المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌44 - باب الحرس - المطالب العالية محققا - جـ ٩

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌10 - باب حكم المرتد ّ

- ‌11 - بَابُ تَحْرِيمِ دَمِ الْمُسْلِمِ وَلَا سِيَّمَا إِذَا صَلَّى

- ‌13 - بَابُ إِلَى كَمْ تُقْبَلُ تَوْبَةُ الْمُرْتَدِّ

- ‌14 - باب اللِّوَاطِ

- ‌19 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي السِّتْرِ

- ‌20 - باب الحدّ يجب على المريض

- ‌21 - بَابُ السِّحَاقِ

- ‌22 - بَابُ الْحُكْمِ فِيمَنِ اعْتَرَفَ بِحَدٍّ مُبْهَمٍ

- ‌23 - باب من أتى ما دون الحد ّ

- ‌24 - باب الرجم

- ‌25 - بَابُ الْمُتْعَةِ

- ‌26 - بَابُ حَدِّ السَّرِقَةِ

- ‌27 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْجُلُوسِ عَلَى فِرَاشِ المُغيَّبَه

- ‌28 - بَابُ تَعْزِيرِ مَنِ افْتَرَى عَلَى الإِمام

- ‌30 - بَابُ قَدْرِ التَّعْزِيرِ

- ‌31 - بَابُ نَفْيِ أَهْلِ الرِّيَبِ وَالْمَعَاصِي مِنَ الْبُيُوتِ

- ‌32 - بَابُ الْحَبْسِ

- ‌33 - بَابُ الْقَذْفِ

- ‌19 - كتاب القصاص

- ‌2 - بَابُ مَنْ لَمْ يُقْتَصَّ مِنْهُ فِي الدُّنْيَا اقْتُصَّ مِنْهُ فِي الْآخِرَةِ

- ‌3 - بَابُ الْقَوَدَ فِي غَيْرِ النَّفْسِ

- ‌4 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ المُثْلَة

- ‌5 - باب الدِّيَات

- ‌6 - باب الدية في قتل الخطأ والعفو فيها

- ‌7 - باب مقدار الدية وتقويمها

- ‌8 - بَابُ قَاطِعِ الطَّرِيقِ

- ‌20 - كتاب الجهاد

- ‌1 - باب الشهداء

- ‌2 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ إِطْلَاقِ اسْمِ الشَّهِيدِ عَلَى مُجَرَّدِ [الْقَتْلِ]

- ‌3 - بَابُ النِّيَّةِ فِي الْجِهَادِ

- ‌4 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ قِتَالِ الْمُسْلِمِ

- ‌6 - بَابُ فَضْلِ الْجِهَادِ

- ‌7 - بَابُ فَضْلِ الرِّبَاطِ وَفَضْلِهِ عَلَى الْعِبَادَةِ

- ‌9 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي إِعَانَةِ الْمُجَاهِدِينَ

- ‌10 - بَابُ فَضْلِ مَنْ شَيَّعَ مُجَاهِدًا

- ‌11 - باب الرايات والألوية

- ‌12 - بَابُ أدبِ السَّفَرِ وَالرُّفْقَةِ

- ‌13 - بَابُ فَضْلِ الْمَرْكَبِ الْوَطِيءِ

- ‌14 - بَابُ تَوْدِيعِ الْمَنْزِلِ بِرَكْعَتَيْنِ وَمَا يُقَالُ عِنْدَ التَّوَدُّعِ

- ‌15 - بَابُ نَهْيِ الْمَرْأَةِ عَنِ السَّفَرِ وَحْدَهَا

- ‌16 - بَابُ الرِّفْقِ بِالدَّوَابِّ

- ‌17 - بَابُ الْخَيْلِ وَفَضْلِهَا، وَالنَّدْبِ إِلَى الإِحسان إِلَيْهَا وَفَضَلُ الْحَمْلِ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ

- ‌18 - باب سهم الفارس

- ‌19 - بَابُ السبْقِ والرَمْيِ وَمَا جَاءَ فِي فضلِ الرميِ

- ‌20 - بَابُ شِدَّةِ الْعَدْوِ وَالْمَشْيِ

- ‌21 - بَابُ الْأَمْرِ بِتَحْسِينِ السِّلاح وَإِعْدَادِهِ لِلْجِهَادِ

- ‌22 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ إِنْزَاءِ الْحِمَارِ عَلَى الْفَرَسِ الْعَرَبِيَّةِ

- ‌23 - بَابُ الدُّعَاءِ عِنْدَ اللِّقَاءِ وَالْأَمْرِ بِالصَّمْتِ

- ‌24 - بَابُ الشِّعَارِ

- ‌25 - بَابُ الدَّعْوَةِ قَبْلَ الْقِتَالِ

- ‌26 - بَابُ الْكِتَابَةِ إِلَى أَهْلِ الشِّرْكِ قَبْلَ غَزْوِهِمْ

- ‌27 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الِاسْتِعَانَةِ بِالْمُشْرِكِينَ

- ‌28 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنَ الْفِرَارِ مِنَ الزَّحْفِ

- ‌29 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الجُعَل عَلَى الْجِهَادِ

- ‌30 - بَابُ الْهِجْرَةِ مِنْ دَارِ الْعَدُوِّ إِلَى دَارِ الإِسلام

- ‌31 - باب لا هجرة بعد الفتح

- ‌32 - بَابُ لَا يُجَاهِدُ الْعَبْدُ إِلَّا بِإِذْنِ سيِّده

- ‌33 - بَابٌ لَا جِهَادَ عَلَى النِّسَاءِ

- ‌38 - بَابُ حَفِظِ أَهْلِ الذِّمَّةِ وَبَيَانِ مَا يَقْتَضِي بِهِ عَهْدُهُمْ

- ‌39 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ وَالشِّيُوخِ وَالْوُصَفَاءِ وَالْعُرَفَاءِ

- ‌40 - بَابُ النَّصِيحَةِ للإِمام

- ‌41 - بَابُ أَمَانِ الْمُسْلِمِ حَتَّى الْمَرْأَةِ وَالصَّغِيرِ

- ‌42 - بَابُ الْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ

- ‌43 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْمُثْلَةِ

- ‌44 - بَابُ الْحَرَسِ

- ‌45 - بَابُ حُكْمِ الْأَرْضِ الَّتِي يَفْتَتِحُهَا أَهْلُ الشِّرْكِ

- ‌47 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّصَرُّفِ فِي الْغَنِيمَةِ قَبْلَ الْقِسْمَةِ

- ‌48 - بَابُ الْعَطَاءِ وَالْحُكْمُ فِيمَا فَضَلَ مِنْهُ

- ‌49 - بَابُ الإِقطاع

- ‌50 - بَابُ مَنْ أَسْلَمَ عَلَى شَيْءٍ فَهُوَ لَهُ

- ‌51 - بَابُ الْجِزْيَةِ وَالْهُدْنَةِ

- ‌52 - بَابُ قَسْمِ الْفَيْءِ وَالْغَنِيمَةِ

- ‌53 - بَابُ سَهْمِ ذَوِي الْقُرْبَى

- ‌54 - بَابُ جَرَيَانِ السِّهَامِ فِيمَا بِيِعَ بِذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ

- ‌55 - بَابُ الْبَيَانِ بِأَنَّ النَّفَلَ كَانَ مَشَاعًا لِمَنْ أَخَذَهُ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ الْقِسْمَةُ

- ‌56 - بَابُ قَسْمِ الْفَيْءِ لِمَنْ هَاجَرَ وَلِمَنْ وَقَعَ ذَلِكَ بِبَلَدِهِ

- ‌57 - بَابُ رَدِّ الْغَنِيمَةِ قَبْلَ الْقِسْمَةِ

- ‌58 - بَابُ السَّلَبِ لِلْقَاتِلِ

- ‌59 - بَابُ النَّفل

- ‌60 - بَابُ التَّأْلِفِ عَلَى الإِسلام

- ‌61 - بَابُ إِيثَارِ الإِمام بَعْضَ الرَّعِيَّةِ بِرِضَا الْبَاقِينَ

- ‌62 - بَابُ كَرَاهِيَةِ اسْتِئْثَارِ الإِمام بِشَيْءٍ مِنَ الْغَنِيمَةِ قَبْلَ الْقِسْمَةِ

- ‌63 - باب الإحسان إلى يتامى المجاهدين

- ‌64 - بَابُ تَعْظِيمِ شَأْنِ الْغُلُولِ

- ‌65 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ بَيْعِ السِّهَامِ قَبْلَ أَنْ [تُقْسَمَ]

- ‌66 - بَابُ فِدْيِ الْأُسَارَى

- ‌21 - كِتَابُ الْخِلَافَةِ والإِمارة

- ‌1 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الإِمارة لِمَنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهَا

- ‌2 - بَابُ الْخِلَافَةِ فِي قُرَيْشٍ

- ‌3 - بَابُ كَيْفِيَّةِ الْبَيْعَةِ فِي الإِسلام

- ‌6 - بَابُ الْقِيَامِ عَلَى رَأْسِ الْأَمِيرِ بِالسَّيْفِ

- ‌7 - بَابُ كَرَاهِيَةِ أَنْ يَحْكُمَ الْحَاكِمُ وَهُوَ غَضْبَانُ

- ‌8 - بَابُ قِصَاصِ الْأَمِيرِ مِنْ عَامِلِهِ لِرَعِيَّتِهِ

- ‌9 - بَابُ ذِكْرِ تَفْسِيرِ قَوْلِ عُمَرَ رضي الله عنه "رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُقِيدُ مِنْ نَفْسِهِ

- ‌10 - بَابُ تَأْدِيبِ الْأَمِيرِ عاملَه إِذَا احْتَجَبَ عَنِ الرَّعِيَّةِ أَوْ تَرَفَّعَ عَلَيْهِمْ

- ‌11 - بَابُ مُشَاطَرَةِ الْعَامِلِ إِذَا اتَّجَرَ فِي مَالِ الرَّعِيَّةِ

- ‌13 - بَابُ أَجْرِ الْحَاكِمِ إِذَا اجْتَهَدَ فِي الْحَقِّ ّ

- ‌14 - بَابُ مَا يَجِبُ عَلَى الْأَمِيرِ مِنْ حُسْنِ السيرة وعدم الاستتار

الفصل: ‌44 - باب الحرس

‌44 - بَابُ الْحَرَسِ

2043 -

قَالَ [إِسْحَاقُ](1): أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ كَانَ مُرَابِطًا بِالسَّاحِلِ قَالَ: خَرَجْتُ لَيْلَةَ مَحْرَسِي لَمْ يَخْرُجْ أَحَدٌ مِمَّنْ كَانَ عَلَيْهِ الْحَرَسُ غَيْرِي (2)، فَأَتَيْتُ الْبِنَاءَ (3) فَصَعِدْتُ عَلَيْهِ، وَالْبِنَاءُ (4) مَوْضِعُ الحرس، فجعل يخيّل (5) إليّ أنّ البحر مشرف (6) حتى يحاذي برؤوس (7) الْجِبَالِ، فَفَعَلَ ذَلِكَ مِرَارًا وَأَنَا مُسْتَيْقِظٌ، ثُمَّ نِمْتُ فَرَأَيْتُ فِيَ النَّوْمِ كَأَنَّ مَعِي رَايَةَ، وَكَانَ (8) أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَمْشُونَ خَلْفِي وَأَنَا أَمَامَهُمْ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ، رَجَعْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَلَقِيتُ أَمِيرَ الْجَيْشِ وَأَبَا صَالِحٍ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، فَكَانَا أَوَّلَ مَنْ خَرَجَ من

(1) ما بين المعقوفين بياض بالأصل، والمثبت من (عم) و (ك).

(2)

"غيري" ملحقة بهامش (ك).

(3)

في (عم): "الميناء"، وفي (ك):"المتنا".

(4)

في (عم): "والميناء موضع للفرس"، وفي (ك):"المتن"، وهو تصحيف.

(5)

في (ك) كتب هكذا: "فخل يجيل"، وهو تصحيف.

(6)

في (عم): "يشرف".

(7)

في الإتحاف: "رؤوس" بدون الموحّدة.

(8)

في (عم): "كأنّ".

ص: 472

الْمَدِينَةِ (9) فَقَالَا لِي: أَيْنَ النَّاسُ؟ فَقُلْتُ: رَجَعُوا قَبْلِي، فَقَالَا: لِمَ [لَا](10) تَصْدُقْنَا، نَحْنُ أَوَّلُ مَنْ خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ، قَالَ: فَأَخْبَرْتُهُمَا أَنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ أَحَدٌ غَيْرِي (11)، قَالَ أَبُو صَالِحٍ: فَمَا رَأَيْتَ (12)؟ فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَقَدْ خُيِّلَ إِلَيَّ فِيمَا رَأَيْتُ (13) أَنَّ الْبَحْرَ يُشْرِفُ حَتَّى يُحَاذِيَ برؤوس الْجِبَالِ، قَالَ أَبُو صَالِحٍ: صَدَقْتَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَا (14) مِنْ لَيْلَةَ إلَّا وَالْبَحْرُ يُشْرِفُ ثَلَاثَ مرَّات عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ (15) يَسْتَأْذِنُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَنْقَضِي (16) عَلَيْهِمْ، يَعْنِي يَتَدَفَّقُ فَيَكْفِهِ اللَّهُ تَعَالَى. قُلْتُ: وَرَأَيْتُ أَيْضًا فِي النَّوْمِ كَأَنَّ مَعِي الرَّايَةَ وَأَنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ يَمْشُونَ مَعِي وَأَنَا أَمَامَهُمْ، فَقَالَ أَبُو صَالِحٍ: لَأَنْ (17) صَدَقَتْ رُؤْيَاكَ لَتَفُوزَنَّ (18) بِأَجْرِ (19) هَذِهِ الْمَدِينَةِ اللَّيْلَةَ، قَالَ: وَكَانَ أَبُو صَالِحٍ يُبَاعِدُ (20) إِلِيَّ قَبْلَ ذَلِكَ، فَكَأَنَّهُ (21) اطمأنّ إلي فجعل يحدثني، وقال:

(9)"من المدينة" ساقطة من (عم).

(10)

"لا" ساقطة من جميع النسخ، وأثبتها من المطالب المطبوع، لأن السياق يقتضيها.

(11)

في (عم) و (ك): زاد في هذا الموضع "من المدينة".

(12)

"فما رأيت" ساقطة من (ك).

(13)

في (عم): "لقد رأيت فيما رأيت".

(14)

في (عم) و (ك) والإتحاف ومسند أحمد "ليس من ليلة".

(15)

الأرض، ساقطة من (ك)، وألحق بالهامش "المدينة".

(16)

في (عم) و (ك): "ينفضح".

(17)

في (ك): "إن".

(18)

في، (عم):"لنفوزن".

(19)

في (عم): "بأمر"، وهو تصحيف.

(20)

في (عم) و (ك):"مباعد".

(21)

في الأصل كأنها بدون الهاء.

ص: 473

أَوْصَانَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، أَنْ نَشْتَرِكَ (22) ثَلَاثَةٌ: فَرَجُلٌ يَبِيعُ (23) عَلَيْنَا، وَرَجُلٌ يَغْزُو، وَرَجُلٌ يَجْلِبُ عَلَيْنَا، فَهَذِهِ نَوْبَتِي، فَأَنَا الْآنَ قَافِلٌ (24) إِلَى الْمَدِينَةِ.

قُلْتُ: رَوَى أَحْمَدُ المرفوع منه فقط عن يزيد.

(22) في (ك): "أن يشرك".

(23)

في (عم) كتبها هكذا "سع" مهملة.

(24)

في (ك): "ناقل"، وهو تصحيف.

ص: 474

2043 -

تخريجه:

لم أقف عليه فيما وصلنا من مسند إسحاق بن راهويه.

وأورده ابن كثير في البداية والنهاية (1/ 20 طبعة دار الكتب العلمية) من مسند إسحاق بن راهويه بلفظه تمامًا.

ومن طريق إسحاق هذه أخرجه أبو بكر الإسماعيلي -لعلّه في مسنده الكبير- كما في تفسيير ابن كثير (7/ 405 طبعة دار الشعب) قال: "حدّثنا الحسن بن سفيان عن إسحاق ابن راهويه به بلفظه".

وأخرج المرفوع منه أحمد في مسنده (1/ 43) -كما أشار المصنّف- عن يزيد بن هارون به، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 40 - 41: 37).

قال ابن كثير: "فيه رجل مبهم لم يسم".

وضعّف إسناده أحمد شاكر (1/ 303)، لجهالة الشيخ الذي روى عنه العوام بن حوشب، وقال:"أبو صالح مولى عمر مجهول".

ص: 474

الحكم عليه:

حديث الباب إسناده ضعيف، فيه راوٍ لم يسم. وأبو صالح مولى عمر مجهول، ومدار السند عليه. وضعّفه أيضًا أحمد شاكر في تعليقه على المسند (1/ 303).

ص: 474

2044 -

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ، عَيْنٌ فَاضَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وعين باتت تحرس في سبيل الله".

ص: 475

2044 -

تخريجه:

أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (1/ 211: 320)، والطبراني في الكبير كما في فتح الوهاب (1/ 299)، وفي مسند الشاميين (ق 467) من طريق عمر بن هارون عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن العباس ابن عبد المطلب بنحوه.

وقد روي من مسند ابن عباس فقط دون ذكر العباس بن عبد المطلب.

أخرجه الترمذي في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الحرس في سبيل الله (4/ 150: 1639)، وابن أبي عاصم في الجهاد (2/ 416: 146)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 209)، والبيهقي في الشعب (1/ 488: 496) من طرق عن بشر بن عمر، عن شعيب بن رزيق، عن عطاء الخراساني، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عباس يرفعه بنحوه.

وقال الترمذي: "وفي الباب عن عثمان وأبي ريحانة، وحديث ابن عباس حديث حسن لا نعرفه إلَّا من حديث شعيب بن رزيق".

وشعيب وشيخه متكلّم فيهما.

وقال أبو نعيم: "رواه عثمان بن عطاء عن أبيه، وقال: عن ابن عباس".

ويعني بذلك أن عثمان بن عطاء قد خالف شعيبًا، فروى الحديث عن أبيه عطاء الخراساني، عن ابن عباس مباشرة، ولم يذكر عطاء بن أبي رباح، ورواه أيضًا عثمان بن عطاء، عن أبيه، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عباس، عن العباس، ورواه أيضًا عن أبيه، عن جدّه، عن العباس بدون ذكر ابن عباس. =

ص: 475

= وهذا الاضطراب ما أظنه إلَّا من عثمان بن عطاء، وقد وهّنه الأئمة، وشعيب أحسن حالًا منه.

ص: 476

الحكم عليه:

حديث الباب إسناده ضعيف، لضعف عثمان بن عطاء الخراساني، ثم إن أسانيده مضطربة.

وقال الهيثمي في المجمع (5/ 291): "رواه الطبراني، وفيه عثمان بن عطاء الخراساني، وهو متروك، وثّقه دحيم".

ويشهد لمتنه الحديث الذي بعده وحديث ابن عباس، ومتنه صحيح بمجموع شواهده، وقد صححه الألباني في صحيح الجامع (4/ 57).

ص: 476

2045 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ (1) مَخْلَدٍ، ثنا أَبِي عَنْ (2) شَبِيبِ بْنِ [بِشْرٍ](3)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ أَبَدًا، عَيْنٌ (4) بَاتَتْ تَكْلَأُ الْمُسْلِمِينَ (5) فِي سَبِيلِ اللَّهِ [تَعَالَى] (6)، وَعَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ تَعَالَى".

(1) في (عم): "ثنا".

(2)

في كتب التخريج: "ثنا".

(3)

في الأصل و (عم): "بشير"، والمثبت من (ك) هو الصواب كما في كتب الرجال.

(4)

في (ك): "عينا".

(5)

في (عم): "الناس".

(6)

"تعالى" غير واضحة أو مطموس بعضها في الأصل.

ص: 477

2045 -

تخريجه:

هو عند أبي يعلى في مسنده (7/ 307 - 308: 4346) بلفظه.

وأورده الهيثمي في المقصد العليّ (75/ أ) بلفظه.

ومن طريق أبي يعلى أخرجه الضياء المقدسي في المختارة (6/ 187: 2198).

ورواه ابن أبي عاصم في الجهاد (2/ 417: 147) عن أبيه عمرو بن الضحاك به بنحوه، والبخاري في تاريخه (4/ 231)، وابن عديّ في الكامل (3/ 233)، والطبراني في الأوسط (2/ 54/ ب)، وعبد الغني المقدسي في فضل الجهاد (28/ أ)، جميعهم من طريق زافر بن سليمان عن إسرائيل بن يونس، عن شبيب بن بشر به بنحوه.

قال الطبراني: "لا يروي هذا الحديث عن شعيب بن بشر إلَّا إسرائيل، تفرد به زافر بن سليمان".

وأخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 119) عن أبي محمَّد بن حيان، عن محمَّد بن شعيب، عن الحسن بن علي الخلّال، عن زافر بن سليمان الكوفي، عن سفيان، عن=

ص: 477

= إسرائيل به بنحوه.

قال أبو نعيم: "غريب من حديث الثوري، لم نكتبه إلَّا من حديث زافر".

قلت: لعل هذا الاختلاف من زافر، لأنه كثير الوهم كما يستفاد من تهذيب الكمال (9/ 270) والتقريب (ص 213)، أو من محمَّد بن شعيب، فإن له غرائب كما في أخبار أصبهان (2/ 252)، وطبقات المحدثين بأصبهان لأبي محمَّد بن حيان (4/ 276).

وتابع شبيبًا عليه جماعة.

فأخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 346) من طريق هلال بن أبي هلال، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 212: 321) من طريق خلّاد، والخطيب في تاريخه (2/ 360) من طريق قتادة، ثلاثتهم عن أنس يرفعه بنحوه.

ص: 478

الحكم عليه:

حديث أبي يعلى إسناده فيه ضعف، لأجل شبيب بن بشر، وهو صدوق يخطئ، لكن له طرق يرتقي بها إلى الحسن لغيره.

ولمتنه شاهد حسن تقدم عند الحديث رقم (2044) وآخر يأتي برقم (2046).

ص: 478

2046 -

وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (1) ثنا أَبِي عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: [قَالَ](2) أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ- وَاللَّهُ أَعْلَمُ-: حُرِّم عَلَى عَيْنَيْنِ أَنْ تَنالَهُما (3) النارُ: عينٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وعينٌ بَاتَتْ تحرس الإِسلام (4) من أهل الكفر.

(1) زاد في (عم) و (ك) في هذا الموضع "الزهري"، وهي نسبة يعقوب.

(2)

"قال" مطموسة بالأصل، والمثبت من (عم) و (ك).

(3)

في (ك): "ينالهما"، وهو تصحيف.

(4)

زاد في هذا الموضع في المنتخب والشعب والمستدرك "وأهله".

ص: 479

2046 -

تخريجه:

هو عند عبد بن حميد في مسنده (3/ 208 - 209: 1445) بلفظه بأطول منه، اقتصر الحافظ على الزائد منه فقط.

وأخرجه الحاكم (2/ 82 - 83) من طريق العبّاس بن محمَّد الدوري عن يعقوب بن إبراهيم به بلفظه كما هو في الأصل.

ومن طريقه البيهقي في الشعب (4/ 16: 4235).

وسكت عنه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله:"فيه انقطاع".

وأورده المنذري (2/ 250)، وقال:"رواه الحاكم، وفي إسناده انقطاع".

وحسّنه الألباني في صحيح الجامع (1/ 600: 3136).

وأخرج ابن أبي عاصم في الجهاد (2/ 418 - 419: 148)، والبزّار كما في كشف الأستار (2/ 262: 1659)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 163)، والحاكم (2/ 82)، والبغوي في شرح السنة (10/ 355: 2620)، وابن عساكر في الأربعين في الحث على الجهاد (ص 110)، جميعهم من طرق عن أبي سلمة، والبغوي من طريق عيسى بن طلحة، كلاهما عن أبي هريرة قال:"كل عين باكية يوم القيامة إلَّا =

ص: 479

= ثلاثة أعين، عينًا غضّت عن محارم الله، وعينًا سهرت في سبيل الله، وعينًا يخرج من ملمعها -مثل رأس الذباب- دموع من خشية الله". واللفظ لابن أبي عاصم.

وهذا مدار إسناده على عمرو بن صهبان، وهو ضعيف جدًا.

ويشهد لمتنه الحديث رقم (2044)، وله شاهد آخر حسن تقدم عند تخريج الحديث رقم (2044).

ص: 480

الحكم عليه:

إسناد عبد بن حميد ضعيف، فيه أبو عبد الرحمن، وهو مجهول العين، ثم إن صالحًا علّقه، فقال:"قال أبو عبد الرحمن".

وقال المنذري في الترغيب (2/ 250): "فيه انقطاع".

ص: 480

2047 -

و [قال](1) إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ أَبِي نُجَيْحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أُمَّ [مُبَشِّرٍ] (2) سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أيُّ النَّاسِ خَيْرٌ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: رَجُلٌ عَلَى مَتْنِ فَرَسِهِ يُخِيفُ الْعَدُوَّ وَيُخِيفُونَهُ (3).

* الْحَدِيثُ مُرْسَلٌ.

(1) بياض ب (ك)، والمثبت من عدي ليتم السياق.

(2)

في (ك): "ميسرة"، وهو تصحيف، والمثبت من المطالب العالبة المطبوع هو الصواب كما في كتب الرجال.

(3)

هذا الحديث ساقط من الأصل و (عم)، وأثبته من (ك)، وهو في المطالب العالية المطبوع (2/ 177: 1992).

ص: 481

2047 -

تخريجه:

أخرجه محمَّد بن إسحاق كما في الإصابة لابن حجر (13/ 285) عن ابن أبي نجيح به بنحوه بأطول منه.

وأبونعيم في معرفة الصحابة (2/ 388/ أ) من طريق محمد بن مسلمة عن محمَّد بن إسحاق به.

وأخرجه أيضًا من هذه الطريق ابن منده كما في أسد الغابة (7/ 391).

ص: 481

الحكم عليه:

إسناد إسحاق رجاله ثقات، لكنه مرسل كما نصّ على ذلك المُصنّف.

ومجاهد بن جبر أرسل عن جماعة من الصحابة كما في جامع التحصيل (ص 273).

ولمتنه شاهد حسن تقدم في باب فضل الغدوة والروحة في سبيل الله.

ص: 481