الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 - بَابُ الْخِلَافَةِ فِي قُرَيْشٍ
2101 -
قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ محمَّد بْنَ إِسْحَاقَ يَقُولُ: حَدَّثَنِي محمَّد بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَغَيْرِهِ وَصَلَ الْحَدِيثَ عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: وَكَتَبَ مُسَيلمة إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مِنْ مُسَيْلِمَةَ بْنِ حَبِيبٍ لِمُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَلَامٌ (1) عَلَيْكَ، أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ لِقُرَيْشٍ نِصْفَ الْأَرْضِ، وَلَنَا نِصْفَ الْأَرْضِ، وَلَكِنَّ قُرَيْشًا قَوْمٌ يَعْتَدُونَ (2)، وَشَهِدَ الرَّجُلَانِ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَا: إِنَّ مُسَيْلِمَةَ لَا يُنْكِرُ ذَلِكَ، إلَّا أَنَّهُ قَدْ أُشرك مَعَكَ فِي الْأَمْرِ، وأحدثتْ إِلَيْهِ نُبُوَّةٌ مَعَ نبوّتك
…
الحديث.
* فيه إرسال.
(1) ملحقة بحاشية الأصل.
(2)
في (عم) و (ك): "يعبدون" وهو تصحيف.
2101 -
تخريجه
لم أقف عليه فيما وصلنا من مسند إسحاق.
وأخرجه ابن جرير الطبري في تاريخه (3/ 146) عن محمَّد بن حميد الرازي، عن سلمة بن الفضل، عن إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: كَانَ =
= مسيلمة
…
فذكره بلفظ قريب منه.
وأخرجه ابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام (4/ 329 تحقيق همّام سعيد) قال: حدّثني شيخ من أشجع عن سلمة بن نعيم بن مسعود الأشجعيّ عن أبيه نعيم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لهما حين قرأ كتابه: "فما تقولان أنتما؟ "، قالا: نقول كما قال، فقال:"أما واللهِ لولا أنّ الرسل لا تُقتَل، لضربت أعناقكما"، ثمّ كتب إلى مسيلمة الكذّاب:"بسم الله الرحمن الرحيم، من محمَّد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب: السلام على من أَتّبع الهدى .. أمّا بعد فإنّ الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتّقين".
ومن طريق ابن إسحاق أخرجه الطبري في تاريخه (3/ 146) وقال: قال ابن حميد -هو شيخ الطبري- أمّا عليّ بن مجاهد، فيقول: عن أبي مالك الأشجعي، عن سلمة بن نعيم بن مسعود، عن أبيه نعيم، به.
وهذه الأسانيد يقوّي بعضها بعضًا.
وممن ذكر القصّة باختصار من غير إسناد: ابن سعد في طبقاته (1/ 373)، والبلاذري في فتوح البلدان (ص 119 تحقيق عبد الله الطباع).
الحكم عليه:
حديث الباب إسناد رجاله ثقات، ومحمد بن إسحاق قد صرّح بالتحديث، لكنّه مرسل؛ لأن عروة بن الزبير لم يدرك القصّة، وانظر: جامع التحصيل (ص 236)، وله شواهد بأسانيد يقوّي بعضها بعضًا، والله أعلم.
2102 -
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثَنَا (1) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُبَشِّرٍ عَنْ زَيْدِ (2) بْنِ أَبِي عَتَّابٍ قَالَ: قَامَ مُعَاوِيَةُ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي هَذَا الْأَمْرِ، خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ (3) فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقُهُوا ، وَلَوْلَا أَنْ تَبْطَرَ قُرَيْشٌ لَأَخْبَرْتُهَا بِمَا لَهَا (4) عِنْدَ اللَّهِ.
قُلْتُ: رَوَى أَحْمَدُ بِهَذَا الإِسناد: خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الإِبل نساء قريش
…
الحديث.
(1) في (ك): "عن" ، وهو تحريف.
(2)
في (عم): "يزيد"، وهو تحريف.
(3)
في (عم): "خيار".
(4)
في (ك): "بما ختارها"، وهو تحريف.
2102 -
تخريجه:
هو عند ابن أبي شيبة في المصنّف (12/ 169: 12437).
ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في كتاب السنة (2/ 520: 1129)، وأبو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن (1/ 444: 195) رسالة جامعية.
وأخرجه أحمد في المسند (4/ 101)، والطبراني في المعجم الكبير (19/ 342: 792) عن فضيل بن محمَّد الملطي، كلاهما عن الفضل بن دكين، به بلفظ:"خير نساء ركبن الإبل نساء قريش، أرعاه على زوج في ذات يده، وأحناه على ولد في صغره".
قال الهيثمي في المجمع (4/ 271): "رجاله ثقات".
ورواه ابن أبي عاصم في السنة (2/ 514: 1112) من طريق الزهري عن محمَّد ابن جبير بن مطعم عن معاوية بلفظ "هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلَّا كبّه الله على وجهه ما أقاموا الدين". وفيه قصّة. =
= وهذا إسناد جيّد، رجاله ثقات غير محمَّد بن مُصَفّى شيخ أبي عاصم صدوق له أوهام ويدلّس، لكنه صرّح بالتحديث.
ورواه أيضًا ابن أبي عاصم في السنة (2/ 519: 1126) من طريق محمَّد بن طلحة عن معاوية بلفظ: "لا يزال والي من قريش".
وإسناده فيه سنيد بن داود، وهو ضعيف كما في التقريب (ص 257).
الحكم عليه:
إسناد ابن أبي شيبة صحيح.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 271): "رجاله ثقات".
وصححه الألباني في تعليقه على كتاب السنة لابن أبي عاصم (2/ 520).
ولمتنه شاهد صحيح من حديث أبي هريرة يرفعه بلفظ: "الناس تبع لقريش في هذا الشأن، مسلمهم تبع لمسلمهم، وكافرهم تبع لكافرهم. والناس معادن، خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الإِسلام إِذَا فقهوا
…
" الحديث.
أخرجه البخاري في المناقب (6/ 806: 3495)، ومسلم في الإمارة، باب الناس تبع لقريش (3/ 1451: 1818)، وأحمد (2/ 243) وغيرهم.
2103 -
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ إِنَّكُمُ الْوُلَاةُ بَعْدِي لِهَذَا الْأَمْرِ {. . . وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا} (1) إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، وَاحْفَظُونِي فِي الْأَنْصَارِ وَأَبْنَائِهِمْ وَأَبْنَاءِ أَبْنَائِهِمْ.
* كَثِيرٌ: ضَعِيفٌ.
2104 -
وَبِهِ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: حَلِيفُ الْقَوْمِ مِنْهُمْ وَابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ منهم (2).
(1) ......
(2)
......
= = =
2103 و 2104 - تخريجه:
لم أقف عليه في القسم الموجود من مسند ابن أبي شيبة ولا في المُصنف له.
وهو حديث واحد أخرجه بعضهم بطوله، وفرّقه البعض الآخر كما فعل ابن أبي شيبة وغيره.
وأورده البوصيري في الاتحاف (4/ 28/ أ)، وجمع بين المتنين في إسناد واحد.
أخرجه الطبراني في معجمه الكبير (17/ 12 رقم 2) من طريق إسماعيل بن أبي أويس عن كثير بن عبد الله، به بطوله.
وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 88 / أ) من طريق عيسى بن يونس عن كثير بن عبد الله، به مقتصرًا على قوله "حليف القوم منهم وابن أخت القوم منهم".
وزاد: "ومولى القوم منهم". =
= الحكم عليه
إسناده ضعيف؛ لضعف كثير بن عبد الله المزني، ومدار الحديث عليه.
قال الهيثمي في المجمع (5/ 194): "وفيه كثير بن عبد الله بن عمرو المزني، وهو ضعيف، وقد حسّن له الترمذي. وبقية رجاله ثقات".
وقال البوصيري في الإتحاف (4/ 28/ أ): "هذا إسناد ضعيف؛ لضعف كثير بن عبد الله المزني".
2105 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا محمَّد بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، ثنا حَفْصُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ النَّاسَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ: أَلَا إِنَّ الْأُمَرَاءَ مِنْ قُرَيْشٍ، أَلَا إِنَّ الْأُمَرَاءَ مِنْ قُرَيْشٍ (1) مَا أَقَامُوا بِثَلَاثٍ: مَا حَكَمُوا فَعَدَلُوا، وَمَا عَاهَدُوا فَوَفُّوا، وَمَا اسْتُرْحِمُوا فَرَحِمُوا، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ مِنْهُمْ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين (2).
(1) كررها في (ك) ثلاث مرات.
(2)
.................
2105 -
تخريجه:
هو عند أبي يعلى في مسنده (1/ 425، 426: 564).
وله طريق آخر عن علي رضي الله عنه:
أخرجه البزار في البحر الزخّار (3/ 12: 759)، والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (4/ 304: 2508)، وفي الصغير له (1/ 260: 425)، ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (7/ 242)، وأبو عمرو الداني في السُنن الواردة في الفتن (1/ 465: 203)، وأبو عبيد في غريب الحديث (1/ 363)، والحاكم في المستدرك (4/ 75)، والبيهقي مختصرًا (8/ 143)، جميعهم من طرق عن الفيض بن الفضل عن مسعر عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ أَبِي صَادِقٍ عن ربيعة بن ناجد علي بن أبي طالب، به بنحوه وبعضهم مختصرًا.
وليس عندهم قوله: "ما حكموا فعدلوا
…
" إلى آخر الحديث. وألفاظهم متقاربة بعضهم مختصرًا وبعضهم مطولًا بنحو حديث الباب.
قال البزّار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عَنْ عَلِيٍّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إلَّا من هذا الوجه بهذا الإسناد".
وتعقبه الهيثمي في كشف الأستار (2/ 227)، فقال: "عجيب من قوله، وقد =
= رواه بالسند الذي قبل هذا -وهو عن عمارة بن رويبة عن علي، وسيأتي إن شاء الله-.
وقال الطبراني: "لم يروه عن مسعر إلَّا فيض".
وقال أبونعيم: "غريب من حديث مسعر، لم نكتبه عاليًا إلَّا من حديث الفيض".
وله طريق آخر عن علي أيضًا:
أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند (1/ 101)، ومن طريقه ابن عدي في الكامل (6/ 152)، والبزار كما في كشف الأستار (2/ 227: 1574)، والدارقطني في العلل (4/ 56: 426)، جميعهم من طريق محمد بن جابر عن عبد الملك ابن عمير عن عمارة بن رُويبة عن علي بلفظ:"الناس تبع لقريش، صالحهم تبعٌ لصالحهم، وشرارهم تبع لشرارهم".
قال الهيثمي في المجمع (5/ 191): "رواه عبد الله بن أحمد والبزار، وفيه محمَّد بن جابر اليمامي، وهو ضعيف عند الجمهور وقد وثّق".
وقال الدارقطني بعد أن أورد طرقه: "وقول محمَّد بن جابر أشبه". ولأوّله شاهد صحيح عن بعض الصحابة:
1 -
من طريق أبي هريرة: أخرجه البخاري في الأنبياء، باب قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى
…
} الآية (6/ 608: 3495)، ومسلم في الإمارة، باب الناس تبع لقريش (3/ 1451: 1818)، وأحمد (2/ 243، 261).
2 -
من طريق جابر: رواه مسلم في الإمارة، الباب السابق (3/ 1451: 1819)، وابن أبي عاصم في السنة (2/ 635)، والبغوي في شرح السنة (14/ 60)، وابن النجّار في ذيل تاريخ بغداد (18/ 98).
3 -
من طريق معاوية: وقد تقدم برقم (258)، وإسناده صحيح.
ولقوله: "ما حكموا فعدلوا
…
" ألخ شاهد من حديث أنس: أخرجه أحمد =
= (3/ 129، 183)، والبزّار كما في كشف الأستار (2/ 228: 1579)، والحاكم (4/ 501)، وصحّحه ووافقه الذهبي من طريق سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ، به.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 192): "رجال أحمد رجال الصحيح، خلا سكين بن عبد العزيز، وهو ثقة".
الحكم عليه:
إسناد أبي يعلى ضعيف، فيه محمَّد بن عبيد الله، وحفص بن خالد عن أبيه عن جده لم أقف على ترجمة لهم.
وأورده الهيثمي في محمع الزوائد (5/ 191)، وقال:"رواه أبو يعلى، وفيه من لم أعرفهم".
وأورده البوصيري في الإتحاف (4/ 28/ أ) وسكت عنه.
وأما طريق ربيعة بن ناجد عن علي، فذكره الدارقطنىِ في علله (3/ 198: 359)، وقال بعد ما أورد طرقه:"والموقوف أشبه بالصواب".
وله طريق آخر من رواية عمارة بن رويبة، وسبق ذكره في التخريج، لكن فيه محمَّد ابن جابر اليمامي ضعيف. وهذه الأسانيد يقوي بعضها بعضًا، والله أعلم.
2106 -
وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ صَالِحِ بْنِ قُدَامَةَ الْجُمَحِيِّ، ثنا هَارُونُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمِ بْنِ أَبِي قُتَيْلَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ محمَّد بْنِ يَحْيِي بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ قال: أحجمت (1) عَلَيْنَا السَّنَةُ نَابِغَةَ بْنَ جَعْدَةَ وَنَحْنُ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ رضي الله عنه بِمَكَّةَ، فَوَقَفَ (2) بعدما صلّى الصبح بالناس بالمسجد (3) الحرام، فقال:
حَكَيْتُ لَنَا الصِّدِّيقَ لَمَّا وَلِيتَنَا
…
وَعُثْمَانَ وَالْفَارَوُقَ فَارْتَاحَ مُعدِمُ
أَتَاكَ أَبُو لَيْلَى يُشَقُّ بِهِ الدُجى
…
دُجي اللَّيْلِ جوّابُ الْفَلَاةِ عَثَمْثَمُ
لَتَرْفَعَ مِنْهُ جَانِبًا ذَعْذَعَتْ بِهِ
…
صُرُوفُ اللَّيَالِي والزمانُ الْمُصَمْصَمُ
[فَقَالَ لَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ](4) رضي الله عنه: "امْسِكْ عَلَيْكَ أَبَا لَيْلَى، فَإِنَّ الشِّعْرَ أَهْوَنُ وَسَائِلِكَ عَلَيْنَا، أَمَّا صَفْوَةُ مَالِنَا، فلآلِ الزُّبَيْرِ، وَأَمَّا عَفْوَتُهُ، فَإِنَّ بَنِي أَسَدٍ (5) تَشْغَلُنَا عَنْكَ، وَلَكِنْ لَكَ فِي مَالِ اللَّهِ حَقَّانِ، حَقٌّ بِرُؤْيَتِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَحَقٌّ بِشِرْكَتِكَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ"، وَأَمَرَ أَنْ تُوَقَّرَ لَهُ الرِّكَابُ حَبًّا وَتَمْرًا، فَجَعَلَ أَبُو لَيْلَى يُعَجِّلُ وَيَأْكُلُ مِنَ التَّمْرَ وَالْحَبَّ، وَابْنُ الزُّبَيْرِ رضي الله عنه يَقُولُ لَهُ:"لَقَدْ بَلَغَ بِكِ الْجَهْدُ أَبَا لَيْلَى "فَلَمَّا قَضَى نَهْمَتَهُ قَالَ": أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَا وَلِيَتْ قُرَيْشٌ فعدلت،
(1) في الإصابة "ألحت"، وفي المطبوع من المطالب:"أقحمت"، وهو الأنسب للسياق، والقحمة: السنة تقحم الأعراب ببلاد الريف وتدخلهم فيها، والمعنى: أخرجتة من البادية علينا.
(2)
تحرفت في (ك): إلى "فوهدت".
(3)
"بالمسجد" ملحقة بحاشية الأصل.
(4)
في الأصل: "وقال لابن الزبير"، وما أثبته من (عم) و (ك) أنسب للسياق.
(5)
في (عم): "بني أسد".
وَاسْتُرْحِمَتْ فَرَحِمَتْ، وَحَدَّثَتْ فَصَدَقَتْ، وَوَعَدَتْ خَيْرًا فَأَنْجَزَتْ (6)، فَأَنَا وَالنَّبِيُّونَ عَلَى الْحَوْضِ فَرطٌ (7) لِلْقَاصِفِينَ"، قَالَ: "وَالْقَاصِفُونَ الَّذِينَ يُرْسِلُونَ الْمَاءَ عَلَى الْحَوْضِ دَفْعَةً وَاحِدَةً".
قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: الْمَالُ الْإِبِلُ.
(6) في (عم): "فأوفت".
(7)
في (عم): "فراط"، وفي (ك):"فزاك".
2106 -
تخريجه:
أخرجه ابن أبي خيثمة في تاريخه كما في الإصابة (10/ 120)، ومن طريقه الطبري في تاريخه كما في الإصابة (10/ 121)، وابن السكن كما في الإصابة (10/ 122)، والطبراني في معجمه الكبير (18/ 364: 933)، ومن طريقه أبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان مختصرًا جدًّا (1/ 74)، جميعهم من طريق الزبير بن بكّار عن يحيى بن أبي قتيلة، به بنحوه مطوّلًا.
الحكم عليه:
الحديث إسناده ضعيف، مداره على سليمان بن محمَّد بن يحيى، هو وأبوه مجهولا الحال.
وفيه أيضًا عبد العزيز بن صالح لم أجد له ترجمة، وهارون بن أبي بكر لم يذكره سوى ابن حبّان في ثقاته، وابن حبّان يوثق المجاهيل.
والحاصل أن هذا الإسناد مسلسل بالمجاهيل.