الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَنَقْلِهِ إِلَى (فَعُلَ) بِالضَّمِّ. (1)
وَالرَّحْمَةُ: رِقَّةُ الْقَلْبِ تَقْتَضِي التَّفَضُّلَ، فَالتَّفَضُّلُ غَايَتُهَا. وَأَسْمَاءُ اللهِ الْمَأْخُوْذَةُ مِنْ نَحْوِ ذَلِكَ إِنَّمَا تُؤْخَذُ بِاعْتِبَارِ الْغَايَةِ دَوْنَ الْمَبْدَأِ (2).
- وَقُدِّمَ (اللهُ) عَلَى (الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ)؛ لِأَنَّهُ اسْمُ ذَاتٍ - وَهُمَا اسْمَا صِفَةٍ - وَالذَّاتُ مُقَدَّمَةٌ عَلَى الصِّفَةِ.
- وَقُدِّمَ (الرَّحْمَنُ) عَلَى (الرَّحِيْمِ)؛ لِأَنَّهُ خَاصٌّ؛ إِذْ لَا يُقَالُ لِغَيْرِ اللهِ - بِخِلَافِ الرَّحِيْمِ (3) - وَالْخَاصُّ مُقَدَّمٌ عَلَى الْعَامِّ، وَلِأَنَّهُ أَبْلَغُ مِنَ الرَّحِيْمِ (4)؛ لِأَنَّ زِيَادَةَ الْبِنَاءِ تَدُلُّ عَلَى زِيَادَةِ الْمَعْنَى غَالِباً (5).
* * *
1 - الْحَمْدُ لِله، وَصَلَّى اللهُ
…
عَلَى رَسُوْلِهِ الَّذِي اصْطَفَاهُ
الْحَمْدُ لِله: الْحَمْدُ لُغَةً: الثَّنَاءُ بِاللِّسَانِ عَلَى الْجَمِيْلِ الِاخْتِيَارِيِّ - عَلَى جِهَةِ التَّعْظِيْمِ - سَوَاءٌ كَانَ فِيْ مُقَابَلَةِ نِعْمَةٍ أَمْ لَا.
وَعُرْفاً: فِعْلٌ يُنْبِئُ عَنْ تَعْظِيْمِ الْمُنْعِمِ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ مُنْعِمٌ عَلَى الْحَامِدِ
(1) لأنّ قياس الوصف من «فَعِلَ» اللّازم: «فَعِلٌ» ، وقياسَ الوصف من «فَعُلَ»:«فعيل» . انظر: أوضح المسالك 3/ 243.
(2)
انظر: مغني المحتاج 1/ 22.
(3)
انظر: كتاب الفروق «الفرق بين الرّحمن والرّحيم» ص 214 - 215، والأسنى في شرح أسماء الله الحسنى 1/ 62، وفَتْح الرَّحمن بكشْف ما يَلْتَبِسُ من القرآن ص 17.
(4)
اختُلف فيهما، فقيل: هما بمعنًى كندمان ونديم. انظر: مجاز القرآن 1/ 21، وقيل: الرّحمن أبلغُ. انظر: الكشّاف 1/ 108، وحكى أبو حيّان في البحر المحيط 1/ 31 قولَهم:«الرّحيمُ أكثر مبالغةً» وبيّن اختلافَ جهة المبالغة، وانظر: نتائج الفكر ص 42، والدّرّ المصون 1/ 32. وذهب آخرون إلى أنّه لا يجوز تفضيلُ أسماء الله بعضِها على بعض. انظر: الحاوي في الفتاوي 1/ 31.
(5)
قاعدة مُشتَهرة عند أهلِ العربيّة، وخاصّةً ابن جنّيّ في كتابِه الخصائص 3/ 271.
أَوْ غَيْرِهِ، سَوَاءٌ كَانَ بِاللِّسَانِ أَمْ بِالْجَنَانِ أَمْ بِالْأَرْكَانِ وَهَذَا هُوَ الشُّكْرُ اللُّغَوِيُّ.
وَالشُّكْرُ الْعُرْفِيُّ: صَرْفُ الْعَبْدِ جَمِيْعَ مَا أَنْعَمَ اللهُ بِهِ عَلَيْهِ مِنَ السَّمْعِ وَغَيْرِهِ إِلَى مَا خُلِقَ لِأَجْلِهِ.
وَالْمَدْحُ لُغَةً: الثَّنَاءُ بِاللِّسَانِ عَلَى الْجَمِيْلِ مُطْلَقاً، عَلَى جِهَةِ التَّعْظِيْمِ (1).
وَعُرْفاً: مَا يَدُلُّ عَلَى اخْتِصَاصِ الْمَمْدُوْحِ بِنَوْعٍ مِنَ الْفَضَائِلِ.
وَاعْلَمْ أَنَّ ضِدَّ الْحَمْدِ الذَّمُّ، وَالشُّكْرِ الْكُفْرَانُ، وَالْمَدْحِ الْهَجْوُ. وَالثَّنَاءُ:[ضِدُّ](2) النَّثَاءِ؛ بِتَقْدِيْمِ النُّوْنِ عَلَى الثَّاءِ؛ يُقَالُ: أَثْنَى عَلَيْهِ: إذا ذَكَرَهُ بِخَيْرٍ، وَأَنْثَى عَلَيْهِ: إِذَا ذَكَرَهُ بِشَرٍّ (3).
· وَاخْتَارَ الزَّمَخْشَرِيُّ (4) أَنَّ اللَّامَ فِي (الْحَمْدِ): لِلْجِنْسِ (5)، وَالْجُمْهُوْرُ أَنَّهَا لِلِاسْتِغْرَاقِ أَوِ لِلْعَهْدِ (6)؛ كَمَا عَلَيْهِ ابْنُ النَّحَّاسِ (7).
وَفِي (لِلهِ): لِلِاخْتِصَاصِ فَلَا فَرْدَ مِنْهُ لِغَيْرِهِ. وَاللهُ: عَلَمٌ لِلذَّاتِ الْوَاجِبِ الْوُجُوْدِ، كَمَا تَقَدَّمَ.
(1) انظر كتاب الفروق ص 54 - 55. الفرق بين (الحمد) و (المدح). ولم يفرِّق بينهما الزّمخشريّ في كشّافه 1/ 111.
(2)
ليس في ب، د، جز.
(3)
وهذا يُخالِفُ ما أورده اللّسان (نثا): «والنَّثا في الكلام يُطْلق على القَبيح والحَسن يقال: ما أَقبح نَثاه، وما أَحسن نَثاه
…
قال ابن الأَنباريّ: سمعت أَبا العبّاس يقول: النَّثا يكون للخير والشّرّ». وكذا الفروق ص 55. الفرق بين (الثّناء) و (النّثاء).
(4)
ت 538 هـ. انظر: البُلغة ص 220.
(5)
في كشّافه 1/ 113، ومَنَعَ كونَها للاستغراق، ولم يُبِنِ العلّةَ. وانظر: المطوّل ص 131.
(6)
انظر تهذيب الأسماء واللُّغات 3/ 123، والدّرّ المصون 1/ 37، وحاشية الشّهاب 1/ 81 وما بعدها.
(7)
ت 338 هـ. انظر: بغية الوعاة 1/ 347 - 348.