الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَهَذَا دَوَاءُ الدَّاءِ مِنْ كُلِّ عَالِمٍ
…
وَهَذَا دَوَاءُ الدَّاءِ مِنْ كُلِّ جَاهِلِ (1)
وَكَقَوْلِ الْآخَرِ: [البسيط]
وَلَا يُقِيْمُ عَلَى ضَيْمٍ يُرَادُ بِهِ
…
إِلَّا الْأَذَلَّانِ؛ عَيْرُ الْحَيِّ وَالْوَتِدُ
هَذَا عَلَى الْخَسْفِ مَرْبُوْطٌ بِرُمَّتِهِ
…
وَذَا يُشَجُّ فَلَا يَرْثِيْ لَهُ أَحَدُ (2)
تَتِمَّةٌ
يَجْتَمِعُ الْجَمْعُ مَعَ التَّفْرِيْقِ، وَمَعَ التَّقْسِيْمِ، وَمَعَهُمَا.
فَالْأَوَّلُ (3): أَنْ يُدْخَلَ شَيْئَانِ فِيْ مَعْنًى وَاحِدٍ، وَيُفَرَّقَ بَيْنَ جِهَتَيِ الْإِدْخَالِ.
· كَقَوْلِهِ: [المتقارب]
فَوَجْهُكَ كَالنَّارِ فِيْ ضَوْئِهَا
…
وَقَلْبِيَ كَالنَّارِ فِيْ حَرِّهَا (4)
شَبَّهَ وَجْهَ الْحَبِيْبِ وَقَلْب نَفْسِهِ بِالنَّارِ، وَفَرَّقَ بَيْنَ وَجْهَيِ الْمُشَابَهَةِ. (5)
(1) له في ديوانه 3/ 86 - 87، والإيضاح 6/ 47، والأوّل مفرداً في الوساطة ص 71. وبيانُه: الإيمانُ بالقرآن والعملُ بما فيه دواءُ كلِّ عالِم، وإلّا فالسيفُ دواءُ كل جاهل. والأخْدَعان: عِرقان خَفِيّان في العنق.
(2)
للمتلمِّس الضُّبَعيّ في ديوانه ص 208، ومعاهد التّنصيص 2/ 306، وأنوار الرّبيع 2/ 68 - 5/ 293. وبلا نسبة في مفتاح العلوم ص 276، والإيضاح 6/ 47 - 48.
(3)
أي: الجمع مع التَّفريق.
(4)
للوطواط في كتابه حدائق السِّحر ص 179، ومعاهد التّنصيص 3/ 4، وأنوار الرّبيع 5/ 171، وبلا نسبة في نهاية الإيجاز ص 178، ونهاية الأرب 7/ 127، والإيضاح 6/ 48، وإيجاز الطّراز ص 448.
(5)
يقول الوطواط: «ففي هذا البيت جمعتُ بين وجه المعشوق وقلبي في تشبيههما بالنّار، ثم عدتُ ففرّقتُ بينهما في الضّوء والحرارة» انظر: حدائق السّحر ص 180.
- وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً} [الإسراء: 12].
وَالثَّانِيْ (1): وَهُوَ جَمْعُ مُتَعَدِّدٍ تَحْتَ حُكْمٍ ثُمَّ تَقْسِيْمُهُ، أَوْ تَقْسِيْمُهُ ثُمَّ جَمْعُهُ (2):
- فَالْأَوَّلُ (3): كَقَوْلِ أَبِي الطَّيِّبِ: [البسيط]
حَتَّى أَقَامَ عَلَى أَرْبَاضِ خَرْشَنَةٍ
…
تَشْقَى بِهِ الرُّوْمُ وَالصُّلْبَانُ وَالْبِيَعُ
لِلسَّبْيِ مَا نَكَحُوا، وَالْقَتْلِ مَا وَلَدُوْا
…
وَالنَّهْبِ مَا جَمَعُوْا، وَالنَّارِ مَا زَرَعُوْا (4)
جَمَعَ فِي الْبَيْتِ الْأَوَّلِ شَقَاءَ الرُّوْمِ بِالْمَمْدُوْحِ عَلَى سَبِيْلِ الْإِجْمَالِ، حَيْثُ قَالَ:(تَشْقَى بِهِ الرُّوْمُ)، ثُمَّ قَسَّمَ فِي الثَّانِي وَفَصَّلَهُ.
- وَالثَّانِي (5): كَقَوْلِ حَسَّانَ: [البسيط]
قَوْمٌ إِذَا حَارَبُوْا، ضَرُّوْا عَدُوَّهُمُ
…
أَوْ حَاوَلُوْا النَّفْعَ فَيْ أَشْيَاعِهِمْ، نَفَعُوْا
سَجِيَّةٌ تِلْكَ مِنْهُمْ غَيْرُ مُحْدَثَةٍ
…
إِنَّ الْخَلَائِقَ - فَاعْلَمْ - شَرُّهَا الْبِدَعُ (6)
(1) أي: الجمع مع التَّقسيم.
(2)
تحتَ حُكْمٍ.
(3)
أي: الجمع ثُمّ التَّقسيم.
(4)
له في ديوانه 2/ 224، وحدائق السِّحر ص 180، والإيضاح 6/ 49، وإيجاز الطّراز ص 448، ومعاهد التّنصيص 3/ 5، ونفحات الأزهار ص 210، والبيت الثّاني دون الأوّل في العمدة 1/ 605، ومفتاح العلوم ص 536، وشرح الكافية البديعيّة ص 171، وبلا نسبة في المنزع البديع ص 358. والبيتان في مدح سيف الدّولة، خَرْشَنَة: بلدة من بلاد الرُّوم، أَرْبَاض: مفردها (الرَّبْض): ما حول المدينة من العمارة، البِيَع: مُفردها (بِيْعَة) وهي مَعْبَد النَّصارى.
(5)
أي: التَّقسيم ثُمَّ الجمع.
(6)
له في ديوانه 1/ 102، ودلائل الإعجاز ص 94، ونهاية الإيجاز ص 179، ومفتاح العلوم ص 536، وإيجاز الطّراز ص 449، وخزانة الحمويّ 4/ 9، ونفحات الأزهار ص 217، وأنوار الرّبيع 5/ 174.
قَسَّمَ فِي الْبَيْتِ الْأَوَّلِ صِفَةَ الْمَمْدُوْحِيْنَ إِلَى: ضَرِّ الْأَعْدَاءِ، أَوْ نَفْعِ الْأَوْلِيَاءِ، ثُمَّ جَمَعَهَا فِي الثَّانِيْ، حَيْثُ قَالَ:«سَجِيَّةٌ تِلْكَ مِنْهُمْ غَيْرُ مُحْدَثَةٍ» .
وَالثَّالِثُ (1): وَهُوَ أَنْ يَجْمَعَ بَيْنَ مُتَعَدِّدٍ، ثُمَّ يُوْقِعَ التَّبَايُنَ بَيْنَ كُلِّ وَاحِدٍ، ثُمَّ يُضِيْفَ مَا لِكُلِّ وَاحِدٍ عَلَى التَّعْيِيْنِ؛ كَقَوْلِهِ تَعَالَى:{يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} [هود: 105 - 108].
فَأَمَّا الْجَمْعُ: فَفِيْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ} فَإِنَّ قَوْلَهُ: (نَفْسٌ) مُتَعَدِّدُ مَعْنًى؛ لِأَنَّ النَّكِرَةَ فِيْ سِيَاقِ النَّفْيِ تَعُمُّ.
وَأَمَّا التَّفْرِيْقُ: فَفِيْ قَوْلِهِ: {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} .
وَأَمَّا التَّقْسِيْمُ: فَفِيْ قَوْلِهِ: {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا} ..... إِلَى آخِرِ الْآيَةِ الثَّانِيَةِ.
وَقَدْ يُطْلَقُ التَّقْسِيْمُ عَلَى أَمْرَيْنِ آخَرَيْنِ:
أَحَدُهُمَا: أَنْ يُذْكَرَ أَحْوَالُ الشَّيْءِ مُضَافاً إِلَى كُلِّ حَالٍ مَّا يَلِيْقُ بِهَا؛ كَقَوْلِ أَبِي الطَّيِّبِ: [الطّويل]
سَأَطْلُبُ حَقِّيْ بِالْقَنَا وَمَشَايِخٍ
…
كَأَنَّهُمُ مِنْ طُوْلِ مَا الْتَثَمُوْا مُرْدُ
ثِقَالٌ إِذَا لَاقَوْا، خِفَافٌ إِذَا دُعُوْا
…
كَثِيْرٌ إِذَا شَدُّوْا، قَلِيْلٌ إِذَا عُدُّوْا (2)
ذَكَرَ أَحْوَالَ الْمَشَايِخِ، وَأَضَافَ إِلَى كُلِّ حَالٍ مَّا يُنَاسِبُهَا؛ إِذْ أَضَافَ إِلَى الثِّقَلِ حَالَ الْمُلَاقَاةِ، وَإِلَى الْخِفَّةِ حَالَ الدُّعَاءِ، وَهَكَذَا إِلَى الْآخِرِ.
(1) أي: الجمع مع التَّفريق والتَّقسيم.
(2)
له في ديوانه 1/ 373، وتفسير أبيات المعاني من شعر أبي الطّيّب ص 90، والإيضاح 6/ 52، ومعاهد التّنصيص 3/ 8، ونفحات الأزهار ص 210. وبيانه: هؤلاء المحاربون المحنّكون المجرَّبون كأنّهم من طول تلثُّمِهم مُرْدٌ لا لِحىً لهم؛ لأنّ لِحاهم مستورةٌ باللُّثُم.