الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ قِتَالِ الْمُسْلِمِ
1930 -
قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، ثنا عَوْفٌ (1)، حَدَّثَنِي شَيْخٌ أَحْسَبُهُ مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ قَالَ: أَخْرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شُقَّةَ خَمِيصَةٍ سَوْدَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَعَقَدَهَا عَلَى رُمْحٍ ثُمَّ هَزَّهَا، فَقَالَ: مَنْ يَأْخُذُهَا بِحَقِّهَا، فَهَابَهَا الْمُسْلِمُونَ مِنْ أَجْلِ الشَّرْطِ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا آخُذُهَا بِحَقِّهَا؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: لَا تُقَاتِلُ بِهَا مسلمًا، ولا تفرّ (2) بها من كافر (3).
(1) كذا في جميع النّسخ، وهو الصواب، وفي الإتحاف للبوصيري "عون"، وهو تحريف غفل عنه مُحقِّق الإتحاف فراح يترجم لعون بن عبد الله الهذلي، مع أنه لم يُذكر في شيوخ معتمر، بل الذي ذُكر في شيوخ معتمر هو "عوف بن أبي جميلة الأعرابي"، كما في تهذيب الكمال وغيره.
(2)
وفي (عم): "تقر"، وهو تصحيف.
(3)
سقط هذا الحديث والباب من (ك) والمطبوع من المطالب العالية.
1930 -
تخريجه:
أورده البوصيري في الإتحاف، باب صفة الراية (81/ ب) من طريق مسدّد فقط.
ولم أقف عليه من هذا الطريق فيما بحثت فيه، لكن له شاهد من طريق أنس رضي الله عنه. =
= أخرجه مسلم في "فضائل الصحابة ، باب من فضائل أبي دجانة (4/ 1917: 2470) والحاكم في المستدرك (3/ 230) وابن أبي شيبة في المصنف (14/ 398: 18619)، كلهم من طريق حماد عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أخذ سيفًا يوم أحد، فقال: من يأخذ منّي هذا؟ فبسطوا أيديهم، كل إنسان منهم يقول: أنا، أنا، قال: فمن يأخذه بحقّه؟ قال: فأحجم القوم، فقال سماك بن خرشة، أبو دجانة: أنا آخذه بحقّه
…
"الحديث.
وله شاهد آخر بنحوه من حديث الزبير بن العوام.
أخرجه الحاكم (3/ 230) والدولابي في الكنى (1/ 69)، كلاهما من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن الزبير بن العوام، فذكره بنحوه، وفيه: "فقام أبو دجانة سماك ابن خرشة، فقال: أنا آخذه يا رسول الله بحقّه، فما حقّه؟ قال: أن لا تقتل، به مسلم، ولا تفرّ به عن كافر
…
" الحديث، وفيه زيادة.
الحكم عليه:
حديث الباب إسناده فيه راو مبهم لم أعرف من هو، لكن لمتنه شاهد صحيح، تقدم تخريجه من حديث أنس عند مسلم، والزبير بن العوام عند الحاكم وغيرهما.
والحديث أورده البوصيري في الإِتحاف (4/ 85/ ب) باب صفة الراية وسكت عنه.
5 -
بَابُ (1) دَفْنِ الشَّهِيدِ حَيْثُ يُقْتَلُ
1931 -
وَقَالَ محمَّد بْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا [بِشْرٌ](2)، ثنا سَعِيدُ بْنُ السَّائِبِ الطَّائِفِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ [بْنِ مُعَيَّةَ](3) السُّوَائي أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قُتِلَا عِنْدَ بَابِ بَنِي سَالِمٍ، فذُكر ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَمَرَ أَنْ يُدْفَنَا حَيْثُ قُتِلَا، فَاحْتُمِلَا مِنْ حَيْثُ أُصِيبَا، فَوَافَقَهُمْ ذَلِكَ مَقْبَرَةً عند بني هلال، فدفنا هنالك.
(1) هذا الباب وما تضمّنه ساقط من الأصل و (عم)، وأثبته من (ك)، وهو في المطالب العالية المطبوع (2/ 143: 1878)، وفي الإتحاف أيضًا، كتاب الجنائز، كما في المطالب العالية
(2)
في (ك): "بسر" -بسين مهملة-، والتصويب من كتب الرّجال.
(3)
في (ك):"ابن معن"، وهو تحريف، والتصويب من كتب الرِّجال ومصادر التخريج.
1931 -
تخريجه:
الحديث أخرجه النّسائي في سننه، كتاب الجنائز، باب أين يدفن الشهيد (4/ 79: 2003) وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 38/ ب) والبغوي في معجمه كما في الإصابة (6/ 355)، جميعهم من طريق وكيع عن سعيد بن السائب، به بنحوه، ولفظ النسائي:"أصيب رجلان من المسلمين يوم الطائف، فحملا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر أن يدفنا حيث أصيبا، وكان ابن معيّة ولد عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ". =
= ولفظ أبي نعيم "فحملا إلى النبي-صلى الله عليه وسلم، أو بلغه ذلك -على الشكّ-، فبعث أن يدفنا حيث أصيبا".
وعند البغوي كما في الإصابة (6/ 355): "فأحب أن يدفنا" بدل (أمر).
وله شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ رضي الله عنه قال: "كنا حملنا القتلى يوم أحد لندفنهم، فجاء منادي النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن تدفنوا القتلى في مضاجعهم، فرددناهم".
أخرجه أبو داود في الجنائز، باب في الميت يحمل من أرض إلى أرض وكراهة ذلك (3/ 514: 3165) والترمذي في الجهاد، باب دغن القتيل في مقته (4/ 187: 1717)، وقال:"حسن صحيح"، والنّسائي في الجنائز، باب أين يدفن الشهيد (4/ 79: 2004، 2005) وابن ماجه في الجنائز، باب الصلاة على الشهداء ودفنهم (1/ 486: 1516)، جميعهم من طريق الأسود عن نبيح العنزي عن جابر، به واللفظ لأبي داود.
وإسناده صحيح.
الحكم عليه:
إسناد حديث الباب رجاله ثقات، لكنه مرسل. قال الحافظ ابن حجر عن عبد الله بن معية:"حديثه مرسل"(التقريب ص 324).
غير أن هذا المرسل يتقوّى بمجيئه من وجه آخر صحيح عن بعض الصحابة، منهم: جابر بن عبد الله رضي الله عنه، وقد سبق ذكر حديثه آنفًا كشاهد لحديث الباب.