الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العلم الضروري
1 -
معنى العلم في اللغة:
قال الخليل: "علم يعلم علماً نقيض جهل، ورجل علامة وعلام وعليم..وما علمت بخبرك، أي ما شعرت به، وأعلمته بكذا، أي أشعرته، وعلمته تعليماً "1.
وقال الجوهري: "وعلمت الشيء أعلمه علماً: عرفته "2.
وفي اللسان: "وعلم بالشيء شعر، يقال: ما علمت بخبر قدومه، أي ما شعرت..وعلم الأمر وتعلمه أتقنه،.. ويجوز أن تقول علمت الشيء بمعنى عرفته وخبرته"3.
فالعلم هو نقيض الجهل، والعلم بالشيء الشعور به، ومعرفته.
2 -
معنى الضروري في اللغة:
قال الخليل: "الضرورة اسم لمصدر الاضطرار، تقول حملتني الضرورة على كذا، وقد اضطر فلان إلى كذا وكذا "4. والاضطرار الاحتياج إلى الشيء، وقد اضطره إليه أمر، والاسم الضرة، والضرورة كالضرة5. والضرورة اسم من الاضطرار6.
فالضرورة تعني الاحتياج والاضطرار. ولم يرد مصطلح العلم الضروري بهذا التركيب في كتاب الله، ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
3 -
معنى العلم الضروري في الاصطلاح:
ينقسم علم الخلق إلى قسمين: علم ضروري، وعلم نظري، أما تعريف العلم الضروري فيقول الباقلاني في تعريفه:"فالضروري ما لزم أنفس الخلق، لزوماً لا يمكنهم دفعه، والشك في معلومه"7.
1 - العين 2/152، وانظر: معجم مقاييس اللغة 4/110، لسان العرب 12/420.
2 -
الصحاح 5/1990.
3 -
لسان العرب 12/418.
4 -
العين 7/7، وانظر: لسان العرب 4/484.
5 -
انظر: لسان العرب 4/483، الصحاح 2/20، معجم مقاييس اللغة 3/360.
6 -
انظر: المصباح المنير 2/360.
7 -
الإنصاف ص14.
ويذكر القاضي عبد الجبار بعض تعريفات المعتزلة للعلم الضروري، ومنها حده بأنه:"العلم الذي يحصل فينا، لا من قبلنا، ولا يمكننا نفيه عن النفس بوجه من الوجوه"1، وقال أيضا:"وقد حد العلم الضروري بأنه العلم الذي لا يمكن العالم نفيه عن نفسه بشك، ولا شبهة، وإن انفرد"2.
ويقول شيخ الإسلام: "حد العلم الضروري، وهو الذي يلزم نفس العبد لزوماً لا يمكنه معه دفعه عن نفسه"3.
ويذكر التفتازاني أن العلوم الضرورية تنحصر في ست:
بديهيات يحكم العقل بها بمجرد تصور الطرفين وتسمى الأوليات، ومشاهدات يحكم بها بواسطة حس ظاهر، وتسمى الحسيات، أو باطن وتسمى الوجدانيات، وفطريات ويحكم بها بواسطة لا تغرب عن الذهن، ومجربات يحكم بها بواسطة تكرر المشاهدة، ومتواترات يحكم بها بمجرد خبر جماعة يمتنع تواطؤها على الكذب، وحدسيات يحكم بها بواسطة حدس من النفس4.
ويرجع بعض المتكلمين هذه الأنواع إلى قسمين: البديهيات والحسيات5.
وقال شيخ الإسلام: "البديهي هو ما إذا تصور طرفاه جزم العقل به"6. والقضايا البديهية قد تتفاوت فالبديهي هو ما إذا تصور طرفاه جزم العقل به، والمتصوران قد يكونان خفيين، فالقضايا تتفاوت في الجلاء، والخفاء، لتفاوت تصورها، كما تتفاوت لتفاوت الأذهان، وذلك لا يقدح في كونها ضرورية7.
1 - شرح الأصول الخمسة ص48.
2 -
المرجع السابق ص48.
3 -
درء التعارض 6/106، وانظر: الدرء 7/430، بيان تلبيس الجهمية 1/266.
4 -
انظر: شرح المقاصد 1/210، وانظر اختلاف الناس حول بعض هذه الأنواع في الدرء 7/429 - 431.
5 -
انظر: شرح المقاصد 1/213 - 214، أصول الدين ص8، المواقف ص14.
6 -
درء التعارض 1/31.
7 -
انظر: المرجع السابق 1/31.