الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
«إن أمَنَّ الناس عليَّ أبو بكر» (1)، شاكرا له صنيعه وما قدم للرسول والرسالة، وقال «من قتل قتيلا فله سلبه» (2)، محفزا على القتال في سبيل الله.
وقال «إن قامت على أحدكم القيامة وفي يده فسلة فليغرسها» (3)، وهذا أمر بمواصلة الجهد وإحسانه ولو عند شدة.
ونهى عن المثلة (4) والإساءة للحياة عموما بَرِّيِّها وبحريها، والباب في هذا كثير (5).
5 - السياسات التسع للنهضة الشاملة:
وهي سياسات مطلوبة شرعا على الدولة، ومقصود تدل عليه أصول وقواعد ونصوص الشرع (6).
(1) - أخرجه البخاري برقم 466 وفي مسلم برقم 6320 من حديث أبي سعيد قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله فبكى أبو بكر رضي الله عنه فقلت في نفسي ما يبكي هذا الشيخ إن يكن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو العبد، وكان أبو بكر أعلمنا قال يا أبا بكر لا تبك إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر ولكن أخوة الإسلام ومودته لا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر.
(2)
- أخرجه البخاري برقم 3142 ومسلم برقم 4667 من حديث أبي قتادة بلفظ «من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه» .
(3)
- أخرجه أحمد برقم 12925 عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن قامت على أحدكم القيامة وفي يده فسلة فليغرسها» . قلت: رجاله رجال الشيخين إلا حماد بن سلمة فهو من رجال مسلم وأخرج له البخاري متابعة.
(4)
- قولنا «ونهى عن المثلة» الحديث أخرجه أبو داود برقم 2669 من حديث سمرة بن جندب قال كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يحثنا على الصدقة وينهانا عن المثلة فأتيت عمران بن حصين فسألته فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحثنا على الصدقة وينهانا عن المثلة. قلت: وسنده حسن. وأخرج الترمذي برقم 1048 له شاهدا من حديث بريدة بن الحصين وقال حسن صحيح. وأخرجه النسائي برقم 4047 من حديث أنس بسند صحيح على شرط الشيخين بلفظ «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحث في خطبته على الصدقة وينهي عن المثلة» . وأخرجه أحمد بهذا اللفظ من حديث عمران بن حصين برقم 19871 وسنده على شرط مسلم.
(5)
- راجع فقه البيئة من كتابنا هذا.
(6)
- فأمة الإسلام (خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)(آل عمران: 110).
وهي القائمة على الوسطية والاعتدال، وشهادتها نافذة على الكافة من الأمم (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) (البقرة: 143)، ودينها هو الظاهر (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (الصف: 9). =
والخروج بالأمة من حالة الضعف الشامل إلى القوة الشاملة فرض (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ)(الأنفال: 60).
والضعف شامل لأنواع الضعف التعليمي، والاجتماعي، والاقتصادي، والسياسي، والفكري، والأمني.
والنقلة من هذا الوضع إلى غاية القوة المستطاعة تكليف واجب يشمل الاقتصاد، والتعليم، والأمن، والتكنولوجيا، والمجتمع.
وكل معنى قوة في كافة المجالات الخادمة للمصالح العامة الدافعة للمفاسد والضرر قوة مطلوبٌ تحصيلها.
ويلزم ما لا يتم إلا به من الوسائل، فهو تكليف بنهضة شاملة يتناسب مع وضع الأمة ومكانتها ويفوق أو يساوي المثل العالمي.
ولا بد شرعا على الدولة أن تحمل هذا المشروع النهضوي الشامل، وإلا قادت الأمة إلى الضعف وخالفت مطلوب الشرع ومقصوده من التمكين للأمة (وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ) (النور: 55).
ولا بد لهذا أن تتخذ وسائل وسياسات لازمة للنهضة الشاملة يمكن حصرها في تسع:
1) التعليم الاستراتيجي: منهجا ومدرسا وإدارة ووسائل وبحثا واختراعا وتنفيذا.
2) الأمن والاستقرار بكل معانيه ووسائله وإجراءاته.
3) الأمن المالي والغذائي والاقتصادي الشامل.
= والخاتم والحق المعتمد عند الله (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُوا الْكِتَابَ إِلَاّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ)(آل عمران: 19)، (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (آل عمران: 85)، وشريعة هذه الأمة مهيمنة على ما سواها (وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ) (المائدة: 48)، وهي تحمل مشروعا رساليا إلى العالم (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَاّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) (الأنبياء: 107).
والعمل الإصلاحي في الأرض عليهم فرض ومراقب ومسئول (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)(التوبة: 105). إلى غير هذه النصوص التي تدل على أن مكانة هذه الأمة مكانة قيادية، ولا بد عليها -حينئذ- من اتخاذ الوسائل الموصلة إلى تحقيق هذا المقصود التمكيني القيادي في الأرض، وهذه السياسات التسع على رأسها، والوسائل تأخذ أحكام المقاصد.