الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عقوبة الطالب:
والعقوبة للطالب المستحق لها على ما جرت به العادات المستقيمة من غير ضرر، لا مانع منها؛ كإيقافه قائما بين زملائه، أو تحويله إلى الإدارة، أو تأنيبه بكلام، أو حرمانه من وقت الراحة ونحو ذلك، ولكل ما يناسب.
وضربُ الصبي ضربَ تأديب من غير ضرر، لا مانع منه؛ إن اضطر إليه.
وقد فرك رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن ابن عباس تنبيها له وكان يصلي إلى جانبه (1).
ولا يجوز لطم وجهه؛ لأنه محل التكريم (2)، ومن باب أولى حرمة ما فوق ذلك من خدش الوجه أو وسمه، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن وسم وجه الحيوان (3)، فكيف بالإنسان.
وعلى الإدارة منع تعارك طلبة وتعصيبهم ضد بعض، وعليهم تربيتهم على الأدب ومكارم الأخلاق وعدم الخصام والنزاع.
مسجد المدرسة:
وتتخذ المساجد والمصليات في المدارس وما لا بد منه من المرافق، ويصلي الطلاب الصلاة المكتوبة الحاضرة، ويجعل ذلك في الجدول العام، وتعمم الدولة ذلك؛ لأنه من أوائل واجباتها (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ) (الحج: 41).
ولأن جدولة ذلك تعظيم لشعائر الله، وهو مأمور به، وتعليم حفظ الصلاة وأدائها والجماعة.
آداب عامة في المدرسة كالتشجير وحملات النظافة:
وليحافظ على نظافة المدرسة، وأفنيتها، وفصولها، ودورة المياه؛ لأن هذا من المطلوبات
(1) - تقدم تخريجه.
(2)
- قولنا «لأنه محل التكريم .. » فيه حديث أبي هريرة في صحيح مسلم برقم 6819 عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «إذا قاتل أحدكم أخاه فليتق الوجه» .
(3)
- قولنا «في وجهها .. » فيه حديث جابر في صحيح مسلم برقم 5674 أن النبي صلى الله عليه وسلم مر عليه حمار قد وسم في وجهه فقال «لعن الله الذي وسمه» .
الشرعية «الطهور شطر الإيمان» (1).
وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بنظافة الأفنية «طهروا أفنيتكم» (2).
ويعلم الطلاب التشجير والحفاظ على الشجر؛ لما ورد فيها من الترغيب في غرسها «ما من مسلم يغرس غرسا، أو يزرع زرعا فيأكل منه طير، أو إنسان، أو بهيمة إلا كان له به صدقة» (3).
ولا يعبث بالجدران بكتابة، أو قرش طلائها؛ لأنه من إتلاف مال المسلمين وإفساده، وهو محرم.
ولا يمسح بالقذر على الجدران؛ لأنه إيذاء للمسلمين، وهو محرم (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) (الأحزاب: 58).
ولا تُرمى الأوراق وبقايا الطعام والمهملات في أفنية المدرسة؛ لأنه خلاف ما طلبه الشرع من النظافة وإزالة الأقذار والمؤذيات عن الطرقات.
ويعلم الطلاب القيام بحملات النظافة في مدارسهم، وهذا أمر مشروع؛ لأن إزالة الضرر عن الطرقات ولو غصن شوك، أو شظايا زجاج، أو حجر مؤذي مشمول بقوله صلى الله عليه وسلم «بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخره فشكر الله له فغفر له» (4). وهو من الصدقات «إماطة الأذى عن الطريق صدقة» (5)، وهو من شعب الإيمان.
(1) - تقدم تخريجه.
(2)
- حديث «طهروا أفنيتكم» حديث صحيح أخرجه الطبراني في الأوسط برقم 4057، ورجاله كلهم ثقات عن عامر بن سعد عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: طهروا أفنيتكم فإن اليهود لا تطهر أفنيتها.
(3)
- حديث «من غرس
…
» أخرجه البخاري من حديث أنس برقم 2320، ومسلم من حديث جابر برقم 4050، واللفظ للبخاري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم يغرس غرسا، أو يزرع زرعا فيأكل منه طير، أو إنسان، أو بهيمة إلا كان له به صدقة.
(4)
- أخرجه البخاري برقم 652، ومسلم برقم 6835، واللفظ للبخاري من حديث أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخره فشكر الله له فغفر له.
(5)
- قولنا «وهو من الصدقات .. » دليله عند البخاري برقم 2989، ومسلم برقم 1704، واللفظ للبخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس يعدل بين الاثنين صدقة ويعين الرجل على دابته فيحمل عليها أو يرفع عليها متاعه صدقة والكلمة الطيبة صدقة وكل خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة ويميط الأذى عن الطريق صدقة.