الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
32 - بَابُ الْحَبْسِ
1881 -
قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَاتِمٍ الطَّوِيلُ، ثنا ابْنُ خُثَيْمِ بْنِ عِرَاكٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِي هريرة رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَبَسَ فِي تُهْمَةٍ احْتِيَاطًا واستظهارًا يومًا وليلة.
1881 -
تخريجه:
لم أقف عليه في مسند أبي يعلى المطبوع، والظاهر أنه في الكبير له.
وأخرجه البزّار، كما في كشف الأستار (2/ 128: 1360) عن زياد بن أيّوب بلفظ "حبس في تهمة"، والعقيلي في الضعفاء (1/ 52) من طريق محمد بن موسى بنحوه، وابن عدّي في الكامل (1/ 243) من طريق إسماعيل بن إبراهيم بنحوه، والحاكم (4/ 102) من طريق محمَّد بن إسحاق بلفظه، أربعتهم عن إبراهيم بن خُثيم بن عراك به.
قال العقيلي: "لا يُتَابع إبراهيم على هذا" -يعني لا يتابع على رفعه-.
وتعقّب الذهبي الحاكم، فقال:"إبراهيم متروك".
وهذا الطريق معلول بمخالفته لرواية الثقات ، فقد رووه عن عراك بن مالك مرسلًا، ولم يذكروا أبا هريرة.
أخرجه عبد الرزاق (10/ 216: 18892) والعقيلي في الضعفاء (1/ 54) من طريقين عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عراك بن مالك مرسلًا، ولفظه عند العقيلي: "أقبل نفر من الأعراب معهم ظهر لهم، فصحبهم رجلان، فباتا معهم، =
= فأصبح القوم وقد فقدوا قرنين من إبلهم، فقدموا بالرجلين على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال صلى الله عليه وسلم لأحد الرجلين: اذهب فاطلب وحبس الآخر، فجيء بالقرنين، فقال صلى الله عليه وسلم لأحد الرجلين: استغفر لي، فقال: غفر الله لك، فقال: وأنت غفر الله لك، وقتلك في سبيله".
فقد أورده العقيلي ليُعلّ به حديث إبراهيم بن زكريا وإبراهيم بن خُثَيم هذا.
وله شاهد يرويه بهز بن حكيم بن معاوية عن أبيه عن جدّه يرفعه بلفظ "أخذ النبي صلى الله عليه وسلم ناسًا من قومي في تهمة، فحبسهم، فجاء رجل من قومي النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب، فقال: يا محمَّد! على ما تحبس جيرتي؟ فصمت النبي صلى الله عليه وسلم عنه، فقال: إن الناس يقولون: إنك لتنهى عن الشر وتستخلي بِهِ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: مَا يقول؟ فجعلت أعرض بينهما بكلام مخافة أن يسمعها، فيدعو على قومي دعوة لا يفلحون بعدها، قال: فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم حتى فهمها، فقال: قد قالوها؟ وقال قائلها منهم: والله لو فعلت، لكان عليّ وما كان عليهم، خلّوا له عن جيرانه".
أخرجه عبد الرزاق (10/ 216: 18891) واللفظ له، وأبو داود، باب ما جاء في الحبس في الدين وغيره (4/ 46: 3630) بنحوه مختصرًا، والترمذي، باب ما جاء في الحبس والتهمة (4/ 677: 1435) بنحوه مختصرًا، والنسائي في قطع السارق (8/ 67) بنحوه مختصرًا، والحاكم (4/ 102)، وصحّحه ووافقه الذهبي، والبيهقي في الكبرى (6/ 53) والطبراني في الكبير (19/ 414: 996) بنحوه مطولًا وفي الأوسط (1/ 134: 154) مختصرًا جميعهم من طريق معمر عن بهز بن حكيم به.
وتابع معمرا عليه إسماعيل بن إبراهيم.
أخرجه أبو داود، في الباب السابق (4/ 47: 3631) بنحوه، وأحمد (5/ 2، 4) بنحوه، والطبراني في الكبير (19/ 414: 997) مختصرًا جميعهم من طرق عن إسماعيل بن إبراهيم عن بهز، به. =
= وتابع بهزا عليه سويد بن حجير الباهلي عن حكيم بن معاوية عن أبيه، به بنحوه، أخرجه أحمد (4/ 447).
فالحديث بهذه المتابعات حسن.
الحكم عليه:
إسناده ضعيف جدًا، فيه إبراهيم بن خثيم متروك، ولم يتابعه على رفعه أحد من الثقات، بل هو منكر بمخالفة الثقات له، حيث رووه عن عراك بن مالك مرسلًا، وإسناده صحيح.
ومتنه له شواهد يرتقي بها إلى الحسن لغيره، ويزداد قوّة بالطريق المرسلة.