الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العرافة
1 -
معنى العرافة في اللغة:
قال الجوهري: "والعراف الكاهن والطبيب"1. وقال الخليل: "والعريف القيم بأمر قوم عرف عليهم، سمي به لأنه عرف بذلك الاسم"2.
والتعريفُ الإِعْلامُ، والتَّعريف أَيضاً إِنشاد الضالة. واعترَفَ القومَ، سأَلهم وعَرِيفُ القوم سيّدهم. والعَرِيفُ القيّم والسيد لمعرفته بسياسة القوم، وقد عَرُفَ عليهم يَعْرُف عِرافة، والعَرِيفُ النَّقِيب وهو دون الرئيس، ويقال للحازي عراف، وللطبيب عراف لمعرفة كل منهم بعلمه، والعراف الكاهن3.
فالعراف في اللغة اسم للحازي والكاهن، كما يطلق على الطبيب.
2 -
معنى العرافة في الشرع:
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من أتى عرافاً فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين ليلة"4. وقال صلى الله عليه وسلم: "من أتى عرافاً، أو كاهناً، فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد" 5.
وقد عرف الخطابي رحمه الله العراف بأنه: "الذي يزعم أنه يعرف الأمور، بمقدمات أسباب، يستدل بها على مواقعها، كالشيء يسرق فيعرف المظنون به السرقة"6.
1 - الصحاح 4/1402، وانظر: تهذيب اللغة 2/347.
2 -
العين 2/121 وانظر: معجم مقاييس اللغة 4/282.
3 -
انظر: لسان العرب 9/237 - 238، القاموس ص 1081.
4 -
أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب السلام، باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان 4/1751، ح 2230.
5 -
سبق تخريجه ص428 من البحث.
6 -
معالم السنن 4/212، وانظر: النهاية 4/215.
وقال القاضي عياض: "والعراف هو الحازر، والمنجم، الذي يدعى علم الغيب، وهي من العرافة، وصاحبها عراف، وهو الذي يستدل على الأمور بأسباب، ومقدمات، يدعي معرفتها، وقد يعتضد بعض أهل هذا الفن في ذلك، بالزجر، والطرق، والنجوم، وأسباب معتادة في ذلك، وهذا الفن هو العيافة بالياء. وكلها ينطلق عليها اسم الكهانة"1.
وقال شيخ الإسلام: "العراف قد قيل إنه اسم عام للكاهن، والمنجم، والرمال، ونحوهم، ممن يتكلم في تقدم المعرفة بهذه الطرق، ولو قيل إنه في اللغة اسم لبعض هذه الأنواع، فسائرها يدخل فيه بطريق العموم المعنوي، كما قيل في اسم الخمر والميسر ونحوهما"2.
وقال رحمه الله: "والمنجم يدخل في اسم العراف عند بعض العلماء، وعند بعضهم هو في معناه"3.
وقال النووي: "والفرق بين العراف والكاهن، أن الكاهن إنما يتعاطى الأخبار عن الكوائن في المستقبل، ويدعى معرفة الأسرار، والعراف يتعاطى معرفة الشيء المسروق، ومكان الضالة ونحوهما"4. وقال ابن قدامة: "والعراف الذي يحدس ويتخرص"5.
وقيل: "والكاهن من يخبر بواسطة النجم عن المغيبات في المستقبل، بخلاف العراف فإنه الذي يخبر عن المغيبات الواقعة، كعين السارق، ومكان المسروق، والضالة"6.
فالعراف إذاً اسم عام لمن يدعي علم الغيب، ويحدس ويتخرص، كالكاهن، والمنجم، والرمال، ونحوهم. وفرق بعض العلماء بينهما بأن الكاهن هو الذي يدعي معرفة الغيب في المستقبل، أما العراف فهو الذي يدعي معرفة الأمور الماضية، كمعرفة مكان الضالة والشيء المسروق، وكلاهما يشمله أنه يدعي معرفة الغيب، ويحدس ويتخرص.
1 - تفسير القرطبي 7/3.
2 -
مجموع الفتاوى 35/173.
3 -
المرجع السابق 35 /193، وانظر: الفتح 10/216.
4 -
شرح النووي على صحيح مسلم 5/22.
5 -
المغني 12/305.
6 -
مغني المحتاج 4/120.
3 -
حكم العراف:
سبق أن العراف اسم عام للكاهن، والمنجم، عند بعض العلماء، وعند بعضهم أنه الذي يتعاطى المغيبات في الماضي، ففيه ادعاء علم الغيب، فيكون حكمه إذاً حكم الكاهن والمنجم1. وإذا كان الوعيد الشديد لمن أتى عرافاً، أنه لم تقبل صلاته أربعين ليلة، وقد أطلق الكفر على من أتى عرافاً فصدقه، فالوعيد أشد للعراف نفسه.
1 - انظر في تفصيل ذلك: الكافي 4/166، المغني 12/302 - 303، الفروع 6/168.