الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِمِثْلِهِ لَبَخِيْلُ»، وَلَكِنْ مِصْرَاعُ أَبِي تَمَّامٍ أَجْوَدُ سَبْكاً.
3 -
وَإِنْ كَانَ الثَّانِي مِثْلَ الْأَوَّلِ؛ فَالثَّانِي أَبْعَدُ مِنَ الذَّمِّ، وَالْفَضْلُ لِلْأَوَّلِ؛ كَقَوْلِ/ أَبِيْ تَمَّامٍ:[الكامل]
لَوْ حَارَ مُرْتَادُ الْمَنِيَّةِ؛ لَمْ يَجِدْ
…
إِلَّا الْفِرَاقَ عَلَى النُّفُوْسِ دَلِيْلَا (1)
وَقَوْلِ أَبِي الطَّيِّبِ: [البسيط]
لَوْلَا مُفَارَقَةُ الْأَحْبَابِ مَا وَجَدَتْ
…
لَهَا الْمَنَايَا إِلَى أَرْوَاحِنَا سُبُلَا (2)
فَقَدْ أَخَذَ الْمَعْنَى كُلَّهُ، مَعَ لَفْظَةِ (الْمَنِيَّةِ، وَالْفِرَاقِ، وَالْوِجْدَانِ)، وَبَدَّلَ بِالنُّفُوْسِ الْأَرْوَاحَ.
4 -
وَإِنْ أُخِذَ الْمَعْنَى وَحْدَهُ؛ يُسَمَّى هَذَا الْأَخْذُ إِلْمَاماً وَسَلْخاً، كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ بِقَوْلِهِ:
* * *
97 - وَالسَّلْخُ مِثْلُهُ. وَغَيْرُ ظَّاهِرِ
…
كَوَضْعِ مَعْنًى فِيْ مَحَلٍّ آخَر
وَالسَّلْخُ: وَهُوَ كَشْطُ الْجِلْدِ عَنِ الشَّاةِ وَنَحْوِهَا؛ فَكَأَنَّهُ كَشَطَ مِنَ الْمَعْنَى جِلْداً، وَأَلْبَسَهُ جِلْداً آخَرَ، فَإِنَّ اللَّفْظَ لِلْمَعْنَى بِمَنْزِلَةِ اللِّبَاسِ. وَقَوْلُهُ:
مِثْلُهُ: أَيْ: مِثْلُ الْمَسْخِ (3)؛ فِي انْقِسَامِهِ إِلَى ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ؛ لِأَنَّ الثَّانِيَ: (إِمَّا أَبْلَغُ مِنَ الْأَوَّلِ، أَوْ دُوْنَهُ، أَوْ مِثْلُهُ).
(1) له في ديوانه 3/ 66، والوساطة ص 22 - 217، والأمالي الشّجريّة 1/ 352، والإيضاح 6/ 127، وإيجاز الطّراز ص 491، ومعاهد التّنصيص 4/ 50.
(2)
له في ديوانه 3/ 163، وخزانة الحمويّ 2/ 37 - 153، ونفحات الأزهار ص 169، وأغلب المصادر السّابقة. وبيانه: لولا الفراقُ لَما كان للمنيّة طريقٌ إلى أرواحنا.
(3)
جز: النّسخ، تحريف مُضِلّ.
1 -
فَالْأَوَّلُ: كَقَوْلِ أَبِيْ تَمَّامٍ: [الطّويل]
هُوَ الصُّنْعُ؛ إِنْ يَعْجَلْ فَخَيْرٌ، وَإِنْ يَرِثْ
…
فَلَلرَّيْثُ فِيْ بَعْضِ الْمَوَاضِعِ أَنْفَعُ (1)
وَقَوْلِ أَبِي الطَّيِّبِ: [الخفيف]
وَمِنَ الْخَيْرِ بُطْءُ سَيْبِكَ عَنِّيْ
…
أَسْرَعُ السُّحْبِ فِي الْمَسِيْرِ الْجَهَامُ (2)
فَفِيْ بَيْتِ أَبِي الطَّيِّبِ زِيَادَةُ بَيَانٍ؛ لِاشْتِمَالِهِ عَلَى ضَرْبِ الْمَثَلِ بِالسَّحَابِ.
2 -
وَالثَّانِيْ: كَقَوْلِ الْبُحْتُرِيِّ: [الكامل]
وَإِذَا تَأَلَّقَ فِي النَّدِيِّ كَلَامُهُ الْـ
…
ـمَصْقُوْلُ؛ خِلْتَ لِسَانَهُ مِنْ عَضْبِهِ (3)
وَقَوْلِ أَبِي الطَّيِّبِ: [البسيط]
كَأَنَّ أَلْسُنَهُمْ فِي النُّطْقِ قَدْ جُعِلَتْ
…
عَلَى رِمَاحِهِمْ فِي الطَّعْنِ خُرْصَانَا (4)
فَبَيْتُ الْبُحْتُرِيِّ أَبْلَغُ لِمَا فِيْ لَفْظَيْ: (تَأَلَّقَ) وَ (الْمَصْقُوْلُ) مِنَ الِاسْتِعَارَةِ التَّخْيِيْلِيَّةِ؛ فَإِنَّ التَّأَلُّقَ وَالصِّقَالَةَ لِلْكَلَامِ؛ بِمَنْزَلَةِ الْأَظْفَارِ لِلْمَنِيَّةِ، وَلَزِمَ مِنْ ذَلِكَ تَشْبِيْهُ كَلَامِهِ بِالسَّيْفِ، وَهُوَ اسْتِعَارَةٌ بِالْكِنَايَةِ.
(1) له في ديوانه 2/ 332، والمثل السّائر 3/ 263، والإيضاح 6/ 128، وإيجاز الطّراز ص 492، ومعاهد التّنصيص 4/ 56.
(2)
له في ديوانه 4/ 100، وفي المصادر السّابقة عينها. الجَهام: السَّحاب لا ماءَ فيها.
(3)
له في ديوانه 1/ 164، والوساطة ص 311، والعمدة 2/ 637، وكفاية الطّالب ص 188، والإيضاح 6/ 129، وإيجاز الطّراز ص 492، ومعاهد التّنصيص 4/ 58. النّديّ: مجلس الأشراف.
(4)
له في ديوانه 4/ 228، والوساطة ص 167 - 311، والإيضاح 6/ 130، وإيجاز الطّراز ص 492، ومعاهد التّنصيص 4/ 58. الخرْص- مثلّث الخاء: السِّنان.
3 -
وَالثَّالِثُ: كَقَوْلِ الْأَعْرَابِيِّ: [الوافر]
وَلَمْ يَكُ أَكْثَرَ الْفِتْيَانِ مَالاً
…
وَلَكِنْ كَانَ أَرْحَبَهَمْ ذِرَاعَا (1)
وَقَوْلِ أَشْجَعَ (2): [المتقارب]
وَلَيْسَ بِأَوْسَعِهِمْ فِي الْغِنَى
…
وَلَكِنَّ مَعْرُوْفَهُ أَوْسَعُ (3)
[فَالْبَيْتَانِ مُتَمَاثِلَانِ](4).
وَ: أَمَّا
غَيْرُ الظَّاهِرِ: فَمِنْهُ النَّقْلُ: وَهُوَ أَنْ يُنْقَلَ الْمَعْنَى إِلَى مَحَلٍّ آخَرَ، كَمَا ذَكَرَهُ النَّاظِمُ بِقَوْلِهِ:
كَوَضْعِ مَعْنًى فِيْ مَحَلٍّ آخَرِ: أَيْ: فِيْ مَحَلِّ مَعْنًى آخَرَ؛ كَقَوْلِ الْبُحْتُرِيِّ: [الكامل]
سُلِبُوْا، وَأَشْرَقَتِ الدِّمَاءُ عَلَيْهِمُ
…
مُحْمَرَّةً؛ فَكَأَنَّهُمْ لَمْ يُسْلَبُوْا (5)
(1) لأبي زياد الأعرابيّ في الوساطة ص 287، والإيضاح 6/ 130، وإيجاز الطّراز ص 493، ومعاهد التّنصيص 4/ 59، وبلا نسبة في البيان والتّبيين 3/ 145، والبديع في نقد الشّعر ص 326، وتحرير التّحبير ص 530.
(2)
أشجع السُّلَميّ (ت نحو 195 هـ). انظر: الأعلام 1/ 331.
(3)
له في «أشجع السُّلَميّ؛ حياته وشعره» ص 229، ونقد الشّعر ص 191، والوساطة ص 287، والصّناعتين ص 100، والإعجاز والإيجاز ص 208، والبديع في نقد الشّعر ص 327، والإيضاح 6/ 131، وإيجاز الطّراز ص 493، ومعاهد التّنصيص 4/ 59.
(4)
من د.
(5)
له في ديوانه 1/ 76، وبديع ابن المعتزّ ص 52، وأخبار البحتريّ ص 190، وأخبار أبي تمّام ص 21، والموازنة ق 3 ج 1 ص 361، والوساطة ص 256، والصّناعتين ص 227 وفيه أنّ «محمرّة» حشو، والإيضاح 6/ 133، وإيجاز الطّراز ص 494، ومعاهد التّنصيص 4/ 78. وبيانه: سلبوا ثيابهم، لكنْ دماؤهم لهم كانت ثياباً. وجوّز الآمديّ في الموازنة ق 1 ص 321: أن يكون البحتريّ أخذه من قول الحِنْتِف بن السِّجْف الضَّبِّيّ: [الطّويل]
وَفَرَّقْتُ بينَ ابني هُتَيْمٍ بطعنةٍ
…
لها عانِدٌ يَكْسُو السَّليبَ إزارا
يريد: «لها دم عاند» أي: سائل. بينما جزم به عبد العزيز الجرجانيّ بقوله: «وهو من قول بعض العرب
…
»، وكذا العسكريّ بقوله:«فأخذه البحتريّ فزاد عليه في اللّفظ» .