الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما اعتراف اليهودي بصفته صلى الله عليه وسلم في التوراة
فخرّج البيهقيّ [ (1) ] من حديث مؤمل بن إسماعيل قال: حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا ثابت، عن أنس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- أن غلاما يهوديا كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فوجد أباه عند رأسه يقرأ التوراة، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: يا يهودي أنشدك باللَّه الّذي أنزل التوراة على موسى، هل تجد في التوراة نعتي وصفتي ومخرجي؟ قال: لا، قال الفتى:
يا رسول اللَّه إنا نجد لك في التوراة نعتك، وصفتك، ومخرجك، وإني أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأنك رسول اللَّه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أقيموا هذا من عند رأسه ولوا أخاكم.
ومن طريق أبي بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عثمان، حدثنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبيد، عن أبيه قال: إن اللَّه- عز وجل بعث نبيه لإدخال رجال الجنة، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم كنيسة فإذا هو بيهود وإذا بيهودي يقرأ التوراة، فلما أتى على صفته أمسك، وفي ناحيتها رجل مريض، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما لكم أمسكتم؟ فقال المريض: إنهم أتوا على صفة نبيّ فأمسكوا، ثم جاء المريض يحبو حتى أخذ التوراة، وقال: ارفع يدك فقرأ حتى أتى على صفته فقال: هذه صفتك وصفة أمتك، أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأنك رسول اللَّه، ثم مات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لوا أخاكم [ (2) ] .
ومن طريق صالح بن عمر، قال: حدثنا عاصم يعني ابن كليب، عن أبيه، عن الفلتان بن عاصم، قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ شخص بصره إلى رجل فدعاه، فأقبل رجل من اليهود مجتمع عليه قميص وسراويل ونعلان، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أشهد أني رسول اللَّه؟ قال: فجعل لا يقول شيئا إلا قال: يا رسول اللَّه، فيقول: أتشهد أني رسول اللَّه؟ فيأبى، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أتقرأ التوراة؟ قال: نعم، والإنجيل؟ قال: نعم، والفرقان
[ (1) ](دلائل البيهقيّ) : 6/ 272- 273، باب ما جاء في اليهودي الّذي اعترف بصفة النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة وأسلم عنده موته، واليهوديّ الّذي اعترف بصفته حين ناشده.
[ (2) ](المرجع السابق) : 272- 273.