الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِهِ الشَّارِحُ (1)، رحمه الله.
* * *
4 - أَبْيَاتُهَا عَنْ مِئَةٍ لَمْ تَزِدِ
…
فَقُلْتُ غَيْرَ آمِنٍ مِنْ حَسَدِ
أَبْيَاتُهَا: أَيْ عَدَدُ أَبْيَاتِهَا.
عَنْ (2) مِئَةٍ: بَيْتٍ.
لَمْ تَزِدِ: وَهَذَا عَلَى الْقَوْلِ بِأَنَّ: «الْبَيْتَ اسْمٌ لِلْمِصْرَاعَيْنِ» - وَهُوَ الصَّحِيْحُ - وَأَنَّهَا مِنْ كَامِلِ الرَّجَزِ لَا مِنْ مَشْطُوْرِهِ.
فَقُلْتُ: هَذَا النَّظْمَ حَالَ كَوْنِيْ.
غَيْرَ آمِنٍ: اِسْمُ فَاعِلٍ مِنْ (أَمِنَ) كَـ (عَالِمٍ مِنْ عَلِمَ).
مِنْ حَسَدِ: حَاسِدٍ؛ لِأَنَّ الْفَاضِلَ لَا يَخْلُوْ عَنْ حَاسِدٍ. وَالْحَسَدُ: تَمَنِّي زَوَالِ النِّعَمِ عَنِ الْمَحْسُوْدِ (3).
وَاعْلَمْ أَنَّهُ لَمَّا كَانَتْ مَعْرِفَةُ الْبَلَاغَةِ مَوْقُوْفَةً عَلَى مَعْرِفَةِ الْفَصَاحَةِ؛ لِكَوْنِ الْفَصَاحَةِ مَأْخُوْذَةً فِيْ تَعْرِيْفِ الْبَلَاغَةِ، وَجَبَ تَقْدِيْمُ تَعْرِيْفِ الْفَصَاحَةِ عَلَى تَعْرِيْفِ الْبَلَاغَةِ.
وَلَمَّا كَانَتْ مَعْرِفَةُ فَصَاحَةِ الْكَلَامِ وَالْمُتَكَلِّمِ مُتَوَقِّفَةً عَلَى مَعْرِفَةِ فَصَاحَةِ الْمُفْرَدِ وَجَبَ تَقْدِيْمُهَا عَلَيْهِمَا؛ فَلِذَلِكَ قَالَ النَّاظِمُ رَحِمَهُ اللهُ تعالى:
(1) بقوله: «لا يخفى ما بين المعاني والمعاني من الجناس التامّ» ؛ انظر: شرح المنظومة للحمويّ، ورقة 4.
(2)
عدّى النَّاظمُ الفعلَ "زاد" بـ (عن)، وعُدِّي في القرآن الكريم بـ (على):{أَوْ زِدْ عَلَيْهِ} [المزَّمِّل: 4]، وهو جائز. انظر: حروف المعاني للزَّجّاجيّ ص 81، والأُزهية في علم الحروف ص 279.
(3)
وأنْ تتحوّل هذه النّعمة إلى الحاسد. انظر: اللّسان (حسد).