الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما تيقن عبد اللَّه بن سلام رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه صدق رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في رسالته
فخرج الحاكم [ (1) ] من حديث هوذة بن خليفة حدثنا عوف بن أبي جميلة، عن زرارة بن أبي أوفى، عن عبد اللَّه بن سلام- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- قال: لما ورد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس إليه وقيل: قدم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: وجئت في الناس لأنظر فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، وكان أول شيء سمعته يتكلم أن قال: يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام،
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين. [ولم يخرجاه] .
وخرّج البخاريّ من حديث عبد اللَّه بن منبر [سمع عبد اللَّه بن بكر] حدثنا حميد بن أنس قال سمع: عبد اللَّه بن سلام- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- بمقدم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو في أرض يخترف، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمن إلا نبي فما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام أهل الجنة؟ وما ينزع الولد إلى أبيه أو إلى أمه؟ قال: أخبرني بهن جبريل آنفا، قال: جبريل؟ قال: نعم. قال: ذلك عدو اليهود من الملائكة، فقرأ هذه الآية قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ [ (2) ] أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب، وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت، وإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد، وإذا سبق ماء المرأة نزعت، قال صلى الله عليه وسلم: أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأشهد أنك رسول اللَّه.
يا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إن اليهود قوم بهت وإنهم إن يعلموا بإسلامي قبل أن تسألهم يبهتوني، فجاءت اليهود فقال صلى الله عليه وسلم: أي رجل عبد اللَّه بن سلام فيكم؟ قالوا:
[ (1) ](المستدرك) : 3/ 14، كتاب الهجرة، حديث رقم (4283) ، وما بين الحاصرتين زيادة للسياق منه، وقال الحافظ الذهبي في (التلخيص) : على شرط البخاريّ ومسلم.
[ (2) ] البقرة: 97.
خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا، قال: أرأيتم إن أسلم عبد اللَّه بن سلام فقالوا: أعاذه اللَّه من ذلك فخرج عبد اللَّه فقال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأشهد أن محمدا رسول اللَّه، قالوا: شرنا وابن شرنا وانتقصوه، قال: فهذا الّذي كنت أخاف يا رسول اللَّه. في ذكره في التفسير [ (1) ] .
وذكره في المناقب من طريق بشر بن المفضل حدثنا حميد عن أنس إلى آخره بنحوه ولم يقل فيه: وهو في أرض يخترف، ولم يقل فيه: فقرأ هذه الآية، وقال فيه: خيرنا وابن خيرنا، وأفضلنا وابن أفضلنا، قال النبي صلى الله عليه وسلم:
أرأيتم إن أسلم عبد اللَّه بن سلام؟ قالوا: أعاذه اللَّه من ذلك، فأعاد عليهم، فقالوا: مثل ذلك فخرج إليهم عبد اللَّه، الحديث إلى آخره [ (2) ] .
وذكره في أول كتاب الأنبياء من حديث الفزاري، عن حميد، عن أنس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- قال: بلغ عبد اللَّه بن سلام مقدم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المدينة، فأتاه فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبيّ، قال: ما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام يأكلها أهل الجنة؟ ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه؟ ومن أي شيء ينزع إلى أخواله، الحديث.
وقال فيه: فزيادة كبد الحوت، وأما الشبه في الولد فإن الرجل إذا غشي المرأة فسبقها ماؤه كان الشبه به، وإذا سبق ماؤها كان الشبه لها، وفيه جاءت اليهود، ودخل عبد اللَّه البيت فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أي رجل فيكم عبد اللَّه؟
قالوا: أعلمنا وابن أعلمنا، وأخبرنا وابن أخبرنا، الحديث إلى قوله: شرنا
[ (1) ](فتح الباري) : 8/ 209، كتاب التفسير، باب (6) قوله تعالى: مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ.
حكى الثعلبي عن ابن عباس أن سبب عداوة اليهود لجبريل- عليه السلام أن نبيهم أخبرهم أن بخت نصّر سيخرب بيت المقدس، فبعثوا رجلا ليقتله، فوجده شابا ضعيفا، فمنعه جبريل من قتله وقال له: إن كان اللَّه أراد هلاككم على يده فلن تسلط عليه، وإن كان غيره فعلى أي حق تقتله؟ فتركه، فكبر بختنصر وغزا بيت المقدس فقتلهم وخربه، فصاروا يكرهون جبريل لذلك. (فتح الباري) .
[ (2) ](المرجع السابق) : 7/ 346- 347، كتاب مناقب الأنصار، باب (51) بدون ترجمة.
حديث رقم (3938) .
وابن شرنا، ووقعوا فيه [ (1) ] . ولم يزد على هذا ولم يقل فيه: فقرأ هذه الآية:
مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ.
وذكر البيهقيّ [ (2) ] من طريق يونس بن بكير، عن أبي معشر المدني، عن سعيد المقبري قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا أتى قباء أمر مناديه فنادى بالصلاة، فذكر الحديث في مجيء عبد اللَّه بن سلام وجلوسه عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ورجوعه إلى عمته فقالت له: يا ابن أخي لم احتبست؟ فقال: يا عمة كنت عند رسول اللَّه فقالت: عند موسى بن عمران؟ فقال لم أكن عند موسى بن عمران، فقالت: عند النبي الّذي يبعث قبيل قيام الساعة! قال:
نعم، من عنده جئت، فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن ثلاث، فذكر الحديث الأول إلا أنه سأله عن السواد الّذي في القمر بدل أول أشراط الساعة،
قال:
فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أول نزل ينزله، قال أهل الجنة بلام ونون، فقال: ما بلام ونون؟ فقال: ثور وحوت يأكل من زائدة كبد، أحدهما سبعون ألفا، ثم يقومان يزفنان لأهل الجنة، وأما الشبه فأي النطفتين سبقت إلى الرحم من الرجل أو المرأة فالولد به أشبه.
وأما السواد الّذي في القمر فإنه ما كان شمسين فقال اللَّه- تعالى-:
وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً [ (3) ] ، والسواد الّذي رأيت هو المحو فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ، فقال عبد اللَّه بن سلام:
أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأشهد أن محمدا رسول اللَّه.
ثم ذكر الحديث في قصة اليهود الذين دخلوا عليه وسألهم عن عبد اللَّه وما أجابوا به، وقول النبي صلى الله عليه وسلم في آخره: أجزنا الشهادة الأولى وأما هذه فلا.
[ (1) ](المرجع السابق) : 6/ 446- 447، كتاب أحاديث الأنبياء، باب (1) خلق آدم وذريته، حديث رقم (3329)، وفي (الأصل) :«أخيرنا وابن أخيرنا» وما أثبتناه من (البخاريّ) .
[ (2) ](دلائل البيهقيّ) : 6/ 261- 262، باب مسائل عبد اللَّه بن سلام- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- وإسلامه حين عرف صدق رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في رسالته.
[ (3) ] الإسراء: 12.
وخرج الحاكم [ (1) ] من طريق صفوان بن عمرو قال: حدثني عبد الرحمن ابن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عوف بن مالك الأشجعي قال: انطلق النبي صلى الله عليه وسلم وأنا معه حتى دخلنا كنيسة اليهود، فقال: يا معشر اليهود أروني اثني عشر رجلا يشهدون أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدا رسول اللَّه يحط اللَّه عن كل يهودي تحت أديم السماء الغضب الّذي غضب عليهم قال: فأسكتوا، ما أجابه أحد منهم، ثم ردّ عليهم فلم يجبه منهم أحد، فقال: أبيتم! فو اللَّه لأنا الحاشر، وأنا العاقب، وأنا النبيّ المصطفى، أبيتم أو كذبتم، ثم انصرف وأنا معه حتى كدنا أن نخرج، فإذا رجل من خلفنا يقول: كما أنت يا محمد، فقال ذلك الرجل: أي رجل أعلم بكتاب اللَّه منك ولا أفقه منك، ولا من أبيك قبلك، ولا من جدك قبل أبيك، قال: فإنّي أشهد له باللَّه أنه نبي اللَّه الّذي تجدونه في التوراة، فقالوا: كذبت، ثم ردوا عليه قوله وقالوا فيه شرا، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: كذبتم لن يقبل قولكم أما آنفا فتثنون عليه من الخير ما أثنيتم، وأما إذا آمن فكذبتموه وقلتم فيه ما قلتم، فلن نقبل قولكم، قال: فخرجنا ونحن ثلاثة:
رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وعبد اللَّه بن سلام، وأنا، وأنزل اللَّه- تعالى- فيه: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ الآية [ (2) ] .
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه انما اتفقا على حديث حميد، عن أنس أي رجل عبد اللَّه بن سلام فيكم مختصرا.
[ (1) ](المستدرك) : 3/ 415، كتاب معرفة الصحابة، ذكر مناقب عبد اللَّه بن سلام الإسرائيلي- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- حديث رقم (5756)، وقال الحافظ الذهبي في (التلخيص) : على شرط البخاريّ ومسلم، وإنما اتفقا على حديث حميد عن أنس.
[ (2) ] الأحقاف: 10.