الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
8 - بَابُ قِصَاصِ الْأَمِيرِ مِنْ عَامِلِهِ لِرَعِيَّتِهِ
2118 -
[1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، يَأْمُرُ عُمَّالَهُ فَيُوَافُونَهُ الْمَوْسِمَ، فَيَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي (1) لَمْ أَسْتَعْمِلْ عُمَّالَكُمْ -أَوْ قَالَ عُمَّالِي- لِيُصِيبُوا مِنْ أَبْشَارِكُمْ وَلَا مِنْ أَمْوَالَكُمِ وَلَا مِنْ أَعْرَاضِكُمْ (2)، وَلَكِنِّي إِنَّمَا اسْتَعْمَلْتُهُمْ عَلَيْكُمْ لَيَحْجِزُوا بَيْنَكُمْ وَلِيَقْسِمُوا فِيْكُمْ (3)، فَمَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ عِنْدَ أحد منهم فليقم، فَمَا قَامَ مِنْهُمْ يومئذٍ غَيْرُ رَجُلٍ وَاحِدٍ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! عَامِلُكَ ضَرَبَنِي مِائَةَ سَوْطٍ، قَالَ: قُمْ فَاسْتَقِدْ مِنْهُ، فَقَالَ عَمْرُو بن العاص رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين إِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْ هَذَا عَلَى عُمَّالِكَ يَكُونُ سُنَّةً يُسْتَنُّ بِهَا بَعْدَكَ، [فَقَالَ]:(4) أَنَا لَا أُقِيدُ مِنْهُ، وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُقِيدُ مِنْ نَفْسِهِ! قَالَ عَمْرٌو: دَعْنَا فَلْنُرْضِهِ، قَالَ: فَأَرْضُوهُ فَافْتَدَوْا مِنْهُ بِمِائَتَيْ دِينَارٍ، كُلُّ سَوْطٍ بِدِينَارَيْنِ.
[2]
أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُمَرَ [نَحْوَهُ](5).
قُلْتُ: (6) أَخْرَجَ أَحْمَدُ مَعْنَاهُ فِي حَدِيثٍ وَلَيْسَ فيه ما في آخره.
(1)"إني" ساقطة من (ك).
(2)
في الأصل "أعارضكم"، وهو تصحيف، والمثبت من (عم) و (ك).
(3)
في المطبوع من المطالب "فيئكم".
(4)
اللام في "فقال" غير موجودة بالأصل، ومثبته من باقي النسخ.
(5)
ما بين المعقوفين ساقط من الأصل، وأثبته من (عم) و (ك).
(6)
"قلت" ساقطة من (ك). والقائل هو ابن حجر.
2118 -
تخريجه:
لم أقف عليه في القسم الموجود من مسند إسحاق.
وأخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 293) قال: "أخبرنا يزيد بن هارون". وابن شبّه في تاريخ المدينة (3/ 806) قال: "حدّثنا محمَّد بن حاتم، قال حدّثنا إسحاق بن يوسف"، كلاهما عن عبد الملك بن أبي سليمان به بنحوه.
* تنبيه: وقع في تاريخ ابن شبّة (عبد الله بن أبي سليمان) بدل (عبد الملك بن أبي سليمان)، وهو خطأ بيّن؛ لأنه بالرجوع لترجمة عطاء بن أبي رباح من تهذيب الكمال (20/ 70) لم يرد في تلامذته من اسمه (عبد الله بن أبي سليمان)، وإنما (عبد الملك بن أبي سليمان)، وكذا بالرجوع لترجمة جرير بن عبد الحميد (4/ 540).
وله طريق آخر.
أخرجه عبد الرزاق في المصنّف (11/ 324: 20662)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (المخطوط 13/ 95) عن معمر عن عاصم بن أبي النجود أن عمر بن الخطّاب كان إذا بعث عماله شرط عليهم
…
وفيه قال: إني لم أسلطكم على دماء المسلمين، ولا على أعراضهم، ولا على أموالهم
…
الحديث بنحوه.
وله طريق آخر سيأتي تخريجه عند الحديث الآتي برقم (2119) مِنْ طَرِيقِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنِ أبي فراس، وهي الرواية التي أشار إليها المُصنّف بقوله (أَخْرَجَ أَحْمَدُ مَعْنَاهُ فِي حَدِيثٍ، وَلَيْسَ فِيهِ ما في آخره). =
= الحكم عليه:
إسناد إسحاق الأول رجاله ثقات، لكنه منقطع، لان عطاء بن أبي رباح لم يدرك عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، ولا سمع منه كما في جامع التحصيل (ص 237).
وأما الطريق الثاني، ففيه ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف إضافة إلى العلّة الأولى.
وللأثر طرق أوردتها في التخريج -وستأتي طرق أخرى في الحديث التالي- يقوّي بعضها بعضًا، وإن كانت لا تخلو من ضعف.
2119 -
[1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ الجُريري عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنِ [أَبِي فِرَاسٍ] (1) قَالَ:[خَطَبَنَا](2) عُمَرُ رضي الله عنه، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّا كُنَّا نَعْرِفُكُمْ إِذْ بَيْنَ (3) أَظْهُرِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم .. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: وَإِنِّي لَا أُرْسِلُ عُمَّالِي لِيَضْرِبُوا أَبْشَارَكُمْ .. -فَذَكَرَهُ- فَوَثَبَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رضي الله عنه، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَرَأَيْتَكَ (4) لَوْ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ كَانَ عَلَى رَعِيَّةٍ فَأَدَّبَ بَعْضَ رَعِيَّتِهِ إِنَّكَ لَتَقُصُّهُ مِنْهُ؟ قَالَ: إِي وَالَّذِي نفسُ عُمَرَ بِيَدِهِ، وكيف لا أقصّ (5) مِنْهُ وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقصّ مِنْ نَفْسِهِ، أَلَا لَا تَضْرِبُوا الْمُسْلِمِينَ فَتُذِلُّوهُمْ، ولا تمنعوهم حقوقهم فتكفّرونهم (6)، ولا [تجمّروهم](7) فتفتنوهم (8)، ولا تُنزِلوهم (9) الغِياض فتُضيِّعوهم.
[2]
قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ، ثنا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، حدثني سعيد الجريري بطوله.
(1) في الأصل وباقي النسخ تحرفت إلى "ابن عباس"، وزاد في الأصل و (عم):"رضي الله عنهما"، والتصويب من كتب التخريج والرجال و"المطالب العلية" المطبوع، والحديث قد وقفت عليه من رواية ابن المقرئ وابن حمدان، وهما الرواية الكبرى والصغرى، وليس فيه ذكر لابن عباس رضي الله عنهما.
(2)
في الأصل "خطبنا" غير واضحة، كأنها هكذا "خطبته"، وفي (ك) أسقط "خطبنا عمر فقال".
(3)
في (عم): "إذا كان".
(4)
في (عم): "أرأيت".
(5)
في (ك): "اقتصّ".
(6)
في (ك): "فتكفّوهم".
(7)
في الأصل غير واضحة، والمثبت من (عم) و (ك).
(8)
في (عم): "فتقتلوهم".
(9)
في (عم): "ولا تنزلونهم".
= 2119 - تخريجه:
هو عند أبي يعلى في مسنده (1/ 174 - 175: 196) بلفظه.
ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (المخطوط 13/ 95)، ومن طريقه أيضًا الضياء في المختارة كما في مسند الفاروق (2/ 544).
وأخرجه أحمد في مسنده مطوّلًا (1/ 41)، ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال (24/ 84)، وابن أبي شيبة في المصنّف (10/ 480: 1005)، كلاهما عن إسماعيل ابن عليّة، وابن سعد في طبقاته مطوّلًا (3/ 280 - 281) من طريق حمّاد بن سلمة، وابن شبّة في تاريخ المدينة بنحوه مطوّلًا (3/ 807) عن يزيد بن هارون، والفريابي في فضائل القرآن مختصرًا (ص 241 - 242 - 242: 170 - 171 - 173) من طريق وهيب بن خالد وخالد بن عبد الله الواسطي وشعبة، والحاكم في المستدرك (4/ 439) من طريق عبد الله بن المبارك -وصحّحه على شرط مسلم-.
سبعتهم عن سعيد الجريري به بألفاظ متقاربة، وبعضهم مختصرًا، وتمام لفظه كما في مسند أحمد (1/ 41) عن أبي فراس قال: "خطب عمر بن الخطاب فقال: يا أيها الناس، ألا إنّا إنما نعرفكم إذ بين ظهرينا النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا ينزل الوحي، وإذ يُنبئنا الله من أخباركم، ألا وإن النبي صلى الله عليه وسلم قد انطلق وقد انقطع الوحي، وإنما نعرفكم بما نقول لكم: من أظهر منكم خيرًا ظننّا به خيرًا وأحببناه عليه، ومن أظهر منكم لنا شرا ظننا به شرا وأبغضناه عليه، سرائركم يينكم وبين ربكم، ألا إنه قد أتى علىَّ حينٌ وأنا أحسب أن من قرأ القرآن يريد الله وما عنده، فقد خُيّل إليَّ بآخرة، ألا إن رجالًا قد قرؤوه يريدون به ما عند الناس، فأريدوا الله بقراءتكم، وأريدوه بأعمالكم، ألا أني والله ما أرسل عمّالي إليكم ليضربوا أبشاركم، ولا ليأخذوا أموالكم، ولكن أرسلهم ليعلّموكم دينكم وسنتكم، فمن فُعِل به شيء سوى ذلك، فليرفعه إليّ، فوالذي نفسي بيده إذن لأقصَّنّه منه، فوثب عمرو بن العاص فقال: يا أمير المؤمنين، أرأيت إن كان رجل من المسلمين على رعيّة فأدّب بعض رعيته أإنّك لمُقتصّه مِنْهُ؟ قَالَ: إِي وَالَّذِي =
= نفس عمر بيده، إذن لأُقِصنَّه مِنْهُ، وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُقصّ مِنْ نَفْسِهِ، أَلَا لَا تَضْرِبُوا الْمُسْلِمِينَ فَتُذِلُّوهُمْ، ولا تجمّروهم فتفتنوهم، ولا تُنزلوهم الغياض فتُضيِّعوهم".
ورواه عليّ بن المديني كما في مسند الفاروق (2/ 544) عن عبد الأعلى وربعي بن إبراهيم، كلاهما عن الجريري به بطوله، وقال:"إسناده بصريّ حسن".
وأصل الحديث عند بعض أهل السنن مختصرًا.
أخرجه أبو داود في الديّات، باب القود من الضربة مختصرًا (4/ 674: 4537) من طريق أبي إسحاق الفزاري، والنسائي في القسامة، باب القصاص من السلاطين (8/ 34: 4777) عن ابن عليّة مختصرًا جدًا، كلاهما عن الجريري به.
الحكم عليه:
حديث الباب إسناده حسن، وقد تقدّم ذكر تحسين ابن المديني له في التخريج، وقال أيضًا كما في مسند الفاروق (2/ 544):"لا نعلم في إسناده شيئًا يطعن فيه، وأبو فراس رجل معروف من أسلم روى عنه أبو نضرة وأبو عمران الجوني".
وقد انتقاه الضياء في كتابه (المختارة) كما في مسند الفاروق (2/ 544)، وقال الهيثمي في المجمع (5/ 211):"رواه أحمد في حديث طويل، وأبو فراس لم أر من جرّحه ولا وثّقه، وبقيّة رجاله رجال الصحيح".
وحسّن إسناده أيضًا أحمد شاكر في تعليقه على المسند (1/ 278).
ولمتنه شواهد عن عمر من طرق أخرى تقوّيه، تقدّمت عند تخريج الحديث الذي قبله.