الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما أكله صلى الله عليه وسلم اللحم
فقد اتفقا على حديث الزهريّ عن جعفر بن أمية عن أبيه، أنه رأى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يحتز من كتف شاة في يده فدعي إلى الصلاة فألقاها والسكين التي يحتز بها، ثم قام فصلى ولم يتوضأ [ (1) ] .
وفي لفظ: أنه رأى رسول اللَّه يحتز من كتف شاة يأكل منها، ثم صلى ولم يتوضأ [ (2) ] .
وفي آخر: رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يأكل ذراعا يحتز منها فدعى إلى الصلاة، فقام، فطرح السكين ولم يتوضأ [ (3) ] .
ولمسلم من حديث بكير بن الأشج عن كريب عن ميمونة- رضى اللَّه تعالى عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل عندها كتفا ثم صلى ولم يتوضأ [ (4) ] .
ومن حديث سعيد بن أبي هلال عن عبد اللَّه [بن عبيد اللَّه] بن أبي رافع عن أبي غطفان عن أبي رافع، قال: أشهد لكنت أشوى لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بطن الشاة ثم صلى ولم يتوضأ [ (5) ] .
ولأبي داود من حديث مسعر، عن أبي صخرة جامع بن شداد، عن المغيرة بن عبد اللَّه عن المغيرة بن شعبة قال: ضفت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فأمر بحنب فشوي، وأخذ الشفرة فجعل يحزّ بها منها، قال فجاء بلال فآذنه
[ (1) ](فتح الباري) : 9/ 683، كتاب الأطعمة، باب (20) قطع اللحم بالسكين، حديث رقم (5408) .
[ (2) ](فتح الباري) : 6/ 126، كتاب الجهاد، باب (92) ما يذكر في السكين، حديث رقم (2923) .
[ (3) ] زيادة عقب الحديث السابق من حديث أبي اليمان، أخبرنا شعيب عن الزهريّ وزاد:«فألقي السكين» .
[ (4) ](مسلم بشرح النووي) : 3/ 285، كتاب الحيض، باب (24) نسخ الوضوء مما مسته النار، حديث رقم (356) .
[ (5) ](المرجع السابق) : حديث رقم (357) .
بالصلاة، قال: فألقى الشفرة وقال: ما له؟ تربت يداه وقام يصلي [ (1) ] .
ولأبي داود من حديث ابن عليه عن عبد الرحمن بن إسحاق عن عبد الرحمن بن معاوية عن عثمان بن أبي سليمان عن صفوان بن أمية، قال: كنت آل مع النبي صلى الله عليه وسلم فآخذ اللحم من العظم فقال ادن العظم من فيك، فإنه أهنأ وأمرأ [ (2) ] وخرجه الحاكم وقال حديث صحيح [ (3) ] .
ومن حديث زهير عن أبي إسحاق عنه سعيد بن عياض عن عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه قال: كان أحب العراق إلى رسول اللَّه عراق الشاة [ (4) ] .
وبهذا الإسناد قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم تعجبه الذراع [ (5) ] .
[ (1) ] وأخرجه الترمذي في (الشمائل) : 139، حديث رقم (167)، وفيه:«ضفت مع رسول اللَّه» أي نزلت عليه ضيفا.
وأخرجه أيضا الإمام أحمد في (المسند) ، والطبراني في (الكبير) ، والبغوي في (شرح السنة) ، كلهم من طريق مسعر عن أبي صخرة به.
[ (2) ](سنن أبي داود) : 4/ 145، كتاب الأطعمة، باب (21) في أكل اللحم، حديث رقم (3779) . قال أبو داود: عثمان لم يسمع من صفوان، وهو مرسل.
[ (3) ]
(المستدرك) : 4/ 126، كتاب الأطعمة، حديث رقم (7103)، وفيه:«قرب اللحم من فيك فإنه أهنأ وأمرأ» قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال الحافظ الذهبيّ في (التلخيص) :
صحيح.
و [ (4) ](سنن أبي داود) : 4/ 146، كتاب الأطعمة، باب (21) في أكل اللحم، حديث رقم (37800) .
والعراق: بضم العين وسكون الراء جمع عرق، العظم إذا أخذ عنه معظم اللحم، وهو جمع نادر. وهذا الحديث نسبه المنذري للنسائي أيضا.
[ (5) ](المرجع السابق) : حديث رقم (3781) .
وللدارميّ من حديث سفيان قال: حدثنا مسعد قال: سمعت رجلا من بني فهم قال: سمعت عبد اللَّه بن جعفر- رضي اللَّه تبارك وتعالي عنه- يقول: كنا عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأتي بلحم فجعل القوم يلقمونه اللحم، فقال صلى الله عليه وسلم أطيب اللحم لحم الظهر [ (1) ] .
ومن حديث خالد بن عبد اللَّه، عن أبى حيان [التيمي عن أبي زرعة، عن أبي هريرة- رضي اللَّه تبارك وتعالى قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بلحم فرفعت إليه الذراع وكانت تعجبه [ (2) ] .
وللترمذيّ من حديث زبان بن يزيد، عن قتادة، عن شهر بن حوشب، عن أبي عبيد، قال طبخت للنّبيّ صلى الله عليه وسلم قدرا وكان يعجبه الذراع فناولته الزراع، ثم قال: ناولني الذراع فناولته، ثم قال: ناولني الذراع فقلت: يا رسول اللَّه! وكم للشاة من ذراع؟ فقال: والّذي نفسي بيده لو سكتّ لنا ولتني الذراع ما دعوت [ (3) ] .
ولابن حبان من حديث طالوت بن عباد قال: حدثنا سعيد بن راشد حدثنا محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لم يكن يعجبه في الشاة إلا الكتف.
وخرج الحاكم من حديث العباس عبدان قال: أخبرنا الفضل بن موسى. حدثنا عبد اللَّه ابن كيسان حدثنا عكرمة عن ابن عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالي عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما- أتوا بيت أبي أيوب فلما أكلوا وشبعوا
[ (1) ] لم أجده (سنن الدارميّ)، لكنه في (المستدرك) : 4/ 124، كتاب الأطعمة، حديث رقم (7097)، وصرح فيه باسم الفهميّ وقال: أري اسمه محمد بن عبد الرحمن، ثم قال: وقد رواه رقبة بن مصقلة عن ذا الفهميّ ولم ينسبه، وقال الحافظ الذهبي في (التلخيص) : صحيح، ورواه عن هذا الفهميّ رقبة بن مصقلة.
وحديث رقم (7098) وقال: قد صح الخبر بالإسنادين ولم يخرجاه، ووافقه الحافظ الذهبي في (التلخيص) .
وأخرجه أيضا الترمذي في (الشمائل) : 143، حديث رقم (172) .
[ (2) ](المرجع السابق) : 140، حديث رقم (168)، وفيه:«وكانت تعجبه فنهس منها» ، أي أخذ منها بفمه صلى الله عليه وسلم.
[ (3) ](المرجع السابق) : 141، حديث رقم (170) ، تفرد به الترمذيّ وهو صحيح لغيره.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: خبز ولحم وتمر وبسر ورطب! إذا أصبتم مثل هذا فضربتم بأيديكم فكلوا بسم اللَّه وبركة اللَّه.
قال: هذا حديث صحيح الإسناد [ (1) ] .
ومن حديث مسدد حدثنا يحيى بن سليم المكيّ، حدثنا إسماعيل بن كثير، عن عاصم بن لقيط بن صبرة، عن أبيه قال: كنت وافد بني المنتفق إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقدمنا على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فلم نصادفه في منزله، وصادفنا عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- فأمرت لنا بحريرة فصنعت لنا، وأتينا بقناع- والقناع الطبق فيه تمر- ثم جاء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: هل أصبتم شيئا؟ أو آمر لكم بشيء؟ فقلنا: نعم يا رسول اللَّه.
قال: فبينما نحن مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جلوس قال: فدفع الراعي غنمه إلى المراح ومعه سخلة ينفر، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ما ولدت يا فلان؟ قال: بهمة، قال: فاذبح لنا مكانها شاة، ثم أقبل علينا، فقال: لا تحسبن أنا من أجلك ذبحناها، لنا غنم مائة ولا نريد أن تزيد فإذا ولدت بهمة ذبحنا مكانها شاة! يا رسول اللَّه! إن لي امرأة فذكر من طول لسانها وبذائها، فقال: طلقها، فقلت إن لي منها ولدا، قال: فمرها، يقول: عظها فإن يك فيها خير فستفعل، ولا تضرب ظعينتك كضربك أمتك.
قال: قلت: يا رسول اللَّه أخبرني عن الوضوء، قال: أسبغ الوضوء، وخلل الأصابع، وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد [ (2) ] .
ومن حديث عفان بن مسلم حدثنا أبو عوانة، عن أسود بن قيس، عن نبيح العنزي، عن جابر بن عبد اللَّه- رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه-، قال: لما قتل أبي
…
فذكر الحديث بطوله، وقال فيه: قلت لامرأتى: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يجيئنا اليوم نصف النهار، فلا تؤذي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ولا تكلميه. قال: فدخل وفرشت له فراشا ووسادة، فوضع رأسه ونام، فقلت لمولى لي: اذبح هذه العناق
[ (1) ](المستدرك) : 4/ 120، كتاب الأطعمة، حديث رقم (7084) وقال الحافظ الذهبي في (التلخيص) :
صحيح.
[ (2) ](المستدرك) : 4/ 123، كتاب الأطعمة، حديث رقم (7094)، وقال الحافظ الذهبي في (التلخيص) :
صحيح.
- وهي داجن سمينة- والوحا والعجل، افرغ قبل أن يستيقظ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأنا معك، فلم نزل فيها حتى فرغنا [منها] وهو نائم: فقلت له: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ يدعو بالطهور، وإني أخاف إذا فزع أن يقوم فلا يفرغن من وضوئه حتى نضع العناق بين يديه، فلما قام قال: يا جابر ائتني بطهور، فلم يفرغ من طهوره [ (1) ] حتى وضعت العناق بين يديه، فنظر إليّ فقال: كأنك قد علمت حبنا اللحم [ (2) ] ! أدع لي أبا بكر، ثم دعا حواريه الذين معه فدخلوا فضرب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بيده وقال: بسم اللَّه كلوا، فأكلوا حتى شبعوا وفضل منها لحم كثير، وذكر باقي الحديث. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد [ (3) ] .
وخرجه ابن حبان في (صحيحه) من حديث يحيى بن مسلم به [ (4) ] .
وخرج الحاكم [ (5) ] من حديث حبيب بن الشهيد، عن عمرو بن دينار، عن جابر قال: أمرني أبي بخزيرة فصنعت، ثم أمرني فحملتها إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فإذا هو في منزله فقال: ما هذا يا جابر؟ ألحم هذا؟ قلت: لا يا رسول اللَّه ولكنها خزيرة أمرنى بها أبي فصنعت، ثم أمرني فحملتها إليك، ثم رجعت إلي أبي فقال: هل رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ قلت: نعم، قال: فما قال لك؟ قلت:
[ (1) ](في الأصل) : «وضوئه» .
[ (2) ] كذا في (الأصل)، وفي (المستدرك) :«كأنك علمت حبنا للحم» .
[ (3) ](المستدرك) : 4/ 123- 124، كتاب الأطعمة، حديث رقم (7096)، وقال الحافظ الذهبي في (التلخيص) :
صحيح.
[ (4) ](الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان) : 15/ 487- 488، كتاب إخباره صلى الله عليه وسلم عن مناقب الصحابة، رجالهم ونسائهم، ذكر عبد اللَّه بن عمرو بن حرام أبو جابر رضوان اللَّه عليه، حديث رقم (7020)، وقال في (هامشه) : إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، وهو ثقة، روى له النسائي. عمرو بن دينار هو المكيّ.
[ (5) ](المستدرك) : 4/ 124- 125، كتاب الأطعمة، حديث رقم (7099)، وقال الحافظ الذهبي في (التلخيص) : صحيح. والخزيرة: لحم يقطع صغارا، ويصب عليه ماء كثير، فإذا نضج ذرّ عليه الدقيق.
والداجن: الشاة التي يعلفها الناس في منازلهم.