المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل في ذكر نبذة مما رثي به رسول الله صلى الله عليه وسلم [ (1) ] - إمتاع الأسماع - جـ ١٤

[المقريزي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الرابع عشر]

- ‌وأما إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم أبا سفيان بن حرب بما حدث به نفسه يوم الفتح من عوده إلى المحاربة وبما قاله لهند

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بمجيء عكرمة بن أبي جهل مؤمنا قبل قدومه فكان كذلك

- ‌وأما تيقن صفوان بن أمية نبوة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما إنجاز اللَّه تعالى وعده لرسوله صلى الله عليه وسلم بدخول الناس في دين اللَّه أفواجا بعد فتح مكة

- ‌وأما تصديق اللَّه تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بأن العزى قد يئست أن تعبد بأرض العرب فلم تعبد بعد مقدمه صلى الله عليه وسلم بحمد اللَّه تبارك وتعالى

- ‌وأما كفاية اللَّه تعالى أمر الّذي أراد قتله قريب أوطاس

- ‌وأما كفاية اللَّه تعالى له كيد شيبة بن عثمان بن أبي طلحة يوم حنين وهدايته إلى الإسلام بدعائه وإخباره صلى الله عليه وسلم شيبة بما هم به

- ‌وأما إعلام اللَّه- تعالى- رسوله صلى الله عليه وسلم بما قاله عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر لأهل الحصن بالطائف

- ‌وأما تسبيح سارية مصلّى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالطائف

- ‌وأما إجابة دعائه صلى الله عليه وسلم على رجل يقوم على حصن الطائف

- ‌وأما إجابة دعائه صلى الله عليه وسلم في هداية ثقيف ومجيئهم إليه

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم عن ذي الخويصرة بأنه وأصحابه يمرقون من الدين فكان كما أخبر

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم عروة بن مسعود الثقفيّ بأن قومه يقتلونه فكان كذلك

- ‌وأما إجابة اللَّه تعالى دعاء رسوله صلى الله عليه وسلم على حارثة بن عمرو

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم عمار بن ياسر- رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه- بما قال المنافقون في مسيرهم إلى تبوك

- ‌وأما إخباره لأبى ذر [الغفاريّ] بأنهم يخرجون من المدينة فكان كما أخبر صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم عن أبي ذر رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه بأنه يموت وحده فكان كما قال

- ‌وأما خرصه صلى الله عليه وسلم حديقة المرأة وإخباره بهبوب ريح شديدة فكان كما قال

- ‌وأما صلاته صلى الله عليه وسلم وهو بتبوك على معاوية بن معاوية وقد مات بالمدينة

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد حين بعثه إلى أكيدر بدومة الجندل بأنه يجده يصيد البقر فوجده كما قال

- ‌وأما أكل طائفة من سبع ثمرات غير مرة حتى شبعوا- وهم بتبوك مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وإذا هي لم تنقص

- ‌وأما دعاؤه صلى الله عليه وسلم لذي البجادين أن يحرم اللَّه تعالى دمه على الكفار فمات حتف أنفه مع عزمه على القتل في سبيل اللَّه

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم [بطلوع] وفد عبد القيس [قبل قدومهم]

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم عديّ بن حاتم بأمور فرآها عديّ بعد ذلك كما أخبر

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بقدوم أهل اليمن

- ‌وأما إجابة اللَّه تعالى دعاء رسوله صلى الله عليه وسلم في قدوم معاوية بن حيدة بن معاوية بن حيدة ابن قشير بن كعب القشيري [ (1) ]

- ‌وأما شهادة الأساقفة للمصطفى صلى الله عليه وسلم بأنه النبي الّذي كانوا ينتظرونه وامتناع من أراد ملاعنته من ذلك

- ‌وأما تيقن عبد اللَّه بن سلام رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه صدق رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في رسالته

- ‌وأما معرفة الحبر من أحبار اليهود بإصابة الرسول صلى الله عليه وسلم في جوابه عما سأله وصدقه في نبوته

- ‌وأما معرفة عصابة من اليهود إصابة مقالته صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما معرفة اليهوديّين صدقه صلى الله عليه وسلم في نبوته

- ‌وأما اعتراف اليهود بنبوته صلى الله عليه وسلم إذ جاءوه يسألوه عن حد الزاني وشهادة ابن صوريا على يهود

- ‌وأما اعتراف اليهودي بصفته صلى الله عليه وسلم في التوراة

- ‌وأما دعاؤه صلى الله عليه وسلم اليهود إلى تمني الموت وإخبارهم أنهم لا يتمنوه أبدا فصدق قوله، ولن يتمنوا الموت

- ‌وأما اعتراف نفر من اليهود بموافقة سورة يوسف- عليه السلام ما في التوراة

- ‌وأما تصديق يهودي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في إخباره بأسماء النجوم [التي سجدت] ليوسف عليه السلام في منامه

- ‌وأما هلاك من خالف أمر الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بهلاك المشرك الّذي سال عن كيفية اللَّه- تعالى

- ‌وأما هلاك من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم وإخباره بأن رسله إليه لا تدركه فكان كذلك

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم رجلا بما يحدث به نفسه وما يؤول إليه أمره

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم امرأة صامت بما كان منها في صومها

- ‌وأما استغناء أبي سعيد الخدريّ رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه ببركة اقتدائه في التعفف بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم وابصة الأسدي بما جاء يسأله عنه قبل أن يسأله

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم رجلين عن ما أتيا يسألانه عنه قبل أن يسألاه

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم رجالا من أهل الكتاب عن ذي القرنين قبل أن يسألوه

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بما دفن مع أبي رغال

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم عن أمر السفينة

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بإسلام أبي الدرداء عند ما أقبل

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بحال من نحر نفسه

- ‌وأما إشارته صلى الله عليه وسلم إلى ما صار إليه أمر ماعز بن مالك الأسلمي

- ‌وأما إخباره [صلى الله عليه وسلم] رجلا قال في نفسه شعرا بما قال في نفسه

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم لأبي شهم بما كان منه

- ‌وأما إطلاعه صلى الله عليه وسلم على شاة دعي لأكلها وهو يأكلها أنها أخذت بغير حق

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بوقعة ذي قار في يوم الوقعة وأن نصرة العرب على فارس كانت به [ (1) ]

- ‌وأما إخباره بمعاونة القبط المسلمين فكان كما أخبر

- ‌وأما ظهور صدقه صلى الله عليه وسلم في قتل نفر من المسلمين ظلما بعذراء [ (1) ] من أرض الشام [فكان كما أخبر صلى الله عليه وسلم] [ (2) ]

- ‌وأما ظهور صدقه فيمن قتل عمرو بن الحمق بن الكاهن ابن حبيب بن عمرو بن القين بن رزاح بن عمرو ابن سعد بن كعب بن عمرو الخزاعي الكعبي [ (1) ]

- ‌وأما ظهور صدقه صلى الله عليه وسلم في إشارته إلى كيف يموت سمرة بن جندب [ (1) ] رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه

- ‌وأما ظهور صدقه صلى الله عليه وسلم في موت عبد اللَّه بن سلام [ (1) ] على الإسلام من غير أن ينال الشهادة [فكان كما أخبر- توفى على الإسلام في أول أيام معاوية بن أبي سفيان سنة ثلاث وأربعين

- ‌وأما ظهور صدقه صلى الله عليه وسلم في إخباره لرافع بن خديج [ابن رافع بن عدي بن زيد بن عمرو بن زيد ابن جشم الأنصاري، النجاري، الخزرجي] بالشهادة

- ‌وأما إنذاره صلى الله عليه وسلم بهلاك أمته على يد أغيلمة من قريش فكان منذ ولّي يزيد بن معاوية

- ‌وأما ظهور صدقه صلى الله عليه وسلم في أن قيس بن خرشة القيسي لا يضره بشر

- ‌وأما إنذاره صلى الله عليه وسلم بقتل الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما

- ‌وأما إنذاره صلى الله عليه وسلم بقتل أهل الحرة وتحريق الكعبة المشرفة

- ‌وأما إنذاره صلى الله عليه وسلم بذهاب بصر عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه فكان كذلك، وعمى قبل موته

- ‌وأما إنذاره صلى الله عليه وسلم زيد بن أرقم بالعمى فكان كذلك

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم من يأتى بعده من الكذابين [وإشارته إلى من يكون] منهم من ثقيف فكان كما أخبر

- ‌أما ما أخبر به صلى الله عليه وسلم عن الحطم بن هند الكبريّ فكان كما أخبر

- ‌وأما ظهور صدقة صلى الله عليه وسلم في إخباره بغلبة الروم وفارس بعد ما غلبت منها

- ‌وأما إعلامه صلى الله عليه وسلم بالفتن [ (1) ] قبل كونها

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بإتمام اللَّه تعالى أمره وإظهار دينه

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بما يفتح اللَّه تعالى لأمّته من الفتوح بعده

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بقيام الخلفاء بعد بأمر أمته

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم عن مدة الخلافة بعده ثم يكون ملكا فكان كما أخبر

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم باختيار اللَّه تعالى والمؤمنين خلافة أبي بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- فكانت كما أخبر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما رؤيته صلى الله عليه وسلم في منامه مدتي خلافة أبي بكر وعمر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما- فكان كما رأى لأن رؤياه وحي

- ‌وأما إشارته [ (1) ] صلى الله عليه وسلم إلى ما وقع في الفتنة في آخر عهد عثمان ثم في أيام علي- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم لجماعة فيهم عمر وعثمان- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما- أن فيهم شهيدان فاستشهدا كما قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بأن عمر وعثمان وعليا وطلحة والزبير شهداء فكان كذلك وقتلوا شهداء رضوان اللَّه عليهم

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم ثابت بن قيس بأنه شهيد وما كان من ذلك

- ‌وأما إنذار رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بارتداد قوم ممن آمن عن إيمانهم فكان كما أنذر وارتدت العرب بعد وفاته صلى الله عليه وسلم

- ‌قال المؤلف عفي اللَّه تبارك وتعالى عنه

- ‌فأما قيام مذجح بأمر الأسود العنسيّ

- ‌وأما قيام حنيفة بأمر مسيلمة بن ثمامة بن كثير بن حبيب ابن الحارث بن عبد الحارث بن عدي بن حنيفة يكنى أبا ثمامة وقيل أبو هارون [ (2) ]

- ‌وأما قيام بني أسد بما كان من أمر طليحة

- ‌وأما ردة عيينة بن حصن الفزاري

- ‌وأما ردة قرة بن هبيرة بن مسلمة القشيري في غطفان

- ‌وأما ردة بني يربوع قوم مالك بن نويرة ابن حمزة بن شداد بن عبيد بن ثعلبة ابن يربوع بن حنظلة بن مالك ابن زيد مناة بن تميم

- ‌وأما سجاح بنت الحارث بن سويد ابن عقفان التميمية

- ‌وأما ردة الأشعث بن قيس بن معديكرب

- ‌وأما الحكم بن ضبيعة أخو بني قيس بن ثعلبة

- ‌وأما ردة جبلة بن أبي المنذر بن الأيهم بن الحارث

- ‌وأما إنذاره صلى الله عليه وسلم بسوء عاقبة الرجّال بن عنفوة فشهد لمسيلمة وقاتل معه حتى قتل

- ‌وأما أن لعنته صلى الله عليه وسلم أدركت الملوك الأربعة وأختهم

- ‌وخرجه أيضا من حديث زهران بن معاوية

- ‌وخرجه الحاكم [ (1) ] من حديث ابن وهب

- ‌وأما إجابة اللَّه تعالي دعاء رسوله صلى الله عليه وسلم في مجيء ثمامة بن أثال بن النعمان بن مسلمة بن عبيد ابن ثعلبة بن يربوع بن الدؤل بن حنيفة الحنفي [ (1) ]

- ‌وقال سيف عن طلحة بن الأعلم

- ‌وخرج البخاري من حديث الليث

- ‌وخرج البخاري [ (1) ] ومسلم [ (2) ] من حديث الليث قال:

- ‌وأما إنذاره صلى الله عليه وسلم بما كان بعده من محاربة أصحابه وقتل بعضهم بعضا

- ‌وأما إخباره عليه الصلاة والسلام فاطمة الزهراء- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- بأنها أول أهل بيته لحوقا به فكان كذلك

- ‌فصل في ذكر غنم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر حمى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر ديك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إن صح الحديث

- ‌فصل في ذكر مآكل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وشئونه فيها

- ‌وأما أكله صلى الله عليه وسلم على مائدة وسفرة

- ‌وأما قصعته صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما خبزه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما ائتدامه بالخلّ

- ‌وأما أكله القثاء

- ‌وأما أكله صلى الله عليه وسلم الدّباء

- ‌وأما أكله صلى الله عليه وسلم السمن والأقط

- ‌وأما أكله صلى الله عليه وسلم الحيس [ (1) ]

- ‌وأما حبّه صلى الله عليه وسلم الثريد

- ‌وأما أكله صلى الله عليه وسلم اللحم

- ‌وأما أكله عليه السلام القلقاس

- ‌وأما أكله صلى الله عليه وسلم القديد

- ‌وأما أكله صلى الله عليه وسلم المنّ [ (1) ]

- ‌وأما أكله صلى الله عليه وسلم الجبن

- ‌وأما أكله صلى الله عليه وسلم الشواء [ (1) ]

- ‌وأما أكله صلى الله عليه وسلم الدجاج

- ‌وأما أكله صلى الله عليه وسلم الحبارى [ (2) ]

- ‌وأما أكله صلى الله عليه وسلم الخبيص

- ‌وأما أكله صلى الله عليه وسلم الهريسة والطفشل

- ‌فصل في ذكر أنه كان لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم دار ينزل بها للوفود، ويقال لها اليوم: دار الضيافة

- ‌فصل في ذكر من كان يلي أمر الوفود على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وإجازته الوفد [ (1) ]

- ‌ذكر ما كان صلى الله عليه وسلم يجيز به الوفود

- ‌فصل في ذكر ضيف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر من استعمله رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على الحج

- ‌أول من ابتدع النسيء [ (1) ]

- ‌فصل في ذكر الذين عادوا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما الذين تنتهي إليهم عداوة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌ومن أعداء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما المنافقون وكانوا من الخزرج والأوس

- ‌والمنافقون من الخزرج

- ‌والمنافقون من الأوس

- ‌طرد المنافقين من المسجد [ (1) ]

- ‌وأما اليهود

- ‌فمن بني النضير

- ‌ومن بني قينقاع

- ‌ومن بني قريظة

- ‌ومن بني حارثة

- ‌ومن بني عبد الأشهل

- ‌ومن بني ثعلبة بن الفطيون

- ‌ومن بني قينقاع أيضا

- ‌ومن بني قريظة أيضا

- ‌فصل في ذكر من سب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أو آذاه أو تنقصه أو وقع فيه

- ‌فصل في الحجة في إيجاب قتل من سبه أو عابه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في حكم الذميّ إذا صرح بسب النبي صلى الله عليه وسلم أو عرّض أو استخفّ بقدره

- ‌فصل في ميراث من قتل في سب النبي صلى الله عليه وسلم وغسله والصلاة عليه

- ‌فصل في حكم من سب اللَّه تعالى وملائكته وأنبياءه وكتبه وآل النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه وصحبه

- ‌فصل في ذكر مرض رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ووفاته

- ‌ذكر نعي النبي صلى الله عليه وسلم وإنذاره بذلك قبل موته عليه السلام

- ‌وأما نعيه نفسه صلى الله عليه وسلم إلى ابنته فاطمة رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها بأنه عارضه جبريل عليه الصلاة والسلام القرآن مرتين

- ‌وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بما خيره اللَّه تعالى بين الدنيا والآخرة

- ‌ذكر مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته عليه السلام

- ‌ذكر إرادة الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكتب كتابا لأصحابه وقد اشتد به الوجع

- ‌ذكر أمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حين اشتد به الوجع أبا بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- أن يصلي بالناس

- ‌ذكر آخر صلاة صلاها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من أولها إلى آخرها، وأول صلاة أمر أبا بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- أن يصليها بالناس، والصلاة التي حضرها حين وجد من نفسه خفة، وصلاة أبي بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- بهم فيما بينهما أياما

- ‌فصل فيما جاء في آخر صلاة صلاها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالناس، من أولها إلى آخرها، وأول صلاة أمر أبا بكر الصديق أن يصليها بالناس، والصلاة التي حضرها صلى الله عليه وسلم حين وجد من نفسه خفة، وصلاة أبي بكر رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه بهم فيما

- ‌ذكر تقرير النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- في آخر صلاة صلاها بالناس في حياته،وإشارته صلى الله عليه وسلم إليهم قائما بها خلفه وارتضائه صلى الله عليه وسلم صنعهم وذلك في صلاة الفجر يوم الاثنين، وهو اليوم الّذي توفّي

- ‌فصل في ذكر ما قيل في وصية رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر ما حفظ عنه صلى الله عليه وسلم في مرض موته من الأحكام والوصايا ونحو ذلك حتى توفاه اللَّه- تبارك وتعالى

- ‌ذكر ما نزل به صلى الله عليه وسلم من شدة الوجع

- ‌ذكر إخراجه صلى الله عليه وسلم في مرضه مالا كان عنده وعتقه أرقّاءه

- ‌ذكر تأميره صلى الله عليه وسلم في مرضه أسامة بن زيد- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه

- ‌ذكر وثوب الأسود العنسيّ قبيل وفاة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر وثوب مسيلمة في بني حنيفة ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حي

- ‌ذكر خروج طليحة في حياة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر مبلغ عمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما سنه صلى الله عليه وسلم حين توفي

- ‌ذكر ما نزل من المصيبة بالصحابة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهم- لوفاة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وما حل بالمسلمين عامة من عظم الرزيّه بفقده صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر ما سجّي به رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعد وفاته وثيابه التي قبض فيها

- ‌فصل في ذكر ما جاء في غسل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فيما جاء في كفن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر ما جاء في الصلاة على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر ما جاء في مواراة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في لحده حيث دفن، وما فرش تحته، ومن واراه

- ‌ذكر قول المغيرة بن شعبة: إنه آخر الناس عهدا برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر نبذة مما رثي به رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم [ (1) ]

- ‌ذكر ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر ما جاء في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وما ظهر من قبره، مما هو من أعلام نبوته [وفضيلة من زاره، وسلم عليه، وكيف يسلم ويدعو] [ (2) ]

- ‌فصل فيما يلزم من دخل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم من الأدب سوى ما قدمناه وفضله وفضل الصلاة فيه وفي مسجد مكة، وذكر قبره ومنبره، وفضل سكنى المدينة ومكة

- ‌حسن الخاتمة

الفصل: ‌فصل في ذكر نبذة مما رثي به رسول الله صلى الله عليه وسلم [ (1) ]

‌فصل في ذكر نبذة مما رثي به رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم [ (1) ]

قال ابن سيده [ (2) ] : رثيت الميت رثيا ورثاء ورثاية ورثاة ومرثية ورثيته مدحته بعد الموت. ورثت المرأة بعلها رثته ورثيته ترثاه. وامرأة رثّاءة ورثاية كثيرة الرثاء لبعلها أو لغيره ممن يكون عندها، ويقال: رثاه الرجل رثاء مدحه بعد موته لغة في رثيته ورثاة المرأة زوجها كذلك وهي المرثية، قال حسان بن ثابت الأنصاري- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- يبكي به رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو محمد عبد الملك بن هشام، عن أبي زيد الأنصاري:

شعر حسان بن ثابت في رثاء الرسول صلى الله عليه وسلم

بطيبة رسم للرسول ومعهد

منير وقد تعفو الرسوم وتهمد

ولا تمتحي الآيات من دار حرمة

بها منبر الهادي الّذي كان يصعد

وواضح آثار وباقي معالم

وربع له فيه مصلى ومسجد

بها حجرات كان ينزل وسطها

من اللَّه نور يستضاء ويوقد

معارف لم تطمس على العهد آيها

أتاها البلى فالآي منها تجدد

عرفت بها رسم الرسول وعهده

وقبرا بها واراه في الترب ملحد

ظللت بها أبكي الرسول فأسعدت

عيون ومثلاها من الجفن تسعد

يذكرن آلاء الرسول وما أرى

لها محصيا نفسي فنفسي تبلد

مفجعة قد شفها فقد أحمد

فظلت لآلاء الرسول تعدد

وما بلغت من كل أمر عشيرة

ولكن لنفسي بعد ما قد توجد

أطالت وقوفا تذرف العين جهدها

على طلل القبر الّذي فيه أحمد

[ (1) ] يراجع في ذلك (طبقات ابن سعد) : 2/ 319 وما بعدها، (البداية والنهاية) لابن كثير: 5/ 301 وما بعدها، (عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسّير) لابن سيد الناس: 2/ 340 وما بعدها، (تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس، للدياربكري) : 2/ 173، (سيرة ابن هشام) : 6/ 89 وما بعدها، أبواب ما جاء في رثاء النبي صلى الله عليه وسلم.

[ (2) ] رثيت الميت رثيا، ورثاء، ورثاية- بكسرهما- ومرثاة، ومرثية- مخففة- ورثوته: بكيته وعدّدت محاسنه، كرثّيته ترثية. وترثيته ونظمت فيه شعرا وحديثا عنه. (ترتيب القاموس) : 2/ 304.

ص: 590

فبوركت يا قبر الرسول وبوركت

بلاد ثوى فيها الرشيد المسدد

وبورك لحد منك ضمن طيبا

عليه بناء من صفيح منضد

تهيل عليه الترب أيد وأعين

عليه وقد غارت بذلك أسعد

لقد غيبوا حلما وعلما ورحمة

عشية علوة الثرى لا يوسد

وراحوا بحزن ليس فيهم نبيهم

وقد وهنت منهم ظهور وأعضد

يبكون من تبكى السموات يومه

ومن قد بكته الأرض فالناس أكمد

وهل عدلت يوما رزية هالك

رزية يوم مات فيه محمد؟!

تقطع فيه منزل الوحي عنهم

وقد كان ذا نور يغور وينجد

يدل على الرحمن من يقتدى به

وينقذ من هول الخزايا ويرشد

إمام لهم يهديهم الحق جاهدا

معلم صدق إن يطيعوه يسعدوا

عفو عن الزلات يقبل عذرهم

وإن يحسنوا فاللَّه بالخير أجود

وإن ناب أمر لم يقوموا بحمله

فمن عنده تيسير ما يتشدد

فبينا هم في نعمة اللَّه بينهم

دليل به نهج الطريقة يقصد

عزيز عليه أن يجوروا عن الهدى

حريص على أن يستقيموا ويهتدوا

عطوف عليهم لا يثني جناحه

إلى كنف يحنو عليهم ويمهد

فبينا هم في ذلك النور إذ غدا

إلى نورهم سهم من الموت مقصد

فأصبح محمودا إلى اللَّه راجعا

يبكيه حتى المرسلات ويحمد

وأمست بلاد الحرم وحشا بقاعها

لغيبة ما كانت من الوحي تعهد

قفارا سوى معمورة اللحد ضافها

فقيد يبكينه بلاط وغرقد

ومسجده فالموحشات لفقده

خلاء له فيه مقام ومقعد

وبالجمرة الكبرى له ثم أوحشت

ديار وعرصات وربع ومولد

فبكي رسول اللَّه يا عين عبرة

ولا أعرفنك الدهر دمعك يجمد

ومالك لا تبكين ذا النعمة التي

على الناس منها سابغ يتغمد

فجودي عليه بالدموع وأعولي

لفقد الّذي لا مثله الدهر بوجد

وما فقد الماضون مثل محمد

ولا مثله حتى القيامة يفقد

أعف وأوفي ذمة بعد ذمة

وأقرب منه نائلا لا ينكد

وأبذل منه للطريف وتالد

إذا ضن معطاء بما كان يتلد

وأكرم صيتا في البيوت إذا انتمى

وأكرم جدا أبطحيا يسود

وأمنع ذروات وأثبت في العلا

دعائم عز شاهقات تشيد

وأثبت فرعا في الفروع ومنبتا

وعودا غذاه المزن فالعود أغيد

ص: 591

رباه وليدا فاستتم تمامه

على أكرم الخيرات رب ممجد

تاهت وصاة المسلمين بكفه

فلا العلم محبوس ولا الرأي يفند

أقول ولا يلقى لقولي عائب

من الناس إلا عازب العقل مبعد

وليس هواي نازعا عن ثنائه

لعلي به في جنة الخلد أخلد

مع المصطفى أرجو بذاك جواره

وفي نيل ذاك اليوم أسعى وأجهد

قال حسان- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- أيضا. رسول اللَّه (ص) الرسول

ما بال عينك لا تنام كأنما

كحلت مآقيها بكحل الأرمد

جزعا على المهدي أصبح ثويا

يا خير من وطئ الحصى لا تبعد

وجهي يقيك الترب لهفي ليتني

غيبت قبلك في بقيع الغرقد

بأبي وأمي من شهدت وفاة

في يوم الاثنين النبي المهتدي

فظلت بعد وفاته متبلدا

متلددا يا ليتني لم أولد

أأقيم بعدك بالمدينة بينهم

ياليتنى صبحت سم الأسود

أو حل أمر اللَّه فينا عاجلا

في روحة من يومنا أو من غد

فتقوم ساعتنا فنلقي طيبا

محضا ضرائبه كريم المحتد

يا بكر آمنة المبارك بكرها

ولدته محصنة بسعد الأسعد

نورا أضاء على البرية كلها

من يهد للنور المبارك يهتدى

يا رب فاجمعنا معا ونبينا

في جنة تثني عيون الحسد

في جنة الفردوس فاكتبها لنا

يا ذا الجلال وذا العلا والسؤدد

واللَّه أسمع ما بقيت بهالك

إلا بكيت على النبي محمد

يا ويح أنصار النبي ورهطه

بعد المغيب في سواء الملحد

ضاقت بالأنصار البلاد فأصبحوا

سودا وجوههم كلون الإثمد

ولقد ولدناه وفينا قبره

وفضول نعمته بنا لم نجحد

واللَّه أكرمنا به وهدى به

أنصاره في كل ساعة مشهد

صلى الإله ومن يحف بعرشه

والطيبون على المبارك أحمد

ص: 592

وقال حسان بن ثابت أيضا:

نب المساكين أن الخير فارقهم

مع النبي تولى عنهم سحرا

من ذا الّذي عنده رحلي وراحلتي

ورزق أهلي إذا لم يؤنسوا المطرا

أم من نعاتب لا نخشي جنادعه

إذ اللسان عتا في القول أو عثرا

كان الضياء وكان النور نتبعه

بعد الإله وكان السمع والبصرا

فليتنا يوم واروه بملحده

وغيبوه وألقوا فوقه المدرا

لم يترك اللَّه منا بعده أحدا

ولم يعش بعده أنثى ولا ذكرا

ذلت رقاب بني النجار كلهم

وكان أمرا من أمر اللَّه قد قدرا

واقتسم الفيء دون الناس كلهم

وبددوه جهارا بينهم هدرا

وقال حسان بن ثابت يبكي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أيضا:

آليت ما في جميع الناس مجتهدا

مني ألية بر غير إفناد

تاللَّه ما حملت أنثى ولا وضعت

مثل الرسول نبي الأمة الهادي

ولا برا اللَّه خلقا من بريته

أوفى بذمة جار أو بميعاد

من الّذي كان فينا يستضاء به

مبارك الأمر ذا عدل وإرشاد

أمسى نساؤك عطلن البيوت فما

يضربن فوق قفا ستر بأوتاد

مثل الرواهب يلبسن المباذل قد

أيقن بالبؤس بعد النعمة البادي

يا أفضل الناس إني كنت في نهر

أصبحت منه كمثل المفرد الصادي

قال الواقدي في (مغازيه) قال ابن الزياد: سألت شيوخنا من الأنصار هل رثى حسان بن ثابت- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟

فقالوا: هل حسان- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- لم لما يرث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: ما أدرى ما أقول فيه! الأمر أجل من ذاك.

وفي رواية أنه قال: حلت المصيبة من المرثية وقال ابن أبي الزياد:

وجدت هذه الأشعار في كتاب موسي بن سعيد بن زيد بن ثابت.

ص: 593

قال أبو بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- يرثي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

يا عيني فابكي ولا تسأمي

وحق البكاء على السيد!

علي خير خندف عند البلاء

أمسى بغيب في الملحد

فصلى المليك ولي العباد

ورب البلاد على أحمد

فكيف الحياة لفقد الحبيب

وزين المعاشر في المشهد؟

فليت الممات لنا كلنا

وكنا جميعا مع المهتدي

قال أبو بكر الصديق- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- يبكي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

لما رأيت نبينا متجدلا

ضاقت عليّ بعرضهن الدور

وأرتعت روعة مستهام واله

والعظم مني واهن مكسور

اعتيق ويحك! إن حبك قد ثوى

وبقيت منقردا وأنت حسير

ياليتنى من قبل مهلك صاحبي

غيبت في جدث عليّ صخور!

فلتحدثن بدائع من بعده

تعيا بهن حوائج وصدور

قال أيضا: - رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه-

باتت تأوبني هموم

حشد

مثل الصخور فأمست هدت الجسدا

ياليتنى حيث نبئت الغداة به

قالوا الرسول قد أمسى ميتا فقدا

ليت القيامة قامت بعد مهلكه

ولا نرى بعده مالا ولا ولدا!

واللَّه اثني على شيء فجعت به

من البرية حتى أدخل اللحدا

كم لي بعدك من هم يصبى

إذا تذكرت أنى لما أراك بدا!

كان المصطفى في الأخلاق قد علموا

وفي العفاف فلم نعدل به أحدا

نفسي فداؤك من ميت ومن بدن

ما أطيب الذكر والأخلاق والجسدا!

قال الصوري قلت: هذه الأقطاع مصنوعة قبيحة الصنعة وتلك الألفاظ والحال فيها أظهر من أن يدل عليها، وقد ذكرها محمد بن إسحاق في كتابه أيضا وذكر غيرها ولو كنا جميعا من ذكرها لكان أجمل بها من إضافتها مثل هذا الشعر مع ركاكة ألفاظه وخلوة من المعاني كلها إلى الصديق- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- وهو من قريش الموصوفين بالبلاغة والفصاحة المعروفين بالجزالة والرجاحة يرضي لنفسه بإضافة مثل هذا إليه عقله وفضله بإيمان ذلك عليه، وكان الواقدي لم يذكر شيئا من شعر حسان بما رثى به النبي صلى الله عليه وسلم على قول ابن أبي الزياد وما حكاه عن شيوخ الأنصار فأحرى به ألا يذكر شيئا عن

ص: 594

أبي بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- للحديث المأثور، والفعل المشهور، عن الزهري، عن عروة عن عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- قالت:

واللَّه ما قال أبي شعرا في جاهلية ولا إسلام. في قصة طويلة [ (1) ] .

وأخرج البخاري هذا الحديث في كتابه (الصحيح) ومثل هذا الحديث عن عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- قالت: كذب من أخبركم أن أبا بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- قال: بيت شعر في الإسلام، رواه البخاري عن ابن المتوكل، عن عبد الرزاق.

ثم قال: وأنشدنا هشام بن محمد الكلبي عن عثمان بن عبد الملك أن عمران بن بلال بن عبد اللَّه بن أنيس قال سمعتها من مشيختنا قال: قال عبد اللَّه بن أنيس يرثى النبي صلى الله عليه وسلم:

تطاول ليلى واعترتني القوارع

وخطب جليل للبلية جامع!

غداة نعى الناعي إلينا محمدا،

وتلك التي تصطك منها المسامع

فلو رد ميتا قتل نفسي قتلتها!

ولكنه لا يدفع الموت دافع

فآليت لا أثنى على هلك هالك

من الناس، ما أوفى ثبير وفارع

ولكنني باك عليه ومتبع

مصيبته، إني إلى اللَّه راجع!

وقد قبض اللَّه النبيين قبله،

وعاد أصيبت بالرزى والتبايع

فيا ليت شعرى! من يقوم بأمرنا؟

وهل في قريش من إمام ينازع؟

ثلاثة رهط من قريش هم هم

أزمة هذا الأمر، واللَّه صانع

علي أو الصديق أو عمر لها،

وليس لها بعد الثلاثة رابع!

فإن قال منا قائل غير هذه

أبينا، وقلنا: اللَّه راء وسامع

فيا لقريش! قلدوا الأمر بعضهم،

فإن صحيح القول للناس نافع

ولا تبطئوا عنها فواقا فإنّها

إذا قطعت لم يمن فيها المطامع

[ (1) ] شعر أبي بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- في رثاء النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ابن سعد في (الطبقات) :

2/ 319- 321، كما أثبتناه من (الأصل) .

ص: 595

قال أبو عمرو- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- يرثي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:

يا عين فابكى بدمع ذري

لخير البرية والمصطفى!

وابكي الرسول! وحق البكاء

عليه، لدى الحرب عند اللقا!

على خير من حملت ناقة،

وأتقى البرية عند التقى

على سيد ماجد جحفل،

وخير الأنام وخير اللها!

له حسب فوق كل الأنام

من هاشم ذلك المرتجى

نخص بما كان من فضله،

وكان سراجا لنا في الدجى!

وكان بشيرا لنا منذرا،

ونورا لنا ضوءه قد أضا

فأنقذنا اللَّه في نوره،

ونجى برحمته من لظى!

قالت أروى بنت عبد المطلب- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها-: [ (1) ]

ألا يا عين! ويحك أسعديني

بدمعك، ما بقيت، وطاوعيني

ألا يا عين ويحك! واستهلي

علي نور البلاد وأسعديني!

[ (1) ] أروى بنت عبد المطلب بن هاشم الهاشمية، عمة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

قال أبو عمر: كانت تحت: عمير بن وهب بن عبد بن قصي، فولدت له. طليبا، ثم خلف عليها كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي فولدت له أروى.

وحكى أبو عمر عن محمد بن إسحاق- أنه لم يسلم من عمات النبي صلى الله عليه وسلم إلا صفية، وتعقبه بقصة أروى، وذكرها العقيلي في الصحابة، وأسند عن الواقدي، عن موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبيه، قال: لما أسلم طليب بن عمير دخل على أمه أروى بنت عبد المطلب، فقال لها: قد أسلمت وتبعت محمدا فذكر قصة فيها: وما يمنعك أن تسلمي، فقد أسلم أخوك حمزة.

فقالت: انظر ما يصنع أخواي قال: قلت: فإنّي أسألك باللَّه إلا أتيته فسلمت عليه وصدقته.

قالت: فإنّي أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأشهد أن محمدا رسول اللَّه، ثم كانت تعضد النبي صلى الله عليه وسلم بلسانها، وتحض ابنها على نصرته والقيام بأمره.

وقال ابن سعد: أسلمت، وهاجرت إلى المدينة. وأخرج عن الواقدي بسند له إلى برة بنت أبي تجراة، قالت:

عرض أبو جهل وعدة معه للنّبيّ صلى الله عليه وسلم فآذوه، فعمد طليب بن عمير إلى أبي جهل فضربه فشجه، فأخذوه،

ص: 596

فإن عذلتك عاذلة فولي:

علام وفيم، ويحك! تعذليني؟

على نور البلاد معا جميعا

رسول اللَّه أحمد فاتركيني

فإلا تقصري بالعذل عني،

فلومي ما بدا لك أو دعيني!

لأمر هدني وأذل ركني،

وشيب بعد جدتها قروني!

وقالت أيضا- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها-:

ألا يا رسول اللَّه كنت رجاءنا،

وكنت بنا برا ولم تك جافيا!

وكنت بنا رءوفا رحيما نبينا،

ليبك عليك اليوم من كان باكيا!

لعمرك ما أبكي النبي لموته!

ولكن لهرج كان بعدك آتيا

كان على قلبي لذكر محمد،

وما خفت من بعد النبي المكاويا

أفاطم صلى اللَّه، رب محمد،

على جدث أمسى بيثرب ثاويا!

أبا حسن فارقته وتركته

فبكّ بحزن آخر الدهر شاجيا!

فدى لرسول اللَّه أمي وخالتي

وعمي ونفسي قصرة ثم خاليا

صبرت وبلغت الرسالة صادقا،

وقمت صليب الدين أبلج صافيا!

فلو أن رب الناس أبقاك بيننا

سعدنا، ولكن أمرنا كان ماضيا!

عليك من اللَّه السلام تحية،

وأدخلت جنات من العدن راضيا!

[ () ] فقام أبو لهب في نصرته، وبلغ أروي، فقالت: إن خير أيامه نصر ابن خاله، فقيل لأبي لهب: إن أروى صبت، فدخل عليها يعاتبها، فقالت: قم دون ابن أخيك، فإنه إن يظهر كنت بالخيار، وإلا كنت قد أعذرت في ابن أخيك، فقال أبو لهب: ولنا طاقة بالعرب قاطبة؟ إنه جاء بدين محدث. قال ابن سعد: ويقال إن أروى قالت:

إن طليبا نصر ابن خاله

واساه في ذي دمه وماله.

وذكر محمد بن سعد أن أروى هذه رثت النبي صلى الله عليه وسلم وأنشد لها من أبيات:

ألا يا رسول اللَّه كنت رجاءنا

وكنت بنا برا ولم تك جافيا

كأن على قلبي لذكر محمد

وما جمعت بعد النبي المجاويا

(الإصابة) : 7/ 480- 481، ترجمة رقم (10785) .

ص: 597

وقالت عاتكة بنت عبد المطلب- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها-:

عيني جودا طوال الدهر وانهمرا

سكبا وسحا بدمع غير تعذير!

يا عين فاستحضري بالدمع واحتفلي

حتى الممات بسجل غير منزور

يا عين فانهملي بالدمع واجتهدي

للمصطفى، دون خلق اللَّه، بالنور

بمستهل من الشؤبوب ذي سيل،

فقد رزئت نبي العدل والخير!

وكنت من حذر للموت مشفقة،

وللذي خط من تلك المقادير!

من فقد أزهر ضافي الخلق ذي فخر

صاف من العيب والعاهات والزور!

فاذهب حميدا! جزاك اللَّه مغفرة،

يوم القيامة، عند النفخ في الصور

قالت أيضا- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها-:

يا عين جودي، ما بقيت، بعبرة

سحا على خير البرية أحمد

يا عين فاحتفلي وسحي واسجمي

وابكي على نور البلاد محمد!

أني، لك الويلات! مثل محمد

في كل نائبة تنوب ومشهد؟

فابكي المبارك والموفق ذا التقى،

حامي الحقيقة ذا الرشاد المرشد

من ذا يفك عن المغلل غله

بعد المغيب في الضريح الملحد؟

أم من لكل مدفع ذي حاجة،

ومسلسل يشكو الحديد مقيد؟

أم من لوحي اللَّه يترك بيننا

في كل ممسى ليلة أو في غد؟

فعليك رحمة ربنا وسلامه،

يا ذا الفواضل والندى والسؤدد!

هلا فداك الموت كل ملعن

شكى خلائقه لئيم المحتد؟

قالت أيضا- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها-:

أعيني جودا بالدموع السواحم

على المصطفى بالنور من آل هاشم

على المصطفى بالحق والنور والهدى

وبالرشد بعد المندبات العظائم

وسحا عليه وابكيا، ما بكيتما،

على المرتضى للمحكمات العزائم

على المرتضى للبر والعدل والتقي،

وللدين والإسلام بعد المظالم

على الطاهر الميمون ذي الحلم والندى

وذي الفضل والداعي لخير التراحم

أعيني ماذا، بعد ما قد فجعتما

به، تبكيان الدهر من ولد آدم؟

فجودا بسجل واندبا كل شارق

ربيع اليتامى في السنين البوازم!

ص: 598

قالت صفية بنت عبد المطلب- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها-:

لهف نفسي! وبت كالمسلوب

آرق الليل فعله المحروب!

من هموم وحسرة رد فتني،

ليت أني سقيتها بشعوب!

حين قالوا: إن الرسول قد أمسى

وافقته منية المكتوب!

إذ رأينا أن النبي صريع،

فأشاب القذال أي مشيب

إذ رأينا بيوته موحشات،

ليس فيهن بعد عيش حبيب

أورث القلب ذاك حزنا طويلا،

خالط القلب، فهو كالمرعوب

ليت شعري! وكيف أمسى صحيحا

بعد أن بين بالرسول القريب؟

أعظم الناس في البرية حقا،

سيد الناس حبه في القلوب

فإلى اللَّه ذاك أشكو! وحسبي

يعلم اللَّه حوبتي ونحيبي!

قالت أيضا- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها-:

أفاطم ابكي ولا تسأمي

بصبحك، ما طلع الكوكب!

هو المرء يبكي، وحق البكاء!

هو الماجد السيد الطيب!

فأوحشت الأرض من فقده،

وأي البرية لا ينكب؟

فما لي بعدك حتى الممات

إلا الجوى الداخل المنصب

فبكي الرسول! وحقت له

شهود المدينة والغيب!

لتبكيك شمطاء مضرورة،

إذا حجب الناس لا تحجب

ليبكيك شيخ أبو ولدة

يطوف بعقوته أشهب

ويبكيك ركب إذا أرملوا،

فلم يلف ما طلب الطلب

وتبكي الأباطح من فقده،

وتبكيه مكة والأخشب

وتبكي وعيرة من فقده

بحزن ويسعدها الميثب!

فعيني مالك لا تدمعين؟

وحق لدمعك يستسكب!

وقالت صفية أيضا- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها-:

أعيني جودا بدمع سجم

يبادر غربا بما منهدم

أعيني فاسحنفرا واسكبا

بوجد وحزن شديد الألم

على صفوة اللَّه رب العباد.

ورب السماء وبارى النسم

ص: 599

علي المرتضى للهدى والتقى،

وللرشد والنور بعد الظلم

على الطاهر المرسل المجتبى،

رسول تخيره ذو الكرم

وقالت صفية أيضا- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها-:

أرقت فبت ليلي كالسليب

لوجد في الجوانح ذي دبيب!

فشيبي، وما شابت لداتي،

فأمسي الرأس مني كالعسيب

لفقد المصطفى بالنور حقا،

رسول اللَّه، مالك من ضريب

كريم الخيم أروع مضرحي

طويل الباع منتجب نجيب!

ثمال المعدمين وكل جار،

ومأوى كل مضطهد غريب

فإما تمس في جدث مقيما،

فقد ما عشت ذا كرم وطيب!

وكنت موفقا في كل أمر

وفيما ناب من حدث الخطوب

وقالت صفية أيضا- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها-:

عين جودي بدمعة تسكاب

للنّبيّ المطهر الأواب

واندبي المصطفى فعمي وخصي

بدموع غزيرة الأسراب

عين من تندبين بعد نبي

خصه اللَّه ربنا بالكتاب

فاتح خاتم رحيم رءوف،

صادق القيل طيب الأثواب

مشفق ناصح شفيق علينا،

رحمة من إلهنا الوهاب

رحمة اللَّه والسلام عليه،

وجزاه المليك حسن الثواب!

وقالت صفية أيضا- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها-:

عين جودي بدمعة وسهود،

واندبي خير هالك مفقود!

واندبي المصطفى بحزن شديد

خالط القلب، فهو كالمعمود

كدت أقضي الحياة لما أتاه

قدر خط في كتاب مجيد!

فلقد كان بالعباد رءوفا،

ولهم رحمة وخخي رشيد

رضي الله عنه حيا وميتا،

وجزاه الجنان يوم الخلود!

وقالت صفية أيضا- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها-:

آب ليلي علي التسهاد،

وجفا الجنب غير وطء الوساد

ص: 600

واعترتني الهموم جدا بوهن

لأمور نزلن حقا، شداد

رحمة كان للبرية طرا

فهدى من أطاعه للسداد

طيب العود والضريبة والشيم

محض الأنساب واري الزناد

أبلج صادق السجية عف،

صادق الوعد منتهي الرواد!

عاش ما عاش في البرية برا،

ولقد كان نهبة المرتاد

ثم ولي عنا فقيدا حميدا،

فجزاه الجنان رب العباد!

وقالت هند بنت الحارث- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها-:

يا عين جودي بدمع منك وابتدري!

كما تنزل ماء الغيث فانثعبا

أو فيض غرب على عادية طويت

في جدول خرق بالماء قد سربا

لقد أتتني من الأنباء معضلة

أن ابن آمنة المأمون قد ذهبا

أن المبارك والميمون في جدث

قد ألحفوه تراب الأرض والحدبا

أليس أوسطكم بيتا وأكرمكم

خالا وعما كريما ليس مؤتشبا

وقالت هند بنت أثاثة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها-:

أشاب ذؤابتي وأذل ركني

بكاؤك، فاطم، الميت الفقيدا

فأعطيت العطاء فلم تكدر،

وأخدمت الولائد والعبيدا

وكنت ملاذنا في كل لزب،

إذا هبت شآمية برودا

وإنك خير من ركب المطايا،

وأكرمهم إذا نسبوا جدودا!

رسول اللَّه فارقنا، وكنا

نرجي أن يكون لنا خلودا

أفاطم! فاصبري فلقد أصابت

رزيئتك التهائم والنجودا

وأهل البر والأبحار طرا،

فلم تخطئ مصيبته وحيدا

وكان الخير يصبح في ذراه،

سعيد الجد قد ولد السعودا!

وقالت أيضا- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها-:

ألا يا عين أبكي! لا تملي،

فقد بكر النهي بمن هويت

وقد بكر النعي بخير شخص،

رسول اللَّه حقا ما حييت

ولو عشنا، ونحن نراك فينا

وأمر اللَّه يترك، ما بكيت

فقد بكر النعي بذاك عمدا،

فقد عظمت مصيبة من نعيت

وقد عظمت مصيبته وجلت،

وكل الجهد بعدك قد لقيت

ص: 601

إلى رب البرية ذاك نشكو،

فإن اللَّه يعلم ما أتيت

أفاطم! إنه قد هدّ ركني،

وقد عظمت مصيبة من رزيت

فقد كان بعدك أنباء وهنبثة،

لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب

إنا فقدناك فقد الأرض وابلها!

فاحتل لقومك واشهدهم ولا تغب

قد كنت بدرا ونورا يستضاء به،

عليك تنزل من ذي العزة الكتب

وكان جبريل بالآيات يحضرنا،

فغاب عنا وكل الغيب محتجب

فقد رزئت أبا سهلا خليقته،

محض الضريبة والأعراق والنسب

وقالت عاتكة بنت زيد بن عمرو- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها-:

أمست مراكبه أوحشت،

وقد كان يركبها زينها

وأمست تبكي علي سيد

تردد عبرتها عينها

وأمست نساؤك ما تستفيق

من الحزن يعتادها دينها

وأمست شواحب مثل النصال

قد عطلت وكبا لونها!

يعالجن حزنا بعيد الذهاب،

وفي الصدر مكتنع حينها

يضربن بالكف حر الوجوه

علي مثله جادها شونها

هو الفاضل السيد المصطفى

علي الحق مجتمع دينها

فكيف حياتي بعد الرسول،

وقد حان من ميتة حينها؟

وقالت أيضا عاتكة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها-:

عين جودي! فإن بذلك للدمع

شفاء، فأكثري م البكاء

حين قالوا: الرسول أمسى فقيدا

ميتا، كان ذاك كل البلاء!

وابكيا خير من رزئناه في الدنيا

ومن خصه بوحي السماء

بدموع غزيرة منك حتى

يقضي اللَّه فيك خير القضاء

فلقد كان ما علمت وصولا،

ولقد جاء رحمة بالضياء!

ولقد كان بعد ذلك نورا

وسراجا يضيء في الظلماء

طيب العود والضريبة والمعدن

والخيم خاتم الأنبياء

ص: 602

قال أبو سفيان- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه-

أرقت فبات ليلي لا يزول

وليل أخي المصيبة فيه طول

وأسعدني البكاء وذاك فيما

أصيب المسلمون به قليل

لقد عظمت مصيبتنا وجلت

عشية قيل: قد قبض الرسول

وأضحت أرضنا مما عراها

تكاد بنا جوانبها تميل

فقدنا الوحي والتنزيل فينا

يروح به ويغدو جبرئيل

وذاك أحق ما سالت عليه

نفوس الناس أو كربت تسيل

نبي كان يجلو الشك عنا

بما يوحى إليه وما يقول

ويهدينا فلا نخشى ضلالا

علينا والرسول لنا دليل

أفاطم إن جزعت فذاك عذر

وإن لم تجزعي ذاك السبيل

فقبر أبيك سيد كل قبر

وفيه سيد الناس الرسول

ص: 603