الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبي عيَّاش، وهو متروكٌ.
وقد حسَّن هذا الحديث الحافظ أبو القاسم بن عساكر فوهم، فإنَّ هذا الحديث لا يصححُّ مرفوعاً، وإنَّما هو معروف من كلام الثَوريِّ (1)، والله أعلم O.
احتجُّوا:
179 -
بما روى أحمد: ثنا يزيد ثنا سفيان الثَّوريَّ عن أيُّوب بن موسى عن سعيد بن أبي سعيد المقبرُي عن عبد الله بن رافع عن أمِّ سلمة قالت: قلت: يا رسول الله، إني امرأة أشدُ ظَفْرَ رأسي، أفأنقضه عند الغُسل من الجنابة؟
فقال: "إنَّما يكفيك ثلاث حفناتٍ تصبينها على رأسك "(2).
انفرد بإخراجه مسلمٌ (3)، ولا حُجَّة في هذا لهم، لأنها إنَّما سألته عن كيفيَة الغسل.
*****
مسألة (33): التَسمية في الوضوء واجبةٌ
.
وعنه: أنَّها سنَةٌ، كقول أبي حنيفة والشَافعيِّ.
لنا خمسة أحاديث:
180 -
الحديث الأوَل: قال الدَارَقُطْنِيُ: ثنا أحمد بن موسى بن
(1) انظر: "الحلية" لأبي نعيم: (7/ 32).
(2)
"المسند": (6/ 314 - 315)، وانظر:(6/ 289).
(3)
"صحيح مسلم": (1/ 178)؛ (فؤاد- 1/ 259 - رقم: 330).
العبَّاس بن مجاهد ثنا أحمد بن منصور ثنا أبو عامر (1).
وقال أحمد: ثنا زيد بن الحباب.
وقال عبد بن حميد: ثنا عبد الملك (2).
قالا (3): ثنا كثير بن زيد قال: حدَثني رُبَيح بن عبد الرحمن [بن](4) أبي سعيد عن أبيه عن جدِّه عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه"(5).
181 -
الحديث الثَّاني: قال الدَّارَقُطْنيُ: ثنا أبو محمَّد بن صاعد ثنا سلمة بن شَبِيب ثنا ابن أبي فُدَيْك ثنا عبد الرَحمن بن حَرْمَلة عن أبي ثِفَال المُري قال: سمعت رَبَاح بن عبد الرَحمن بن أبي سفيان بن حُوَيْطب يقول: أخبرتني جدَتي عن أبيها أنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه"(6).
هذا الصَّحابي: سعيد بن زيدٍ.
182 -
طريق آخر: قال عبد الله بن أحمد: ثنا شيبان (7) ثنا يزيد بن
(1) هو العقدي، عبد الملك بن عمرو البصري.
(2)
هو أبو عامر العقدي.
(3)
"التحقيق": (قالوا) خطأ، والقائلان هما: أبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي وزيد بن الحباب، فشيخ أحمد بن منصور (أبو عامر) هو شيخ عبد بن حميد (عبد الملك)، أحدهما سماَه والآخر كنَّاه.
(4)
في الأصل و (ب): (عن)، والتصويب من "التحقيق" والمصادر الآتية.
(5)
"سنن الدارقطني": (1/ 71)؛ "المسند" لأحمد: (3/ 41)؛ "المنتخب من مسند عبد": (2/ 76 - رقم: 908).
(6)
"سنن الدارقطني": (1/ 72 - 73).
(7)
هكذا في الأصل و (ب) و"التحقيق" وهو الصواب، وفي مطبوعة "المسند": (حدثنا عبد الله =
عياض عن أبي ثِفَال المُري قال: سمعت رَبَاح بن عبد الرَحمن بن حُوَيْطب يقول: سمعت جدَتي أنَّها سمعت أباها سعيد بن زيدٍ يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله تعالى"(1).
183 -
طريق ثالث: قال الترمذيَّ: ثنا نصر بن علي وبِشْرُ بن معاذٍ قالا: ثنا بِشْرُ بن المُفضَلِ عن عبد الرَحمن بن حَرْمَلهَ عن أبي ثِفَالٍ المُريِ عن رَبَاحِ ابن عبد الرَّحمن عن جدَّته عن أبيها قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه"(2).
184 -
الحديث الثَالث: قال أحمد: ثنا قتيبة ثنا محمَّد بن موسى المخزوميُ عن يعقوب بن سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه"(3).
185 -
طريق آخر: قال الدَارَقُطْنِيُ: ثنا ابن صاعد ثنا محمود بن محمَّد الظَفَريَّ ثنا أيُّوب بن النَّجَار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما توضَّأ من لم يذكر اسم الله عليه، وما صلَّى من لم يتوضَّأ"(4).
= ثني أبي ثنا شيبان)، وقوله:(ثني أبي) مقحمة، ويدل لذلك: 1 - ما هنا. 2 - أن شيبان لم يُذكر في شيوخ الإمام أحمد وإنما ذكر في شيوخ ابنه عبد الله. 3 - أن الطبراني في كتاب "الدعاء": (ص: 137 - رقم: 373) - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال": (9/ 46 - رقم: 1845) - روى هذا الحديث من طريق عبد الله بن أحمد عن شيبان بن فروخ. والله تعالى أعلم.
(1)
"المسند"- من زيادات عبد الله-: (4/ 70).
(2)
"الجامع": (1/ 76 - رقم: 25).
(3)
"المسند": (2/ 418).
(4)
"سنن الدارقطني": (1/ 71).
186 -
طريق آخر: قال الدَارَقُطْنِيُ: ثنا محمَّد بن مَخْلد ثنا أبو بكر محمَّد بن عبد الله (1)[الزهيريَّ](2) ثنا مرداس بن محمَّد بن عبد الله بن أبي بردة ثنا محمَّد بن أبان عن أيُّوب [بن](3) عائذ الطَّائيِّ عن مجاهد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من توضَأ وذكر اسم الله تطهَر جسده كلُه، ومن توضٌأ ولم يذكر اسم الله عز وجل لم يتطهر إلا موضع الوضوء"(4).
وربَّما قال الخصم: فهذا حجَتنا، لأنَّه حكم بطهارة الأعضاء مع عدم التَسمية. قلنا: البدن جميعه محدثٌ، بدليل أنَّّه لا يجوز مسُ المصحف بصدره، ومع بقاء الحدث في بعض البدن لا تصحُ الصَلاة.
187 -
الحديث الرَّابع: قال الدَارَقُطْنِيُّ: ثنا عثمان بن أحمد الدَّقَاق ثنا محمَّد بن عبيد الله المناديَّ ثنا أبو بدر ثنا حارثة بن محمَّد عن عمرة عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم إلى الوُضوء فيسمي الله عز وجل (5).
188 -
الحديث الخامس- مقطوع-: أنبأنا عبد الوهَّاب بن المبارك الحافظ أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن الباقلاويَّ (6) أنا أبو علي ابن شاذان أنا دَعْلَج ثنا محمَّد بن علي- بن زيدٍ ثنا سعيد بن منصور ثنا عَتَاب ثنا خُصَيف قال: توضَّأ رجلٌ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسمَّ، فقال:"اعد وضوءك ". ثم توضَّأ
(1) في مطبوعة "سنن الدارقطني": (ابن عبد الملك) خطأ، وهو على الصواب في "إتحاف المهرة ":(15/ 458 - رقم: 19738).
(2)
في النسختين: (الزهري)، والتصويب من "التحقيق" و"سنن الدارقطني". وانظر "الأنساب" لابن السمعاني:(6/ 331).
(3)
في النسختين (عن)، والتصويب من "التحقيق" و"سنن الدارقطني".
(4)
"سنن الدارقطني": (1/ 74).
(5)
"سنن الدارقطني": (1/ 72).
(6)
كذا بالنسختين و"التحقيق" وفي ترجمته في "سير النبلاء": (19/ 144 - رقم: 74): (الباقلاني)، والله أعلم.
ولم يسمَّ، فقال:"اعد وضوءك "- ثلاث مرات- ثم توضَّأ وسمَّى، فقال:"الآن حين أصبت وضوءك".
هذه الأحاديث فيها مقالٌ قريبٌ:
فقي الحديث الأوَّل: كثير بن زيد، قال يحيى: ليس بذاك القويِّ (1).
وقال أبو زرعة: هو لينٌ (2).
قال أحمد والبخاريُّ: أحسن شيء في هذا الباب حديث كثير بن زيد (3). وحديث قتيبة جيدٌ (4).
وقد قالوا في رُبَيح: أنَّه ليس بالمعروف.
وقال أحمد: من أبو ثِفَال؟ (5).
وقال الترمذيَّ: اسمه ثمامة بن حصين (6).
ومن مذهب أحمد تقديم الحديث الضَعيف على القياس.
(1)"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم: (7/ 151 - رقم: 841) من رواية ابن أبي خيثمة.
(2)
"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم: (7/ 151 - رقم: 841) وفيه: (صدوقٌ فيه لين).
(3)
كلام الإمام أحمد سيأتي بنصه، وأما كلام البخاري فلم نقف عليه، وسيأتي عنه أنه قال: أحسن ما في الباب حديث رباح بن عبد الرحمن.
انظر: (ص: 180)، و"البدر المنير" لابن الملقن:(3/ 234 - 235).
(4)
الظاهر أن هذا الحكم من ابن الجوزي، وليس متصلاً بالكلام السابق، يؤيد ذلك أن ابن الملقن قال في "البدر المنير":(3/ 229): (وأغرب أبو الفرج ابن الجوزي فقال في كتابه "التحقيق": هذا حديث جيِّدٌ) ا. هـ
(5)
نقل هذا عنه شيخ الإسلام ابن تيمية أيضاً في "شرح العمدة": (1/ 169) وذكر أنَه من رواية الحسن بن محمد- وهو السجستاني- عن أحمد. وانظر: "المغني": (1/ 145 - 146).
(6)
"الجامع": (1/ 77 - رقم: 25).
قال أبو بكر الأثرم: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: ليس في هذا حديثٌ يثبت، وأحسنها حديث كثير بن زيدٍ. وضعَّف حديث ابن حَرْمَلة (1).
وقال: أنا لا آمر بالإعادة، وأرجو أنه يجزئه الوضوء، لأنَّه ليس في هذا حديث أحكم به (2).
ز: وروى حديث رُبِيح بن عبد الرَحمن عن أبيه عن جده: ابن ماجه في "سننه"(3).
وسئل إسحاق بن راهويه: أيَّ حديثٍ أصحُ في التَّسمية؟ فذكر حديث أبي سعيد (4).
وقال أحمد: ربيح ليس بمعروفٍ (5). وقال أبو حاتم الرَّازيَّ: روى عنه الدَّراوردي وكثير بن زيد والزُّبير بن عبد الله وفُلَيح بن سليمان (6). وسئل أبو زرعة عنه فقال: شيخ (7). وقال الترمذيَّ في كتاب "العلل": قال محمَّد - يعني البخاريَّ-: منكر الحديث (8). وقال ابن عَدِي: أرجو أنَّه لا بأس
(1) سيأتي نص رواية الأثرم في كلام المنقح.
(2)
كلام الإمام أحمد بهذا السياق لم نقف عليه، ومعناه في:"مسائل أبي داود": (ص: 11 - رقم: 31)؛ "مسائل عبد الله ": (1/ 89 - 91 - رقمي: 100 - 101)؛ "مسائل صالح": (1/ 380 - 381 - رقمي: 357 - 358؛ 2/ 130 - 131 - رقم: 696)؛ "مسائل ابن هانئ": (1/ 3 - رقم: 16 - 18): "تاريخ أبي زرعة الدمشقي": (1/ 631 - 632 - رقم: 1828).
(3)
"سنن ابن ماجه": (1/ 139 - 140 - رقم: 397).
(4)
"المنتقى" للمجد ابن تيمية: (مع النيل: 1/ 134).
(5)
"الكامل" لابن عدي: (3/ 173 - رقم: 682) من رواية أحمد بن حفص السعدي.
(6)
"الجرح والتعديل" لابنه: (3/ 519 - رقم: 2340).
(7)
المرجع السابق.
(8)
"ترتيب علل الترمذي " لأبي طالب: (ص: 33 - رقم: 18).
به (1). وذكره ابن حِبَان في كتاب "الثقات"(2).
وقال أحمد بن حفص السَعديَّ: سُئل أحمد بن حنبل- يعني وهو حاضرٌ- عن التَّسمية في الوضوء، فقال: لا أعلم فيه حديثاً يثبت، أقوى شيءٍ فيه حديث كثير بن زيدٍ عن رُبيح (3).
وقال العقيليُ: ثنا إبراهيم بن عبد الوهَاب الأَبْزَارِيَّ ثنا أحمد بن محمَّد بن هانئ قال: قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: التَسمية في الوضوء؟ فقال: أحسن شيءٍ فيه حديث رُبَيح بن عبد الرَّحمن بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي سعيد الخدري. قلت: فحديث عبد الرَحمن بن حَرْمَلة؟ قال: لا يثبت.
قال العقيليُّ: والأسانيد في هذا الباب فيها لين (4).
وقال أبو بكر بن أبي شيبة: ثبت لنا أنَّ النَبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا وضوء لمن لم يسمِّ "(5).
(1)"الكامل": (3/ 174 - رقم: 682).
(2)
"الثقات": (6/ 309).
(3)
"الكامل" لابن عدي: (3/ 173 - رقم: 682؛ 6/ 67 - رقم: 1603).
(4)
"الضعفاء الكبير": (1/ 177 - رقم: 222).
(5)
أول من نقل كلام ابن أبي شيبة- فيما وقفنا عليه- هو الإمام ابن تيمية في "شرح العمدة": (كتاب الطهارة- صـ: 170) نقلا عن أبي إسحاق الجوزجاني.
وللجوزجاني كتاب في عداد المفقودات اسمه "المترجم"، قال الإمام ابن تيمية- كما في "الفتاوى":(30/ 403) -: (و"مسائل إسماعيل بن سعيد [الشالنجي] " من أجل مسائل أحمد، وقد شرحها أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني في كتابه "المترجم "، وكان خطيباً بجامع دمشق هنا، وله عن أحمد مسائل، وكان يقرأ كتب أحمد إليه على منبر جامع دمشق) ا. هـ
وفي ترجمة إسماعيل بن سعيد الشالنجي من "طبقات الحنابلة" لابن أبي يعلى: (1/ 104 - رقم: 113): (ذكره أبو بكر الخلال، فقال: عنده مسائل كثيرة، ما أحسب أن أحداً من أصحاب أبي عبد الله روى عنه أحسن مما روى هذا، ولا أشبع، ولا أكثر مسائل منه.
وكان عالما بالرأي، كبير القدر عندهم معروفا، ولم أجد هذه المسائل عند أحد رواها عنه إلا =
وحديث سعيد بن زيد: رواه ابن ماجه أيضاً (1).
وقال الترمذيَّ: قال محمَّد بن إسماعيل: أحسن شيءِ في هذا الباب حديث رباح بن عبد الرَحمن- يعني حديث سعيد بن زيد- (2).
وقال الترمذيَّ: قال أحمد بن حنبل: لا أعلم في هذا الباب حديثاً له إسنادٌ جيدٌ (3).
وقال البخاريَّ: في حديثه نظر- يعني أبا ثفال- (4).
وقال ابن عبد البر: أبو بكر بن حويطب، يقال: اسمه رباح، ويقال: اسمه كنيته، روى عن جدَّته، يقال: حديثه مرسلٌ (5).
وروى حديث يعقوب بن سلمة عن أبيه عن أبي هريرة: أبو داود (6)
= إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني) ا. هـ
وقال ابن كثير في "البداية والنهاية": (11/ 31 - سنة: 259) تحت ترجمة الجوزجاني: (وله المصنفات المشهورة المفيدة، منها "المترجم " فيه علوم غزيرة وفوائد كثيرة) ا. هـ
وكتاب "المترجم " من الكتب النفيسة التي يتأسف على فقدها، فهو يذكر مذاهب أهل الحديث وأدلتهم ويناقش الأقوال ويرجح بينها، هذا ما ظهر لنا من خلال النقول عنه، فنسأل الله عز وجل أن يوفق للعثور عليه.
و"المترجم " من موارد ابن قدامة في "المغني"، وابن تيمية في "شرح العمدة" وغيره، وابن القيم في "الإعلام" وغيره، وابن رجب في "فتح الباري" وغيره.
(1)
"سنن ابن ماجه": (1/ 140 - رقم: 398).
(2)
"الجامع": (1/ 77 - رقم: 25)، و"ترتيب العلل الكبر" لأبي طالب:) ص: 31 - 32 - رقم: 16).
(3)
المصدرين السابقين، وفي الثاني: (سمعت إسحاق بن منصور يقول: سمعت أحمد بن نجل
…
فذكره).
(4)
"الضعفاء الكبير" للعقيلي: (1/ 177 رقم: 222) من رواية آدم بن موسى عنه.
(5)
"الاستغناء": (1/ 436 - 437 رقم: 438) باختصار، وفيه:(أبو بكر الحويبطيُ).
(6)
"سنن أبي داود": (1/ 195 - 196 - رقم: 102).
وابن ماجه (1) أيضاً، والحاكم وقال: هو حديث صحيح الإسناد (3).
وقال البخاريَّ: ولا يعرف لسلمة سماعٌ من أبي هريرة، ولا ليعقوب من أبيه (3).
ومحمود بن محمَّد الظفريَّ: قال الدَّارَقُطْنيُ: ليس بالقوي، فيه نظر (4). وشيخه أيُّوب بن النَجَار: ثقةٌ، من رجال "الصحيحين"(5).
وقال البيهقيُ في حديثه: لا يعرف من حديث يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة إلا من هذا الوجه، وكان أيُّوب بن النَجَار يقول: لم أسمع من يحيى بن أبي كثير إلا حديثَا واحداً- حديث: "التقى آدم وموسى
…
"-. ذكره يحيى ابن معين فيما رواه عنه ابن أبي مريم، فكان حديثه هذا منقطعاً، والله أعلم (6).
والحديث الرَابع: في إسناده: حارثة بن محمَّد، وقد ضعَّفوه.
189 -
وعن عبد المهيمن بن عبَّاس بن سهل بن سعد السَّاعدي عن أبيه عن جدِّه عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله
(1)"سنن ابن ماجه": (1/ 140 - رقم: 399).
(2)
"المستدرك": (1/ 146).
(3)
"التاريخ الكبير": (4/ 76 - رقم: 2006).
(4)
هكذا وقع في "الميزان" للذهبي: (4/ 79 - رقم: 8370)، و"لسانه" لابن حجر:(6/ 5 - رقم: 8243)، و"البدر المنير" لابن الملقن:(3/ 230).
ولا ندري هل كلمة (فيه نظر) من كلام الذهبي أم من كلام الدارقطني؟ ففي "تاريخ بغداد" للخطيب: (13/ 92 - رقم: 7075) من رواية البرقاني عن الدارقطني أنه قال: "لم يكن بالقويِّ) فحسب، وكذا اقتصر الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار": (1/ 226) على قوله: (ليس بالقوي)، والله أعلم.
(5)
"التعديل والتجريح " للباجي: (1/ 388 - رقم: 96)؛ "رجال صحيح مسلم" لابن منجويه: (1/ 85 - رقم: 87).
(6)
"سنن البيهقي": (1/ 44).
عليه، ولا صلاة لمن لا يصلي على نبيه صلى الله عليه وسلم، ولا صلاة لمن لم يحب الأنصار".
رواه ابن ماجه (1).
وعبد المهيمن: ضعَّفوه، وقال الدَارَقُطْنِيُ: عبد المهيمن ليس بالقويِّ (2). وقال ابن حِبَان: لا يحتجُ به (3). وقال البيهقيُ: ضعيفٌ، لا يحتجُ برواياته (4).
وقد احتجَ بعضهم بأحاديث في الاستدلال بها نظرٌ، منها:
190 -
ما روى أنس بن مالك رضي الله عنه قال: نظر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وَضوءا فلم يجدوا، فقال النَبيُ صلى الله عليه وسلم:"ها هنا ماء؟ " فأُتي به، فرأيت النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم وضع يده في الإناء الذي فيه الماء، ثُمَّ قال:"توضَّؤوا باسم الله" فرأيت الماء يفور من بين أصابعه.
رواه النَسائيُّ (5) والدَارَقُطْنِيُّ- وهذا لفظه- (6).
ورواه الإمام أحمد (7) وابن خزيمة في "صحيحه"(8)، وفيه (9): والقوم يتوضَّؤون حتَى توضَّؤُوا من آخرهم. قال ثابت لأنس: كم تراهم كانوا؟
قال: نحوا من سبعين.
(1)"سنن ابن ماجه": (1/ 140 - رقم: 400).
(2)
"سنن الدارقطني": (1/ 355).
(3)
"المجروحين": (2/ 149) وفيه: (.... بطل الاحتجاج به).
(4)
"سنن البيهقي": (2/ 379).
(5)
"سنن النسائي": (1/ 61 - رقم: 78).
(6)
"سنن الدارقطني": (1/ 71).
(7)
"المسند": (3/ 165).
(8)
"صحيح ابن خزيمة": (1/ 74 - رقم: 144).
(9)
أي الحديث، فهذه الزيادة عندهم جميعاً.
190/أ- وقد روى الإمام أحمد من رواية الأسود بن قيس عن نُبيح العَنَزِيِّ أن جابر بن عبد الله قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن يومئذٍ بضعة عشر ومائتين، فحضرت الصَلاة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هل في القوم من ماء؟ " فجاء رجلٌ يسعى بإداوة فيه شيءٌ من ماءٍ، قال: فصبَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قدحٍ، فتوضَّأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسن الوضوء، ثُمَّ انصرف وترك القدح، فركب النَاس القدح: تمسَحوا، تمسَحوا (1). فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"على رسلكم- حين سمعهم يقولون ذلك- "، قال: فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم كفَّه في الماء والقدح، ثمَّ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"بسم الله ". ثمَّ قال: "اسبغوا الوضؤء". فو الَّذي هو ابتلاني ببصري، لقد رأيت العيون- عيون الماء- يومئذٍ تخرج من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم! فما رفعها حتَى توضَّؤُوا أجمعون (2).
نُبيح العَنَزِيَّ: قال عليُّ بن المدينيِّ: مجهولٌ (3). وقال أبو زرعة:
كوفيٌ ثقةٌ، لم يرو عنه غير الأسود بن قيس (4). وقد روى عنه أبو خالد الدَّالانيُ
(1) في النسختين لم تنقط، وفي مطبوعة "المسند":(يمسحوا ويمسحوا) وفي الموضع الثاني كما أثبت، والله أعلم.
(2)
"المسند": (3/ 292)، وانظر:(3/ 357 - 358).
(3)
ونقله أيضاً الحافظ ابن حجر في "التهذيب": (10/ 372 - رقم: 751) فقال: (وذكره- أي: نُبَيْح- عليُ بن المدينيِّ في جملة المجهولين الذين يروي عنهم الأسود بن قيس) ا. هـ
وقد قال ابن المديني في "العلل": (ص: 92 - رقم: 153): (الأسود- يعني ابن قيس- روى عن عشرة مجهولين لا يعرفون) ا. هـ ولم يسم منهم أحداً.
وقال الحافظ ابن حجرِ في "التهذيب": (1/ 298 - رقم: 622) - بعد أن نقل عبارة ابن المدينيَّ السَابقة-: (قلت: سمَى مسلمٌ منهم في "الوحدان" أربعة) ا. هـ
فظاهر هذا أنه لم يقف على تسمية ابن المديني للعشرة، فهل وقف عليها عندما وصل إلى ترجمة نبيح العنزي؟ الله أعلم.
ومن الأربعة الذين سماهم مسلم في "الوحدان": (ص: 180 - رقم: 756) نبيح العنزيَّ، لكن مسلماً لم ينصَّ على جهالتهم، وإنما ذكر تفرُد الأسود بالرواية عنهم.
(4)
"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم: (8/ 508 - رقم: 2325).
أيضاً (1)، ووثَقه أبو حاتم بن حِبَان (2).
191 -
وقد روي من رواية سالم بن أبي الجعد قال: سمعت جابراً قال: أصابنا عطش فجَهَشنا (3) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فوضع يده في تَوْرٍ من ماءٍ بين يديه، فجعل يثور من خلال أصابعه كأنَّها عيون! قال:"خذوا بسم الله " حتَّى وسِعنا وكفانا.
وقد روى البخاريَّ (4) ومسلم (5) من رواية سالم بن أبي الجَعْد عن جابر هذا الحديث بطرقه ولم يُذكر فيه التَسمية.
(1) له حديث واحد عند أبي داود: (2/ 380 - 381 - رقم: 1679) من رواية علي بن الحسين عن أبي بدر شجاع بن الوليد قال: حدَّثنا أبو خالد- الذي كان ينزل في بني دالان- عن نبيح عن أبي سعيد مرفوعاً: "أيا مسلم كَسا مسلماً ثوباً على عري
…
" الحديث.
وهذا الإسناد فيه نظرٌ لوجهين:
1 -
أن كبار الحفاظ قد نصوا على تفرد الأسود بن قيس بالرَّواية عن نبيح العنزي، وممَن نصَ على ذلك ابن المديني - فيما نقله عنه الحافظ ابن حجر كما سبق-، ومسلم بن الحجاج- وقد سبق النقل عنه أيضاً-، والنسائيُ- كما في "السُنن الكبرى":(5/ 227 - رقم: 2748) -، بالإضافة إلى أبي زرعة ونقل كلامه المنقح.
2 -
أن المعروف في هذا الحديث أنَه من رواية عطيَّة العوفي عن أبي سعيد، واختلف عليه في رفعه ووقفه.
انظر: "الجامع" للترمذي: (4/ 241 - رقم: 2449)، "المسند" للإمام أحمد:(3/ 13 - 14)، "العلل" لابن أبي حاتم:(2/ 171 - رقم: 2007).
(2)
"الثقات": (5/ 484).
(3)
في "النهاية": (1/ 322): (الجهَشُ: أن يفزع الإنسان إلى الإنسان ويلجأ إليه، وهو مع ذلك يريد البكاء، كما يفزع الصبي إلى أمِّه وأبيه) ا. هـ
وفي "المشارق ": (1/ 206) في ضبطها: (بفتح الجيم والهاء وآخره شين معجمة) ا. هـ
(4)
"صحيح البخاري": (4/ 236؛ 5/ 412 - 413؛ 7/ 150)؛ (فتح- 6/ 672 - رقم: 3576؛ 7/ 441 - رقم: 4152؛ 10/ 101 - رقم: 5639).
(5)
"صحيح مسلم": (6/ 26)؛ (فؤاد- 3/ 1484 - رقم: 1856).