الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رجال الغيب
1 -
معنى رجال الغيب في اللغة:
قال الخليل: "هذا رَجُل أي ليس بأنثى، وهذا رجل أي كامل"1.
وقال الجوهري: "والرَجُل خلاف المرأة، والجمع رِجَال ورِجَالات، مثل جمال وجمالات، وأَرَاجِل"2. فالرجال في اللغة جمع رجل وهو خلاف المرأة، أي ليس بأنثى.
وأما الغيب، فيقول ابن فارس:"الغين والياء والباء أصل صحيح يدل على تستر الشيء عن العيون، ثم يقاس. من ذلك الغيب ما غاب، مما لايعلمه إلا الله. ويقال غابت الشمس تغيب غيبة وغيوباً وغيباً"3.
فرجال الغيب في اللغة هم الرجال المستترون عن العيون.
2 -
معنى رجال الغيب في الاصطلاح:
يعتقد بعض العوام والصوفية أن رجال الغيب أولياء الله من الإنس، وهم غائبون عن أبصار الناس، وكلهم الله بتصريف الأمر4.
والحقيقة أن ما يسمونه رجال الغيب هم جن تمثلت بصور الإنس، أو رؤيت في غير صور الإنس، والجن يسمون رجالاً، قال - تعالى -:{وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً} [الجن - 6]5.
والجن تفعل ذلك كي تلبس على الإنس، ليعظموهم. قال شيخ الإسلام رحمه الله: "ورجال الغيب هم الجن، وهو يحسب أنه أنسي، وقد يقول له أنا الخضر، أو إلياس، بل أنا
1 - العين 6/101.
2 -
الصحاح 4/1705.
3 -
معجم مقايس اللغة 4/403، وانظر: العين 8/454 - 456، الصحاح 1/196.
4 -
انظر: مجموع الفتاوى 1/362، 13/217.
5 -
انظر: المرجع السابق 11/443، منهاج السنة 3/380.
محمد، أو إبراهيم الخليل، أو المسيح، أو أبو بكر، أو عمر، أو أنا الشيخ فلان، أو الشيخ فلان، ممن يحسن بهم الظن. وقد يطير به في الهواء، أو يأتيه بطعام أو شراب أو نفقة، فيظن هذا كرامة، بل آية ومعجزة، تدل على أن هذا من رجال الغيب، أو من الملائكة، ويكون ذلك شيطاناً لبس عليه"1.
وليس في أولياء الله المتقين، ولا عباد الله المخلصين الصالحين، ولا أنبيائه المرسلين، من كان غائب الجسد دائماً عن أبصار الناس2.
والناس في رجال الغيب أحزاب مختلفة3:
حزب يكذبون بوجود رجال الغيب، ولكن قد عاينهم الناس، وثبت عمن عاينهم، أو حدثه الثقات بما رأوه، وهؤلاء إذا رأوهم وتيقنوا وجودهم قد يخضعون لهم.
وحزب عرفوهم، ورجعوا إلى القدر، واعتقدوا أن ثم في الباطن طريقاً إلى الله غير طريقة الأنبياء. وهؤلاء ضُلال.
وحزب ما أمكنهم أن يجعلوا ولياً خارجاً عن دائرة الرسول، فقالوا يكون الرسول هو ممداً للطائفتين. فهؤلاء معظمون للرسول جاهلون بدينه وشرعه.
والحق أن هؤلاء من أتباع الشياطين وأن رجال الغيب هم الجن، وإلا فالإنس يؤنسون أي يشهدون، ويرون، ومن ظنهم أنهم من الإنس فمن غلطه وجهله، وسبب الضلال فيهم وافتراق هذه الأحزاب الثلاثة، عدم الفرقان بين أولياء الشيطان وأولياء الرحمن.
فرجال الغيب إذاً ليسوا من الأنس بل هم جن يلبسون على الجهال والعوام، فيحسبونهم من أولياء الله وليسوا كذلك.
1 - مجموع الفتاوى 13/71.
2 -
انظر: المرجع السابق 11/443.
3 -
انظر: شرح العقيدة الطحاوية 2/766 - 767.