المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر ما نزل من المصيبة بالصحابة- رضي الله تبارك وتعالى عنهم- لوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما حل بالمسلمين عامة من عظم الرزيه بفقده صلى الله عليه وسلم - إمتاع الأسماع - جـ ١٤

[المقريزي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الرابع عشر]

- ‌وأما إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم أبا سفيان بن حرب بما حدث به نفسه يوم الفتح من عوده إلى المحاربة وبما قاله لهند

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بمجيء عكرمة بن أبي جهل مؤمنا قبل قدومه فكان كذلك

- ‌وأما تيقن صفوان بن أمية نبوة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما إنجاز اللَّه تعالى وعده لرسوله صلى الله عليه وسلم بدخول الناس في دين اللَّه أفواجا بعد فتح مكة

- ‌وأما تصديق اللَّه تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بأن العزى قد يئست أن تعبد بأرض العرب فلم تعبد بعد مقدمه صلى الله عليه وسلم بحمد اللَّه تبارك وتعالى

- ‌وأما كفاية اللَّه تعالى أمر الّذي أراد قتله قريب أوطاس

- ‌وأما كفاية اللَّه تعالى له كيد شيبة بن عثمان بن أبي طلحة يوم حنين وهدايته إلى الإسلام بدعائه وإخباره صلى الله عليه وسلم شيبة بما هم به

- ‌وأما إعلام اللَّه- تعالى- رسوله صلى الله عليه وسلم بما قاله عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر لأهل الحصن بالطائف

- ‌وأما تسبيح سارية مصلّى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالطائف

- ‌وأما إجابة دعائه صلى الله عليه وسلم على رجل يقوم على حصن الطائف

- ‌وأما إجابة دعائه صلى الله عليه وسلم في هداية ثقيف ومجيئهم إليه

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم عن ذي الخويصرة بأنه وأصحابه يمرقون من الدين فكان كما أخبر

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم عروة بن مسعود الثقفيّ بأن قومه يقتلونه فكان كذلك

- ‌وأما إجابة اللَّه تعالى دعاء رسوله صلى الله عليه وسلم على حارثة بن عمرو

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم عمار بن ياسر- رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه- بما قال المنافقون في مسيرهم إلى تبوك

- ‌وأما إخباره لأبى ذر [الغفاريّ] بأنهم يخرجون من المدينة فكان كما أخبر صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم عن أبي ذر رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه بأنه يموت وحده فكان كما قال

- ‌وأما خرصه صلى الله عليه وسلم حديقة المرأة وإخباره بهبوب ريح شديدة فكان كما قال

- ‌وأما صلاته صلى الله عليه وسلم وهو بتبوك على معاوية بن معاوية وقد مات بالمدينة

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد حين بعثه إلى أكيدر بدومة الجندل بأنه يجده يصيد البقر فوجده كما قال

- ‌وأما أكل طائفة من سبع ثمرات غير مرة حتى شبعوا- وهم بتبوك مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وإذا هي لم تنقص

- ‌وأما دعاؤه صلى الله عليه وسلم لذي البجادين أن يحرم اللَّه تعالى دمه على الكفار فمات حتف أنفه مع عزمه على القتل في سبيل اللَّه

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم [بطلوع] وفد عبد القيس [قبل قدومهم]

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم عديّ بن حاتم بأمور فرآها عديّ بعد ذلك كما أخبر

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بقدوم أهل اليمن

- ‌وأما إجابة اللَّه تعالى دعاء رسوله صلى الله عليه وسلم في قدوم معاوية بن حيدة بن معاوية بن حيدة ابن قشير بن كعب القشيري [ (1) ]

- ‌وأما شهادة الأساقفة للمصطفى صلى الله عليه وسلم بأنه النبي الّذي كانوا ينتظرونه وامتناع من أراد ملاعنته من ذلك

- ‌وأما تيقن عبد اللَّه بن سلام رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه صدق رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في رسالته

- ‌وأما معرفة الحبر من أحبار اليهود بإصابة الرسول صلى الله عليه وسلم في جوابه عما سأله وصدقه في نبوته

- ‌وأما معرفة عصابة من اليهود إصابة مقالته صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما معرفة اليهوديّين صدقه صلى الله عليه وسلم في نبوته

- ‌وأما اعتراف اليهود بنبوته صلى الله عليه وسلم إذ جاءوه يسألوه عن حد الزاني وشهادة ابن صوريا على يهود

- ‌وأما اعتراف اليهودي بصفته صلى الله عليه وسلم في التوراة

- ‌وأما دعاؤه صلى الله عليه وسلم اليهود إلى تمني الموت وإخبارهم أنهم لا يتمنوه أبدا فصدق قوله، ولن يتمنوا الموت

- ‌وأما اعتراف نفر من اليهود بموافقة سورة يوسف- عليه السلام ما في التوراة

- ‌وأما تصديق يهودي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في إخباره بأسماء النجوم [التي سجدت] ليوسف عليه السلام في منامه

- ‌وأما هلاك من خالف أمر الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بهلاك المشرك الّذي سال عن كيفية اللَّه- تعالى

- ‌وأما هلاك من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم وإخباره بأن رسله إليه لا تدركه فكان كذلك

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم رجلا بما يحدث به نفسه وما يؤول إليه أمره

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم امرأة صامت بما كان منها في صومها

- ‌وأما استغناء أبي سعيد الخدريّ رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه ببركة اقتدائه في التعفف بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم وابصة الأسدي بما جاء يسأله عنه قبل أن يسأله

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم رجلين عن ما أتيا يسألانه عنه قبل أن يسألاه

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم رجالا من أهل الكتاب عن ذي القرنين قبل أن يسألوه

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بما دفن مع أبي رغال

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم عن أمر السفينة

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بإسلام أبي الدرداء عند ما أقبل

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بحال من نحر نفسه

- ‌وأما إشارته صلى الله عليه وسلم إلى ما صار إليه أمر ماعز بن مالك الأسلمي

- ‌وأما إخباره [صلى الله عليه وسلم] رجلا قال في نفسه شعرا بما قال في نفسه

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم لأبي شهم بما كان منه

- ‌وأما إطلاعه صلى الله عليه وسلم على شاة دعي لأكلها وهو يأكلها أنها أخذت بغير حق

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بوقعة ذي قار في يوم الوقعة وأن نصرة العرب على فارس كانت به [ (1) ]

- ‌وأما إخباره بمعاونة القبط المسلمين فكان كما أخبر

- ‌وأما ظهور صدقه صلى الله عليه وسلم في قتل نفر من المسلمين ظلما بعذراء [ (1) ] من أرض الشام [فكان كما أخبر صلى الله عليه وسلم] [ (2) ]

- ‌وأما ظهور صدقه فيمن قتل عمرو بن الحمق بن الكاهن ابن حبيب بن عمرو بن القين بن رزاح بن عمرو ابن سعد بن كعب بن عمرو الخزاعي الكعبي [ (1) ]

- ‌وأما ظهور صدقه صلى الله عليه وسلم في إشارته إلى كيف يموت سمرة بن جندب [ (1) ] رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه

- ‌وأما ظهور صدقه صلى الله عليه وسلم في موت عبد اللَّه بن سلام [ (1) ] على الإسلام من غير أن ينال الشهادة [فكان كما أخبر- توفى على الإسلام في أول أيام معاوية بن أبي سفيان سنة ثلاث وأربعين

- ‌وأما ظهور صدقه صلى الله عليه وسلم في إخباره لرافع بن خديج [ابن رافع بن عدي بن زيد بن عمرو بن زيد ابن جشم الأنصاري، النجاري، الخزرجي] بالشهادة

- ‌وأما إنذاره صلى الله عليه وسلم بهلاك أمته على يد أغيلمة من قريش فكان منذ ولّي يزيد بن معاوية

- ‌وأما ظهور صدقه صلى الله عليه وسلم في أن قيس بن خرشة القيسي لا يضره بشر

- ‌وأما إنذاره صلى الله عليه وسلم بقتل الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما

- ‌وأما إنذاره صلى الله عليه وسلم بقتل أهل الحرة وتحريق الكعبة المشرفة

- ‌وأما إنذاره صلى الله عليه وسلم بذهاب بصر عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه فكان كذلك، وعمى قبل موته

- ‌وأما إنذاره صلى الله عليه وسلم زيد بن أرقم بالعمى فكان كذلك

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم من يأتى بعده من الكذابين [وإشارته إلى من يكون] منهم من ثقيف فكان كما أخبر

- ‌أما ما أخبر به صلى الله عليه وسلم عن الحطم بن هند الكبريّ فكان كما أخبر

- ‌وأما ظهور صدقة صلى الله عليه وسلم في إخباره بغلبة الروم وفارس بعد ما غلبت منها

- ‌وأما إعلامه صلى الله عليه وسلم بالفتن [ (1) ] قبل كونها

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بإتمام اللَّه تعالى أمره وإظهار دينه

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بما يفتح اللَّه تعالى لأمّته من الفتوح بعده

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بقيام الخلفاء بعد بأمر أمته

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم عن مدة الخلافة بعده ثم يكون ملكا فكان كما أخبر

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم باختيار اللَّه تعالى والمؤمنين خلافة أبي بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- فكانت كما أخبر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما رؤيته صلى الله عليه وسلم في منامه مدتي خلافة أبي بكر وعمر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما- فكان كما رأى لأن رؤياه وحي

- ‌وأما إشارته [ (1) ] صلى الله عليه وسلم إلى ما وقع في الفتنة في آخر عهد عثمان ثم في أيام علي- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم لجماعة فيهم عمر وعثمان- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما- أن فيهم شهيدان فاستشهدا كما قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بأن عمر وعثمان وعليا وطلحة والزبير شهداء فكان كذلك وقتلوا شهداء رضوان اللَّه عليهم

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم ثابت بن قيس بأنه شهيد وما كان من ذلك

- ‌وأما إنذار رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بارتداد قوم ممن آمن عن إيمانهم فكان كما أنذر وارتدت العرب بعد وفاته صلى الله عليه وسلم

- ‌قال المؤلف عفي اللَّه تبارك وتعالى عنه

- ‌فأما قيام مذجح بأمر الأسود العنسيّ

- ‌وأما قيام حنيفة بأمر مسيلمة بن ثمامة بن كثير بن حبيب ابن الحارث بن عبد الحارث بن عدي بن حنيفة يكنى أبا ثمامة وقيل أبو هارون [ (2) ]

- ‌وأما قيام بني أسد بما كان من أمر طليحة

- ‌وأما ردة عيينة بن حصن الفزاري

- ‌وأما ردة قرة بن هبيرة بن مسلمة القشيري في غطفان

- ‌وأما ردة بني يربوع قوم مالك بن نويرة ابن حمزة بن شداد بن عبيد بن ثعلبة ابن يربوع بن حنظلة بن مالك ابن زيد مناة بن تميم

- ‌وأما سجاح بنت الحارث بن سويد ابن عقفان التميمية

- ‌وأما ردة الأشعث بن قيس بن معديكرب

- ‌وأما الحكم بن ضبيعة أخو بني قيس بن ثعلبة

- ‌وأما ردة جبلة بن أبي المنذر بن الأيهم بن الحارث

- ‌وأما إنذاره صلى الله عليه وسلم بسوء عاقبة الرجّال بن عنفوة فشهد لمسيلمة وقاتل معه حتى قتل

- ‌وأما أن لعنته صلى الله عليه وسلم أدركت الملوك الأربعة وأختهم

- ‌وخرجه أيضا من حديث زهران بن معاوية

- ‌وخرجه الحاكم [ (1) ] من حديث ابن وهب

- ‌وأما إجابة اللَّه تعالي دعاء رسوله صلى الله عليه وسلم في مجيء ثمامة بن أثال بن النعمان بن مسلمة بن عبيد ابن ثعلبة بن يربوع بن الدؤل بن حنيفة الحنفي [ (1) ]

- ‌وقال سيف عن طلحة بن الأعلم

- ‌وخرج البخاري من حديث الليث

- ‌وخرج البخاري [ (1) ] ومسلم [ (2) ] من حديث الليث قال:

- ‌وأما إنذاره صلى الله عليه وسلم بما كان بعده من محاربة أصحابه وقتل بعضهم بعضا

- ‌وأما إخباره عليه الصلاة والسلام فاطمة الزهراء- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- بأنها أول أهل بيته لحوقا به فكان كذلك

- ‌فصل في ذكر غنم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر حمى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر ديك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إن صح الحديث

- ‌فصل في ذكر مآكل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وشئونه فيها

- ‌وأما أكله صلى الله عليه وسلم على مائدة وسفرة

- ‌وأما قصعته صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما خبزه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما ائتدامه بالخلّ

- ‌وأما أكله القثاء

- ‌وأما أكله صلى الله عليه وسلم الدّباء

- ‌وأما أكله صلى الله عليه وسلم السمن والأقط

- ‌وأما أكله صلى الله عليه وسلم الحيس [ (1) ]

- ‌وأما حبّه صلى الله عليه وسلم الثريد

- ‌وأما أكله صلى الله عليه وسلم اللحم

- ‌وأما أكله عليه السلام القلقاس

- ‌وأما أكله صلى الله عليه وسلم القديد

- ‌وأما أكله صلى الله عليه وسلم المنّ [ (1) ]

- ‌وأما أكله صلى الله عليه وسلم الجبن

- ‌وأما أكله صلى الله عليه وسلم الشواء [ (1) ]

- ‌وأما أكله صلى الله عليه وسلم الدجاج

- ‌وأما أكله صلى الله عليه وسلم الحبارى [ (2) ]

- ‌وأما أكله صلى الله عليه وسلم الخبيص

- ‌وأما أكله صلى الله عليه وسلم الهريسة والطفشل

- ‌فصل في ذكر أنه كان لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم دار ينزل بها للوفود، ويقال لها اليوم: دار الضيافة

- ‌فصل في ذكر من كان يلي أمر الوفود على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وإجازته الوفد [ (1) ]

- ‌ذكر ما كان صلى الله عليه وسلم يجيز به الوفود

- ‌فصل في ذكر ضيف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر من استعمله رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على الحج

- ‌أول من ابتدع النسيء [ (1) ]

- ‌فصل في ذكر الذين عادوا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما الذين تنتهي إليهم عداوة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌ومن أعداء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما المنافقون وكانوا من الخزرج والأوس

- ‌والمنافقون من الخزرج

- ‌والمنافقون من الأوس

- ‌طرد المنافقين من المسجد [ (1) ]

- ‌وأما اليهود

- ‌فمن بني النضير

- ‌ومن بني قينقاع

- ‌ومن بني قريظة

- ‌ومن بني حارثة

- ‌ومن بني عبد الأشهل

- ‌ومن بني ثعلبة بن الفطيون

- ‌ومن بني قينقاع أيضا

- ‌ومن بني قريظة أيضا

- ‌فصل في ذكر من سب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أو آذاه أو تنقصه أو وقع فيه

- ‌فصل في الحجة في إيجاب قتل من سبه أو عابه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في حكم الذميّ إذا صرح بسب النبي صلى الله عليه وسلم أو عرّض أو استخفّ بقدره

- ‌فصل في ميراث من قتل في سب النبي صلى الله عليه وسلم وغسله والصلاة عليه

- ‌فصل في حكم من سب اللَّه تعالى وملائكته وأنبياءه وكتبه وآل النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه وصحبه

- ‌فصل في ذكر مرض رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ووفاته

- ‌ذكر نعي النبي صلى الله عليه وسلم وإنذاره بذلك قبل موته عليه السلام

- ‌وأما نعيه نفسه صلى الله عليه وسلم إلى ابنته فاطمة رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها بأنه عارضه جبريل عليه الصلاة والسلام القرآن مرتين

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بما خيره اللَّه تعالى بين الدنيا والآخرة

- ‌ذكر مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته عليه السلام

- ‌ذكر إرادة الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكتب كتابا لأصحابه وقد اشتد به الوجع

- ‌ذكر أمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حين اشتد به الوجع أبا بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- أن يصلي بالناس

- ‌ذكر آخر صلاة صلاها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من أولها إلى آخرها، وأول صلاة أمر أبا بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- أن يصليها بالناس، والصلاة التي حضرها حين وجد من نفسه خفة، وصلاة أبي بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- بهم فيما بينهما أياما

- ‌فصل فيما جاء في آخر صلاة صلاها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالناس، من أولها إلى آخرها، وأول صلاة أمر أبا بكر الصديق أن يصليها بالناس، والصلاة التي حضرها صلى الله عليه وسلم حين وجد من نفسه خفة، وصلاة أبي بكر رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه بهم فيما

- ‌ذكر تقرير النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- في آخر صلاة صلاها بالناس في حياته،وإشارته صلى الله عليه وسلم إليهم قائما بها خلفه وارتضائه صلى الله عليه وسلم صنعهم وذلك في صلاة الفجر يوم الاثنين، وهو اليوم الّذي توفّي

- ‌فصل في ذكر ما قيل في وصية رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر ما حفظ عنه صلى الله عليه وسلم في مرض موته من الأحكام والوصايا ونحو ذلك حتى توفاه اللَّه- تبارك وتعالى

- ‌ذكر ما نزل به صلى الله عليه وسلم من شدة الوجع

- ‌ذكر إخراجه صلى الله عليه وسلم في مرضه مالا كان عنده وعتقه أرقّاءه

- ‌ذكر تأميره صلى الله عليه وسلم في مرضه أسامة بن زيد- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه

- ‌ذكر وثوب الأسود العنسيّ قبيل وفاة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر وثوب مسيلمة في بني حنيفة ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حي

- ‌ذكر خروج طليحة في حياة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر مبلغ عمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما سنه صلى الله عليه وسلم حين توفي

- ‌ذكر ما نزل من المصيبة بالصحابة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهم- لوفاة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وما حل بالمسلمين عامة من عظم الرزيّه بفقده صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر ما سجّي به رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعد وفاته وثيابه التي قبض فيها

- ‌فصل في ذكر ما جاء في غسل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فيما جاء في كفن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر ما جاء في الصلاة على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر ما جاء في مواراة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في لحده حيث دفن، وما فرش تحته، ومن واراه

- ‌ذكر قول المغيرة بن شعبة: إنه آخر الناس عهدا برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر نبذة مما رثي به رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم [ (1) ]

- ‌ذكر ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر ما جاء في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وما ظهر من قبره، مما هو من أعلام نبوته [وفضيلة من زاره، وسلم عليه، وكيف يسلم ويدعو] [ (2) ]

- ‌فصل فيما يلزم من دخل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم من الأدب سوى ما قدمناه وفضله وفضل الصلاة فيه وفي مسجد مكة، وذكر قبره ومنبره، وفضل سكنى المدينة ومكة

- ‌حسن الخاتمة

الفصل: ‌ذكر ما نزل من المصيبة بالصحابة- رضي الله تبارك وتعالى عنهم- لوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما حل بالمسلمين عامة من عظم الرزيه بفقده صلى الله عليه وسلم

‌ذكر ما نزل من المصيبة بالصحابة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهم- لوفاة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وما حل بالمسلمين عامة من عظم الرزيّه بفقده صلى الله عليه وسلم

.

قال أبو محمد الدرامي: حدثنا أبو نعيم حدثنا فطر، عن عطاء قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصيبته بي فإنّها من أعظم المصائب [ (1) ] .

وخرج البخاري في المناقب من حديث سليمان بن بلال، عن هشام بن عروة قال: أخبرني عروة بن الزبير، عن عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- زوج النبي صلى الله عليه وسلم: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مات وأبو بكر بالسّنح- قال إسماعيل: يعني بالعالية- فقام عمر يقول: واللَّه ما مات رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

قالت: وقال عمر: واللَّه ما كان يقع في نفسي إلا ذاك، وليبعثنه اللَّه، فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم. فجاء أبو بكر فكشف عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقبّله فقال: بأبي أنت وأمّي، طبت حيا وميتا، والّذي نفسي بيده لا يذيقك اللَّه الموتتين أبدا. ثم خرج فقال: أيها الحالف، على رسلك. فلما تكلم أبو بكر جلس عمر [ (2) ] .

فحمد اللَّه [تعالى] أبو بكر وأثنى عليه وقال: ألا من كان يعبد محمدا صلى الله عليه وسلم فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد اللَّه فإن اللَّه حيّ لا يموت، وقال:

إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ [ (3) ] وقال: وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ [ (4) ] .

[ (1) ](سنن الدارميّ) : 1/ 40.

[ (2) ](فتح الباري) : 7/ 23، كتاب فضائل أصحاب النبي، باب (5) قول النبي صلى الله عليه وسلم (لو كنت متخذا خليلا) قاله أبو سعيد حديث رقم (3667) .

[ (3) ] الزمر: 30.

[ (4) ] آل عمران: 144.

ص: 556

قال: فنشج الناس يبكون. قال: واجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة، فقالوا: منا أمير ومنكم أمير، فذهب إليهم أبو بكر، وعمر بن الخطاب، وأبو عبيدة كما عرج بروح موسى، واللَّه لا يموت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حتى يقطع أيدي أقوام وألسنتهم، فلم يزل عمر يتكلم حتى أزيد شدقاه مما يوعد، ويقول.

فقام العباس فقال: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قد مات وإنه لبشر وإنه يأسن كما يأسن البشر، أي قوم: فادفنوا صاحبكم فإنه أكرم على اللَّه من أن يميته إماتتين أيميت أحدكم إماتة ويميته إماتتين. وهو أكرم على اللَّه من ذلك؟ أي قوم فادفنوا صاحبكم فإن يك كما تقولون فليس بعزيز على اللَّه أن يبحث عنه التراب. إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم واللَّه ما مات حتى ترك السبيل نهجا واضحا، فأحل الحلال وحرم الحرام، ونكح، وطلق، وحارب، وسالم، وكان يرعى الغنم، يتبع بها صاحبها رءوس الجبال، يخبط عليها العضاة بمخبطه، ويمدد حوضها بيده بأنصب، ولا أدأب من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، كان فيكم أي قوم، فادفنوا صاحبكم.

قال: وجعلت أم أيمن تبكي فقيل لها: يا أم أيمن تبكي على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ قالت: إني واللَّه ما أبكى على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلا أن أكون أعلم أنه قد ذهب إلى ما هو خير له من الدنيا، ولكني أبكي على خبر السماء انقطع، قال حماد: خنقت العبرة أيوب حين بلغ هاهنا [ (1) ] .

وقال أبو عبيدة بن الجراح، فذهب عمر يتكلم، فأسكته أبو بكر، وكان عمر يقول:

واللَّه ما أردت بذلك إلا أني قد هيأت كلاما قد أعجبنى، خشيت أن لا يبلغه أبو بكر- ثم تكلم أبو بكر فتكلم أبلغ الناس، فقال في كلامه: نحن الأمراء وأنتم الوزراء. فقال حباب بن المنذر: لا واللَّه لا نفعل، منا أمير ومنكم أمير. فقال أبو بكر: لا، ولكنا الأمراء وأنتم الوزراء. هم أوسط العرب دارا، وأعربهم أحسابا، فبايعوا عمر أو أبا عبيدة. فقال عمر: بل نبايعك أنت فأنت سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

فأخذ عمر بيده فبايعه وبايعه الناس. فقال قائل: قتلتم سعد بن عبادة، فقال عمر: قتله اللَّه [ (2) ] .

[ (1) ](سنن الدارميّ) : 1/ 39- 40.

[ (2) ](فتح الباري) : حديث رقم (3668) .

ص: 557

وروى أبو محمد الدارميّ عن سليمان، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة قال: توفي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين فحبس بقية يومه [ (1) ] وليلته والغد حتى دفن ليلة الأربعاء. قالوا: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لم يمت ولكن عرج بروحه كما عرج بروح موسى عليه السلام.

فقام عمر فقال: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لم يمت ولكن عرج بروحه.

وخرج الإمام أحمد من حديث عبد الرزاق عن معمر قال: قال الزهري:

وأخبرني أنس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- قال: قبض رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين، فقام عمر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- فقال: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم توفي ولكن ربه أرسل إليه كما أرسل إلى موسى عليه الصلاة والسلام فمكث عن قومه أربعين ليلة وإني لأرجو أن يعيش رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حتى يقطع أيدي رجال من المنافقين وبألسنتهم يزعمون أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قد مات [ (2) ] .

وقال عبد اللَّه بن أحمد: حدثنا الليث بن خالد البلنجي قال: كان اليوم الّذي دخل فيه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المدينة، أضاء منها كل شيء، ولما كان اليوم الّذي مات فيه صلى الله عليه وسلم أظلم منها كل شيء، وإنا لفي دفنه، ما رفعن أيدينا عن دفنه، حتى أنكرنا قلوبنا [ (3) ] .

وروى البيهقي من طريق جعفر بن سليمان الضبعي، عن ثابت، عن أنس بن مالك، قال: لما قبض رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أظلمت المدينة، حتى لم ينظر بعضنا إلى بعض، وكان أحدنا يبطيده، فلا يبصرها، فلما فرغنا من دفنه حتى أنكرنا قلوبنا [ (4) ] .

ومن طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس قال: شهدت اليوم الّذي توفي فيه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فلم أر يوما كان أقبح منه [ (5) ] .

وقال الواقدي: حدثني حارثة بن أبي عمران، عن هلال بن أسامة عن

[ (1) ] في (الأصل) : «يوم الأربعاء» وفي (سنن الدارميّ) : 1/ 39: «ليلة الأربعاء» .

[ (2) ](سبق تخريجه) .

[ (3) ](دلائل البيهقي) : 7/ 265.

[ (4) ](المرجع السابق) .

[ (5) ](المرجع السابق) : 266.

ص: 558

علة بن أبي علة قال: كان أول من دخل عليه عثمان بن عفان- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مسجى فخرج إلي الناس وهو يصيح: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لم يمت ولكن رفع كما رفع عيسى ابن مريم عليه السلام وليرجعن ولا يسمح أحد أن يقول: إن محمدا مات، إلا قطع لسانه، فإنّي أعلم أن قوما من المنافقين يقولون مات فأولئك يمثل بهم وتكون عليهم دائرة السوء، ثم غلبه البكاء. فدخل إلى بيته فمكث يومه ذلك يبكى بكاء شديدا ما يقدر الخروج حتى خيف عليه.

قال سيف: عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد عن أبيه قال:

قالت عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- عنها إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لفي حجري حين قبضه اللَّه تبارك وتعالى فتناولت وسادة من أدم فوضعتها تحت رأسه ثم قمت أصيح مع النساء وألتدم وتفاقم الناس وسجي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بثوبه ودخل عمر ثم خرج إلي الناس فقال: يا أيها الناس، إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما مات، وليرجعنه اللَّه تعالى فليقطعن أيد وأرجل من المنافقين يتمنون لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الموت.

وقال سيف: عن سعيد بن عبد اللَّه، عن عبد اللَّه بن أبي ملكية، قال:

قالت عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها-: فاقتحم الناس حين ارتفعت [الربة] وسجي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم والملائكة تثوبه، ونقل الرجال، فكانوا كأقوام سحبوا منهم الأرواح، وحق لهم في أحوال من البلاء قسمت بينهم، فكذب بعضهم بموته، وأخرس بعضهم فما تكلم إلا بعد النعت، وخلط آخرون فلانوا الكلام بغير شأن، وبقي ومعهم عقولهم وأقعدوا آخرون، فكان عمر- رضي اللَّه تبارك وتعالى فيمن كذب بموته، وعليّ- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهم- فيمن أقعدوا [وعثمان]- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهم- فيمن أخرس فخرج من في البيت من الناس ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مسجى، فقال: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لم يمت، وليرجعن اللَّه تعالى، وليقطعن أيد وأرجل من المنافقين، فتمنون لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الموت، إنما أعده ربه كما وعد موسى، واللَّه لا أسمع أحدا يذكر أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم توفي إلا أعلون بسيفي هذا.

وأما عثمان- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- فإنه لما أعلونه يطق كلاما، وأما علي- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- فإنه أقعد، ولم يكن أحد من المسلمين في مثل حال أبي بكر والعباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما-، فإن اللَّه عز وجل عزم لهما على التوفيق والسداد، وكان الناس لم يرضوا إلا

ص: 559

لقول أبي بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- وجاء العباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- من قبله فتكلم بنحو من كلامه فما انتهى له أحد ممن ابتلي، حتى أبو بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- فانتهي الناس كلهم إلي قوله، وتفرقوا عن كلامه.

وقال سيف: عن محمد بن عبيد اللَّه عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما- قال: لما قبض اللَّه عز وجل نبيه، وأعلن أهل البيت وفاته بالصيحة، وسمعها الناس جزعا من ذلك جزعا شديدا، فقام عمر ابن الخطاب- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- فقال: كيف نكون شهداء على الناس ويكون الرسول علينا شهيدا؟ وبموت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ولم يظهر على الناس فإياكم أيها الناس أن تفتتنوا كما افتتن قوم موسى إذ غاب عنهم إلي الطور، فرجع إليهم فعاقبهم، وظن كثير من الناس أنه كما قال عمر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهم- فأقبل الناس حتى نادوا على الناس، وقالوا: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حي، فلا تحركوه ولا تدفنوه، وأوعد عمر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهم- الناس حين سمعهم يقولون: توفي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فخرج عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهم- على الناس فقال: أيها الناس هل عندكم أو عند أحد منكم عهد من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من أمر وفاته؟ قالوا: لا، قال: هل عندكم يا عمر من ذلك علم؟

قال: لا واللَّه، قال: اشهدوا أيها الناس أن أحدا لا يأخذ علي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعد عهد اللَّه تعالى في شأن وفاته، واللَّه الّذي لا إله إلا هو لقد ذاق رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الموت،

ولقد قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو بين ظهرانيكم إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ

فلما عرفوا، قال بعضهم: خلوا بينهم وبين رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فلم يكف بعضهم لبعض.

وقال سيف: عن سلمة بن نبيط عن نعيم بن أبي هند، عن سالم بن عبيد اللَّه وكان من أهل الصفة- قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم الّذي مات فيه، قال حين ثقل أو أغمي عليه فأفاق: حضرت الصلاة؟ قالوا: نعم. قال صلى الله عليه وسلم: مروا بلالا فليؤذن، ومروا أبا بكر فليصل بالناس، قالت: فأمرت بلالا أن يؤذن، وأمرت أبا بكر أن يصلي بالناس، ثم قال، أقيمت الصلاة؟

قيل: نعم، فدعا بربزة خادما كانت له وإنسانا آخر معها فاعتمد عليهما، ثم قال: انطلقا، فذهبا به إلي المسجد حتى أتيا أبا بكر- رضي اللَّه تبارك

ص: 560

وتعالى عنه- وهو يصلي بالناس فجلس إلى جنب أبي بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- فذهب أبو بكر يتأخر، فجلس حتى فرغ من الصلاة، فلما توفي صلى الله عليه وسلم وقوم آمنون لم يكن فيهم نبي قبله.

قال عمر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه-: لئن تكلم أحد بموته إلا ضربته بسيفي، قال: فأخذ بيدي حتى أتينا البيت، فدخل، فقال: وسعوا كذا، فوسعوا حتى أتى نبي اللَّه صلى الله عليه وسلم فأكبّ عليه ثم مشى روبده، ثم نظر حتى تبين له، قال: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ قالوا: يا صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم توفي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: نعم، فعلموا كلهم أن قد مات رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قالوا: يا صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: هل نصلي على النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قالوا: كيف نصلي عليه؟ فما أدري قال: عشاء أو قال: يجئ نفر فيكبرون، ويصلون ويدعون، ثم ينصرفون، ويجئ آخرون حتى يفرغوا من آخرهم، فعلموا أنه كما قال: عندكم نبي اللَّه يعني عمته وابن عمه فجلس في المسجد وجلس الناس حوله.

وقال سيف: عن عمر بن محمد عن تمام، عن العاصي عن القعقاع بن عمرو، قال: جاء الخبر أبا بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- بنقل النبي صلى الله عليه وسلم وتواتر أهل البيت عليه أرسلا، فجاء فلقيه آخرهم بعد ما مات النبي صلى الله عليه وسلم، وعيناه تهملان، فأكبّ عليه، وكشف عن وجهه، وقيل جبينه وخديه، ومسح وجهه، وجعل يبكى ويقول: بأبي وأمي ونفسي وأهلي طبت حيا وميتا، وانقطع بموته ما لم ينقطع بموته أحد من الأنبياء، فعظمت عن الصفة، وحللت عن البكاء، وخصصت حتى ضرب مسيلمة، وعميت، ولولا أن موتك كان إخبارا لحربك بالنفوس، وإنك نهيت عن البكاء، لأنفدنا عليك ما التشوف، فأما ما لا نستطيع حقه عنا فكمدوا، وإن كان مخالفا له.

قال سيف: عن سعيد بن عبد اللَّه، عن أبي عمر قال: جاء أبو بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- حتى صلي على النبي صلى الله عليه وسلم فاسترجع وصلى وأثنى، فعجّ أهل البيت عجيجا سمعه أهل المصلى، كلما ذكرت شيئا أرادوا فما، سكن عجيجهم إلا [صوت] يقول: السلام عليكم يا أهل البيت كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ الآية. إن في اللَّه خلفا من كل هالك ودركا لكل رغبة، ونجاة من كل مخافة، فاللَّه فارجوا وبه فثقوا، فاستمعوا له وأنكروه، وقطعوا البكاء، فلما انقطع البكاء فقد صوته، واطلع أحدهم فلم ير أحدا، ثم ناداهم مناد آخر لا يعرفون صوته: يا أهل البيت، اذكروا اللَّه واحمدوه على كل حال

ص: 561

من المخلصين، إن في اللَّه عزاء من كل مصيبة، وعوضا من كل رغبة، فأطيعوا أمره فاعلموا.

وقال الواقدي في كتاب (الغازي) : حدثني ابن أبي سبرة، عن الحبيش بن هاشم، عن عبد اللَّه بن وهب، عن أم سلمة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- قالت: نحن مجتمعون نبكي لم ننم ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في بيوتنا، ونحن نسكن برؤيته على السرير، إذ سمعنا صوت الكرار من السحر ليلة الثلاثاء.

قالت أم سلمة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها-: فصحنا، فصاح أهل المسجد، فارتجت المدينة صيحة واحدة، وأذن بلال- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- بالفجر، فلما بلغ ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بكى فانتحب فزادنا عجيجا، وعالج الناس الدخول إلي قبره، فغلق دونهم فيا لها من مصيبة، فما أصبنا بعده بمصيبة إلا هانت علينا إذا ذكرنا مصيبتنا به صلى الله عليه وسلم.

وخرج البيهقي من طريق المزني، قال: حدثنا الشافعيّ، عن القاسم بن عبد اللَّه بن عمر بن حفص، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، أن رجالا من قريش دخلوا على أبيه عليّ بن الحسين، فقال: ألا أحدثكم عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قالوا: بلى، فحدثنا عن أبي القاسم، قال: لما مرض رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل، فقال: يا محمد! إن اللَّه أرسلني إليك، تكريما لك، وتشريفا لك، وخاصة لك، أسألك عما هو أعلم به منك. يقول: كيف تجدك؟ قال: أجدني يا جبريل مغموما، وأجدني يا جبريل مكروبا، ثم جاءه اليوم الثاني، وقال له:

ذلك، فردّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم كما ردّ أول يوم، ثم جاءه اليوم الثالث فقال له كما قال أول يوم، وردّ عليه كما ردّ.

وجاء معه ملك، يقال له إسماعيل على مائة ألف، كل ملك على مائة ألف ملك، استأذن عليه، فسأل عنه، ثم قال جبريل: هذا ملك الموت، يستأذن عليك، ما استأذن على آدمي قبلك، ولا يستأذن على آدمي بعدك، فقال عليه السلام: ائذن له، فأذن له، فسلم عليه، ثم قال: يا محمد، إن اللَّه أرسلني إليك، فإن أمرتني أن أقبض روحك قبضته، وإن أمرتني أن أتركه تركته، فقال: أو تفعل يا ملك الموت؟ قال: نعم: بذلك أمرت، وأمرت أن أطيعك. فنظر النبي إلى جبريل؟ فقال له جبريل: يا محمد إن اللَّه اشتاق إلى لقائك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لملك الموت: أمضي لما أمرت به، فقبض روحه.

فلما توفي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وجاءت التعزية، سمعوا صوتا من ناحية البيت: السلام عليكم أهل البيت ورحمة اللَّه وبركاته، إن في اللَّه عزاء من

ص: 562

كل مصيبة، وخلفا من كل هالك، ودركا من كل فائت، فباللَّه فثقوا، وإياه فارجوا، فإنما المصاب من حرم الثواب. فقال عليّ- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه-: أتدرون من هذا؟ هذا الخضر عليه السلام.

قال البيهقي: لقد روينا هذا في الخبر الّذي قبله بإسناد آخر، والمراد بقوله: إن اللَّه اشتاق إلى لقائك، أي أراد ردك من دنياك إلى آخرتك ليزيد في كرامتك، ونعمتك وقربتك.

قال: أخبرنا القاسم بن عبد اللَّه بن عمر، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده قال: لما توفي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وجاءت التعزية، سمعوا قائلا يقول: إن في اللَّه عزاء من كل مصيبة، وخلفا من كل هالك، ودركا من كل ما فات، فباللَّه فثقوا، وإياه فارجوا، فإن المصاب من حرم الثواب [ (1) ] .

قال المؤلف: قد روينا هذا الحديث في كتاب تبين الشافعيّ رحمه الله، وذكره في باب زكاة الفطر، ولا يحضرني الآن.

وخرجه البيهقي من طريق الربيع بن سليمان قال: حدثنا الشافعيّ، قال:

أخبرني الهيثم بن عبد اللَّه عن عمر، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، قال: لما توفي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وجاءت التعزية سمعوا قائلا يقول: إن في اللَّه تعالى عزاء من كل مصيبة، وخلفا من كل هالك، ودركا من كل ما فات، فباللَّه فثقوا وإياه فارجوا، فإن المصاب من حرم الثواب.

وخرج من طريق أبي الوليد المخزومي، حدثنا أنس بن عياض، عن جعفر ابن محمد عن أبيه، عن جابر بن عبد اللَّه- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما-، قال: لما توفي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عزتهم الملائكة، يسمعون الحسّ، لا يرون الشخص، فقال: السلام عليكم أهل البيت ورحمة اللَّه وبركاته، إن في اللَّه تعالى عزاء من كل مصيبة، وخلفا من كل فائت، فباللَّه فثقوا، وإياه فأرجو، فإن المحروم من حرم الثواب، والسلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته.

قال البيهقي: هذان الإسنادان وإن كانا ضعيفين، فبأحدهما يتأكد الآخر، وبدل ذلك على أن له أصلا من حديث جعفر.

قال المؤلف: وقد خرج الحاكم في (مستدركه)[ (2) ] حديث جابر هذا من طريق أبي الوليد بهذا السند، فقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه،

[ (1) ](دلائل البيهقي) : 7/ 267- 268.

[ (2) ](المستدرك) : 30/ 59- 60، كتاب المغازي والسرايا، حديث رقم 33 (4391) . وقال الحافظ الذهبي في (التلخيص) : صحيح.

ص: 563

والمخزومي هذا ليس بخالد بن إسماعيل الكوفي، وإنما هو هشام بن إسماعيل الصغاني، وهو ثقة مأمون.

وخرج الحاكم من طريق محمد بن بشر بن مطر، حدثنا كامل بن طلحة حدثا عباد بن عبد الصمد، عن أنس بن مالك- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما- قال: لما قبض رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أحدق به أصحابه، فبكوا حوله، واجتمعوا، فدخل رجل أشهب اللحية، جسيم صبيح قيحا رقابهم فبكى، ثم التفت إلى أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: إن في اللَّه عزاء من كل مصيبة، وعوضا من كل فائت، وخلفا من هالك، وإلى اللَّه فأنيبوه إليه، فارغبوا الآخرة، ونظر إليكم البلاء، فانظروا، فان المصاب من لم يخبر، وانصرف.

فقال بعضهم لبعض: أتعرفون الرجل؟ قال أبو بكر وعلي- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما-: نعم: هذا أخو رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الخضر عليه السلام [ (1) ]، قال الحاكم: هذا شاهد بما تقدم وإن كان عباد بن عبد الصمد ليس من شرط هذا الكتاب.

قال المؤلف وقد أخرج هذا الحديث البيهقي، وقال عباد بن عبد الصمد ضعيف وهذا منكر بمرة.

وقال سيف: عن عبد اللَّه بن سعيد بن ثابت بن الجدع عن عبدة بنت عبد الرحمن، عن عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قبل وفاته: لا يبقى في جزيرة العرب دينان.

وقال سيف: عن إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، عن أبي كعب- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه-: قال: لقد رأيتني يوم مات رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وإني لأعد المخلصين من قبلهم وكانت قلة، قام أبو بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- دونها فما استأنى حتى استناء العزاء. وقال: عن مبشر، عن سالم بن عبد اللَّه قال: قال عمر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه-: كانت إمارة أبي بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- فتله وقى اللَّه شرها، قلت وما الفلتة؟ قال: كان أهل الجاهلية يتناحرون في الحرم، فإذا كانت الليلة التي يشك فيها إذ علموا فيها فأغاروا، وكذلك كان يوم مات رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أدخل الناس من مدعى إمارة، أو جاحد زكاة، أو مستتر بصلاة، أو جاحد الأحكام كلها، فكان المدعي الإمارة، والمقر بالإسلام، والجاحد بالزكاة فالجاحد للأحكام كلها، فلولا اعتراض أبي بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- دونها كانت الفضيحة.

[ (1) ](المرجع السابق) : حديث رقم (4392)، وقال الحافظ الذهبي في (التلخيص) : هذا شاهد لما قبله.

ص: 564