الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العيافة
1 -
معنى العيافة في اللغة:
قال الخليل: "عاف الشيء يعافه عيافة، إذا كرهه من طعام، أو شراب..والعيافة زجر الطير، وهو أن ترى طيراً أو غراباً فتتطير، تقول ينبغي أن يكون كذا، فإن لم تر شيئاً قلت بالحدس فهو عيافة، ورجل عائف يتكهن"1.
وقال الجوهري: "وعفت الطير أعيفها عيافة، أي زجرتها، وهو أن تعتبر بأسمائها ومساقطها وأصواتها "2.
فالعيافة في اللغة تعني كراهية الشيء، والتطير، والقول بالحدس والظن، فهو لفظ أعم من الطيرة.
2 -
معنى العيافة في الشرع:
روى أبو داود في سننه، بإسناد حسن، عن قبيصة بن مخارق، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"العيافة، والطرق، والطيرة، من الجبت 3"4، قال عوف راوي الحديث:"العيافة زجر الطير، والطرق الخط يخط في الأرض"، وقيل بالعكس5.
وقال ابن الأثير: "العيافة زجر الطير، والتفاؤل بأسمائها وأصواتها وممرها، وهو من عادة العرب كثيراً، وهو كثير في أشعارهم، يقال عاف يعيف عيفاً، إذا زجر وحدس وظن"6.
1 - العين 2/260، وانظر: معجم مقاييس اللغة 4/197، الصحاح 4/1408.
2 -
الصحاح 4/1408، وانظر: لسان العرب 9/260 - 261.
3 -
الجبت كلمة تقع على الصنم، والكاهن، والساحر، ونحو ذلك. انظر: العين 6/93، لسان العرب 2/21.
4 -
أخرجه الإمام أحمد في المسند 3/477، وأبو داود في كتاب الطب، باب في الخط وزجر الطير 4/16، ح 3907، وابن حبان 13/502، ح 6131، وحسنه النووي في رياض الصالحين ح 1679 ص 535، وشيخ الإسلام في مجموع الفتاوى 35/192.
5 -
انظر: سنن أبي داود 4/16، المسند 3/477، مجموع الفتاوى 35/192 - 193.
6 -
النهاية 3/330.
وقيل: "العيافة بكسر العين وهي زجر الطير، والتفاؤل، والاعتبار في ذلك بأسمائها كما يتفاءل بالعقاب على العقاب، وبالغراب على الغربة، وبالهدهد على الهدى، والفرق بينها وبين الطيرة، أن الطيرة هي التشاؤم بها، وقد تستعمل في التشاؤم بغير الطير، من حيوان، وغيره"1.
وقد سبق قول القاضي عياض بعد أن عرف العرافة: "وقد يعتضد بعض أهل هذا الفن في ذلك، بالزجر، والطرق، والنجوم، وأسباب معتادة في ذلك، وهذا الفن هو العيافة بالياء. وكلها ينطلق عليها اسم الكهانة"2.
فالعيافة إذاً تعني زجر الطير، والتشاؤم أو التفاؤل بأسمائها، وأصواتها، وممرها، كما تعني الحدس والتخرص، فتكون بمعنى العراف والكاهن في المعنى العام، وحكمها يدور على المعنى، فتأخذ حكم الطيرة، إذا كانت بمعنى الطيرة، وتأخذ حكم الكاهن والعراف إذا كانت بمعناهما.
1 - عون المعبود 10/403، وانظر: فيض القدير للمناوي 9/395.
2 -
تفسير القرطبي 7/3.