الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما سنه صلى الله عليه وسلم حين توفي
ففي حديث ربيعة وأبي غالب عن أنس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- أنه قال: توفى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو ابن ستين، وهو قول عروة بن الزبير.
وروى حميد عن أنس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- قال: توفى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس وستين. ذكره أحمد بن زهير، عن ابن معاذ، عن بشر بن المفضل عن حميد، وروى الحسن عن دعفل النسابة- وهو دعفل بن حنظلة- قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قبض وهو ابن خمس وستين سنة، ولم يدرك دعفل النبي صلى الله عليه وسلم. وقال البخاري: ولا يعرف للحسن سماعا من دعفل. قال البخاري:
وروى عمار بن أبي عمار عن ابن عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما قال:
أنزل علي النبي صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين وخمس سنين وأشهر ولم يوافق عليه الصلاة والسلام شيئا إلا مثل له.
قال: وروى عكرمة عن ابن عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما قال: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قبض وهو ابن ثلاث وستين. قال أبو عمر: قد روى على بن زيد عن يوسف بن مهران عن بن عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما- قال إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم توفي وهو ابن خمس وستين. ذكره أحمد بن زهير عن أحمد بن حنبل، عن هيثم عن علي بن زيد. وإنما ذكرنا هذا وإن كان صحيحا عندنا غيره، لقول البخاري: إنه لم يتابع عمار بن أبي عمار مولى بني هاشم عن ابن عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما- أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم توفي وهو ابن ثلاث وستين كما ذكرنا.
وقد روى أبو حمزة ومحمد بن سيرين أيضا عن ابن عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما- قال: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم توفى وهو ابن ثلاث وستين ولم يختلف عن عائشة ومعاوية- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما- أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم توفى وهو ابن ثلاث وستين.
وأم حديث عمار بن أبي عمار فرواه سفيان الثوري عن خالد الحذاء عن عمار مولى بني هاشم عن ابن عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما- قال:
بعث النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين سنة فأقام بمكة خمس عشرة سنة، وبالمدينة عشر سنين، وقبض وهو ابن خمس وستين. رواه شعبة عن يونس بن عبيد عن أبي عمار مولى بني هاشم. ثم قال: سألت ابن عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما: أبن كم توفى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ فقال: إن هذا الشديد على
مثلك أن يعلم بمثله ورواه حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار، قال: توفى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس وستين.
ورواه حماد بن سلمة عن عمار بن أبى عمار عن ابن عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما في هذا أقوى، لأن عمار بن أبي عمار مولى بني هاشم، وسعيد ابن جبير من رواية العلاء بن صالح عن المنهال، عن سعيد بن جبير ويوسف بن مهران كلهم قد تلقوا عن ابن عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما، قال: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم توفى وهو ابن خمس وستين وروى أبو سلمة، وعكرمة، ومحمد بن سيرين، وأبو حصين ومقسم، وأبو طيبان، وعمرو بن دينار، كلهم عن ابن عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما- قال: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم توفى وهو ابن ثلاث وستين.
وقد روى معاذ عن بشر بن المفضّل، عن حميد بن أنس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- قال: توفى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس وستين.
وذكره ابن أبي خثيمة عن المغني بن معاذ هكذا. ورواه أبو مسلم المشتمل عن معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن أنس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- مثله، قال: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم توفي وهو ابن خمس وستين. وقد روى معاذ ابن معاذ عن بشر بن المفضل، عن حميد عن أنس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهم- قال: توفى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس وستين. ثم ذكر أبو عمير من طريق موسى بن عقبة عن ابن شهاب، قال: حدثني عروة عن عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما- قال: توفى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين.
ومن طريق قاسم بن أصبغ، حدثني أحمد بن زهير. حدثنا إسماعيل بن كريم الفرجمانى، حدثنا حسان بن إبراهيم، حدثنا يونس بن زيد، عن الزهري، قال: أخبرنى عروة عن عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- قالت: توفى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين. قال الزهري: أخبرنى سعيد بن المسيب عن عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك.
قال أبو عمر هذا أصحّ شيء في هذا الباب إلا أني أعجب من رواية هشام ابن عروة وعمرو بن دينار عن عروة قوله خلاف هذا الحديث على ما قدمناه عنه وما أدري كيف هذا؟ وروى شعبة وإسرائيل عن أبى إسحاق، عن عامر بن سعيد عن جرير عن عبد اللَّه، قال: إنه سمع معاوية يقول: قبض رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين. قاله أبو إسحاق وعامر بن سعد وعبد اللَّه بن عتبة وسعيد بن المسيب والشعبي عليه أقره الناس لأنه يجتمع على هذا القول
كل من قال نبئ على رأس أربعين، وأقام بمكة ثلاث عشر سنة، وكل من قال:
بعث على رأس ثلاث وأربعين، وأقام بمكة عشرا، وهو الّذي يسكن إليه القلب في وفاته صلى الله عليه وسلم ولا خلاف في أنه ولد يوم الاثنين بمكة في ربيع الأول عام الفيل وأن يوم الاثنين أول يوم أوحي إليه فيه وأنه قدم المدينة في ربيع الأول.
قال ابن إسحاق هو ابن ثلاث وخمسين، وأنه توفي يوم الاثنين في شهر ربيع الأول سنة إحدى من الهجرة. وروى كريب عن ابن عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما- قال: أوحي اللَّه تعالى إلي النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين، فأقام بمكة ثلاث عشرة سنة، وبالمدينة عشرا، وتوفى وهو ابن ثلاث وستين، وأنزل عليه وهو ابن أربعين وأقام بمكة ثلاث عشرة سنة، وبالمدينة عشرا، وتوفي وهو ابن ثلاث وستين، وأنزل عليه وهو ابن أربعين سنة، وأقام بمكة ثلاث عشرة سنة وبالمدينة عشرا.
قال أبو عمر: هذا أصح ما في ذلك عندي، ثم ذكر من طريق أبي زرعة حدثنا أحمد بن صالح حدثنا عيينة بن خالد، حدثنا يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- قالت: توفى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين،
وصدق ذلك حديث علي بن حسين، قال: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم توفي ابن ثلاث وستين. واللَّه تبارك وتعالى أعلم.
قال المؤلف: وحديث معاوية الّذي ذكره الحافظ أبو عمر، وخرجه مسلم من طريق سلام بن أبي الأحوص عن أبي إسحاق، قال: كنت جالسا مع عبد اللَّه بن عتبة فذكروا سنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال بعض القوم: كان أبو بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- أكبر من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال عبد اللَّه: قبض رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين، ومات أبو بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- وهو ابن ثلاث وستين، وقيل: عمر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- وهو ابن ثلاث وستين، فقال رجل من القوم: كنا قعودا عند معاوية- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- قبض رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين، ومات أبو بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- وهو ابن ثلاث وستين وقيل:
عمر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- وهو ابن ثلاث وستين.
وخرجه من طريق شعبة قال: سمعت أبا إسحاق يحدث عن عامر بن سعد البجلي، عن جرير أن سمع معاوية يخطب، فقال: مات رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين.
وخرجه الترمذي [ (1) ] من طريق شعبة عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد عن جرير بن عبد اللَّه بن أبي سفيان، أنه قال: سمعته يخطب ويقول: مات رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مثله سواء.
وخرجه النسائي من طريق الشعبي عن جرير، قال: كنا عند معاوية- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- فقال: قبض رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم [وهو] ابن ثلاث وستين.
[ (1) ](سنن الترمذي) : 5/ 564- 565، كتاب المناقب، باب (13) في سن النبي صلى الله عليه وسلم كم كان حين مات، أحاديث أرقام (3650) ، (3651) ، (3652) ، (3653) ، (3654) .