الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال: ألحم هذا يا جابر؟ قال أبي: عسى أن يكون رسول اللَّه اشتهى اللحم!! فقام إلى داجن له فذبحها وشواها، ثم أمرني بحملها إليه، فقال: حملتها إليه فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: جزى اللَّه الأنصار عنا خيرا، ولا سيما عبد اللَّه بن عمرو بن حرام، وسعد بن عبادة.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد.
ومن حديث علي بن عاصم حدثنا عبيد اللَّه بن أبي بكر بن أنس قال:
سمعت أنسا يقول: أنفجت أرنبا بالبقيع فاشتدّ في أثرها فكنت فيمن اشتدّ فسبقته إليها، فأخذتها، فأتيت بها أبا طلحة، فأمر بها فذبحت ثم شويت، فأخذ عجزها، فأرسل به معي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما هذا؟ قلت عجز أرنب بعث بها أبو طلحة إليك فقبله مني.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد [ (1) ] .
وأما أكله عليه السلام القلقاس
فقال الدولابي: أهدى أهل أيلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم القلقاس، فأكله وأعجبه وقال: ما هذا؟ فقالوا: شحمة الأرض، فقال: إن شحمة الأرض لطيبة [ (1) ] .
وأما أكله صلى الله عليه وسلم القديد
فخرج البخاري من حديث مالك، عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة أنه سمع أنسا يقول: إن خياطا دعا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لطعام صنعه له، قال أنس: فذهبت مع رسول اللَّه إلى ذلك الطعام، فقرب إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خبزا من شعير ومرقا فيه دباء وقديد.. الحديث. ترجم عليه باب من ناول أو قدّم إلى صاحبه على المائدة شيئا [ (2) ] وذكره في باب من تتبع حوالي القصعة مع
[ (1) ](المستدرك) : 4/ 125، كتاب الأطعمة، حديث رقم (71000)، وقال الحافظ الذهبي في (التلخيص) :
صحيح.
[ (2) ](فتح الباري) : 9/ 703، كتاب الأطعمة، باب (38) من ناول أو قدم إلى صاحبه على المائدة شيئا، حديث رقم (54390) .
صاحبه [ (1) ] إذا لم يعرف منه كراهة، وذكره في البيوع في باب الخياط [ (2) ] وفي الأطعمة، في باب المرق [ (3) ] .
وخرجه مسلم [ (4) ] وأبو داود [ (5) ] بنحوه أو قريبا منه.
ولابن حبان من حديث الحسين بن واقد، قال: أخبرنا أبو الزبير، عن جابر قال: أكلنا القديد مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم [ (6) ] .
وقد أورد مالك رحمه الله هذا الحديث كما تقدم أولا، وليس فيه إلا:
فقرب له خبزا من شعير ومرقا فيه دباء [ (7) ] .. الحديث.
قال ابن عبد البر: هكذا هذا الحديث في (الموطأ) عنه، جميع رواته القعنبي، وابن بكير، في حديث مالك هذا عن إسحاق، عن أنس ذكر القديد فقالا: بطعام فيه دباء وقديد، وتابعهم على ذلك قوم منهم أبو نعيم.
[ (1) ](المرجع السابق) : حديث رقم. (5379) .
[ (2) ](المرجع السابق) : حديث رقم (2092) .
[ (3) ](المرجع السابق) : حديث رقم (5436) .
[ (4) ](مسلم بشرح النووي) : 13/ 335- كتاب الأشربة، باب (21) جواز أكل المرق، واستحباب اليقطين، وإيثار أهل المائدة بعضهم بعضا وإن كانوا ضيفانا، وإذا لم يكره ذلك صاحب الطعام، حديث رقم (144) .
[ (5) ](سنن أبي داود) : 4/ 146- 147، كتاب الأطعمة، باب في أكل الدباء، حديث رقم. (3782) .
وحديث رقم. (3773)، وفيه: كان للنّبيّ صلى الله عليه وسلم قصعة يقال لها الغراء يحملها أربعة رجال، فلما أضحوا وسجدوا الضحى أتي بتلك القصعة- يعني وقد ثرد فيها- فالتفوا عليها.. الحديث. وأخرجه ابن ماجة في الأطعمة باب الأكل متكئا، حديث رقم. (3263) .
[ (6) ](الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان) : 13/ 253- 254، كتاب الأضحية، باب إباحة اتخاذ المرء القديد من لحم أضحيته لسفره، حديث رقم (5930) .
[ (7) ](الموطأ) : 372، كتاب النكاح، ما جاء في الوليمة.
وفيه أن الموكل لأهله وخدمه بأكل ما يشتهيه حيث رآه في ذلك الإناء إذا علم أن مؤاكله لا يكره ذلك، وإلا فلا يتجاوز ما يليه، وقد علم أحدا لا يكره منه شيئا، بل كانوا يتبركون بريقه وغيره مما مسه، بل كانوا يتبادرون إلى نخامته فيتدلكون بها. (شرح الزرقانى على الموطأ) : 3/ 211، كتاب النكاح، باب (381) ما جاء في الوليمة، حديث رقم (1188) .