الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عمار بن ياسر، عن الربيع بن معوذ بن عفراء قالت: بعثني معاذ بن عفراء بقناع من رطب وعليه أجر من قثاء زغب وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب القثاء، فأتيته به وعنده حلية قد قدمت عليه من البحرين فملأ يده منها فأعطانيه.
ولابن حبان من حديث معاوية بن هشام حدثنا سفيان عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع البطيخ بالرطب [ (1) ][والقثاء بالبلح][ (2) ]
وأما أكله صلى الله عليه وسلم الدّباء
فخرج البخاري من حديث ابن عون حدثنا ثمامة بن عبد اللَّه بن أنس عن أنس رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه قال: كنت غلاما أمشى مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فدخل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على غلام له خياط فأتاه بقصعة فيها طعام وعليها دباء فجعل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء، وقال: فلما رأيت ذلك جعلت أجمعه بين يديه صلى الله عليه وسلم، قال: فأقبل الغلام على عمله. قال: أنس لا أزال أحب الدباء بعد ما رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صنع ما صنع. ترجم عليه باب من أضاف رجلا إلى طعام وأقبل هو على عمله [ (3) ] ، أخرجه في باب الدباء. [ (4) ]
[ () ] الصغير منكل شيء، وقيل: من القثاء خاصة وزغب، جمع أزغب، وهو الّذي عليه زغبة، والزغب. هو الشعيرات الدقيقة التي تكون على الثمرة عند بدء ظهورها.
[ (1) ](الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان) : 12/ 51- 52، كتاب الأطعمة، باب (1) آداب الأكل، ذكر الإباحة للمرء أن يجمع في أكله بين الشيئين من المأكول، حديث رقم (5246) .
[ (2) ] ما بين الحاصرتين من (الأصل) فقط.
[ (3) ](فتح الباري) : 9/ 701، كتاب الأطعمة، باب (35) من أضاف رجلا إلى طعام، وأقبل هو على عمله، حديث رقم (5435) .
[ (4) ](المرجع السابق) باب (33) الدباء، حديث رقم (5433) مختصرا، وأخرجه أيضا في باب (36) المرق، حديث رقم (5436) ، وفي باب (38) من ناول أو قدم إلى صاحبه على المائدة شيئا، قال: وقال ابن المبارك:
لا بأس أن يناول بعضهم بعضا، ولا يناول من هذه المائدة إلى مائدة أخرى، حديث رقم (5439) . وفي باب (37) القديد، حديث رقم (5437) . والدّبّاء: هو القرع.
وخرّجه مسلم من حديث أبي أسامة عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس، قال: دعا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رجل فانطلقت معه فجيء بمرقة فيها دبّاء فجعل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يأكل من ذلك الدباء وتعجبه، قال: فلما رأيت ذلك جعلت ألقيه إليه ولا أطعمه. قال: فقال أنس: فما زلت بعد ذلك يعجبني الدّبّاء [ (1) ] .
ومن حديث عبد الرزاق قال: حدثنا معمر عن ثابت البنانيّ وعاصم الأحول، عن أنس، أن رجلا خياطا دعا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. فذكره، وزاد ثابت:
سمعت أنسا يقول فما صنع لي طعام بعد أقدر على أن يصنع فيه دباء إلا صنع [ (2) ] .
وخرّجه مالك في (الموطأ)[ (3) ]، عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- يقول: إن خياطا دعا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لطعام صنعه قال أنس: فذهبت مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى ذلك الطعام، فقرّب إليه خبزا من شعير ومرقا فيه دبّاء قال أنس: فرأيت رسول اللَّه
[ (1) ](مسلم بشرح النووي) : 13/ 236، كتاب الأشربة، باب (21) جواز أكل المرق، واستحباب أكل اليقطين، وإيثار أهل المائدة بعضهم بعضا، وإن كانوا ضيفانا، وإذا لم يكره ذلك صاحب الطعام، حديث رقم (145)، وفيه فوائد: منها إجابة الدعوة، وإباحة كسب الخياط، وإباحة المرق، وفضيلة أكل الدباء، وأنه يستحب أن يحب الدباء، وكذلك كل شيء كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يحبه، وأنه يحرص على تحصيل ذلك، وأنه يستحب لأهل المائدة إيثار بعضهم بعضا إذا لم يكرهه صاحب الطعام.
وأما تتبع الدباء من حوالي الصحفة فيحتمل وجهين: أحدهما، من حوالي جانبه، وناحيته من الصحفة لا من حوالي جميع جوانبها، إنما نهى عن ذلك لئلا يتقذره جليسه. ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لا يتقذره أحد، بل يتبركون بآثاره صلى الله عليه وسلم فقد كانوا يتبركون ببصاقه صلى الله عليه وسلم ونخاته، ويدلكون بذلك وجوههم، وشرب بعضهم بوله، وبعضهم دمه، وغير ذلك، مما هو معروف من عظيم اعتنائهم بآثاره التي يخالفه فيها غيره.
والدباء: هو اليقطين، وهو بالمد- هذا هو المشهور- وحكى القاضي عياض فيه القصر أيضا، الواحدة دباءة، أو دباة. واللَّه تعالى أعلم. (شرح النووي) .
[ (2) ] سبق تخريجه.
[ (3) ](موطأ مالك) : 272، كتاب النكاح، ما جاء في الوليمة، حديث رقم (1150)، وقال في هامشه: الدباء:
هو القرع، وقيل: هو خاصّ بالمستدير منه.