الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فإن الشجاعة ورد البغي وأخذ الحق أمور حسنة يربى عليه من الصغر؛ لذلك قال لقمان لابنه (وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ)(لقمان: 17)، أي باليد واللسان، فالتعود على هذا من الدين، والضعف والهوان لا يحبه الله ولا يشرعه.
وليحذر الغش في حياته ودراسته وأوراقه فإنه من الخيانة والباطل ومآلها إلى الفضيحة والعقوبة و «من غش فليس منا» (1).
وليتجنب كثرة النوم خاصة بعد الفجر؛ فإنه يعوِّد على الكسل.
ويتعود على النظام في غرفته وكتبه ونفقته ويتجنب الإسراف والتبذير، وإتلاف الأشياء، واللامبالاة بالأمور، فإن هذه من المنهيات في الإسلام.
وسؤال الناس مذموم في الشرع، بل يأكل من عمل يده للنصوص الكثيرة، ويعتمد على نفسه في الكسب، ولا يسأل الناس أو يعتمد عليهم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:«لأن يأخذ أحدكم أحبله خير له» (2).
الشباب والزينة:
ويتجمل بما يليق، ولا يخرج عن التوسط.
وكل ما يتجمل به داخل في الزينة المباحة في الأصل (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ)(الأعراف: 32).
فينبغي أخذ الزينة والتجمل؛ لأن الله جميل يحب الجمال.
والمرأة لها أن تظهره على من شرع الله إظهار الزينة لهم في قوله تعالى (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَاّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(النور: 31).
ولا يقلد في لبسه المتهتكين، ولا الموضة المتفسخة.
(1) - تقدم تخريجه.
(2)
- تقدم تخريجه.
بل يلبس الجميل الطاهر المطيب من الثياب بتوسط لا إفراط ولا تفريط.
ويلبس ما هو زينة في مجتمعه؛ لأن العادة محكمة، ولا يلبس ما هو زينة في غير مجتمعه؛ لأنه يخالف الجماعة وموافقتها محمود، ولأن لبس ما يخالف المجتمع يعد لباس شهرة، وهو منهي عنه «من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة، ثم ألهب فيه نارا» (1).
وليحذر أصدقاء السوء من قطاع الصلاة وقليلي الدين وطويلي الألسن، والمتهتكين بما حرم الله والمنافقين والمرضى من الخائضين في الدين بالسوء والمستهترين به وبعلمائه وبشعائره.
أو يجالس أهل الضلال من الفاسدين فكريا أو عقائديا كالشاتمين الطاعنين في السنن أو الصحابة أو آل البيت.
- وليستشر الوالدين في أموره ويطعهم فإنهم أولى الناس بحمايته ورعايته ورحمته.
- وينبغي عليه الحرص على مذاكرة العلوم، وتحصيل المراتب العليا في ذلك؛ فإن الله يأمر بالإحسان في الأمور، وهذا منه.
- وليتجنب أهل الخمول والرسوب والكسل والتثبيط عن العلم ومذاكرته؛ فإنهم همل لا خير في مجالستهم.
(1) - قولنا «لباس شهرة وهو منهي عنه .. » الحديث الذي ذكرناه أخرجه ابن ماجة برقم 3607، وأبو داود برقم 4031، واللفظ لابن ماجة، عن عبدالله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من لبس ثوب شهرة في الدنيا، ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة، ثم ألهب فيه نارا» . قلت: والإسناد حسن. وحسناه لأجل مهاجر بن عمر الراوي له عن ابن عمر. قال الذهبي في الكاشف وثق. قلت: وقد روى عنه جمع وذكره ابن حبان في الثقات، ولا يعلم فيه جرح، فمن هذا حاله خاصة في هذه الطبقة وقد تقدم مرارا قاعدتها أنه يحسن حديثه. وله شاهد حسن في الشواهد عن أبي ذر عند ابن ماجة برقم 3608 بلفظ «من لبس ثوب شهرة أعرض الله عنه حتى يضعه متى وضعه». وحديث ابن عمر قال المنذري إسناده حسن. وحسنه في أسنى المطالب برقم 1480. والسيوطي في الجامع الصغير. والسخاوي في المقاصد الحسنة برقم 1173. قال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء عن حديث أبي ذر إسناده جيد برقم 4022. وقال البوصيري في شرح سنن ابن ماجة: هذا إسناد حسن برقم 8521.