الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطِّلسم
1 -
معنى الطلسم في اللغة:
قال الجوهري: "طرسم الرجل: أطرق. وطَلْسم مثله"1.
وفي لسان العرب: "طَلْسَم الرجل كره وجهه وقطبه"2.
فقد ذكروا معنى طَلسم في اللغة، وهو الإطراق وتقطيب الوجه، ولم يذكروا الطِّلسم بكسر الطاء وتشديدها، وهو المطلوب.
وفي كشف الظنون:"ومعنى الطِّلسم عقد لا ينحل، وقيل مقلوب اسمه أي المسلط، لأنه من القهر والتسلط"3. ونقض هذا الكلام شهاب الدين الخفاجي4 في شفاء الغليل حيث قال:"طلسم لفظ يوناني، لم يعربه من يوثق به، وكونه مقلوباً من مسلط وهم لا يعتد به"5.
والطلسم لفظ يوناني لكل ما هو غامض مبهم، كالألغاز والأحاجي6.
2 -
معنى الطلسم في الاصطلاح:
يعرف ابن سينا الطلسمات بأنها: "تمزيج القوى الفعالة السماوية، بالقوى المنفعلة الأرضية"7.
وقال الرازي: "الطلسم عبارة عن تمزيج القوى الفعالة السماوية، بالقوى المنفعلة الأرضية، لإحداث ما يخالف العادة، أو للمنع مما يوافق العادة"8.
1 - الصحاح 5/1974.
2 -
لسان العرب 12/396.
3 -
كشف الظنون 2/1114، وانظر: أبجد العلوم 2/367، مفتاح السعادة ومصباح السيادة لطاش كبري زادة1/316.
4 -
شهاب الدين أحمد الخفاجي المصري المتوفى سنة 1069هجرية. انظر: كشف الظنون 1/699.
5 -
نقلا عن تعليق الدكتور رشاد سالم على الصفدية 1/66 حاشية رقم 3.
6 -
انظر: المعجم الوسيط 2/562.
7 -
الإشارات والتنبيهات 4/900، وانظر: الصفدية 1/142.
8 -
المطالب العالية 8/149.
وعرف الطلسم في كشف الظنون بأنه: "علم باحث عن كيفية تركيب القوى السماوية الفعالة، مع القوى الأرضية المنفعلة، في الأزمنة المناسبة للفعل والتأثير المقصود، مع بخورات مقوية، جالبة لروحانية الطلسم، ليظهر من تلك الأمور في عالم الكون والفساد أفعال غريبة، وهو قريب المأخذ بالنسبة إلى السحر"1.
فالطلسمات داخلة في علم النجوم والسحر، وذلك أن النجوم التي من السحر نوعان:
أحدهما: علمي وهو الاستدلال بحركات النجوم، على الحوادث.
والثاني: عملي، وهو الذي يقولون إنه تمزيج القوى السماوية، بالقوى المنفعلة الأرضية كالطلاسم ونحوها، وهذا من أرفع أنواع السحر2.
فالطلاسم ضرب من السحر والتنجيم، تتشكل فيه الشياطين على هيئة روحانيات الكواكب، لتؤثر في الحوادث الأرضية.
والطلاسم تحوي تعظيماً وعبادة للجن به يستجلبون معاونته، ويعتقدون مع ذلك أن الفاعل والمؤثر هو الكوكب، إذ إن ما يظهر لهم من الجن ويخاطبهم، يعتقدون أنها أرواح الكواكب تخاطبهم، وهم بهذا جهال ومشركون، والشرك فيها ظاهر.
1 - كشف الظنون 2/1114، وانظر: أبجد العلوم 2/367.
2 -
انظر: مجموع الفتاوى 35/171، الفتاوى الكبرى 1/389.