الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
23 - باب من أتى ما دون الحد ّ
1862 -
قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرحمن ابن أَبِي الْعَمْيَاءِ، قَالَ: إِنَّ سَهْلَ بْنَ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ حَدَّثَهُ أَنَّهُ دَخَلَ هُوَ وأبوه على أنس رضي الله عنه، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: ثُمَّ غدوا (1) من الغدّ، فقالوا: نركب (2) ننظر (3) وَنَعْتَبِرُ (4) قَالَ: نَعَمْ، فَرَكِبُوا جَمِيعًا، فَإِذَا هُمْ بِدِيَارٍ قَفْرٍ (5) قَدْ بَادَ أَهْلُهَا وَانْقَرَضُوا، وَبَقِيَتْ خَاوِيَةً عَلَى عُرُوشِهَا، فَقَالُوا (6): أَتَعْرِفُ هَذِهِ الدِّيَارَ؟ قَالَ (7): مَا أَعْرَفَنِي بِهَا وَبِأَهْلِهَا، هَؤُلَاءِ أَهْلُ ديار أهلكم البغي (8) والحسد -إن الحسد (9) يطفئ نُورَ (10) الْحَسَنَاتِ-، وَالْبَغْيُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ.
والعين تزني، وهذا الْكَفُّ وَالْقَدَمُ وَالْيَدُ وَاللِّسَانُ، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أو يكذبه.
(1) في (ك): "عدوا" بمهملة.
(2)
في (ك): "تركت"، وهو تصحيف.
(3)
في (ك): "مطر" هكذا، وهو تصحيف.
(4)
في (ك): "وتعتبر" بمثناة في أوّله.
(5)
في (ك): "بفر" بموحدة بعدها فاء.
(6)
في (عم): "قال".
(7)
يعني: أنس بن مالك.
(8)
في (عم): "الله".
(9)
قوله: "والحسد- إن الحسد"، محلها بياض في (ك).
(10)
"نور" ضرب عليها في الأصل، وألحقت بالهامش وعليها علامة التصحيح.
1862 -
تخريجه:
هو عند أبي يعلى في مسنده (6/ 365: 3694) مطولًا.
وأورده الهيثمي في المقصد العلي (70 أ)، وفي المجمع (6/ 256) مطولًا، وقال:"رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح غير سعيد، وهو ثقة".
ورواه أبو داود في السنن ، في الأدب، باب في الحسد (5/ 209: 4904)، عن أحمد بن صالح، عن ابن وهب به بأطول منه.
وروى بعضه ابن ماجه في الزهد، باب الحسد (2/ 1408: 4210) وأبو يعلى في مسنده (6/ 330: 3656)، كلاهما من طريق أبي الزّناد عن أنس مرفوعًا بلفظ:"الحسد يأكل الحسنات، كما تأكل النار الحطب، والصدقة تطفئ الخطيئة، كما يطفئ الماء النار، والصلاة نور المؤمن، والصيام جنّة من النار".
وفي إسنادهما عيسى بن أبي عيسى الحنّاط، متروك كما في التقريب (440).
ولقوله "العين تزني
…
" إلى آخر الحديث، شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعًا بلفظ "إنّ الله كتب على ابن آدم حظه من الزّنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان النطق، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدّق ذلك كله ويكذبه".
أخرجه البخاري في الاستئذان، باب في زنا الجوارح (11/ 26: 6343)، ومسلم في صحيحه في القدر (4/ 2046: 2657)، واللفظ للبخاري.
وله شاهد آخر من حديث ابن مسعود مرفوعًا بلفظ "العينان تزنيان، واليدان تزنيان، والرجلان تزنيان، والفرج يزني". =
= أخرجه أحمد (1/ 412)، وأبو نعيم في الحليّة (2/ 98) من طريق مسروق عن ابن مسعود به.
قال أحمد شاكر في تعليقه على المسند (6/ 8: 3912): "إسناده صحيح".
الحكم عليه:
الحديث إسناده لين، من أجل سعيد بن عبد الرحمن، فإنه شبه المجهول، وتفرد بهذا الحديث، ولم يتابع عليه، ومثله لا يحتمل التفرد. ولشطره الأخير شواهد صحيحة، أوردت بعضها في التخريج.
وقال البوصيري في الإِتحاف (3/ 149/ ب): "هذا إسناد صحيح".
وقال الهيثمي في المجمع (6/ 256): "رجاله رجال صحيح، غير سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الْعَمْيَاءِ، وهو ثقة".
وهذا من تساهلهما -رحمهما الله-، ويعكّر عليهما ذلك سعيد بن عبد الرحمن، فإنه شبه مجهول، وقد تفرد بالحديث".
قال ابن القيم في كتاب الصلاة (ص 161) عند الكلام على هذا الحديث: "هذا مما تفرد به ابن العمياء، وهو شبه مجهول
…
".
وذكره الألباني في ضعيف أبي داود (485، 486).