الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل في ذكر حمى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
خرج البخاري من حديث ابن شهاب، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، عن ابن عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما- أن الصعب بن جثامة قال: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: لا حمى إلا للَّه ولرسوله،
وقال: بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم حمى النقيع، وأن عمر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- حمى السرف والرَّبَذَة.
ذكره في كتاب الشرب [ (1) ] .
وخرجه أبو داود قبله، وفي لفظ آخر له: أن النبي صلى الله عليه وسلم حمى النقيع وقال: لا حمى إلا للَّه عز وجل [ (2) ]، وخرجه النسائي ولفظه: لا حمى إلا للَّه ولرسوله.
وقال الحافظ أبو نعيم: صحيح متفق عليه، رواه عن الزهري صفوان، أن ابن سليم، وعمرو بن دينار، ومحمد بن عمرو، ومعمر، وعقيل، ويونس الزبيدي، وإسحاق ابن راشد، وعبد الرحمن بن عبد اللَّه ابن خالد، وأبو المغيرة بن عبد الرشيد الخزامي في آخر، يرويه عن الزهري.
ولابن حبان من حديث عبد اللَّه بن نافع، حدثنا عاصم ابن عمر، عن عبد اللَّه بن دينار، عن ابن عمران، أن النبي صلى الله عليه وسلم حمى النقيع لخيل المسلمين.
وقال الواقدي: حدثني ابن أبى سبرة، عن شعيب بن شداد، قال: لما مر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالنقيع منصرفه من المريسيع، ورأى سعة، وكلا، وغدرا كثيرة تتناخس، وخبر بمراءته وبراءته، فسأل عن الماء فقيل: يا رسول اللَّه، إذا صفنا قلت المياه، وذهبت الغدر، فأمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حاطب بن أبى بلتعة أن يحفر
[ (1) ](فتح الباري) : 5/ 56، كتاب المساقاة، باب (11) لا حمى إلا للَّه ولرسوله، حديث رقم (2370) في (الأصل) :«كتاب الشرب» وأثبتناه من كتاب المساقاة وأخرجه أيضا في كتاب الجهاد، باب (146) أهل الدار يبيتون، فيصاب الولدان والذراري، حديث رقم (3012) ، وهو جزء من حديث طويل.
[ (2) ](سنن أبي داود) : 3/ 460- 462، كتاب الخراج والإمارة والفيء، باب (39) في الأرض يحميها الإمام أو الرجل، حديث رقم (3083) ، (3084)، وأخرجه أيضا الدار الدّارقطنيّ في (السنن) : 4/ 238، حديث رقم (121) عن عمر بن شعيب عن أبيه، عن جده، وحديث رقم (122) عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أيضا وأخرجه أيضا أبو عبيد في كتاب (الأموال) : 271، باب حمى الأرض ذات الكلإ والماء، حديث رقم (728) .
بئرا، وأمر بالنقيع أن يحمى، واستعمل عليه بلال بن الحارث المزني، فقال بلال:
يا رسول اللَّه، وكم أحمى منه؟ قال: أقم رجلا صيتا إذ اطلع الفجر على هذا الجبل- يعنى مقملا- فحيث انتهى صوته فاحمه لخيل المسلمين وإبلهم التي يغزون عليها. قال بلال: يا رسول اللَّه، أفرأيت ما كان من سوائم المسلمين؟
فقال: لا تدخلها. قلت: يا رسول اللَّه، أرأيت المرأة والرجل الضعيف تكون له الاشية اليسيرة وهو يضعف عن التحول؟ قال: دعه يرعى.
فلما كان زمان أبي بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- حماه على ما كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حماه، ثم كان عمر فكثرت به الخيل، وكان [زمن] عثمان فحماه أيضا [ (1) ] .
وقال عمر بن شيبة: حدثنا معن، حدثنا عبد اللَّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم حمى النقيع للخيل، وحمى الرَّبَذَة للصدقة. وحدثنا هارون ابن معروف قال: حدثنا ضمرة بن ربيعة، عن رجاء بن جميل أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حمى وادي نخلة للخيل المضمرة [ (2) ] .
وخرج الحاكم من حديث عبد الرحمن بن الحارث بن عبد اللَّه بن عباس بن أبى ربيعة، عن الزهري، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه، عن ابن عباس، عن الصعب بن جثامة: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حمى النقيع وقال: لا حمى إلا للَّه ولرسوله [ (3) ] .
قال: وهو صحيح الإسناد.
بلال بن الحارث [ (4) ] بن عصم بن سعد بن قرة المزني، أبو عبد الرحمن وفد سنة خمس في وفد مزينة، وكان أحد من حمل ألوية مزينة يوم الفتح وهو في الطبقة الثالثة من المهاجرين، وله سماع من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ورواية عنه، روى عنه. ابنه الحارث [ (5) ] بن بلال وعلقمة بن وقاص وغيرهما، وخرج له أبو داود،
[ (1) ](مغازي الوافدي) : 2/ 425- 426.
[ (2) ] الواقدي (مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع) : 3/ 1420.
[ (3) ](المستدرك) : 2/ 70، كتاب البيوع، حديث رقم (2358) وقال الحافظ الذهبي في (التلخيص) : على شرط البخاري ومسلم، وأخرجا منه آخره.
[ (4) ](تهذيب التهذيب) : 1/ 440، ترجمة رقم (929) .
[ (5) ](المرجع السابق) : 2/ 119، ترجمة قم (231) .