الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مُخَاطَباً مُعَيَّناً؛ قَصْداً إِلَى تَفْظِيْعِ حَالِهِمْ، أَيْ: تَنَاهَتْ حَالُهُمْ فِي
الظُّهُوْرِ لِأَهْلِ الْمَحْشَرِ، إِلَى حَيْثُ يَمْتَنِعُ خَفَاؤُهَا، فَلَا يَخْتَصُّ بِهَا رُؤْيَةُ رَاءٍ دُوْنَ رَاءٍ، وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَلَا يَخْتَصُّ بِهَذَا الْخِطَابِ مُخَاطَبٌ دُوْنَ مُخَاطَبٍ، بَلْ كُلُّ مَنْ يَتَأَتَّى مِنْهُ الرُّؤْيَةُ فَلَهُ مُدْخَلٌ فِيْ هَذَا الْخِطَابِ، وَاللهُ أَعْلَمُ.
* * *
23 - وَعَلَمِيَّةٍ؛ فَلِلْإِحْضَارِ،
…
وَقَصْدِ تَعْظِيْمٍ، أَوِ احْتِقَار
وَ (بِـ) عَلَمِيَّةٍ: أَيْ وَإِمَّا كَوْنُ الْمُسْنَدِ إِلَيْهِ مُعَرَّفاً بِالْعَلَمِيَّةِ، أَيْ بِإِيْرَادِهِ:(عَلَماً)، وَهُوَ: مَا وُضِعَ لِشَيْءٍ مَعَ جَمِيْعِ مُشَخِّصَاتِهِ، وَقَدَّمَهَا عَلَى بَقِيَّةِ الْمَعَارِفِ؛ لِأَنَّهَا أَعْرَفُ مِنْهَا (1)
فَلِلْإِحْضَارِ: أَيْ فَلِإِحْضَارِ الْمُسْنَدِ إِلَيْهِ فِيْ ذِهْنِ السَّامِعِ ابْتِدَاءً بِاسْمٍ مُخْتَصٍّ بِهِ.
- وَقَوْلُنَا: (ابْتِدَاءً) أَيْ: أَوَّلَ مَرَّةٍ؛ احْتِرَازاً عَنْ إِحْضَارِهِ ثَانِياً بِالضَّمِيْرِ الْغَائِبِ نَحْوُ: (جَاءَنِيْ زَيْدٌ، وَهُوَ رَاكِبٌ).
- وَقَوْلُنَا: (بِاسْمٍ مُخْتَصٍّ بِهِ) أَيْ بِالْمُسْنَدِ إِلَيْهِ، بِحِيْثُ لَا يُطلَقُ عَلَى غَيْرِهِ بِاعْتِبَارِ هَذَا الْوَضْعِ نَحْوُ:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1](2).
- وَاحْتَرَزْنَا [بِ](3): (بِهِ) عَنْ إِحْضَارِهِ بِضَمِيْرِ الْمُتَكَلِّمِ، وَالْمُخَاطَبِ، وَاسْمِ الْإِشَارَةِ، وَالْمَوْصُوْلِ، وَالْمُعَرَّفِ بِلَامِ الْعَهْدِ، وَالْإِضَافَةِ؛ فَإِنَّهُ يُمْكِنُ
(1) سبق الإحالةُ على مَظانِّ المسألة في الكلامِ على كونِ الضَّميرِ أعرفَ المعارِفِ.
(2)
(الله) اسمٌ مُختَصٌّ بربِّ العالمين جل جلاله.
(3)
ليس في صل، ب، د، جز، بل طلبها السّياق.
إِحْضَارُهُ بِعَيْنِهِ ابْتِدَاءً بِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا، لَكِنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِنْهَا مُخْتَصّاً بِمُسْنَدٍ إِلَيْهِ مُعيَّنٍ
وَقَصْدِ تَعْظِيْمٍ أَوِ احْتِقَارِ: كَمَا فِي الْأَلْقَابِ (1): الصَّالِحَةِ لِمَدْحٍ نَحْوُ: (رَكِبَ عَلِيٌّ (2))، أَوْ ذَمٍّ نَحْوُ:(هَرَبَ مُعَاوِيَةُ (3)) (4).
وَعَبَّرَ فِي التَّلْخِيْصِ (5) بِالْإِهَانَةِ مَوْضِعَ الِاحْتِقَارِ، وَزَادَ فِيْهِ:(أَوْ كِنَايَةٍ).
قَالَ الشَّارِحُ (6): «عَنْ مَعْنًى يَصْلُحُ لَهُ الِاسْمُ؛ نَحْوُ: (أَبُوْ لَهَبٍ (7) فَعَلَ كَذَا)؛ كِنَايَةً عَنْ كُوْنِهِ جَهَنَّمِيّاً (8).
وَزَادَ أَيْضاً (9)(أَوْ إِيْهَامِ اسْتِلْذَاذِهِ) أَيْ: وِجْدَانِ العَلَمِ لَذِيْذاً؛ نَحْوُ قَوْلِهِ: [البسيط]
باللهِ يا ظَبَياتِ القاعِ، قُلْنَ لنا:
…
ليلايَ منكنَّ، أم ليلى منَ البَشَرِ؟ (10)
(1) لعلّه يريد الأسماء، والكِنى، والألقاب.
(2)
ت 40 هـ. انظر: الأعلام 4/ 295.
(3)
ت 60 هـ. انظر: الأعلام 7/ 263.
(4)
لعلَّه يُشيرُ إلى اشتقاقِ كُلِّ اسمٍ منهما، فالأوّلُ مِن العُلُوّ، والآخرُ من العُواء. وأظنُّه مثالاً غيرَ لائقٍ بحقِّ الصَّحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، وكان يمكنُ التَّمثيلُ بقولِه:(رَكِبَ صلاحُ الدِّين، وهَرَبَ كُلَيْب).
(5)
ص 25.
(6)
يريد السَّعد التّفتازانيّ. انظر: المختصر ص 34 - 35.
(7)
ت 2 هـ. انظر: الأعلام 4/ 12.
(8)
باعتبارِ الاسمِ (لَهَب) قبلَ العَلَميّة، وكذا: جاء أبو جهل، أو جاء جُحَيْش.
(9)
يقصد القزوينيّ. انظر: التّلخيص ص 25، والإيضاح 2/ 12 وما بعدها.
(10)
بيت متنازَع النّسبة، قال العبّاسيّ في معاهده 3/ 167:«واختُلف في نسبته: فنُسب للمجنون، ولذي الرُّمَّة، وللعَرْجيّ، وللحسين بن عبد الله الغزّيّ، ونَسبه الباخَرْزِيّ، في دُمية القَصر، لبدويّ اسمه: كامل الثّقفيّ، والأَكثرون على أنَّه للعَرجيّ» .
وهو للعَرْجيّ في ذيل ديوانه ص 182، والعمدة 2/ 683، وتحرير التّحبير ص 136، والمصباح ص 151، وخزانة الحمويّ 2/ 309، وللمجنون في ديوانه ص 153، وحدائق السِّحر ص 158، ولذي الرُّمّة في البديع في نقد الشّعر ص 141، وخزانة الحمويّ 3/ 163، وللحسين بن عبد الله الغزّيّ في الإيضاح 6/ 84، وسُكت عن عزوه في الصّناعتين ص 396، وقانون البلاغة ص 135، ونهاية الأرب 7/ 102، وإيجاز الطّراز ص 433 - 468، والقول البديع ص 206.