الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 - بَابُ النِّيَّةِ فِي الْجِهَادِ
1928 -
قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ -هُوَ ابْنُ حَرْبٍ- ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ -هُوَ ابْنُ مَهْدِيٍّ- ثنا محمَّد بْنُ أَبِي الْوَضَّاحِ، حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ [رَافِعٍ](1)، ثنا [حَنَانُ](2) بْنُ خَارِجَةَ عَنْ عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قَالَ لِي:[يَا حَنَانُ](3) ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَجَاهِدْهَا، يَا عَبْدَ اللَّهِ ابْدَأْ بِنَفْسِكَ [فاغزُها](4)، فَإِنَّكَ إِنْ قُتِلْتَ فَارًّا (5) ، بَعَثَكَ اللَّهُ فَارًّا، وَإِنْ قُتِلْتَ مُرَائِيًا، بَعَثَكَ اللَّهُ عز وجل مُرَائِيًا، وَإِنْ قُتِلْتَ صَابِرًا مُحْتَسِبًا، بَعَثَكَ اللَّهُ تبارك وتعالى، صابرًا محتسبًا.
(1) في الأصل وجميع النسخ "نافع"، وهو تحريف.
(2)
في الأصل وجميع النسخ "حبّان" -بموحّدة-، وهو تصحيف.
(3)
في الأصل وباقي النّسخ "حبان" -بموحّدة-، وهو تصحيف، وفي الإتحاف "يا عبد الله".
(4)
في الأصل "فأعزّها"، والمثبت من (ك)، وهو الصواب، والسياق يدل عليه.
(5)
في (ك) ملحقة بالحاشية مع علامة صح.
1928 -
تخريجه:
لم أقف عليه في مسند أبي يعلى المطبوع، ولعلّه في المسند الكبير.
وقبل أن أخرّج الحديث، أشير هنا إلى أن الحافظ ابن حجر رحمه الله اقتصر على ذكر الشطر الأخير من حديث أبي يعلى -ويفعل هذا كثيرًا-، وهو حديث =
= طويل ولذا سأذكره هنا بتمامه كما هو في إتحاف الخيرة للبوصيري (4/ 61/ ب)؛ وذلك لما يترتب عليه من الإِحالة على متنه: "عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما، قال: جاء أعرابي جاف جريء، فقال: يا رسول الله، أخبرنا عن الهجرة إليك أينما كنت؟ أم لقوم خاصة؟ أم إلى أرض معلومة؟ أم إذا متّ انقطعت؟ فسأل ثلاث مرَّات ثم جلس، فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثم قال: أين السائل؟ قال: ها هو ذا يا رسول الله، قال: الهجرة أن تهجر الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، ثم أنت مهاجر وإن متّ بالحضر. قال: فقام آخر، فقال: يا رسول أخبرني عن ثياب الجنة أتخلق خلقًا أم تنسج نسجًا؟ قال: فضحك بعض القوم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: تضحكون من جاهل يسأل عالمًا! فأكب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: أين السائل عن ثياب الجنة؟ قال: ها هو ذا يا رسول الله، قال: بل تشقق عنها ثمار الجنة، ثلاث مرَّات.
قال حنان: قلت لعبد الله بن عمرو: كيف تقول في الغزو والجهاد؟ قال: يا عبد الله ابدأ بنفسك فجاهدها
…
"الحديث.
أخرج أبو داود في الجهاد، باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا (3/ 32: 2519) القصّة الأخيرة منه، وهي قصّة الجهاد دون باقية عن مسلم بن حاتم الأنصاري، وأحمد (2/ 224) بنحوه مع ذكر القصّة، والحاكم (2/ 85، 86) من طريق إسحاق بن منصور، ثلاثتهم عن ابن مهدي، به.
قال الحاكم: "صحيح، ولم يخرّجاه". وأقرّه الذهبي، وقال:"صحيح".
وأخرجه الطيالسي في مسنده (ص 300: 2277) بنحوه مطولًا عن محمَّد بن أبي الوضاح، به ومن طريقه البزّار كما في مختصر زوائد البزّار للحافظ ابن حجر (2/ 483، 484: 2263) مختصرًا، وأبو نعيم في صفة الجنة (3/ 200: 225) بنحوه مختصرًا، والبيهقي في البعث والنشور (ص 178: 323) بنحوه والمزّي في تهذيب الكمال (7/ 425) مطولًا، جميعهم من طريق الطيالسي، به.
قال البزار: "لا نعلمه يُروي إلَّا عن عبد الله بن عمرو ولا له، إلَّا هذا الطريق". =
= وتعقبه الهيثمي في كشف الأستار (4/ 196)، فقال:"قد رواه عن جابر كما ترى".
قلت: يشير إلى ما رواه البزّار نفسه عن عمر بن إسماعيل بن مجالد عن أبيه عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله رضي الله عنهما: أن أعرابيًا قال: يا رسول الله أرأيت ثيابنا في الجنّة، نعملها بأيدينا، قال: فضحك القوم، فقال الأعرابي: كم تضحكون؟ من جاهل يسأل عالمًا؟ فقال: -يعني النبي صلى الله عليه وسلم "صدق، ولكنها تخلق خلقًا، أو تنشق عنها ثمار أهل الجنّة".
وأخرجه أيضًا أبو يعلى في مسنده (4/ 40: 2046) بنحوه، والطبراني في الصغير (1/ 90: 120)، وفي الأوسط كما في مجمع الزوائد (10/ 417، 418) من طريق إسماعيل بن مجالد، به بنحوه.
وأخرج البخاري في تاريخه (3/ 112) قصّة ثياب أهل الجنة منه، وكذا النّسائي في الكبرى ، كتاب العلم، باب الضحك عند السؤال (3/ 441: 5872) عن عمرو بن منصور، كلاهما عن حرمي بن حفص عن محمَّد بن عبد الله بن عُلَاثة عن العلاء، به.
وأخرجه أحمد في مسنده (2/ 203) عن أبي كامل -هو مظفر بن مدرك- عن زياد بن عبد الله بن عُلَاثة عن العلاء بن رافع عن الفرزدق بن حنّان القاص قال: "فذكره بنحوه، وليس فيه اللفظ الذي أورده الحافظ ابن حجر في حديث الباب".
وهذا خطأ من زياد، وهو ثقة، فقال:"الفرزدق بن حنان" بدل "حنان ابن خارجة".
قال الحافظ في النكت الظراف على تحفة الأشراف (6/ 286، 287): "
…
فأظن حنان بن خارجة كان يكنى أبا الفرزدق، أو كأنه يلقّب الفرزدق وانقلب، وإلَّا، فالحديث لحنان بن خارجة لا شكّ فيه، ولعل التخليط فيه من ابن علاثة".
الحكم عليه:
إسناد أبي يعلى، فيه حنان بن خارجة مجهول الحال، ومدار الطرق عليه. =
= وفيه العلاء بن عبد الله بن رافع يحتاج إلى متابع.
ونقل الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 255) أوّله في السؤال عن الهجرة -كما هو مخرّج في الطرق الأخرى-، ثم أشار إلى الرواية الأخرى في المسند، ثم قال: "رواه أحمد والبزّار، وأحد إسنادي أحمد حسن، ورواه الطبراني.
وأبعد أحمد شاكر رحمه الله، في تعليقه على المسند (11/ 115)، حيث قال:"إسناد صحيح" وقد علمت من تخريجه أن مدار طرقه على حنان بن خارجة، وهو مجهول الحال.
1929 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، ثنا عَمْرُو بْنُ شَمِر عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ صَعْصَعَةَ بْنِ صَوْحَانَ، قَالَ سَمِعْتُ زَامِل (1) بْنَ عَمْرٍو الجُذامي (2) يُحَدِّثُ عَنْ ذِي الْكَلَاعِ الحِمْيَري قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ رضي الله عنه يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: إِنَّمَا يُبْعَثُ الْمُقْتَتِلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى النِّيَّاتِ (3).
(1) في (ك): "وائل"، وهو تحريف.
(2)
في (ك): "الخزامى"، وهو تحريف.
(3)
في (ك): "الثياب"، وهو تصحيف.
1929 -
تخريجه:
لم أقف عليه في مسند أبي يعلى المطبوع، لكن أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 332) بلفظ:"إنما يبعث المسلمون على النيات" من حديث عمر، وقال:"رواه أبو يعلى في الكبير، وفيه جابر الجعفي، وهو ضعيف".
ومن طريق أبي يعلى في مسنده الكبير، أخرجه ابن عساكر في تاريخه (6/ 140، 141 مخطوط) بلفظ حديث الباب تمامًا دون قوله (يوم القيامة).
وأخرجه ابن عدي في الكامل، في ترجمة عمرو بن شَمِر (5/ 130) عن أبي يعلى الموصلي، به بلفظه.
وأخرجه تمام الرازي في فوائده (1/ 102: 236) عن أحمد بن إسحاق بن محمَّد ابن يزيد عن أحمد بن علي بن سهل المروزي، عن علي بن الجعد، به بلفظ "إنما يبعث المسلمون على النيّات".
ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق أيضًا، في ترجمة زامل بن عمرو السكسكي (6/ 323 مخطوط).
قال ابن عدي: "وهذا بهذا الإسناد لا أعلم راوه غير عمرو بن شَمِر".
وقال ابن عساكر: المحفوظ: "المقتتلون". =
= وعزاه العراقي في تخريج أحاديث الأحياء (4/ 383) لابن أبي الدنيا في كتاب الإخلاص والنية من حديث عمر بلفظ "إنما يقتتل المقتتلون على النيّات".
وعزاه في فيض القدير (3/ 7) للطبرانىِ، ولم أجده في المطبوع منه.
وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة بلفظ "إنما يبعث الناس على نياتهم".
أخرجه ابن ماجه، في الزهد، باب النية (2/ 1414: 4229)، واللفظ له، وأحمد (2/ 392)، وتمام في فوائده (10/ 102، 103: 237) من طريق شريك عن ليث عن طاووس عن أبي هريرة، به.
وفيه ليث بن أبي سليم، قال العراقي في تخريج الاحياء (4/ 383):"مختلف فيه".
وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (3/ 303: 1512 تحقيق عزّت عطية):
"هذا إسناد فيه ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف".
وله شاهد آخر من حديث جابر.
أخرجه مسلم في صفة الجنة، باب الأمر بحسن الظن بالله (4/ 2206: 2878) وابن ماجه في الزهد، باب النية (4/ 1412: 4230) من طريق الأعمش عن أبي سفيان عن جابر يرفعه: يبعث كل عبد على ما مات عليه". ولفظ ابن ماجه: "يحشر النّاس على نياتهم".
الحكم عليه:
حديث الباب إسناده ضعيف جدًا، فيه عمرو بن شَمِر وجابر الجعفي متروكان، وهما من غلاة الشيعة.
وضعّفه الهيثمي في المجمع (10/ 332) بجابر الجعفي، وكذا البوصيري في الإتحاف (4/ 62/ أ)، وزاد: والراوي عنه ضعيف.
وضعّفه أيضًا المُناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير (1/ 365).
ولمتنه شواهد صحيحة تقدم بعضها عند تخريج الحديث لكن من غير تقييد =
= بـ (المقتتلين)، غير أنه يمكن الاستشهاد لهذه الزيادة بحديث عبد الله بن عمرو المتقدم برقم (1928)، وفيه "فَإِنَّكَ إِنْ قُتِلْتَ فَارًّا، بَعَثَكَ اللَّهُ فَارًّا، وإن قتلت مرائيًا، بعثك الله مُرَائِيًا، وَإِنْ قُتِلْتَ صَابِرًا مُحْتَسِبًا، بَعَثَكَ اللَّهُ تبارك وتعالى صابرًا محتسبًا".
والنصوص في عموم هذا الباب كثيرة جدًا.