الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وشرود الذهن، وعدم التركيز على فهم العلوم مذمومٌ لقوله تعالى (وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ) (الأعراف: 198).
فذم مجرد النظر لمعلم الخير مع انشغال البصيرة.
ويمنع الشغب والفوضى في الفصل؛ لأنه يلحق الضرر بالغير، ويفسد تعليمهم.
وهذا أمر محرم، ويؤدب فاعل ذلك إداريا بزاجر له إن تمادى، دفعا للضرر عن زملائه.
-
الوسائل التعليمية:
والمناقشة بين معلم وطلبةٍ، ومساءلتهم، واختبارهم شفويا أو تحريريا من وسائل خدمة العلم وتثبيته.
وقد كان صلى الله عليه وسلم يضع المسألة على أصحابه كما في حديث «إن من الشجر ما لا يسقط ورقه وهو كالمؤمن فحدثوني ما هو» (1) والحديث في البخاري. واستنبط منه طرح المسألة على المتعلم لاختباره.
وما خدم تعليم العلوم من: الوسائل البحثية، والنظرية، والتجريبية، والمسموعة، والمرئية، يعتبر مطلوباً في الشرع طلبَ وسيلة؛ لأن طلب المقاصد طلبٌ لما يحققها من الوسائل.
وقد رسم صلى الله عليه وسلم خطوطا بيانية تمثل: الإنسان، والأجل، والأمل، والمصائب، ونقل رسمها العلماء في كتب الحديث (2).
وعلمهم الصلاة عمليا فصلى على المنبر وهم خلفه، فكان إذا سجد نزل فسجد صلى الله عليه وسلم على
(1) - فيه حديث ابن عمر في الصحيحين (البخاري برقم 61، ومسلم برقم 7276) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم فحدثوني ما هي فوقع الناس في شجر البوادي قال عبدالله ووقع في نفسي أنها النخلة فاستحييت ثم قالوا حدثنا ما هي يا رسول الله قال هي النخلة.
(2)
- قولنا «في كتب الحديث» أخرج ذلك البخاري برقم 6418 عن أنس قال: خط النبي صلى الله عليه وسلم خطوطا، فقال: هذا الأمل وهذا أجله فبينما هو كذلك إذ جاءه الخط الأقرب. وللترمذي برقم 2454 عن عبدالله بن مسعود قال: خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا مربعا وخط في وسط الخط خطا وخط خارجا من الخط خطا وحول الذي في الوسط خطوطا فقال هذا ابن آدم وهذا أجه محيط به وهذا الذي في الوسط الإنسان وهذه الخطوط عروضه إن نجا من هذا ينهشه هذا والخط الخارج الأمل. هذا حديث صحيح. قلت: وفي الباب غير هذا.
الأرض (1).
وبالإشارة فقال صلى الله عليه وسلم: الشهر هكذا وهكذا وهكذا وأشار بأصابعه (2).
وبالتجربة كما حصل في شأن النخل وتلقيحها (3).
وفي دراسة الأرض والحياة (قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ)(العنكبوت: 20).
وبضرب الأمثال، وهي كثيرة جدا في القرآن والسنن.
وبالقصة، وهذا كثير أيضا في القرآن والسنة.
وبالمنطق العقلي (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَاّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا)(الأنبياء: 22)، (قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَاّبْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً) (الإسراء: 42).
وبالفرضيات (قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ)(الزخرف: 81).
وبالتعجيز التنزلي مع الآخر (قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)(القصص: 49).
(1) - قولنا «فصلى على المنبر .. » هو في صحيح البخاري برقم 377 من حديث سهل بن سعد حين سئل من أي شيء المنبر. فقال: ما بقي بالناس أعلم مني هو من أثل الغابة عمله فلان مولى فلانة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقام عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين عمل ووضع فاستقبل القبلة كبر وقام الناس خلفه فقرأ وركع وركع الناس خلفه ثم رفع رأسه ثم رجع القهقرى فسجد على الأرض ثم عاد إلى المنبر ثم قرأ ثم ركع ثم رفع رأسه ثم رجع القهقرى حتى سجد بالأرض فهذا شأنه.
(2)
- قولنا «وبالإشارة .. » فيه حديث ابن عمر في الصحيحين (البخاري برقم 1908، ومسلم برقم 2551، واللفظ للبخاري قال النبي صلى الله عليه وسلم: الشهر هكذا وهكذا وخنس الإبهام في الثالثة».
(3)
- قولنا «وبالتجربة .. » فيه حديث طلحة بن عبيد الله في صحيح مسلم برقم 6275، قال مررت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوم على رءوس النخل فقال «ما يصنع هؤلاء» . فقالوا يلقحونه يجعلون الذكر في الأنثى فيلقح. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما أظن يغنى ذلك شيئا» . قال فأخبروا بذلك فتركوه فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال «إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه فإني إنما ظننت ظنا فلا تؤاخذوني بالظن ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئا فخذوا به فإني لن أكذب على الله عزوجل» .