كَانَ] (3) شَهِيدًا، وَمَنْ فَرَّ مِنْهُ، كَانَ كَالْفَارِّ مِنَ الزَّحْفِ".

* إِسْنَادُهُ واهٍ، من أجل ليث وشيخه.

(1) محل "هو ابن حمّاد، ثنا معتمر" في (عم) بياض، وكتب إزاءه في الحاشية "كذا"، وفي الأصل:"جعفر" بدل "معتمر"، وهو تحريف بيّن، والتصويب من مسند أبي يعلى وبذل الماعون.

(2)

محلّ "عائشة" في (عم) بياض، وكتب إزاءه في الحاشية "كذا".

(3)

ما بين المعقوفين غير واضح في الأصل، وما أثبتُّه من (عم).

ص: 217

1922 -

تخريجه:

هو عند أبي يعلى في مسنده (8/ 125: 4664) بلفظه.

وأخرجه أحمد في مسنده (6/ 133 - 145) عن يزيد -هو ابن هارون- وعفّان -هو ابن مسلم- ويحيى بن إسحاق، قالوا: أخبرنا جعفر بن كيسان قال: حدثتنا معاذة بنت عبد الله العدوية عن عائشة مرفوعًا بلفظ "لا تفنى أمتي إلَّا بالطعن والطاعون"، قلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا الطَّعْنُ قَدْ عَرَفْنَاهُ فما الطاعون؟ قال: "غدّة كغدة البعير، المقيم بها كالشهيد، والفارّ منها كالفارّ من الزحف".

وهذا سند جيّد، رجاله كلهم ثقات.

وخالفهم حوثرة بن أشرس، فرواه عن جعفر بن كيسان، عن عمرة العدوية.

أخرجه أبو يعلى في مسنده (7/ 379: 4408) والطبراني في المعجم الأوسط كما في مجمع البحرين (1/ 107 /ب نسخة أحمد الثالث) عن عمر بن عبد الرحمن =

ص: 217

= السلمي، كلاهما، عن حوثرة بن أشرس به بلفظه.

قال الطبراني: "لم يروه عن عمرة بنت أرطاة -وهي بصرية- إلَّا جعفر وهو بصري.

وقال مُحقّق كتاب الجهاد لابن أبي عاصم (2/ 503): "وهذا وهم من حوثرة، فإن هذا الحديث هو حديث جعفر بن كيسان عن معاذة العدوية، أما حديث جعفر بن كيسان، عن عمرة، عن عائشة مرفوعًا، فهو بلفظ "الفارّ من الطاعون كالفارّ من الزحف".

والذي يظهر أن عند جعفر بن كيسان حديثان أحدهما باللفظ الأول، والثاني باللفظ المختصر الأخير.

فأما الأول، فيرويه جعفر بن كيسان عن معاذة العدوية به.

هكذا رواه يزيد وعفان ويحيى بن إسحاق، وقد سبقت رواياتهم.

وأما الثاني، فيرويه جعفر بن كيسان عن معاذة العدوية به.

رواه عنه يحيى بن إسحاق أيضًا، أخرجه أحمد (6/ 82 - 255) عن يحيى بن إسحاق، عن جعفر بن كيسان به.

فلما أراد حوثرة رواية الحديث الأول، وهم فرواه بإسناد الحديث الثاني، وإلا، فالجادة أن يقول: أخبرني جعفر عن معاذة.

وحوثرة هذا لم يوثّقه سوى ابن حبان في ثقاته (8/ 215).

وقال الذهبي في السير (10/ 668): "المحدّث الصدوق". اهـ.

ويحتمل أن جعفرًا قد حمله عن معاذة وعمرة معًا، كما أشار إلى ذلك ابن حجر في بذل الماعون (ص 277)، فالله أعلم.

وأخرجه البزّار كما في بذل الماعون (ص 279) من طريق حفص بن سليمان عن ليث عن عطاء به مختصرًا بإسقاط المجهول بين ليث وعطاء ولفظه "قلت يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا الطَّعْنُ قَدْ عَرَفْنَاهُ، فما الطاعون؟، قال: يشبه الدّمُل يخرج في الآباط =

ص: 218

= والمراقّ، وفيه تزكية أعمالهم، وهو لكل مسلم شهادة".

قال البزار: "لا نعلمه يروي بهذا اللفظ إلَّا بهذا الإسناد".

قال الحافظ: "وهذا إسناد ضعيف، فيه ثلاث علل: ضعف حفص، وشيخه، وإسقاط الواسطة المجهول بين ليث وعطاء".

وأدخل بعضهم فيه بين عطاء وعائشة واسطة أيضًا.

أخرجه الطبراني في الأوسط كلما في مجمع البحرين (1/ 107/ ب) وابن عديّ في كامله (7/ 165) مختصرًا جدًا، وابن أبي الدنيا في الطواعين وأبو عمر بن عبد البر في التمهيد مطولًا كلما في بذل الماعون (ص 279) من طرق عن عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَيْمُونٍ، عن عطاء، عن ابن عمر، عن عائشة به.

قال الطبراني: "لا يروي عن ابن عمر، عن عائشة إلَّا بهذا الإسناد، تفرّد به يوسف ابن ميمون".

وكذا قال الدارقطني في (الأفراد).

قال الحافظ: "ومرادهم أنه تفرد بإدخال ابن عمر بين عطاء وعائشة، وأما نفس المتن، فثابت عن عائشة وغيرها من الأوجه التي تقدم ذكرها.

وللحديث شواهد صحيحة تقدمت عند الحديث رقم (1911)، ما عدا قوله (والمجبوب)، وفي المطبوع من مسند الطيالسي (المجنون)، وكلاهما لم أجد لهما -أي العبارتين- شاهد.

ص: 219

الحكم عليه:

حديث أبي يعلى إسناده ضعيف، لضعف ليث وإبهام شيخه.

وكذا قال ابن حجر كما في الأصل، وبذل الماعون (ص 119).

ص: 219

1923 -

وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ (1)، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ (2) عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ (3)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الشُّهَدَاءُ، فَقَالَ الَّذِينَ إِذَا (4) لَقُوا الْعَدُوَّ لَمْ (5) يَلْفِتُوا وُجُوهَهُمْ (6) حَتَّى يُقْتَلُوا، أُولَئِكَ الذين (يتلبطون)(7) في الغرفات العلا من الجنّة ويضحك ربهم (8) إِلَيْهِمْ، وَإِذَا ضَحِكَ رَبُّكَ إِلَى عَبْدٍ فِي مَوْطِنٍ، فَلَا حِسَابَ (9) عَلَيْهِ.

(1) في (ك): "المخبّر" -بخاء معجمة- وهو تصحيف.

(2)

في (ك): "ابن عبّاس"، وهو تصحيف.

(3)

في (ك): "ابن ما عبّاس"، وهو تحريف واضح.

(4)

"إذا" سقطت من (عم).

(5)

في (عم): "ولم" بزيادة الواو.

(6)

في الأصل: "وجوهم"، وهو تحريف، والمثبت من (عم) و (ك).

(7)

في الأصل: "يتأبطون" وكذا في الإتحاف وبقية النسخ، والصواب ما أثبته من بغية الباحث للهيثمي.

(8)

في (ك): "ربّك".

(9)

في (عم): "حسرات".

ص: 220

1923 -

تخريجه:

أورده الهيثمي في بغية الباحث من زوائد الحارث، باب الشهداء ومراتبهم (3/ 794: 617).

وأورده البوصيري في الإتحاف (4/ 82/ أ) وفي المختصر له (2/ 96/ أ)، وقال:"رواه الحارث، وفي إسناده داود بن المحبّر".

ولم أقف عليه من طريق أنس، وله شاهد من حديث نُعيم بن همّار الغطفاني.

أخرجه أحمد (5/ 287) وابن أبي عاصم في الجهاد (2/ 566: 228) وفي الآحاد والمثاني (2/ 474: 1277) ومن طريقه شمس الدين المقدسي في فضل =

ص: 220

= الجهاد (ص 89: 11) وسعيد بن المنصور في سننه (2/ 219: 2566) وعثمان بن سعيد الدارمي في النقض على بشر المريسي (ص 179) وأبو يعلى في مسنده (12/ 258: 6855) والبخاري في تاريخه (8/ 95) والطبراني في مسند الشاميين (ق 232 - 233) والبيهقي في الأسماء والصفات (1/ 222)، كلهم من طرق عن إسماعيل بن عياش عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة، عن نعيم بن همّار أن رجلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ-صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أي الشهداء أفضل؟ قال: "الذين يلقون القوم في الصفّ فلا يلفتون وجوههم. حتى يقتلوا، أولئك يتلبّطون في الغرف العُلا من الجنّة، يضحك إليهم ربّك، وَإِذَا ضَحِكَ رَبُّكَ إِلَى عَبْدٍ فِي مَوْطِنٍ، فَلَا حِسَابَ عَلَيْهِ".

قال الشرف الدمياطي في (المتجر الرابح)(ص 383): "رواه أحمد وأبو يعلى بإسنادين جيّدين".

وأورده الهيثمي في المجمع (5/ 292)، وقال:"رجال أحمد وأبي يعلى ثقات".

وهو كما قالا سوى إسماعيل بن عياش، وهو صدوق في روايته عن أهل بلده، وهذه منها ، وللحديث طريق آخر عن نعيم بن همّار، أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 181/أ) من طريق ابن لهيعة عن علي بن دينار، عن نعيم بن همّار به بألفاظ متقاربة.

قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن علي أبي دينار إلَّا ابن لهيعة".

قلت: هذا إسناد ضعيف ، لأن ابن لهيعة لا يحتمل تفرّده، وعليًا أبا دينار لم أعرف من هو.

وللحديث شاهد آخر أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 249/ أ) من طريق عنبسة ابن سعيد عن عبد الله بن المبارك عن الأوزاعي، عن عروة بن رويم، عن قزعة بن يحيى، عن أبي سعيد بنحو حديث الباب بلفظ "أفضل الجهاد

". =

ص: 221

= قال في "المجمع (5/ 292): "رواه الطبراني في الأوسط من طريق عنبسة بن سعيد، وثقه الدارقطني كما نقل الذهبي، ولم يضعّفه أحد، وبقية رجاله رجال الصحيح".

وله شاهد آخر أيضًا من حديث عبد الله بن عمرو موقوفًا بنحو حديث الباب، وليس فيه ذكر لضحك الربُّ سبحانه وتعالى.

أخرجه ابن المبارك في الجهاد (ص 86) والدولابي في الكنى والأسماء (2/ 108) وأبو نعيم في الحلية (1/ 291) من طريق صفوان بن عمرو عن زهير بن أبي المخارق العنسي، عن عبد الله بن عمرو به.

وفيه زهير بن سالم العَنْسي، قال فيه الدارقطني:"منكر الحديث"، وقال الحافظ:"صدوق، فيه لين". (التهذيب 3/ 344، التهذيب ص 217).

ص: 222

الحكم عليه:

إسناد الحارث هالك مسلسل بالضعفاء والمتروكين، فيه داود بن المحبّر متهم بالوضع، وأبان بن أبي عياش متروك، وإسماعيل بن عياش ضعيف في غير الشاميين.

ولمتنه شاهد من حديث نعيم بن همّار إسناده حسن، سبق الكلام عنه في تخريج الحديث.

وله شواهد أخرى تقدّمت في التخريج.

ص: 222

1924 -

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ (1)، ثنا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ عن يحيى بن أبي كثير عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إن الله تعالى يَقْبِضُ [أَرْوَاحَ شُهَدَاءِ](2) الْبَحْرِ بِيَدِهِ، وَلَا يَكِلُهُمْ إِلَى مَلَكِ الْمَوْتِ، وَمَثَلُ (3) رُوحِهِ [حِينَ تَخْرُجَ](4) مِنْ صَدْرِهِ، كَمَثَلِ اللَّبَنِ [حِينَ] يَدْخُلُ صَدْرَهُ.

(1) في (ك): "المُخبر" -بخاء معجمة-، وهو تصحيف.

(2)

في الأصل "شهداء أرواح"، وهو قلب من النّاسخ، والمثبت من (عم)، و (ك).

(3)

في (عم): "مقل"، وفي (ك):"قيل"، وهو تحريف.

(4)

ما بين المعقوفين مثبت من (ك)، وفي الأصل و (عم):"حتى يخرج"، وهو تحريف.

ص: 223

1924 -

تخريجه:

أورده الهيثمي في بغية الباحث (3/ 795: 618)، باب الشهداء ومراتبهم.

والبوصيري في الإتحاف، باب ما جاء في الشهداء وفضلهم (2/ 82/ ب)، من طريق الحارث، ولم يعزه لغيره.

ولم أقف على الحديث من غير طريق الحارث، لكن له شاهد من حديث أبي أمامة رضي الله عنه.

أخرجه ابن ماجه في الجهاد، باب فضل غزو البحر (2/ 928: 2778)، والطبراني في الكبير (8/ 200: 7716)، وابن عساكر في تاريخه كما في مشارع الأشواق لابن النخاس (1/ 254: 310)، من طريق عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ:"سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: شهيد البحر مثلُ شهيدي البر، والمائدُ في البحر كالمُتشحِّط في دمه في البرِّ، وما بين الموجتين كقاطع الدنيا في طاعة الله. وإن الله عز وجل وكل ملك الموت بقبض الأرواح إلا شهيد البحر، فإنه يتولى قبض أرواحهم، ويغفر لشهيد البرّ الذّنوب كلّها إلَّا الدين، ولشهيد البحر الذنوب والدين". =

ص: 223

= قال البوصيري في مصباح الزجاجة (2/ 112): "هذا إسناد ضعيف، عفير بن معدان المؤذن ضعّفه أحمد وابن معين ودحيم وأبو حاتم والبخاري والنسائي وغيرهم.

قلت: بل إسناده ضعيف جدًا إن لم يكن موضوعًا، فإن عفيرًا هذا متهم.

وقال العراقي كما في فيض القدير (4/ 167): "عفير بن معدان ضعيف جدًا" وهو مع هذا مخالف لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "يغفر للشهيد كل ذنب إلَّا الدّين".

ص: 224

الحكم عليه:

إسناد الحارث ضعيف جدًا، فيه عدّة علل:

1 -

داود بن المحبّر: متهم بالوضع.

2 -

عبّاد بن كثير: متروك.

3 -

فيه انقطاع ، لأن يحيى بن أبي كثير لم يدرك سلمان الفارسي رضي الله عنه. وأما شاهد حديث الباب، فضعيف جدًا، إن لم يكن موضوعًا، فإن عفيرًا هذا متهم.

لكن ورد في فضل شهداء البحر أحاديث كثيرة، منها حديث أنس عند البخاري ومسلم: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه

"، وفيه "أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا"، قالت أم حرام: قلت: يا رسول الله أنا فيهم، قال: أنت فيهم، ثم قال النبي: "أوّل جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم"، فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: "لا".

أخرجه البخاري مطولًا، واللفظ له في الجهاد، باب ما قيل في قتال الروم (6/ 120: 2924)، ومسلم في فضل الغزو في البحر (3/ 1518: 1912) مطولًا أيضًا.

قال ابن النخّاس في مشارق الأشواق (1/ 247): "واعلم أيّدك الله بتوفيقه أن للغزو في البحر فضائل ليست في البر.

ثم ساق جملة من النصوص في ذلك، فانظرها هناك.

ص: 224

1925 -

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ (1)، ثنا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ عن يزيد (2) الرَّقَاشِيِّ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ قَيْسٍ (3) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ (4) رضي الله عنه.

(قال المغيرة بن قيس: وحدثنا الْحَسَنُ بِبَعْضِهِ وَقَتَادَةُ وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَالضَّحَّاكُ بن مزاحم، قال: وحدثنا أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه والعرزمي عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ كُلُّهُمْ)(5) عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: الشُّهَدَاءُ ثَلَاثَةٌ: رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا لَا يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَ وَلَا يُقتل (6)، فَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ، غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ كُلُّهَا، وَنَجَا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَمِنَ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ، وَزُوِّجَ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَيَحِلُّ (7) عَلَيْهِ حُلَّةَ الْكَرَامَةِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الخلد.

والثاني (8) خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ مُحْتَسِبًا يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَ و [لا](9) يُقتل، فَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ (كَانَتْ رُكْبَتُهُ بِرُكْبَةِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ في مقعد صدق.

(1) في (ك): "المخبّر" -بخاء معجمة- وهو تحريف.

(2)

زاد في (ك) في هذا الموضع: "ابن"، وهو خطأ.

(3)

في الإتحاف: "ابن حميد".

(4)

في (عم): سقط "ابن مالك"، وفي (ك): سقط "أنس".

(5)

ما بين القوسين لأرده الهيثمي في بغبة الباحث من زوائد الحارث (3/ 792 - 793) في آخر الحديث بدل أوّله، بخلاف ما فعل الحافظ هنا ، وليس فيه قوله: "قال المغيرة بن قيس: وحدثنا الحسن

إلخ"، وإنما فيه (قال: وزعم المغيرة بن قيس ان قتادة وسعيد بن. المسيب

إلخ) أي أن قال: (

أنهم حدّثوا بهذا الْحَدِيثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم).

(6)

في (عم): "لا يريد أن يرجع حتى يقتل".

(7)

في (عم): "تحلى"، وهو تحريف.

(8)

زاد في (عم): في هذا الموضع "رجل".

(9)

ما بين المعقوفين ساقط من الأصل، وأثبته من (عم) و (ك).

ص: 225

وَالثَّالِثُ: رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ مُحْتَسِبًا (10) يُرِيدُ أن يَقتل ويُقتل، فَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ) (11) جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَاهِرًا سَيْفَهُ، وَاضِعَهُ عَلَى عَاتِقِهِ، وَالنَّاسُ [جَاثُونَ] (12) على الرّكب يقول: افرجوا لنا (13)، فَإِنَّا قَدْ بَذَلْنَا دِمَاءَنَا لِلَّهِ عز وجل، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: والذي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ قَالَ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ أَوْ لنبي من الأنبياء، لنحّى لَهُ عَنِ الطَّرِيقِ لِمَا يَرَى مِنْ حَقِّهِ، فلا يسأل الله تعالى شَيْئًا إلَّا أَعْطَاهُ، وَلَا يَشْفَعُ فِي أَحَدٍ إلَّا شُفّع فِيهٍ، ويُعطى فِي الْجَنَّةِ مَا أحبّ، ولا يفضله في الجنة منزل (14) نَبِيٍّ وَلَا غَيْرِهِ (15)، وَلَهُ فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ (16) أَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ فِضَّةٍ، وَأَلْفُ أَلْفِ مدينة من ذهب، وألف ألف مدينة لُؤْلُؤٍ، وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ يَاقُوتٍ، وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ دُرٍّ، وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ زَبَرْجَدٍ، وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ نُورٍ (17)، فِي كُلِّ مَدِينَةٍ مِنَ الْمَدَائِنِ أَلْفُ أَلْفِ قصر، في كل قصر ألف ألف بيت، في كل بيت ألف أَلْفُ سَرِيرٍ، كُلُّ سَرِيرٍ طُولُهُ مَسِيرَةُ أَلْفِ عَامٍ وَعَرْضُهُ مَسِيرَةُ أَلْفِ عَامٍ، وَطُولُهُ فِي السَّمَاءِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، عَلَيْهِ زَوْجَةٌ قَدْ برز

(10)"يريد" سقطت من (عم).

(11)

من قوله: "

كانت" إلى قوله: "

أو قتل" -وهو ما بين القوسين-، ملحق بحاشية الأصل

(12)

في الأصل: "مجاثون"، والمثبت من (عم) و (ك)، والإتحاف.

(13)

سقطت "لنا" من (ك).

(14)

في (ك): "منزلة".

(15)

هذا كلام باطل تردّه النصوص الشرعية، وهو علامة واضحة على وضع هذا الحديث ونكارته.

(16)

"جنة الفردوس" ملحقة بحاشية الأصل وعليها علامة صح.

(17)

في (ك) بياض محل "نور"، ثم كتبت كلمة هكذا "الأنورا" مهملة، وزاد في "عم" بعد قوله "من نور":"ألف ألف مدينة".

ص: 226

كُمُّهَا (18) مِنْ جَانِبَيِ السَّرِيرِ [عِشْرِينَ](19) مِيلًا مِنْ كل زاوية (20)، هي أربع زوايا وأشفار عينها كجناح النّسور (21) أو كقوادم النّسور، وحاجباها كالهلال، عليها ثياب تنبت في جنان (22) عدن سقياها (23) من تسنيم (24) وزهرها (25) يخطف الْأَبْصَارَ دُونَهَا لَوْ بَرَزَتْ لِأَهْلِ الدُّنْيَا (26) لَمْ يَرَهَا نَبِيُّ مُرْسَلٌ وَلَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ إلَّا فُتِنَ بِحُسْنِهَا، بَيْنَ يَدَيْ كُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ مِائَةُ أَلْفِ جَارِيَةٍ بِكْرٍ (27) خدمٌ سِوَى خَدَمِ زَوْجِهَا، وَبَيْنَ يَدَيْ كُلِّ سَرِيرٍ كَرَاسِيُّ مِنْ غَيْرِ جَوْهَرِ السَّرِيرِ، كُلُّ سَرِيرٍ (28) طُولُهُ مِائَةُ أَلْفِ ذِرَاعٍ، عَلَى كُلِّ سَرِيرٍ مِائَةُ أَلْفِ فِرَاشٍ، غِلظُ كُلِّ فِرَاشٍ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَمَا بَيْنَهُنَّ مَسِيرَةُ.

خَمْسِمِائَةِ عَامٍ يَدْخُلُونَ الجنّة قبل الصدّقين وَالْمُؤْمِنِينَ بِخَمْسِمِائَةِ عَامٍ، يَفْتَضُّونَ الْعَذَارَى، وَإِذَا دَنَا من السرير، تطامنت (29) لَهُ الْفُرُشُ حَتَّى يَرْكَبَهَا مُتَفَرَّجًا حَيْثُ شَاءَ، فيتكىء تكأة مع الحور العين سبعين سنة، فتناديه أبهى

(18) في (ك): "لحّها"، وفي الأصل ملحقة بالحاشية مع وضوحها بالأصل.

(19)

في الأصل وبقية النسخ: "عشرون"، وهو خطأ، والصواب ما أثبته، كما تقتضيه قواعد النحو.

(20)

زاد في (ك) في هذا الموضع الواو.

(21)

في (عم) و (ك): "النّسر".

(22)

في (عم) و (ك): "جنّات".

(23)

في (عم): "سفتاها"، وفي (ك) غير واضحة.

(24)

في (ك): "نسيم"، وهو تحريف.

(25)

في (ك): "وزمرتها"، وهو تحريف.

(26)

في (عم): "الأرض".

(27)

"بكر" محلها في (ك): "كل"، وهو تحريف.

(28)

في (ك): "كرسي".

(29)

كذا في الأصل وجميع النسخ، وجاء في حاشية الأصل -والتي هي بتعليق السندي- "توطّأت"، وهو أولى وأنس للسياق.

ص: 227

مِنْهَا وَأَجْمَلُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ أَمَا لَنَا مِنْكَ دَوْلَةٌ؟ فَيَلْتَفِتُ إِلَيْهَا فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتِ؟ فَتَقُولُ: إِنَّا مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35)} (30) ثم تناديه أبهى وأجمل: يا عبد الله مالك فينا من حاجة؟ فيقول: ما عملت مكانك، فتقول: أَوْ مَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} (31) فَيَقُولُ: بَلِيَ وَرَبِّي، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فَلَعَلَّهُ يَشْتَغِلُ عَنْهَا بعد ذلك عامًا لا (32) يشغله إلَّا ما هو فيه من النعمة (33) واللّذة، فإذا دخل أهل الجنة، ركب شهداء (34) البحر قراقر (35) مِنْ دُرٍّ فِي نَهَرٍ مِنْ نُورٍ مَجَادِيفُهُمْ (36) قُضْبَانُ اللُّؤْلُؤِ وَالْمَرْجَانِ وَالْيَاقُوتِ، مَعَهُمْ (37) رِيحٌ تُسَمَّى الزهراء في (38) أمواجٍ كَالْجِبَالِ، إِنَّمَا هُوَ نُورٌ يَتَلَأَلَأُ، تِلْكَ (39) الأمواج في أعينهم أهون (40) وَأَحْلَى عِنْدَهُمْ مِنَ الشَّرَابِ الْبَارِدِ فِي الزُّجَاجَةِ الْبَيْضَاءِ عِنْدَ أَهْلِ الدُّنْيَا فِي الْيَوْمِ الصَّائِفِ، و [أيامهم](41) الذين كانوا في

(30) الآية 35 من سورة ق.

(31)

الآية 17 من سورة السجدة.

(32)

في (ك): "ما".

(33)

في (ك): "النعيم".

(34)

سقطت "شهداء" من (ك).

(35)

كذا في جميع النّسخ والذي في الإتحاف وكتب اللغة: قراقير، واحدها قرقور، كعصفور، وهي السفينة، أو الطويلة، أو العظيمة.

(36)

في (عم): "مجاريفهم"، وفي (ك):"مجاذيفهم" -بالذال المعجمة-، وهو تحريف.

(37)

في (ك):"يرفعهم".

(38)

في (ك): "إلى".

(39)

في (ك): "مثل"، وهو تحريف.

(40)

في (ك): "أهون في أعينهم".

(41)

في جميع النسخ: "أيًا منهم"، والمثبت من بغية الباحث للهيثمي.

ص: 228

[نحر](42) أصحابهم الذين كانوا في الدنيا، تقدم قراقرهم (43) بين يدي أصحابهم ألف أَلْفِ سَنَةٍ، وَخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (44)، وَمَيْمَنَتُهُمْ (45) خَلْفَهُمْ (46) عَلَى النِّصْفِ مِنْ قُرْبِ أُولَئِكَ مِنْ أَصْحَابِهِمْ، وميسرتهم (47) مثل ذلك (وساقتهم (48) الذين كانوا خلفهم في تلك القراقر من درّ، فبينما هم كذلك يَسِيرُونَ فِي ذَلِكَ النَّهَرِ) (49) إِذْ رَفَعَتْهُمْ تِلْكَ الْأَمْوَاجُ إِلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ يَدَيْ عَرْشِ (50) رَبِّ الْعِزَّةِ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَتْ عَلَيْهِمُ الملائكة [يضعفون](51) عَلَى خَدَمِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حُسنًا وَبَهَاءً وَجَمَالًا وَنُورًا، كَمَا [يُضَعَفُونَ](52) هُمْ عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ [بِمَنَازِلِهِمْ](53) عِنْدَ اللَّهِ، فَيَهِمُّ أَحَدُهُمْ أَنْ يَخِرَّ لِبَعْضِ خُدَّامِهِمْ مِنَ الْمَلَائِكَةِ سَاجِدًا فَيَقُولُ: يَا وليّ الله، أَنَا خَادِمٌ لَكَ وَنَحْنُ مِائَةُ أَلْفِ قَهْرَمَانَ (فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَمِائَةُ أَلْفِ قَهْرَمَانَ فِي جَنَّاتِ الْفِرْدَوْسِ، وَمِائَةُ أَلْفِ قَهْرَمَانَ فِي جَنَّاتِ النعيم، ومائة ألف قهرمان في

(42) في جميع النّسخ: "بحر".

(43)

كذا في جميع النسخ، وفي (ك):"يندم من أفزهم"، وهو تحريف، والصواب "قراقيرهم"، كما في كتب اللغة.

(44)

كرّر في (ك): "وخمسين ألف سنة".

(45)

"ميمنتهم" ملحقة بحاشية الأصل، وفي (ك):"منيتهم"، وهو تصحيف.

(46)

في (ك):"حليتهم"، وهو تحريف.

(47)

في (ك): "ومشرقهم".

(48)

في (ك): "وساقهم"، وهو تحريف.

(49)

ما بين القوسين ملحق بحاشية الأصل، وعليها علامة صح.

(50)

سقطت "عرش" من (عم).

(51)

في الأصل "يصعقون"، وفي (ك):"يصفون"، وما أثبته من (عم) والإتحاف وبغية الباحث هو الصواب.

(52)

في الأصل: "يصعقون"، وفي (ك):"يصفون"، وما أثبته من (عم) هو الصواب.

(53)

في الأصل: "منازلهم"، وكذا في (عم)، والمثبت من (ك) هو الصواب.

ص: 229

جنّات المأوى، وَمِائَةُ أَلْفِ قَهْرَمَانَ فِي جَنَّاتِ الْخُلْدِ) (54)، وَمِائَةُ ألف قهرمان في جنّات الحلال (55)، ومائة ألف قهرمان في جنّات السَّلَامِ، كُلُّ قَهْرَمَانَ مِنْهُمْ عَلَى بَابِ (56) مَدِينَةٍ، في كل مدينة أَلْفِ قَصْرٍ، فِي كُلِّ قَصْرٍ مِائَةُ أَلْفِ بَيْتٍ (57)، مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ وَدُرٍّ وَيَاقُوتٍ وَزَبَرْجَدٍ وَلُؤْلُؤٍ وَنُورٍ، فِيهَا أَزْوَاجُهُ وسُرُره، وخُدّامه، لَوْ أن (58) أدناهم نزل به (59) الْجِنُّ وَالْإِنْسُ وَمِثْلُهُمْ مَعَهُمْ أَلْفُ أَلْفِ مَرَّةٍ لوسعتهم أدنى قصر (60) من قصوره ما شاءوا من النزل (61) وَالْخَدَمِ وَالْفَاكِهَةِ وَالثِّمَارِ وَالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، كُلُّ قَصْرٍ مُسْتَغْنٍ بِمَا فِيهِ مِنْ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ عَلَى قدر سعتهم جميعًا لا يَحْتَاجُ إِلَى الْقَصْرِ الْآخَرِ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، وَإِنَّ أَدْنَاهُمْ مَنْزِلَةً الَّذِي يَدْخُلُ عَلَى الله بكرة وعشيا، فيأمر بِالْكَرَامَةِ كُلِّهَا ، لَمْ يَشْتَغِلْ (62) حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى وَجْهِهِ الْجَمِيلِ تبارك وتعالى.

قُلْتُ (63): هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ مَا أَجْهَلَ مَنِ افَتَرَاهُ وَأَجْرَأَهُ عَلَى الله تعالي.

(54) سقط من (ك) من قوله: "جنّات عدن" إلى قوله: "في جنّات الخلد"، وهو ما بين القوسين.

(55)

في الأصل: "الحلال" بالحاء المهملة، وفي (عم) و (ك) بجيم معجمة.

(56)

في (ك) تحرّف "باب" إلى "مائة".

(57)

في (عم): "بنت"، وهو تصحيف.

(58)

في (ك): "أن"، بإسقاط "لو".

(59)

زاد في (ك) في هذا الموضع "الثقلان".

(60)

انتقل بصر ناسخ (عم) إلى كلمة "قصر" التي تأتي في السطر التالي، فزاد في هذا الموضع "مستغن"، ومحلها بعد كلمة "قصر" التي تليها.

(61)

"من النزل"، تصحفت في (عم) إلى "مر الحرل".

(62)

في (عم): "لم تشتغل"، وهو تصحيف.

(63)

القائل هو الحافظ ابن حجر رحمه الله.

ص: 230

1925 -

تخريجه:

الحديث أورده الهيثمي في بغية الباحث من زوائد الحارث (3/ 792: 793)، =

ص: 230

= والبوصيري في الإتحاف (4/ 82/ ب)، من طريق الحارث هذه.

ولم أقف عليه من هذا الطريق، لكن له عن أنس طريق آخر.

أخرجه البزار كما في كشف الأستار (2/ 283 - 284: 1715)، عن سلمة بن شبيب، والبيهقي في الشعب (4/ 25: 4255)، من طريق الفضل بن محمَّد البيهقي، والأصبهاني الملقّب بقوّام السنة في ترغيبه (85 أ/ ب)، من طريق عبد الله بن أحمد الدورقي، ثلاثتهم عن محمَّد بن معاوية عن مسلم بن خالد عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نمر عن أنس به بلفظه مختصرًا. قَالَ الْبَزَّارُ:"لَا نَعْلَمُهُ عَنْ أَنَسٍ إلَّا بهذا الطريق، ومحمد بن معاوية قد حدث بأحاديث لم يتابع عليها، وأحسب هذا أُتي منه ، لأن مسلم بن خالد لم يكن بالحافظ".

وقال البيهقي: "محمَّد بن معاوية النيسابوري، غيره أوثق منه".

وقال المنذري في الترغيب (2/ 317): "وهو حديث غريب".

وقال الهيثمي في المجمع (5/ 294 - 295): "رواه البزار وضعّفه بشيخه محمَّد بن معاوية، فإن كان هو النيسابوري، فهو متروك، وفيه أيضًا مسلم بن خالد الزنجي، وهو ضعيف، وقد وثق".

وقال الحافظ ابن حجر في مختصر زوائد البزَّار (1/ 706: 1306) معلقًا على كلام الهيثمي:

قلت: "هو هو" -يعني النيسابوري-.

ص: 231

الحكم عليه:

حديث الباب حديث موضوع، وإسناده هالك ساقط مسلسل بالضعفاء والمتروكين.

وقد حكم عليه بالوضع غير واحد من الأئمة:

قال الهيثمي في بغية الباحث (3/ 794: 793): "هذا حديث وضعه داود بن المحبّر، وهو كذّاب". =

ص: 231

= وكذا حكم عليه المُصنِّف كما في الأصل.

وقال البوصيري في الإتحاف (4/ 83/ب): "هذا حديث فيه داود بن المحبّر، وهو ضعيف. قال فيه ابن حبَّان: كان يضع الحديث على "الثقات".

وأما الطريق الآخر عن أنس رضي الله عنه وهو المتابعة التي عند البزّار والبيهقي والأصبهاني، فلا تفيده بشيء، إذ فيها علتان:

1 -

محمَّد بن معاوية النيسابوري متروك، ومدار هذا الطريق عليه.

2 -

مسلم بن خالد -وهو شيخ محمَّد بن معاوية- صدوق كثير الأوهام.

وقد أورده هذا الطريق المنذري في الترغيب (2/ 317)، وقال:"وهو حديث غريب".

ص: 232

1926 -

قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، ثنا ابن وهب، أخبرني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدٍ (1) عَنْ سَهْلِ بْنِ أبي أمامة بن حنيف عن أبيه عن جده رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أُوَلُّ مَا يُهراق مِنْ دَمِ الشَّهِيدِ يُغْفَرُ لَهُ ذَنْبُهُ كُلُّهُ إلَّا الدَّين (2).

(1) في (عم): "عن سعد".

(2)

هذا الحديث جاء في (ك)، والمطبوع (2/ 138: 1873) بعد حديث سلمان الفارسي المتقدم، وهو برقم (1924).

ص: 233

1926 -

تخريجه:

لم أقف عليه في مسند أبي يعلى المطبوع، ولعلّه في المسند الكبير.

وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (6/ 73: 5553)، من طريق أحمد بن صالح، والحاكم في المستدرك (2/ 119)، من طريق محمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم، ومن طريقه البيهقي في الكبرى (9/ 163 - 164)، كلاهما عن ابن وهب به بلفظه، وليس عند الحاكم والبيهقي قوله "إلَّا الدَين".

وأخرجه الطبراني أيضًا (6/ 73: 5552)، من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي عن ابن وهب بن شريح عن سهل بن أبي أمامة به بلفظه.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو بن العاص يرفعه: "يغفر للشهيد كل ذنب إلَّا الدَين".

أخرجه مسلم في الإِمارة، باب من قُتل في سبيل الله (3/ 1502: 1886)، أحمد (2/ 220)، والبيهقي (9/ 25)، من طريق عيّاش بن عباس عن عبد الله بن يزيد أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحُبْلِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ به. =

ص: 233

= الحكم عليه:

إسناد أبي يعلى فيه ضعف، لجهالة عبد الرحمن بن سعد، وبقية رجاله ثقات.

لكنه يرتقي إلى الحسن لغيره بالمتابعة التي عند الطبراني، فإن رجالها رجال الصحيح، وكلهم ثقات سوى عبد الرحمن بن شريح، فهو صدوق يخطئ.

وأورده الألباني في صحيح الجامع (1/ 354: 2575)، وقال عنه:"حسن".

ص: 234