الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صرعتك كففت عن هذا الأمر، فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فصرعه ثلاثا، فقال: يا بن عم العود، فصرعه أيضا ثلاثا، فقال: أسلم، قال: لا، قال: فإنّي آخذ غنمك، قال: فما تقول لقريش؟ قال: أقول صارعته، فصرعته، فأخذت غنمه، قال: فضحتني وأخبتني! قال: فما أقول لهم؟ قال: قل: قامرته، قال: إذا أكذب؟ قال: ألست في كذب من حين تصبح إلى حين تمس؟ قال: خذ غنمك، قال: أنت واللَّه خير مني وأكرم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وأحق بذلك منك.
وابن أبي وهب المخزوميّ، كان فمن يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم فقتل يوم الخندق وقيل: بقي إلى الفتح فهرب إلى اليمن وما هناك كافرا وهو أثبت [ (1) ] .
ومن أعداء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
عبد اللَّه بن شهاب بن عبد اللَّه بن الحارث بن زهرة الزهري وهو عبد اللَّه الأصفر، فإن أخاه ابن شهاب الأكبر من مهاجرة الحبشة، ومات بمكة قبل الهجرة [ (2) ] ، وكان يسمى عبد الجان، فسماه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عبد اللَّه.
وعتبة بن أبي وقاص [ (3) ] ، ومالك بن أهيب بن عبد مناف، وعبد اللَّه بن شهاب الزهريّ [ (4) ] ، وعمرو بن قمئة الأدمي من بني تميم بن غالب [ (5) ] ، وعبد اللَّه بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن قصي، وذلك أنه لما كان يوم أحد تعاقد هؤلاء مع أبيّ بن خلف على قتل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وأما عتبة بن أبي وقاص فرماه بأربعة أحجار، فكسر رباعيته اليمنى [السفلى] ، وشقّ شفته السفلى وأما ابن قمئة فكلم وجنتيه صلى الله عليه وسلم وغيّب حلق
[ (1) ] قال ابن حزم: فولد أبى وهب: هبيرة بن أبي وهب، زوج أم هانئ بنت أبي طالب أخت عليّ- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه-، فرّ عن الإسلام يوم الفتح، فمات كافرا طريدا بنجران. (حجرة أنساب العرب) :
141.
[ (2) ](جمهرة أنساب العرب) : 130.
[ (3) ] هو الّذي جرح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم أحد، وقيل: مات مسلما، وقيل: بل مات كافرا. (المرجع السابق) :
129، (سيرة ابن هشام) : 4/ 28، حيث قال: عن أبي سعيد الخدريّ، أن عتبة بن أبي وقاص رمي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يومئذ، فكسر رباعيته اليمنى السفلى، وجرح شفته السفلى.
[ (4) ] قال في (المرجع السابق) : شجّه في جبهته.
[ (5) ] اسمه عبد اللَّه، وهو الّذي قتل مصعب بن عمير، وجرح وجه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (المرجع السابق) .
المغفر [ (1) ] فيهما، وعلاه بالسيف، فلم يقطع، وسقط رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فجحشت ركبته.
وأما أبيّ بن خلف فشدّ بحربة فأعان اللَّه عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم فقتله، وأما عبد اللَّه بن حميد فأقبل يريد النبي صلى الله عليه وسلم فشدّ عليه أبو دجانة رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه فضربه، وقال: خذها وأنا ابن خرشة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللَّهمّ ارض عن ابن خرشة فإنّي عنه راض [ (2) ] .
قال الواقدي: دعا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على الذين تعاقدوا على قتله فقال:
اللَّهمّ لا تحل على أحد منهم الحول، فمات عتبة من وجع أليم أصابه، فتعذب به، وأصيب ابن قمئة في المعركة، ويقال: إنه لما رمى مصعب بن عمير فقتله، قال: خلاها وأنا ابن قمئة، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أقمأه اللَّه، فعهد إلى شاة ليحلبها بعد الوقعة فنطحته وهو معتقلها فقتلته، ووجد ميتا بين الجبال [ (3) ] .
ولم يذكر الواقدي منبه بن شهاب وكان ابن أبيّ وابن حميد ما قد ذكرنا، بعضهم يذكر أن عبد اللَّه بن حميد قتل يوم بدر والثابت أنه قتل يوم أحد. ذكره البلاذري، وقال: حدثني بعض قريش أن أفعى نهشت عبد اللَّه بن شهاب في طريقه إلى مكة فمات، قال: وسألت بني زهرة، عن خبره فأنكر أن يكون رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم دعا عليه، أو يكون شجّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وقالوا: الّذي شجع في جبهته عبد اللَّه بن حميد الأسدي [ (4) ]
[ (1) ] المغفر: حلق يجعل على الرأس يتقي به ضرب السلاح في الحرب.
[ (2) ]
روي أن عبد اللَّه بن حميد الأسديّ لما رأى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قد جرح، جعل يركض فرسه ويقول: أرونى محمدا، واللَّه إني لأقتله، فاعترضه أبو دجانة فضربه بالسيف فقتله، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: اللَّهمّ ارض عن ابن خرشة كما أنا عنده راض. (تاريخ الخميس) : 1/ 432، أحداث غزوة أحد، (مغازي الواقدي) 1/ 246.
[ (3) ](مغازي الواقدي) : 1/ 246، ثم قال: لدعوة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وكان عدوّ اللَّه قد رجع إلى أصحابه فأخبرهم أنه قتل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وهو رجل من بنى الأدرم من بنى فهر.
[ (4) ] قال الواقدي: ويقبل عبد اللَّه بن حميد بن زهير حين رأى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على تلك الحال، يركض فرسا مقنعا في الحديد يقول: أنا ابن زهير، دلوني على محمد، فو اللَّه لأقتلنه أو لأموتن دونه! فتعرض له أبو دجانة فقال: هلمّ إلى من بقي نفس محمد بنفسه فضرب فرسه فعرقبها، فاكتسعت الفرس، ثم علاه بالسيف وهو يقول: خذها وأنا ابن خرشة.. وساق الخبر بتمامه: (مغازي الواقدي) : 1/ 246.