الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر ما نزل به صلى الله عليه وسلم من شدة الوجع
خرج البخاري في كتاب المرض [ (1) ] من حديث سفيان وشعبة، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- قالت: ما رأيت أحدا اشتدّ عليه الوجع من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
وخرجه مسلم في كتاب البرّ والصلة [ (2) ] من حديث جرير، عن الأعمش، عن أبي وائل عن مسروق، عن عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- قالت:
ما رأيت رجلا أشد عليه الوجع من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وفي رواية مكان الوجع وجعا.
وخرجه النسائي [ (3) ] من حديث سفيان عن سليمان عن شقيق عن مسروق عن عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- قالت: ما رأيت الوجع علي أحد أشد منه على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وخرجه قاسم بن أصبغ وابن أيمن بمثله.
وخرج البخاري [ (4) ] ومسلم [ (5) ] من حديث الأعمش، عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد، عن عبد اللَّه بن مسعود- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- قال: دخلت علي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو يوعك، فمسسته بيدي فقلت: يا رسول اللَّه: إنك توعك وعكا شديدا فقال صلى الله عليه وسلم: أجل، إني أوعك كما يوعك رجلان منكم، قلت: ذلك بأن لك أجرين، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أجل ذلك كذلك، ثم قال: ما من مسلم يصيبه أذى شوكة فما فوقها إلا كفر اللَّه- تعالى- بها سيئاته، كما تحط الشجرة ورقها [ (6) ] .
[ (1) ](فتح الباري) : 10/ 136، باب (2) شدة المرض حديث رقم (5646) .
[ (2) ](مسلم بشرح النووي) : 16/ 362- 363، باب (14) ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو نحو ذلك، حتى الشوكة يشاكها، حديث رقم (44) .
[ (3) ] لعله في (الكبرى) .
[ (4) ](فتح الباري) : 10/ 137، كتاب المرض، باب (2) شدة المرض حديث رقم (5647) وباب (2) أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، حديث رقم (5648) .
[ (5) ](مسلم بشرح النووي) : 16/ 363، حديث رقم (45) .
[ (6) ](طبقات ابن سعد) : 2/ 208، ذكر شدة المرض على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
وروي ابن سعد من طريق موسي بن عبيدة الزبيدي عن زيد بن أسلم، عن أبي سعيد الخدريّ- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- قال: جئنا النبي صلى الله عليه وسلم فإذا عليه صالب من الحمي ما يكاد يقربه أحدنا عليه من شدة الوجع، فجعلنا نسبح، فقال: ليس أحد أشد بلا من الأنبياء، كما يشدد علينا، كذلك يضاعف لنا الأجر.
وروي أحمد بن المقدام، حدثنا خالد بن الحارث عن شعبة. قال:
أخبرني حصين قال: سمعت أبا عبيد يحدث عن عمته فاطمة أنها قالت: أتينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في مرضه نعوده، فإذا سقاء عليه من شدة ما يجد من الحمي فقلنا: يا رسول اللَّه لو دعوت اللَّه يكشف عنك، فقال صلى الله عليه وسلم: إن أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، وقالت عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها-: جعل يشتكي ويتقلب على رأسه، فقلت: لو فعل هذا بعضنا وجد عليه قال إن المؤمنين يشدد عليهم.
وقالت عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها-: رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو يموت وعنده قدح فيه ماء ويدخل يده في القدح ثم يمسح به وجهه بالماء ثم قال: اللَّهمّ أعني على سكرات الموت [ (1) ]
وعن عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- قالت: أغبط أحدا بهوان موت بعد الّذي رأيت من شدة موت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم [ (2) ] .
[ (1) ](مسند أحمد) : 7/ 65، حديث رقم (23835) ، (23895) ، (23960)، (24650) من حديث السيدة عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- وأخرجه أيضا في (سنن الترمذي) : 3/ 308، كتاب الجنائز، باب (8) ما جاء في التشديد عند الموت، حديث رقم (978) .
[ (2) ](سنن الترمذي) : 3/ 309 كتاب الجنائز، باب (8) ما جاء في التشديد عند الموت حديث رقم (979) .