الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الخامس
الْقَصْرُ
وَهُوَ في اللُّغَةِ: الْحَبْسُ؛ يُقَالُ: (قَصَرْتُ اللِّقْحَةَ عَلَى فَرَسِي)(1)؛ إِذَا جَعَلْتَ دَرَّهَا لَهُ لَا لِغَيْرِهِ (2).
وَفِي الِاصْطِلَاحِ: تَخْصِيْصُ شَيْءٍ بِشَيْءٍ بِطَرِيْقٍ مَعْهُوْدٍ، وَهُوَ أَرْبَعَةُ الطُّرُقِ (3)، كَمَا سَيَأْتِيْ.
* * *
52 - الْقَصْرُ نَوْعَانِ: حَقِيْقِيٌّ، وَذَا
…
نَوْعَانِ: وَالثَّانِي الْإِضَافِيُّ كَذَا
الْقَصْرُ نَوْعَانِ: النَّوْعُ الْأَوَّلُ
حَقِيْقِيٌّ: وَهُوَ تَخْصِيْصُ شَيْءٍ بِشَيْءٍ - بِحَسَبِ الْحَقِيْقَةِ وَفِيْ نَفْسِ الْأَمْرِ- بِأَلَّا يَتَجَاوَزَهُ إِلَى غَيْرِهِ أَصْلاً؛ نَحْوُ: (مَا زَيْدُ إِلَّا كَاتِبٌ) إِذَا أُرِيْدَ أَنَّهُ لَا يَتَّصِفُ بِغَيْرِهَا (4).
(1) اللِّقحةُ: الناقةُ الحَلوبُ الغزيرةُ اللَّبن.
(2)
(حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ)[الرَّحمن: 72] أي محبوسات تلازمُ خيامها.
(3)
صل، ب، جز: الأربعة الطّرق، لحن. د: الطرق الأربعة.
(4)
القصر الحقيقيّ نوعان:
القصر الحقيقيّ تحقيقاً: مضمونُه مطابق للواقع؛ مثل: (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا)[طه: 14].
القصر الحقيقيّ ادِّعاءً: مضمونُه غيرُ مطابقٍ للواقع، وإنّما ذُكِر على سبيل المبالغة والادّعاء المجازيّ؛ مثل:(لا سيفَ إلّا ذو الفَقار).
وَذَا: أَيِ الْحَقِيْقِيُّ
نَوْعَانِ:
1 -
قَصْرُ صِفَةٍ عَلَى الْمَوْصُوْفِ.
2 -
وَقَصْرُ الْمَوْصُوْفِ عَلَى الصِّفَةِ
وَالثَّانِي: أَيِ النَّوْعُ الثَّانِي
الْإِضَافِيُّ (1): وَهُوَ تَخْصِيْصُ شَيْءٍ بِشَيْءٍ - بِحَسَبِ الْإِضَافَةِ إِلَى شَيْءٍ آخَرَ (2) - بِأَلَّا يَتَجَاوَزَهُ إِلَى ذَلِكَ الشَّيْءِ، وَإِنْ أَمْكَنَ أَنْ يَتَجَاوَزَهُ إِلَى شَيْءٍ آخَرَ فِي الْجُمْلَةِ (3)؛ كَقَوْلِكَ:(مَا زَيْدٌ إِلَّا قَائِمٌ) بِمَعْنَى: أَنَّهُ لَا يَتَجَاوَزُ الْقِيَامَ إِلَى الْقُعُوْدِ، لَا بِمَعْنَى: أَنَّهُ لَا يَتَجَاوَزُهُ إِلَى صِفَةٍ أُخْرَى أَصْلاً (4).
قَالَ فِي الْمُخْتَصَرِ (5): «وَانْقِسَامُهُ - أَيِ القَصْرِ - إِلَى الْحَقِيْقِيِّ وَالْإِضَافِيِّ بِهَذَا الْمَعْنَى لَا يُنَافِيْ كَوْنَ التَّخْصِيْصِ - مُطْلَقاً - مِنْ قَبِيْلِ الْإِضَافَاتِ» اِنْتَهَى.
(1) د: إضافيّ، كسر للوزن، إلّا إنْ أرادَه منوّناً (إضافيٌّ).
(2)
الإضافة هنا بمعنى المقايَسة والمقارَنة مع شيءٍ آخرَ مُعيَّنٍ.
(3)
يُرادُ بالقصر الإضافيّ - غالباً - بيانُ عَدَم صحَّةِ ما تصوَّرَهُ المخاطَب بشأنه، أو إزالة شكِّه وتردُّدِه، إذِ الكلامُ كلُّه مُنْحَصِرٌ في دائرة خاصّة، ويسمَّى "قصراً إضافيّاً" أي: هو قَصْرٌ بالإِضافة إلى موضوعٍ خاصٍّ يدورُ حولَ احتمالَين أو أكثرَ من احتمالاتٍ محصورةٍ بعَدَدٍ خاصٍّ، ويُسْتَدلُّ عليها بالقرائن. مثالُ الإضافيّ قولك:(ما شاعرٌ إلّا شوقيّ) وأنتَ تُخَصِّصُ الشِّعريّةَ بشوقيّ بحيثُ لا تتعدّاه إلى حافظ إبراهيم مثلاً، مع إمكان أن تتعدّاه للمتنبّي أو بشّار أو جرير، لكنَّ قصْرَ الشِّعرِ على شوقيّ جاءَ مقارنةً مع حافظ إبراهيم، لا بالمقارَنة مع كلِّ الشُّعراء.
(4)
فقد يكونُ قائماً ومُصلّياً معاً وقارئاً للقرآنِ أيضاً.
(5)
ص 87، والمطوّل ص 381.