الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
7 - باب مقدار الدية وتقويمها
1909 -
وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ بَكَّارٍ، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ ثنا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: كانت الدية عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعَةَ أَسْنَانٍ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ حِقَّةً، وَخَمْسٌ وَعِشْرُونَ جَذَعَةً، وَخَمْسٌ وَعِشْرُونَ بَنَاتِ لَبُونٍ، وَخَمْسٌ وَعِشْرُونَ بَنَاتِ مَخَاضٍ، حَتَّى كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه ومصّر الأمصار، فقال عمر رضي الله عنه: لَيْسَ كُلُّ النَّاسِ يَجِدُونَ الْإِبِلَ، فقوِّموا الإِبلَ بأوقية (1)
أُوقِيَّةً، فَكَانَتْ أَرْبَعَةَ آلَافٍ، ثُمَّ غَلَتِ الإِبل، فقال عمر رضي الله عنه: فقوِّموا الإبلَ، فقوّمت أوقية (2) ونصف (3)، قال: فكانت ستة آلاف، ثم غلت الإبل، فقال عمر رضي الله عنه: فقوِّموا الإِبل، فقُوِّمَت أُوقِيَّتَيْنِ، فَكَانَتْ ثَمَانِيَةَ آلَافٍ، ثُمَّ غلت الإبل، فقال عمر رضي الله عنه: فقوِّموا الإبلَ، فَقُوِّمَتْ أُوقِيَّتَيْنِ وَنِصْفًا، فَكَانَتْ عَشْرَةَ آلَافٍ، ثم غلت الإبل، فقال عمر رضي الله عنه: فقوِّموا الإِبلَ، فقوّمت الإبل ثلاثة أواقٍ، فَكَانَتِ (4) اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا، فَجَعَلَ عُمَرُ رضي الله عنه عَلَى أَهْلِ الْوَرِقِ [اثْنَيْ (5)] عَشَرَ أَلْفًا، وَعَلَى أَهْلِ الذَّهَبِ أَلْفَ دِينَارٍ، وَعَلَى أَهْلِ الْإِبِلِ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ، وَعَلَى أَهْلِ الْحُلَلِ مِائَتَيْ حُلَّةٍ، قِيمَةُ كُلِّ حُلَّةٍ خَمْسَةُ دَنَانِيرَ، وَعَلَى أهل الضأن ألف ضانية، وَعَلَى أَهْلِ الْمَعْزِ أَلْفَيْ مَاعِزَةٍ، وَعَلَى أَهْلِ البقر مائتي بقرة.
(1) كذا في الأصل "بأوقية"، وفي (عم) و (ك):"أوقية أوقية".
(2)
من قوله "فكانت أربعة آلاف
…
" إلى قوله: "
…
فقوّمت أوقية" ساقط من (عم).
(3)
زاد في (عم): "أوقية"، وكرر في (ك) قوله:"أوقية ونصف".
(4)
في (ك): "فكانتى"، وهو تحريف.
(5)
في الأصل: "اثنا"، وما أثبتُّه من (عم) و (ك).
* أبو معشر (1) وشيخه ضعيفان.
(1) هو نجيح بن عبد الرحمن السندي.
1909 -
تخريجه:
أخرجه أبو بكر الضحّاك في كتاب الديات (ص 42: 160) مختصرًا بنحوه عن الحلواني، والطبراني في الكبير (7/ 150: 6664) بنحوه عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، كلاهما عن محمَّد بن بكّار، به بنحوه.
وأخرجه عبد الرزاق (9/ 291: 17255) عن معمر عن الزهري مرسلًا بنحوه.
والحديث أورده الهيثمي في بغية الباحث (2/ 732: 574)، والبوصيري في الإتحاف (3/ 127/ أ)، وقال:"هذا إسناد ضعيف؛ لضعف صالح بن أبي الأخضر".
وذكره في المجمع (6/ 297)، وعزاه للطبراني.
والسيوطي في الجامع الكبير (1/ 1226) وعزاه للحارث، وقال:"سنده ضعيف".
وله شاهد من حديث عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ وجابر بن عبد الله ومكحول مرسلًا.
1 -
فأما حديث عبد الله بن عمرو، فأخرجه أبو داود في الديّات، باب الدّية كم هي (4/ 679: 4542) وفي مراسيله أيضًا (ص 211: 256) باختصار شديد، والبيهقي في الكبرى (8/ 77) من طريق حسين المعلم عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده قال: كانت قيمة الدية عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثمان مائة دينار أو ثمانية آلاف درهم، ودية أهل الكتاب يومئذ النّصف من دية المسلمين، قال: فكان ذلك كذلك حتى استخلف عمر رحمه الله، فقام خطيبًا فقال: ألا إن الإبل قد غلت، قال: ففرضها =
= عمر على أهل الذهب ألف دينار، وعلى أَهْلِ الْوَرِقِ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا، وَعَلَى أَهْلِ البقر مائتي بقرة، وعلى أهل الشاء ألفي شاة، وعلى أهل الحلل مائتي حُلّة، قال: وترك دية أهل الذّمة لم يرفعها فيما رفع من الدّية، واللفظ لأبي داود.
وإسناد أبي داود حسن.
2 -
وأما حديث جابر، فرواه أبو داود أيضًا في الديات، باب الدية كم هي (4/ 680: 4544) من طريق محمَّد بن إسحاق قال: ذكر عَطَاءٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: فرض رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَهُ بنحو حديث الباب مختصرًا.
قلت: فيه ابن إسحاق، مدلس ولم يصرّح بالسماع.
3 -
وأما حديث مكحول، فأخرجه أبو داود في مراسيله (ص 210: 255) وابن أبي شيبة في مصنّفه (6/ 129، 127: 6777)، كلاهما من طريق وكيع عن سفيان عن أيوب بن موسى عن مكحول قال:"تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم والديّة ثمان مئة دينار، فخشي عمر من بعده، فجعلها اثني عشر ألف درهم أو ألف دينار".
ورواه الشافعي في مسنده (2/ 173) من طريق مسلم بن خالد عن عبيد الله بن عمر عن أيوب بن موسى عن ابن شهاب وعن مكحول وعطاء قالوا:
…
فذكره بنحوه مختصرًا.
الحكم عليه:
قال البوصيري في الإتحاف (3/ 127/ أ) عن هذا الحديث: "هذا إسناد ضعيف؛ لضعف صالح بن أبي الأخضر". زاد في الإتحاف المختصر (2/ 30/ أ): "والراوي عنه".
وهو كما قال لضعف أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن وشيخه، ومدار طرقه عليهما، وعليه فالحديث بهذا السند ضعيف.
لكن متنه يرتقي إلى الحسن بمجوع شواهده التي مرّت في التخريج، ومنها حديث عبد الله بن عمرو عند أبي داود، وإسناده حسن.