الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صلى اللَّه عليه وسلم يتتبع الدباء من حول القصعة، فلم أزل أحب الدباء بعد ذلك اليوم.
قال ابن عبد البر: هكذا هذا الحديث في (الموطأ) عند جميع رواته فيما علمت بهذا الإسناد، وزاد بعضهم في ذكر القديد.
قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد، عن حكيم بن جابر، عن أبيه قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في بيته وعنده هذه الدباء فقلت: أي شيء هذا؟ قال: هذا القرع، هو الدباء تكثر به طعامنا [ (1) ] .
وخرجه النسائيّ [ (2) ] ولفظه: فرأيت عنده دباء يقطع فقلت: ما هذا؟ قال: نكثر به طعامنا.
وللترمذي [ (3) ] من حديث الليث عن معاوية بن أبي صالح، عن أبي طالوت، قال: دخلت على أنس بن مالك وهو يأكل القرع وهو يقول: يا لك [من] شجرة ما أحبك إلا لحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إياك. قال: وفي الباب عند حكيم بن جابر، عن أبيه. قال أبو عيسى: هذا حديث غريب من هذا الوجه.
قال ابن عبد البر: من صريح الإيمان حبّ ما كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يحبه، واتباع ما كان يفعله، ألا ترى إلى قول أنس: فلم أزل أحب الدباء بعد ذلك اليوم؟،
وأما أكله صلى الله عليه وسلم السمن والأقط
فخرج البخاري [ (4) ] من حديث شعبة قال: حدثنا جعفر بن إياس قال:
سمعت سعيد بن جبير، عن ابن عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- قال:
[ (1) ](سنن ابن ماجة) : 2/ 1098، كتاب الأطعمة، باب (26) الدباء، حديث رقم (3304)، قال في مجمع الزوائد) : هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات.
[ (2) ] راجع التعليق السابق، وأخرجه الإمام أحمد في (المسند) : 5/ 469، حديث رقم (18621)، وفيه:«وعنده الدباء» ، وحديث رقم (18622) وفيه: «فرأيت عنده قرعا كلاهما من حديث جابر الأحمسيّ- رضي اللَّه تبارك تعالى عنه.
[ (3) ](سنن الترمذيّ) : 4/ 250، كتاب الأطعمة، باب (42) ما جاء في أكل الدباء، حديث رقم (1849) .
[ (4) ](فتح الباري) : 5/ 254، كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها، باب (7) قبول الهدية، حديث رقم (2575) .
أهدت أم حفيد- خالة ابن عباس- إلى النبي صلى الله عليه وسلم أقطا وسمنا وأضبّا، فأكل النبي صلى الله عليه وسلم من الأقط والسمن وترك الأضبّ تقذرا قال ابن عباس: فأكل على مائدة رسول صلى الله عليه وسلم ولو كان حراما ما أكل على مائدة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
وخرجه أبو داود [ (1) ] بهذا الإسناد وقال: إن خالته أهدت إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. ذكره البخاري في كتاب الهبة [ (2) ] . وخرجه مسلم [ (3) ] من حديث شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير- قال: سمعت ابن عباس يقول: أهدت خالتي أم حفيد [ (4) ] إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الحديث بنوه. وذكره البخاري أيضا في كتاب الأطعمة [ (5) ] ، وفي كتاب الاعتصام [ (6) ] ، ومن حديث أبي عوانه، عن أبي بشر.
[ (1) ](سنن أبي داود) : 4/ 153، كتاب الأطعمة، باب (28) في أكل الضبّ، حديث رقم (3793) . وقد اختلف الناس في أكل الضب، فرخص فيه جماعة من أهل العلم. روى ذلك عن عمر بن الخطاب- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- وإليه ذهب مالك بن أنس، والأوزاعيّ والشافعيّ، وكرهه قوم. روى ذلك عن على- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- وبه قال أبو حنيفة وأصحابه. وقد روي في النهي عن أكل الضب حديث ليس إسناده بذلك، ذكره أبو داود في هذا الباب. (معالم السنن) .
[ (2) ] سبق تخريجه.
[ (3) ](مسلم بشرح النووي) : 13/ 157، كتاب الصيد والذبائح، باب (7) إباحة الضب، حديث رقم (1947) .
وفيه تصريح بما اتفق عليه العلماء، وهو إقرار النبي صلى الله عليه وسلم الشيء وسكوته عليه إذا فعل بحضرته، يكون دليلا لإباحته، ويكون بمعنى قوله: أذنت فيه وأبحته، فإنه صلى الله عليه وسلم لا يسكت على باطل، ولا يقر منكرا. واللَّه تعالى أعلم. (شرح النووي) .
[ (4) ] اسمها هزيلة، ذكرها ابن عبد البر وغيره في الصحابة.
[ (5) ] باب (8) الخبز المرقق، والأكل على الخوان والسفرة، حديث رقم (5389) وباب (16) الأقط، حديث رقم (5402) .
[ (6) ] باب (24) الأحكام التي تعرف بالدلائل، وكيف معنى الدلالة وتفسيرها، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أمر الخيل وغيرها، ثم سئل عن الحمر فدلهم على قوله تعالى: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ،
وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الضب فقال: لا آكله ولا أحرمه، وأكل على مائدة النبي صلى الله عليه وسلم الضبّ،
فاستدل به ابن عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- بأنه ليس بحرام، حديث رقم (7358) .