الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر مبلغ عمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
اعلم أن الروايات قد اختلفت عن ابن عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما- وعن عائشة وأنس بن مالك- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهم- في سنّ النبي صلى الله عليه وسلم فروى- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهم ستون، وروي ويتبين ثلاث وستون وروى عن ابن العباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما- أيضا خمسة وستون ويتبين هذا مما يوردهم عنهم إنشاء اللَّه تعالى.
خرج البخاري في أول المناقب [ (1) ] ، وفي آخر المغازي [ (2) ] ، وخرج
[ (1) ](فتح الباري) : 6/ 694، كتاب المناقب، باب (19) وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، حديث رقم (3536) .
[ (2) ](المرجع السابق) : 8/ 190، كتاب المغازي باب (86) حديث رقم (4466) . قوله: باب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أي في أي السنين وقعت؟ قوله: (عن يحيي) هو ابن أبي كثر.
قوله: (لبث بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن، وبالمدينة عشرا) هذا يخالف المروي عن عائشة عقبة أنه عاش ثلاثا وستين، إلا أن يحمل على إلغاء الكسر كما قيل مثله في حديث أنس المتقدم في باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم من كتاب المناقب. وأكثرها ما قيل في عمره أنه خمس وستون سنه، أخرجه مسلم من طريق عمار بن أي عمار، عن ابن عباس، ومثله لأحمد عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس، وهو مغاير لحديث الباب لأن مقتضاه أن يكون عاش ستين إلا أن يحمل على إلغاء الكسر، أو على قول من قال: إنه بعث ابن ثلاث وأربعين وهو مقتضى رواية عمرو بن دينار، عن ابن عباس أنه مكث بمكة ثلاث عشرة ومات ابن ثلاث وستين، وفي رواية هشام بن حسان، عن عكرمة، عن ابن عباس: لبث بمكة ثلاث عشرة وبعث لأربعين ومات وهو ابن ثلاث وستين. وهذا موافق لقول الجمهور، وقد مضى في باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، والحاصل أن كل من روى عنه من الصحابة ما يخالف المشهور- وهو ثلاث وستون- جاء عنه المشهور، وهم ابن عباس وعائشة وأنس، ولم يختلف على معاوية أنه عاش ثلاثا وستين، وبه جزم سعيد بن المسيب والشعبي ومجاهد، وقال أحمد:
هو الثبت عندنا، وقد جمع السهيليّ بين القولين المحكيين بوجه آخر، وهو أن من قال: مكث ثلاث عشرة عد من أول ما جاء الملك بالنّبوّة، ومن قال: مكث عشرا أخذ ما بعد فترة الوحي ومجيء الملك بيا أيها المدثر، وهو مبني على صحة خبر الشعبي الّذي نقلته من تاريخ الإمام أحمد في بدء الوحي، ولكن وقع في حديث ابن عباس عند بن سعد ما يخالفه كما أوضحته في الكلام على حديث عائشة في بدء الوحي المخرج من رواية
مسلم [ (1) ] من حديث عقيل بن شهاب أخبرنى سعيد بن المسيب بمثل ذلك وأخرجه مسلم من طريق يونس بن يزيد عن ابن شهاب مثل حديث عقيل.
وأخرجه النسائي [ (2) ] أيضا.
وخرج البخاري من هشام حدثنا عكرمة، عن ابن عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما- قال: بعث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لأربعين سنه، فمكث بمكة ثلاث عشرة يوحي إليه، عشرة سنه بالهجرة ثم أمر بالهجرة فهاجر عشر سنين ومات وهو ابن ثلاثة وستين [ (3) ] .
ومن طريق مطر بن الفضل حدثنا روح بن عبادة، حدثا زكريا بن إسحاق حدثنا عمرو بن دينار، عن ابن عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى قال:
مكث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاث عشرة وتوفي وهو ابن ثلاث وستين. خرج في أول كتاب فضائل القرآن [ (4) ] من طريق يحيى عن ابن سلمة قال: أخبرتنى
[ () ] معمر عن الزهري فيما يتعلق بالزيادة التي أرسلها الزهري، ومن الشذوذ ما رواه عمر بن شبة أنه عاش إحدى أو اثنتين وستين ولم يبلغ ثلاثا وستين، وكذا رواه ابن عساكر من وجه المذكور أنه شاذ من القول، وقد جمع بعضهم بين الروايات المشهورة بأن من قال: خمس وستون جبر الكسر، وفيه نظر لأنه يخرج منه أربع ستون فقط وقل من تنبه لذلك.
قوله: قال ابن شهاب: واخبرني سعيد بن المسيب مثله. وهو موصول بالإسناد المذكور، وقوله:[مثله] يحتمل أن يريد أنه حدثه بذلك عن عائشة أو أرسله، والقصد بالمثل المتن فقط، وقد أخرجه الإسماعيلي من طريق يونس، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عائشة- رضي الله عنها، وقد جوزت أن يكون موصولا لما شرحت هذا الحديث في أوائل صفة النبي صلى الله عليه وسلم حتى ظفرت به الآن كما حررت، واللَّه الحمد.
[ (1) ](مسلم بشرح النووي) ك 15/ 108، كتاب الفضائل، باب (32) باب كم سن النبي. ص) يوم قبضه، حديث رقم (114) ، وباب (33) كم أقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة والمدينة، حديث رقم (117) .
[ (2) ] لعله في (الكبرى) .
[ (3) ](فتح الباري) : 7/ 287، كتاب مناقب الأنصار، باب (450) هجرة النبي (ص) وأصحابه إلى المدينة، حديث رقم (3902) .
[ (4) ](المرجع السابق) : 9/ 3، كتاب فضائل القرآن، باب (1) كيف نزل الوحي، وأول ما نزل حديث رقم (4978) ، (4979) .
عائشة وابن عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما- قالا: لبث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين ونزل عليه القرآن، بالمدينة عشر سنين. وخرجه أيضا في آخر كتاب [ (1) ] المغازي عن يحيى، عن أبى سلمى، عن عائشة وابن عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما- قال: لبث بمكة الحديث بمثله.
وخرج مسلم عن طريق يزيد بن زريع حدثنا يونس بن عبيد، عن عمار مولى بنى هاشم قال سألت ابن عباس كم أتى لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم مات فقال ما كنت أحسب، مثلك من قومه يخفي عليه ذلك! قال: قلت إني قد سألت الناس فاختلفوا عليّ فأحببت أن أعلم قولك فيه، قال: أتحسب؟ قال: قلت:
نعم قال: أمسك أربعين بعث لها، وخمس عشرة بمكة يأمن ويخاف فأمرها وخاف، وعشرة من مهاجره إلى المدينة [ (2) ] ، وخرجه من حديث شبانة بن سوار حدثنا شعبه عن يونس بهذا الإسناد [ (3) ] ، نحو حديث ابن ذريع من حديث روح وخالد الجد، وحدثنا حماد بن سلمة، عن عمار عن ابن عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما- قالا: أقام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بمكة خمس عشرة سنه يسمع الصوت ويرى الضوء سبع سنين ولا يرى شيئا، وثمان سنين يوحى إليه، وأقام بالمدينة عشرا [ (4) ] .
وخرج الترمذي من حديث نصر بن علي عن بشر بن الفضل عن خالد، الخبر بمثله وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وخرج مسلم من حديث سفيان عن عمرو قال: قلت لعروة كم لبث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة؟ قال: عشرا، قلت: فإن ابن عباس يقول: بضع عشرة، فقال:
فغفره. وقال: إنما أخذه من قول الشاعر، قلت: يعنى حسان [ (5) ] :
ويؤتى في قريش بضع عشرة حجة
…
يذكر لو يلقى خليلا مواسيا.
وذكر ذلك كله مسلم في كتاب المناقب وخرج مسلم من حديث روح بن
[ (1) ] سبق تخريجه.
[ (2) ](مسلم بشرح النووي) : حديث رقم (199) .
[ (3) ](المرجع السابق) : الحديث الّذي يلي الحديث رقم (121) بدون رقم.
[ (4) ](المرجع السابق) : حديث رقم (123) .
[ (5) ](المرجع السابق) : باب (33) ، الحديث الّذي يلي الحديث (116) بدون رقم.
عبادة حدثنا زكريا بن إسحاق، عن عمرو بن دينار عن ابن عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما قال: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مكث بمكة ثلاث عشرة سنة، وتوفى صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين [ (1) ] .
وخرجه الترمذي من طريق روح به، قال: حديث ابن عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما- حديث حسن غريب من حديث عمرو بن دينار.
وخرج مسلم من حديث حماد عن أبى حمرة عن ابن عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما- قال: أقام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاث عشرة سنة يوحى إليه وبالمدينة عشرا، ومات وهو ابن ثلاث وستين سنة [ (2) ] .
وخرج مسلم من حديث حكام مسلم حدثنا عثمان بن زائدة عن الزبير بن عدي عن أنس وأبو بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- قال: قبض وهو ابن ثلاث وستين [ (3) ] وروى مالك في الموطأ عن ربيعة بن أبى عبد الرحمن عن أنس ابن مالك- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما- أنه سمعه يقول كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن ولا بالقصير ولا بالأبيض الأمهق ولا بالآدم ولا بالجعد القطط ولا بالسبط. بعثه اللَّه تعالى على رأس أربعين سنه وليس فيه لحيته ورأسه عشرين شعرة بيضاء [ (4) ] .
قال أبو عمر بن عبد البر رحمه الله: أما قول: بعثه اللَّه تعالى على رأس أربعين سنه فأقام بمكة عشر سنين فاختلف في ذلك، وأما قوله بالمدينة عشر سنين فاجتمع عليه لا خلاف بين العلماء فيه، وأما قوله: وتوفاه اللَّه تعالى على رأس الستين فمختلف فيه على حسب اختلافهم في مقامه صلى الله عليه وسلم بمكة، فحديث ربيعة عن أنس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- على ما يرى أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم توفى وهو ابن ستين.
ورواه عن ربيعة جماعة من الأئمة منهم مالك بن أنس، وأنس بن عياض، وعمارة بن عونة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، والأوزاعي، وسعيد ابن أبي هلال، وسليمان بن بلال، كلهم عن ربيعة بمعنى حديث مالك سواه.
[ (1) ](المرجع السابق) : حديث رقم (117) .
[ (2) ](المرجع السابق) : حديث رقم (118) .
[ (3) ](المرجع السابق) : حديث رقم (114) .
[ (4) ](فتح الباري) : 6/ 700، كتاب المناقب، باب (23) صنعة النبي صلى الله عليه وسلم حديث رقم (3549) .
وقد ذكر البخاري حديث ربيعة عن أنس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما- هذا بما تبعه، فذكر حديث حكام بن مسلم الّذي تقدم، ثم قال البخاري: وهذا أصح عندي من حديث ربيعة.
قال أبو عمر: إنما قال البخاري ذلك واللَّه تعالى أعلم، لأن عائشة ومعاوية وابن عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما- على اختلاف عنه، كلهم يقول: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم توفي وهو ابن ثلاث وستين ولم يختلف عن عائشة ومعاوية وابن عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهم- ولم يختلف عن عائشة ومعاوية- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما- في ذلك، رواه جرير عن معاوية.
وجاء عن أنس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- كما ذكره ربيعة عنه، وذلك مخالف لما ذكره هؤلاء كلهم، وروى الزبير بن عدي وهو عن أنس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- ما يوافق ما قالوا، فقطع البخاري بذلك، لأن المنفرد اولى بإضافة الوهم إليه من الجماعة.
وأما عن طريق الأسناد فحديث ربيعة أحسن اسنادا في ظاهره، إلا أنه قد بان من باطنه ما يضعفه، وذلك مخالفة لأكثر الحفاظ له.
قال: وقد تابع ربيعة على روايته عن ابن أنس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- نافع أبو غالب، روي عن أنس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- قال: بعث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وله أربعون سنة.
وذكر البخاري من طريق عبد الرزاق قال أبو غالب نافع إنه سمع أنس بن مالك- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- يقول: أقام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بمكة عشرا بعد أن بعث.
وذكره ابن أبي خثيمة فبيا محمد بن عمر، حديثا نافع أبو غالب، قال:
قلت لأنس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه-: يا أبا حمزة، لم كان سنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم قبض؟ قال: ستون سنة، وقد روى ابن وهب عن قرة بن عبد الرحمن عن ابن شهاب عن أنس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه-: قال نبئ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين سنة، ومكث بمكة عشرا، وبالمدينة عشرا، وتوفي وهو ابن ستين سن.
وقد روى من حديث ابن عمر- رضى اللَّه تبارك وتعالى عنهما- قال:
إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم توفي وهو ابن اثنين وستين سنة وذكر إبراهيم بن المنذر عن سعيد بن سعيد بن أبي سعيد عن أخيه عن أبيه عن أبي هريرة- رضي اللَّه
تبارك وتعالى عنهم- قال: نبئ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين، فأقام بمكة عشرا وبالمدينة عشرا، وتوفي وهو ابن ستين سنة.
قال أبو عمر: وممن قال: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعث علي رأس أربعين سنة قبات بن أشيم- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهم-، قال: نبئ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على رأس أربعين من عام الفيل.
قال أبو عمر: لا خلاف أنه صلى الله عليه وسلم ولد بمكة عام الفيل وساقه الحبشة إلى مكة يغزون البيت.
قال المؤلف: قد تقدم الخلاف في ذلك، قال أبو عمر: وروي هشام بن حسان عن عكرمة عن ابن عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهم- قال: بعث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين سنة. رواه جماعة عن هشام بن حسان وهو قول عروة بن الزبير ورواه عن عروة هشام بن عروة وعمرو بن دينار وكان عروة يقول:
إنه أقام بمكة عشرا، وأنكر قول من قال: أقام بها ثلاث عشرة بقوله كقول ربيعة سواء، كان الشعبيّ يقول بعث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ونبئ لأربعين، ثم وكل به إسرافيل ثلاث سنين قرن بنبوته، فكان يعلمه الكلمة والشيئ، ولم ينزل عليه القرآن علي لسانه، فلما مضت ثلاث سنين قرن بنبوته جبريل عليه الصلاة والسلام، ونزل القرآن على لسانه صلى الله عليه وسلم عشر سنين، هذا كله قول الشعبي.
وكذلك قال محمد بن جبير بن مطعم، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نبئ على رأس ثلاث وأربعين وهو قول عطاء الخراساني وممن قال: إنه بعث على رأس ثلاث وأربعين ابن عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه-، من رواية هشام الدستواني عن عكرمة عنه، خلاف ما روى هشام بن حسان، وقاله أيضا سعيد بن المسيب فذكر من طريق أحمد بن حنبل أبا يحيى بن سعيد القطان، حدثنا هشام قال:
أخبرنا عكرمة عن ابن عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما- قال: أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وأربعين.
قال أحمد بن زهير: وأخبرني أن فتى جرير بن عبد الحميد قال: أخبرنا عبد اللَّه بن عمر وفتى حماد بن زيد جميعا عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قال: أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي وهو ابن ثلاث وأربعين سنة. خالف القواريري عامتهم في هذا الخبر عن حماد بن زيد فقال فيه: نزل عليه صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين سنة، وأقام بمكة ثلاث عشرة سنة.
ورواه يزيد بن هارون عن يحيى بن سعيد مثل رواية القواريري، وهو عبد اللَّه بن عمر بن حماد بن يزيد.
ثم ذكر من حديث أبي زرعة: حدثنا أحمد بن صالح بن وهب قال:
حدثني قرة بن عبد الرحمن المغازي عن ابن شهاب وربيعة عن أنس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- قال نبّئ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين، فأقام بمكة عشرا وبالمدينة عشرا، قال أبو عمر: لا أعلم أحدا رواه عن ابن شهاب عن أنس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- غير قره. وأما مكثه صلى الله عليه وسلم بمكة فمن قول أنس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- من رواية ربيعة وابن طالب أنه مكث بمكة عشر سنين. وكذلك روى أبو سلمة عن عائشة وابن عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما-، وهو قول عروة الشعبيّ وسعيد بن المسيب على اختلاف عنه وابن شهاب، والحسن، وعطاء الخراسانىّ، وكذلك روى هشام الدستواني عن عكرمة عن ابن عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما، قال: إنه مكث بمكة بعد ما بعث صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة سنة. وكذلك روي أبو حمزة وعمرو بن دينار جميعا عن ابن عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهم، وهو قول أبو جعفر محمد بن علي.